في ظلال اسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان من اعظم ما يقوي الإيمان ويجلبه معرفة اسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله بها :007:(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)الأعراف 180.
وعن ابي هريرة رضي الله عن النبي :salla:أنه قال(أن لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة)رواة الخاري ومسلم واللفظ لمسلم
والمقصود بذلك ان من حفظها وفهم معانيها ومدلولها وأثنى على الله بها وسألة بها واعتقدها دخل الجنة,
اذا احصاء الفاظها وعددها وفهم معانيها ومدلولها ودعاء الله بها ,هي اصل الإيمان والإيمان يرجع إليها لأن معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة :توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان وأصلة وغايته فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه.
نحاول ان شاء الله تعالى ان نورد اسماء الله الحسنى ومعانيها ومن اين نستمد استدلالتها
في ظلال اسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث الأول: أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها
وعلى هذا يجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزداد ولا ينفص,:007:(ولا تقف ما ليس لك به علم )الإسراء 36
المبحث الثاني: أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى
1.الإيمان بالإسم
2.الإيمان بما دل عليه الإسم من المعنى
3.الإيمان بما يتعلق به من الآثار
فنؤمن أنه رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ويرحم عباده , غفور ذو مغفرة ويفغر لعباده.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع...............
على بركةِ اللهِ تعالَى سِرْ يا حَبيب .
اقتباس:
فنؤمن أنه رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ويرحم عباده , غفور ذو مغفرة ويغفر لعباده.
يتبــــــــــــــــــــــع...............
فاللهُ رحيمٌ ذُو رحمة وبها يرحمُ عِبَادَه، و نتعبده برحمته بأنْ نَرحمَ النَّاسَ ،
واللهُ جَبَّارٌ ذَا تَجَبُر ولا نتجبر نحنُ على النَّاسِ بل نتعبده بالخوفِ مِن جبروته ...
على بركةِ اللهِ تعالَى سِرْ . واللهُ يرعاكُم .
في ظلال اسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى
قال ابن القيم:( بدائع الفوائد) ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام:
1. ما يرجع الى نفس الذات كقولك : ذات ,وموجود وشيء
2. مايرجع الى أفعاله نحو: الخالق والرازق
3. ما يرجع الى صفات معنوية كالعليم والقدير والسميع
4.ما يرجع الى التنزيه المحض ولابد من تضمنه ثبوتا إذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس و السلام
5. الإسم الدال على جملة اوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد نحو : المجيد العظيم, الصمد,فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة فمنه استمجد المرخ والغفار وأمجد الناقة علفا .ومنه(رب العرش المجيد ) صفة للعرش لسعته وعظمه وشرفه.ومنها الصمد و قال ابن عباس هو السيد الذي كمل سؤدده. وقال ابن الأنباري:لا خلاف بين اهل اللغة إن الصمد السيد الذي ليس فوقه احد الذي يصمد اليه الناس في حوائجهم وأمورهم
6. صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو: الغني الحميد , العفو القدير, فإن الغنى صفة كمال والحمد كذلك واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر فله ثناء من غناه,وثناء من حمده , وثناء من اجنماعهما.وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في اوصافه تعالى إلا ان تكون متضمنة لثبوت ,كالأحد المتضمن لإنفراده بالربوبية والإلهية ومن مثال ذلك قوله تعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم) فإنه متضمن لكمال حياته وقيوميته .
المبحث الرابع: دلالة الأسماء الحسنى ثلاثة انواع/
# دلالة مطابقة اذا فسرنا الإسم بجميع مدلوله
# دلالة تَضمُن اذا فسرناه ببعض مدللوله
# دلالة التزام إذغ استدللنا به على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الإسم عليها ,فمثلا الرحمن دلالته على الرحمة والذات دلالة مطابقة و دلالته على الأسماء التي لا توجد الرحمة إلا بثبوتها كالحياة والعلم والإرادة والقدرة ونحوها دلالة التزام, وهذه الأخيرة تحتاج الى قوة فكر وتأمل , فالطريق الى معرفتها أنك اذا فهمت اللفظ وما يدل عليه من المعنى وفهمته فهما جيدا ففكر فيما يتوقف عليه ولا يتم بدونه .( توضيح الكافية الشافية للشيخ عبدالرحمن بن سعدي)
في ظلال اسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث الخامس:
حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى: وحقيقة الإلحاد فيها هو الميل بها عن الإستقامة إما بإثبات المشاركة فيها لأحد من الخلق,كإلحاد المشركين الذين اشتقوا لآلهتم من صفات الله ما لايصلح إلا لله.كتسميتهم اللات من الإله, والعزى من العزيز,ومناة من المنان.
وإما ان يكون الإلحاد بنفي صفات الله وإثبات اسماء لا حقيقة لها كما فعل الجهمية ومن تفرع عنهم, وإما بجحدها زإنكارها رأسا إنكارا لوجود الله كما فعل زنادقة الفلاسفة,:007:( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)الأعراف180
المبحث السادس :أسماء الله كلها حسنى
أسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك أصلا وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل نحو الخالق والرازق ,والمحيي,والميت وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها , لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ولم تكن أسماؤه كلها حُسنى وهذا باطل ,فالشر ليس اليه , لايضاف اليه فعلا و لاوصفا وإنما يدخل في مفعولاته.
في ظلال اسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمور ينبغي أن تعلم 1
1.أن ما يدخل في باب الإخبار عنه نعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ,كالشيء والموجود, والقائم بنفسه,فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في اسمائه وصفاته.
2. أن الصفة اذا كانت منقسمة الى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد ,والفاعل, والصانع, فإن هذه الألفاظ لا تدخل من اسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا.
3. أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين ,فجعل من أسماء الله الحسنى المضل , الفاتن, الماكر, تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصه معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها المطلقة ....والله اعلم.
4. أن اسماء الله الحسنى هي أعلام و أوصاف ,والوصف بها لا ينافي العلمية بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم لأن أوصافهم مشتركة فنافتها العلمية المختصة بخلاف أوصافه تعالى.
5. أن أسماءه الحسنى لها اعتباران ,اعتبار من حيث الذات واعتبار من حيث الصفات فهي بالإعتبار الأول مترادفة وبالإعتبار الثاني متباينة.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
الأسماء الحسنى لا تحد بعدد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسماء الحسنى لاتدخل تحت حصر و لاتحد بعدد, فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ,كما في الحديث الصحيح(( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك)) اخرجه احمد وصححةالألباني في الكلم الطيب.
فجعل اسماءه ثلاثة أقسام :
1)) قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه ,
2)) وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده,
3)) وقسم استأثر به في علم الغيب فلم يطلع عليه أحد من خلقه ولهذا قال ((أستأثرت به))’ أي انفردت بعلمه وليس المراد انفراده بالتسمي به. لأن هذا الإنفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه.ومن هذا قول النبي :salla: في حديث الشفاعة((فيفتح عليَ من محامده بما لا احسنه الآن))رواه مسلم ,,,, ومنه قوله:salla::((لا أحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك))رواه مسلم
واما قوله :salla:(من أحصاها دخل الجنة)) فالمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة , وهذا لاينفي أن يكون له أسماء غيرها.وهكذا نقول -ولله المثل الأعلى- لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد فلا ينفي ها القول ان يكون له مماليك غيرهم .
العزيز -القدير-القادر-المقتدر-القوي-المتين
هذه الأسماء العظيمة معانيها متقاربة,فهو تعالى كامل القوة عظيم القدرة شامل العزة:( وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )65 يونس و :007:(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)) هود
فمعاني العزة الثلاثة كلها كاملة لله العظيم:
1_عزة القوة الدال عليها من أسمائه القوي المتين,وهي وصفة العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت .:007:(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)) الذاريات و:007:(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)) الأنعام
2- وعزة الأمتناع فإنه هو الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه ولا نفعه فينفعونه’بل هو الضار النافع المعطي المانع.
يتبع...
العزيز -القدير-القادر-المقتدر-القوي-المتين
3)وعزة القهر والغلبة لكل الكائنات فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقاده لإرادته ,فجميع نواصي المخلوقات بيده.لا يتحرك منها متحرك و لا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن,و لا حول ولا قوة إلا به.فمن قةته أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وأنه خلق الخلق ثم يميتهم ثم يحييهم ثم اليه يرجعون(مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) ) لقمان.و:007:( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)) الروم
ومن آثار قدرته أنك ترى الأرض هامدة.فإذا انزلت عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج,فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج,
إن هذه القوة الهائلة والمخترعات الباهرة التي وصلت اليها مقدرة هذه الأمم هي من اقدار الله لهم وتعليمه لهم ما لم يكونوا يعلمونه,فمن آيات الله أن قواهم و قدرهم ومخترعاتهم لم تغن عنهم شيئا في صد ما أصابهم من النكبات والعقوبات المهلكة مع بذل جدهم واجتهادهم في توقي ذلك ,ولكن امر الله غالب,وقدرته تنقاد لها عناصر العالم العلوي والسفلي.
ومن آثار قدرته و رحمته ما يحدث لأهل النار وأهل الجنة من أنواع العقاب وأصناف النعيم المستمر الكثير المتتابع الذي لا ينقطع ولا يتناهى.