ابنتي المسلمة الصغيرة .. و الصليب .. و بائع الذهب
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"
ها هي زوجتي المسلمة قد ادخرت بعض المال لتشتري قرطا ذهبيا صغيرا .. كهدية لأسرة أخرى ذات فضل عندنا .. لقد قررنا النزول بإذن الله .. ارتدت ابنتي المسلمة الصغيرة ذات السبعة أعوام حجابها الجميل .. نعم أقولها لكم و بكل صراحة لقد قذف الله حبها في قلبي قذفا .. لأنها مسلمة .. ها هي البنت الصغيرة تتعلق بيد أمها .. استأجرنا سيارة أجرة .. الحمد لله لقد وصلنا .. و ها نحن نبحث عن محل لأحد المسلمين لنشتري منه هديتنا .. هذا المحل صاحبه مسلم فلنتوكل على الله و لندخل .. تتركنا ابنتنا الصغيرة لتقف في جانب من جوانب المحل و تدور بعينيها على ما يعرضه الرجل في أماكن العرض الخاصة من مشغولات ذهبية .. فجأة تقع عيناها على بعض الأشكال الغريبة .. صلبان عليها شخص شبه عار مصلوب و موضوع على رأسه إكليلا من الشوك .. فجأة تقطع ابنتنا المسلمة الصغيرة كلامنا مع بائع الذهب لتسأله سؤالا مفاجئا خجولا "هل أنت مسلم؟" .. تعجبنا جميعا فقد تأكدنا من اسم الرجل على واجهة المحل الخارجية فلماذا تسأل ابنتي إذن الآن .. يجيبها الرجل متعجبا "نعم أنا مسلم!" ثم يخرج الرجل مصحفا كبيرا من درج المكتب الخاص به ليؤكد إجابته على أنه مسلم .. فتقول له المسلمة الصغيرة "فلماذا إذن تبيع تلكم الصلبان و المرسوم عليها المسيح بن مريم و هو مصلوب" .. فيرد الرجل "أحضرتها فقط خصيصا للنصارى" .. فترد المسلمة الصغيرة "أعلم أنك تعرف أن المسيح بن مريم لم يُصلب و هذا ما يؤكده الله في القرآن الكريم .. و أعلم أنك تعرف أن النصارى يقدسون الصليب و يعبدون المصلوب عليه" .. فيقول الرجل البائع "نعم أعلم ذلك!" .. فتقول له المسلمة الصغيرة "إذن فأنت بفعلتك هذه تُكذب القرآن الكريم و تعين على عبادة غير الله و أنت لا تدري .. هل تذكر قصة إبراهيم عليه السلام و هو طفل صغير مع أبيه .. لم يرضى إبراهيم عليه السلام أن يبيع الأصنام للناس لأنهم كانوا يعبدونها من دون الله .. بل و حطمها عندما صار رجلا .. ألا تحب أن تكون كإبراهيم خليل الله؟" .. لم يجد صاحب الذهب ردا إلا أن قال "نعم و الله أنت على حق .. نعم و الله أنت على حق" .. ثم وجه الرجل وجهه إلينا قائلا "بارك الله لكم فيها .. بارك الله لكم فيها"
نعم هذه هي ابنتي المسلمة الصغيرة و التي أدعو الله تعالى أن ينبتها نباتا حسنا و أن تكون في ميزان حسناتي يوم القيامة
و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال "لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عُمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه"
