اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجادل بالحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
يا عزيزى ، اذا أنعمت النظر لوجدت أن الآيات التى ذكرتها تفسر نفسها بنفسها
ذلك أن آيات سورة الأعراف قد حددت القائل بلا أدنى لبس بقولها :
" قال الملأ من قوم فرعون "
أما سورة الشعراء فقد حددته بأنه فرعون , ولا تعارض بينهما , وسأخبرك كيف يكون ذلك ؟
لقد كان ملأ فرعون يرددون قوله كما الببغاوات ، أو كما لو كانوا مجرد صدى لصوته فحسب لا غير ، واليك البرهان من القرآن
قال تعالى عن فرعون : " استخف قومه فأطاعوه "
وقال على لسانه مخاطبا قومه " ما أريكم الا ما أرى ، وما أهديكم الا سبيل الرشاد "
فليس ملأ فرعون الا صدى لصوته , يرى الرأى فيرددوه بلا أدنى مراجعة منهم ولا تفكير
أما عن مسألة من هو المخاطب : موسى أم هارون ؟
فالجواب عليها : ليس فى الآيات خطاب كما تظن , فالآيات انما تصف ندوتين أو بلغة العصر مؤتمرين عقدهما فرعون مع الملأ من قومه
ففى الندوة أو الاجتماع الأول انصب حديثهم عن موسى وحده
أما فى الثانية فقد ضموا اليه أخاه هارون
فلا يوجد تناقض بين الآيات اذا ما تدبرنا القرآن حق تدبره
هذا ، والله عز وجل أعلى وأعلم
رعاك الله ورزقكم وايانا حسن الفهم عنه , اللهم آمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الخلاصة :
لا يمكن أن تكون النصوص الثلاثة تتحدث عن ثلاثة مواقف مختلفة، وإنما هي تتحدث عن موقف واحد، وإنما بطرق تناقض بعضها البعض.
ولعلنا إذا ما تناسينا محاولة التوفيق بين التناقضات بمحاولة تأويل النص – مع أن النص لا يحتاج إلى تأويل – سنجد أنه لا مهرب من القول أن هنالك تناقضاً واضحاً كقرص الشمس.
وحتى نتبين ذلك التناقض سأعرض النصين في سورتي الشعراء والأعراف، لنرى مدى التشابه والاختلاف فيهما :
سورة الشعراء 33 -37
· وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ
· قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
· يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
· قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
· يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ
· سورة الأعراف 108 -112
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
سنجد أن التشابه ينحصر في كل شيء ما عدا قوله في الشعراء " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ"
بينما في الأعراف " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ"
وقوله في الشعراء " وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ"
بينما في الأعراف "وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ"
وقوله في الشعراء " يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ "
بينما في الأعراف " يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ"
وقوله في الشعراء " يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "
بينما الأعراف " يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ"
ولعل ما ينسف محاولة التوفيق بين النصين هو ما يلي وقد أشرنا إليه في السابق:
إذا كان فرعون قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
فالجواب لا محالة سيأتي من الملأ، لأن فرعون قد سألهم ، وقد أجابوا بالفعل قائلين : " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ " بحسب ما ورد في سورة الشعراء
وإذا افترضنا أن الملأ قد رددوا كالببغاوات وراء فرعون بحسب تفسيركم ، إذ قالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
سنرى عندها أننا سنقع في مشكلة عويصة ، وهي لمن وجه الملأ من قوم فرعون سؤالهم " فَمَاذَا تَأْمُرُونَ؟ "
هل لأنفسهم أم لفرعون أم لأشخاص آخرين قد صمت عنهم النص أم لكائنات أخرى لا نعرف عنها شيئا؟
كان بالإمكان أن يقول أحدهم أن السؤال كان موجهاً إلى فرعون، وقد ورد قيل ما قيل من باب التفخيم ، لولا ما ورد بعد السؤال وهو :
"قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ"
فالجواب يدل على أن الرد لم يأت من فرعون ، مع أن السؤال ينبغي أن يكون موجهاً إلى فرعون ، فقد جاء الجواب من الجماعة ، ومن هي الجماعة؟ هي نفس القوم الذين سألوا ! فهم سألوا السؤال وأجابوا على أنفسهم، مع أن السؤال في حقيقته موجهٌ إلى طرف ثانٍ وليس لهم أنفسهم .. فهل رأيت المشكلة أين تكمن؟
ديكا
فلتقطع بأن هناك خطأ في النص القرآني مرة أخرى وسألقي بك خارج المنتدى المرة القادمة ... وجربني