السلام عليكم
الاسلام برىء من الرق لماذا يتم خلط الامور ببعضها
المسيحية اصلا لم تحرم الرق فماالذى يربطه بالاسلام؟؟؟
لو كان هناك قانون صارم لتم منع الرق قبل الاسلام حتى قبل مايجى
عرض للطباعة
السلام عليكم
الاسلام برىء من الرق لماذا يتم خلط الامور ببعضها
المسيحية اصلا لم تحرم الرق فماالذى يربطه بالاسلام؟؟؟
لو كان هناك قانون صارم لتم منع الرق قبل الاسلام حتى قبل مايجى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت اختى بارك الله فيك
الاسلام قضى على الرق والحمدلله
والان ابناؤنا لا يفهمون معنى كلمة رق ولا يستطيعوا تصور ان الانسان ممكن ان يباع ويشترى
لانهم اتوا بعد ان طهر الاسلام العظيم بلادنا منه
الاسلام وضع الاحكام التى تكفلت بنهائه وتحرير الانسان
لنفس السبب الذي يجعلهم يربطون تعدد الزوجات في الاسلام, و كذلك تحريم أكل الخزير..اقتباس:
لماذا يتم ربط الرق بالاسلام؟
أنهم جهلة لا يعلمون أن هذا موجود في دينهم (الرق, تعدد الزوجات..)
لايعرف التاريخ بداية لاستعباد الأنسان لأخيه الأنسان ,ومنذ عرفت الحضارات ودون التاريخ نجد الرق ونجده قاسيا .بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعيننبذه تاريخيه عن الرق قبل الأسلام
قد تعجب ايها القارىء اذا عرفت ان الرق هو ابشع صور الأنسانية ,لم يكن من صنع الأنسان المتوحش بل من صنع الأنسان المتحضر. فالجماعات البدائية التي كانت تعيش في العصر الحجري وتتغذى من الصيد وجني الثمار الطبيعية لم تعرف الرق, بل كان يشيع بينها التعاون والمساواة والعمل المشترك للحصول على الغذاء.
ولما اخذ الأنسان في تأهيل بعض الحيوانات وصنع الشباك , توفر له بعض الغذاء , فسلم من كان يقتل, واخذت الجماعة تفيد منه في رعي ماشيتها او في صنع شباكها, وحل استخدام الأسير محل قتله ومن هنا نشأ الرق كظاهره اجتماعيه تقوم على استغلال انسان قوي لانسان ضعيف بدلا من قتله , واعتبر نجاة الأسير من حيث الأخلاق تقدما عظيما, فالعيش في ادنى مراتب الحياة اهون من القتل.
وعندما اخذ الأنسان في زراعة الأرض والأستقرار فيها ,واصبح له وطن ثابت ,فأنشأ المدينة واختار لها مكانا ,فلما تطورت حياة المدينة بعد اتساعها ونموها, زادت الحاجة الى العمل والى تنظيمه,ووجدت دولة المدينة في الأسرى الذين كانوا يقعون في قبضتها في اعقاب الحروب التي كانت تنشب بين المدن اداة طيعة للعمل, فمنهم من تستبقيه لمرافق المدينة فيكون مملوكا للدولة, ومنهم من تبيعه فيشتريه ارباب الأسر للأفادة من قوته البدنيه, وهكذا اضحى الرق في المدينة نظاما قانونيا واداة لتنمية راس المال.
ففيمصر القديمه وجدت العبوديه وعلى اكتاف رقيق الأرض بنيت الأهرام واقيمت المعابد ونحتت المسلات.
وفي الصين كان الرق منتشرا , وكان من اسبابه الفقر الذي كثيرا مايدفع بصاحبه الى ان يبيع نفسه واولاده تخلصا من العوز الذي كان واسع الأنتشار في الهند حيث نظام الطبقات كان الشودر(Sudra) , والمنبوذون(Outcast ) يمثلان الغالبية العظمى بين السكان الأصليين للبلاد . وكانت هاتان الطبقتانتكونان طبقة العبيد ز وكان للبراهمة (الكهنة) الحق في ان يأخذوا من مال الشودرا مايشاءون .فهذه الطبقة وافرادها ملك خاص للبراهمه, اما طبقة المنبوذين فلم يكن لها الحق ان تملك شيئا ,وكان من التفضيل على اي من افرادها ان يتملكه احد وان يخرجه من طبقة المنبوذين الى المجتمع.
اما عند الفرس فقد انتشرت نظرية الحق الألهي واصبحت عقيده مرعية عند الجميع و بمقتضى هذه النظريه اعتقد الملوك والناس معهم ان دما من دماء الآلهة تجري في عروقهم وانهم لذلك طبقة اخرى غير طبقة البشر وان من سواهم عبيد لهم ولا ينال الشعب الرحمة من الألهة الا اذا رضي عنه الملوك وعلى هذا يمكن القول ان سكان فارس كانوا الهة وعبيدا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند اليونان
كان استعباد البشر بكثرة في حضارة اليونان ,وكان قراصنتهم يتخطفون ابناء الأمم الأخرى في مختلف السواحل في مختلف السواحل ويبيعونهم في اسواق اثينا وغيرها , ولما صارت لليونان مستعمرات في اسيا الصغرى صارت لهم فيها اسواق للأتجار بالرقيق حتى امتلأت بيوت الأغريق بالاماء والعبيد يستعبدهم اليونان جميعا , لافرق بين غني وفقير. ولم تؤثر في تاريخهم في تاريخهم كلمة واحدة عن اي حكيم من حكمائهم باستنكار استعباد الأنسان لأخيه الأنسان او للترغيب في تحريره.
بل قسم الفلاسفة اليونان الجنس البشري قسمين: حر بالطبع ورقيق بالطمع . وقالوا ان الثاني ماخلق الا لخدة الأول , وان عليه ان يقوم بالأعمال الجسمانية , ويقوم الجنس اليوناني الحر بالأعمال الفكريه والأداريه والمنصب الهامة.
ومذهب ارسطو في الرق ان فريقا من الناس مخلوقون للعبوديه لأنهم يعملون عمل الألات التي يتصرف فيها الأحرار ذو الفكر. فهم الات حيه تلحق في عملها بالآلات الجامده, ويحمد من السادة الذين يستخدمون هذه الآلات الحية ان يتوسموا فيها القدرة على الأستقلال والتميز فيشجعوها ويرتقوا بها من منزلة الأداة المسخرة الى منزلة الكائن العاقل الرشيد.
واستاذ ارسطوا -افلاطون- يقضي في جمهوريته الفاضلة بحرمان العبيد حق المواطنة واجبارهم على الطاعة والخضوع للأحرار من سادتهم او من السادة الغرباء, ومن تطاول منهم على سيد غريب اسلمته الدولة اليه ليقتص منه كما يريد.
وقد شرعت الحضارة اليونانية نظام الرق العام, كما شرعت نظام الرق الخاص أو تسخير العبيد في خدمة البيوت والأفراد ,فكان للهياكل في اسيا الصغرى ارقاؤها الموقوفون عليها, وكانت عليهم واجبات الخدمة والحراسة ,ولم يكن من حقهم ولاية اعمال الكهانة والعبادة العامة.2
بل جعل ارسطو كلمة( المواطن) مرادف لكلمة (الحر), ويرى ان وظيفة العبيد تحصيل الثروة الضرورية للأسره والقيام على خدمتها , ذلك لأن المواطن حبته الطبيعة ذكاء وشجاعة فبنى لنفسه مدينة وتفرغ لسياستها وخصص حياته لخدمتها في السلم والحرب ,فلا يتسع وقته للعناية بشئون معاشه وتأبى عليه كرامته ان يتنزل للأعمال اليدويه يزاولها فيشوه يديه وخلقته ويظهر وضيعا,فكان لابد ان يجد من يتكفل بذلك دونه. وقد اوجدت الطبيعه شعوبا قليله الذكاء اقوياء البنيه, واولئك هم العبيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الرق عند الرومان
كان الرقيق في عرق الرومان((شيئا)) لا بشرا. شيئا لا حقوق له البته, وان كان عليه كل ثقيل من الواجبات.
كان الغزو عند الرومان نبعا اساسيا من يتابيع الأسترقاق للشعوب , ولم يكن هذا الغزو لفكرة ولا لمبدأ وانما كان سببه الوحيد شهوة الأستعباد للآخرين وتسخيرهم لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الشخصية.بل كان النخاسون يتخذون الحروب الكثيرة التي اعتاد الرومان ان يشعلوها مواسم لتجارتهم, وكانوا يصحبون الجيوش لا للأصطدام بالعدو, بل ليشتروا الأسرى والمغلوبين من صبيان وبنات ورجال ونساء بأبخس الأثمان , ختى كان الغني من النخاسين يشتري الف انسان صفقة واحدة عقب نصر كبير تعده الأنسانية خزيا, ويعده تاريخ الأستعمار الروماني عظمة ومجدا.وفي مدينة روما كانت للرقيق سوق تعرض فيها هذه البضائع للمزاد العلني على رابية مرتفعه: فيكون الرقيق عريانا من كل ما يستره ,ذكرا كان او انثى , كبيرا او حدثا, ولمن شاء من الناس ان يدنو من هذا اللحم الحي المعروض للبيع فيجسه بيده ويقلبه كيف شاء ولو لم يشتره في النهاية. والقانون الروماني لم يكن يعتبر الرقيق انسانا له شخصيه ذات حقوق على الأنسانية , بل كان يعتبره شيئا كسائر السلع التي يباح الأتجار بها.
اما الرقيق فقد كانوا يعملون في الحقول وهم مصفدون في الأغلال الثقيله التي تكفي لمنعهم من الفرار.ولم يكونوا يطعمون الا لأبقاء على وجودهم ليعملو, لا لأن من حقهم ان ياخذوا حاجتهم من الغذاء .وكانوا في اثناء العمل يساقون بالسوط, ثم ينامون في زنزانات مظلمة كريهة الرائحة تعيش فيها الفئران والحشرات, فيلقون فيها عشرات عشرات قد يبلغون خمسين في الزنزانه الواحده.
ولكن الشتاعة الكبرى كانت حلقات المبارزة بالسيف والرمح, وكانت من احب المهرجانات اليهم, فيجتمع اليها السادة وعلى رأسهم الامبراطور احيانا, ليشاهدوا الرقيق يتبارزون مبارة حقيقة, توجه فيها طعنات السيوف والرماح الى اي مكان في الجسم بلا تحرز ولا احتياط من القتل.
فلكي يعيش الروماني عيشة البذخ والترف, يستمتع بالحمامات البارده والساخنة , والثياب الفاخره , واطايب الطعام من كل لون , ويغرق في المتع الفاجره من خمر ونساء , كان لابد لكل هذا من استعباد الشعوب الأخرى وامتصاص دمائها.
ومن وسائل الرق عند الرومان ايضا انهم كانوا يسترقون المدين الذي لم يتيسر له الوفاء بدينه , فيصبح المدين رقيقا
للدائن.
ذلك كان الرقيق في العالم الروماني , ولا نحتاج ان نقول شيئا عن الوضع القانوني للرقيق وقتئذ هو الذي اعطى للسيد الحق المطلق في قتل الرقيق وتعذيبه وتسخيره واستغلاله دون ان يكون للرقيق حق الشكوى, ودون ان تكون هناك جهة تنظر في هذه الشكوى او تعترف بها ,لكون الرقيق –في نظر القاتون الروماني- حيوانا او اقل من الحيوان, فيفعل فيه السيد ما يشاء وما يريد دون ان يسأل عما يفعل وهم اي الأرقاء يٌسألون!!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند اليهود
اما عند بني اسرائيل فقد اباحت التوراة الأسترقاق بطريق الشراء او سبيا في الحرب , فجعلت للعبري ان يستعبد العبري اذا افتقر , فيبيع الفقير نفسه لغتي , او يقدم المدين نفسه للدائن حتى يوفي له الثمن , ويبقى عبدا له ست سنين ثم يتحرر, ففي سفر الخروج 21 :1 -11 احكام مختصه عن العبيد 1«وَهَذِهِ هِيَ الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُ أَمَامَهُمْ: 2إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيّاً فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرّاً مَجَّاناً. 3إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. 4إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. 5وَلَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي. لاَ أَخْرُجُ حُرّاً 6يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ. 7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ. 8إِنْ قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ يَدَعُهَا تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ بِهَا. 9وَإِنْ خَطَبَهَا لاِبْنِهِ فَبِحَسَبِ حَقِّ الْبَنَاتِ يَفْعَلُ لَهَا. 10إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا. 11وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَهَا هَذِهِ الثَّلاَثَ تَخْرُجُ مَجَّاناً بِلاَ ثَمَنٍ.,,
اما غير اليهودي فهو وحده الذي يجوز استرقاقه بالحرب او بالشراء ,ويعامل بعنف ولا يجوز تحريره أو افتداؤه, ويبقى رقيقا ابد الدهر. فاليهودي في نظر الديانة اليهودية كاليوناني من وجه نظر افلاطون وارسطو,لا يجوز استرقاقه واذا ما استرق فيجب ان يتحرر بعد عدد من السنين.
اما الأسترقاق في الحروب فهو ايسر ما ينزله اليهود بأعدائهم , وقد نص العهد القديم على ما يلي : 10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. )) سفر التثنية 21: 10-14
وكذلك ورد في سفر القضاة 21: 20-23 20وَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «امْضُوا وَاكْمِنُوا فِي الْكُرُومِ. 21وَانْظُرُوا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ. 22فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ». 23فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو بَنْيَامِينَ، وَاتَّخَذُوا نِسَاءً حَسَبَ عَدَدِهِمْ مِنَ الرَّاقِصَاتِ اللَّوَاتِي اخْتَطَفُوهُنَّ، وَذَهَبُوا وَرَجَعُوا إِلَى مُلْكِهِمْ وَبَنَوْا الْمُدُنَ وَسَكَنُوا بِهَا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند المسيحيين:
لما جاء المسيح عليه السلام دعا الى المسواة بين الناس واوصى تلاميذه ان يعاملوا تلاميذه بمثل ما يحبون ان يعاملوهم به. لكن لما اشتدت حملة الرومان على من امن بالمسيح عليه السلام اضطرت المسيحية الى التخلي عن مثالياتها وان تستسلم لواقعها واعلنت ان المساواة هي بالروح , وان الأرواح المؤمنة تلتقي في المسيح و تتساوى في مملكته السماويه.أما الجسد فقد خلق لهذه الدنيا وعليه ان يخضع لكل ذي سلطان عليه وان يتحمل ما يلقى من الم وعذاب كما تحمل جسد المسيح.وبهذا خصت المساواة بالروح وجعلت الناس متساويين امام الله, وخصت الخضوع بالجسد ودعت الى الصبر والتسامح ليهون الخضوع على المؤمنيين . ومن اجل ان توافق بين النقيضين وتبرر سلطة الحاكم على المحكومين .اعتبرت السلطة ترتيبا من الله , يجب الخضوع لها خضوعا مطلقا,فمن يقاومها يدينه الله لأنها من امره, وهذا ما اعلنه القديس بولس في رسالته لأهل روميه 13: 1-5-: 1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. )
وعلى هذا المبدأ القائم على الخضوع , دعا هذا القديس العبيد الى طاعة سادتهم وحضهم على تسخير اجساده لخدمتهم والأخلاص لهم , لا بالمظهر الذي يرضي الناس , بل بالقلب الذي يرضي الله, فنراه يقول كما في رسالته الى اهل افسس 6: 5-6 (5أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ 6لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ), وهذا ما وصى به القديس بطرس ايضا كما في رسالته الأولى 2: 18(18أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا)
وعلى مبدأ الخضوع المبني على ترتيب هو من امر الله , اقامت الكنيسة شرعية الرق واتباع آباء الكنيسة, وسارو على نهجه فاباحوا الأسترقاق , واستند القديس( سيبريانوس) والبابا (جريجوار الأكبر) على اقوال القدسين بطرس وبولس وصرحا بضرورة الأبقاء على الرق . ونصح القديس (ايزيدوروس) العبيد بأن لا يطمعوا في التحرر من الرق ولو اراده اسيادهم,بل لايسوغ للعبد ان يتشوق الى الحرية فانه ببقائه على الرق يحاسب يوم القيامة حسابا يسيرا,لأنه يكون قد خدم مولاه الذي في السماء ومولاه الذي في الأرض.
وقد حاول القديس اوغسطين ومن بعده القديس توما الأكويني , ان يوفقا بين المسيحية والأفلاطونية فذهبا الى ان الله خص بعض الناس بالرق ليكونوا محكومين,وخص آخرين بالحرية ليكونوا حاكمين . وقد خص الله الأرقاء بالوظائف الوضيعة في المجتمع وعوضهم عن احتقار الناس لهم بالثواب بالآخره. وبذلك اعتبرت المسيحية الرق نظاما الهيا, والتقت مع الأفلاطونية التي اعتبرته نظاما طبيعيا فهو في كليهما لايقبل الزوال . وكل ما فعلته الكنيسة هو انها حضت على الرفق بالرقيق , ولكنها لم تخفف من الآمه , ففي ظلها كان السادة يمارسون على عبيدهم حق الموت والحياة , وفي ظلها كان العبيد يعاملون معاملة البهائم ويسامون سومها.واذا قيل ان الكنيسة قد عارضت بحماس شديد استرقاق الأسرى فان معارضتها كانت تنصب فقط على الأسرى المسيحين دون غيرهم
نقل الدكتور جوزيف بوست, احد رجال الجامعة الأمريكية الأولين في بيروت :(ان المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي, ولا من وجهها الأقتصادي , ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في ادابهم من جهة العبودية , حتى ولا المباحثة فيها , ولم تقل شيئا ضد حقوق اصحاب العبيد , ولا حركت العبيد الى طلب التحرر, و لابحثت عن مضار العبودية , ولا عن قسوتها, ولم تأمر باطلاق العبيد اصلا, وبالأجمال لم تغير النسبة الشرعية بين الولي والعبد بشيء , بل على عكس ذلك اثبتت حقوق السادة وواجباتالعبيد) }قاموس الكتاب المقدس , المجلد الثاني ص60-61 ,طبع المطبعة الأمريكية في بيروت ,1901, نقلا عن كتاب الأسلام , سلسلة مقارنة الأديان, د احمد شلبي{
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق في اوروبا
فيما عدا اليونان والرومان –وقد سبق الكلام عنهما – ليس لأوروبا تاريخ قديم يذكر سوى تاريخ الجرمان , يقول الأستاذ شفيق باشا عن موقف الجرمان من الرق مايلي: (( وكانت المقامرة تخرج بالمولعين بها الى الحد انهم سقامرون على نسائهم واولادهم , بل وعلى حرياتهم الشخصية ,فكان ذلك عند الجرمان مصدرا من مصادر الرق))
ولما بدأ تاريخ اوروبا العام يظهر في العصور الوسطى , ظهر معه نظام الأمراء والاقطاع , اي نظام السادة من جانب الأرض ورقيق الأرض من جانب اخر,فقد كان المزارعون عبيدا للملاك يباعون مع الأرض اذا بيعت الأرض,وليس للواحد منهم الحق في الخروج من ارض الى ارض اخرى , لأنه كان كالآلة تابعا للأرض مملوكا لصاحبها , ولم يلغ الرق في اوروبا الا في القرن التاسع عشر , وكان في الحقيقة الغاء لاسترقاق الأوربيين فقط وتحويلا لنشاط التسلط تجاه اسيا وافريقية , وقد كات الأسترقاق في اسيا منتشرا باسم الأستعمار , اما في افريقية فكان استرقاقا سافرا وكانت اسواق النخاسين التي فتحا الأوروبيون تتمتع برواج عظيم و تفيض بربح وافر على تجارها. وفي القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر تحالف تجار الرقيق الأبيض مع بعض زعماء القبائل الأفريقين واخذوا يهجمون على مساكن الإ فريقين ويخطفون اطفالهم و يعرضونهم للبيع في اسواق العبيد.
وجاء في دائرة المعارف البريطانية , الجزء الثاني صفحة 779 مادة SLAVERY :(( ان اصطياد الرقيق من قراهم المحاطة بالأدغال كان يتم بايقاد النار في الهشيم الذي صنعت منه الحظائر المحيطة بالقرى ,حتى اذا نفر اهل القرية الى الخلاء , تصيدهم الأنجليز بما اعدوا لهم من الوسائل))
وكان قسم منهم يموت اثناء القنص الآدمي في الرحلة الى الشاطيء الذي ترسو عليه مراكب الشركة الأنجليزية وغيرها, وكان ثلث الباقين يموت بسبب تغير الطقس , ويموت في اثناء الشحن حوالي 4.5% و12% اثناء الرحلة , أما من كانوا يموتون في المستعمرات فلا حصر لهم , فان مستعمرة جامايكا البريطانية وحدها قد دخلها سنة 1820م ما لايقل عن ثمانمائة الف رقيق, ولم يبق في تلك السنة منهم سوى ثلثمائة واربعين الفا.
وكانت الملكة ((اليزابيت الأولى)(1558 -1603م) تشارك في الأتجار بالرقيق, وكانت شريكة(( لجون هوكنز)) اعظم نخاس في التاريخ,وقد رفعته الى مرتبة النبلاء ,اعجابا ببطولته, وجعلت شعاره رقيقا يرفل في السلاسل والقيود.
ومن المفارقات الطريفة : ان السفينةالتي اعدتها لجون هوكنز,كانت تسمى((يسوع)), وكان عدد السفن المخصصة للأتجار بالرقيق 192 سفينة تتسع حمولتها في الرحلة الواحدة 47146 رقيقا , وقد طلبت انجلترا من رجال الدين مبررا لهذة التجارة , فأسعفوها بنصوص التوراة التي تقدمت في الكلام على الرقيق عند اليهود.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند العرب في الجاهلية
اتشر الرق عند العرب قبل الأسلام انتشارا كبيرا, وكانت وسيلته الحروب التي لا تنتهي في الجزيرة العربية, وكان الغالب يأسر من المغلوبين من يستطيع ليصبحوا عبيدا , ومن وسائل الرق عند العرب القوة فاذا قابلت قبيلة قوية قبيلة ضعيفه استسلمت القبيلة الضعيفه للقويه و خضعت لها واصبح افرادها عبيدا . ومن وسائل الرق عند العرب الهجوم السريع , فالشخص الذي يمشي وحده , او الجماعة من الناس التي تمشي دون ان تستطيع حماية نفسها كانت عرضة للخطف نتيجة هجوم سريع , فيصبحون بذلك عبيدا.
لكن قبل ان انهي هذه النقطه , احب ان اذكر ان جميع الأمم كان الرق عندها يشمل الجسد والعقل, فالرقيق يتبع سيده في دينه وتفكيره ولا يحق له ان يتبع تفكيرا اخر غير تفكير سيده .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عالج الإسلام الرقيق معالجة تودي إلى تخفيف وضع الرق المضروب عليه، وتؤدي إلى عتقه جبراً واختياراً. وقد وضع أحكاماً كثيرة في هذا الشأن فصلها الفقهاء أتم تفصيل، وتتلخص هذه الأحكام في المسائل التالية:
1 - وَجَد الإسلام الناسَ يملكون الأرقاء فعالج مشاكل الرقيق بين المالكين معالجة تجعل للرقيق حقوقاً، وتحفظ عليه اعتبار كونه إنساناً كالحر من حيث الصفات الفطرية التي فُطرت في الإنسان. وقد وصى الله تعالى في القرآن الكريم كما وصى الرسول r في الحديث الشريف بالإحسان إلى الأرقاءوبحسنمعاشرتهم. قالتعالى: ]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ[ وقال r: «اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يُغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» رواه مسلم
2 - حث الإسلام على عتق الأرقاء. فقد جعل عتق الرقبة يساعد الإنسـان على شـكـر نعـم الله الجليلة ويعـينه على اقتحام العقبة قال تعالى: ]فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13)[ والاقتحام الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة، والعقبة الشدة. فجعل الأعمال الصالحة عقبة وجعل عملها اقتحاماً لها لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس. وفك الرقبة تخليصها من الرق. فحث الله في الآية على عتق الأرقاء. وكذلك حث الرسول على عتق الأرقاء قال r: «أيما رجل أعتق امرأً مسلماً استنقذ الله تعالى بكل عضو منه عضواً من النار» رواه البخاري ومسلم. وبذلك يتبين أن الإسلام رغَّب في عتق الأرقاء وجعل له ثواباً كبيراً.
3 - شرع الإسلام أحكاماً عملية توجب عتق الأرقاء، فقد شرع أحكاماً تجبر على العتق، إذ جعل عتق العبد المملوك للقريب المحرم يتم آلياً بمجرد الملك سواء رضي المالك أم لم يرض، أعتق أم لم يعتق. فكل إنسان يملك قريباً ذا رحم محرم بالشراء أو الإرث عتق عليه قريبه جبراً عنه بمجرد الملك دون حاجة إلى إعتاقه. روى أبو داود عن الحسن عن سمرة أن النبي r قال: «من ملك ذا رحم محرم فهو حر» وجعل تعذيب العبد من تحريق أو قطع عضو أو إفساده أو ضرب العبد ضرباً مبرحاً، جعل ذلك موجباً لعتقه، فإن لم يعتقه سيده عتقه الحاكم جبراً عن سيده. وقال: «من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه» رواه مسلم من طريق ابن عمر. وجعل الإسلام عتق الرقبة كفارة لازمة لكثير من الذنوب. فمن قتل مؤمناً خطأ فكفارته تحرير رقبة مؤمنة ومن حنث في يمينه فمما يكفر خطيئته تحرير رقبة ومن ظاهر من زوجته بأن قال لها أنت عليَّ كظهر أمي ثم عاد إليها فكفارته تحرير رقبة ومن أفسد صوم رمضان بالجماع فكفارته تحرير رقبة. فكل هذه الأحكام للكفارات تلزم المكفر عتق الرقبة.
4- ولم يكتف الإسلام بذلك بل جعل للعبد نفسه طريقة لأن يعمل على عتق نفسه، كما جعل للمالك طريقة يعوض بها عن ثمن العبد. وذلك في بحث المُكاتَب. ورغب الإسـلام في هذا وأمر الله بالقرآن به فقال تعالى: ]وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ[. وإذا كاتب المولى عبده بأن قال له: إن أتيتني بكذا في مدة كذا فأنت حرّ، كان واجباً علي السيد أن يطلق عبده ليعمل، حتى يحصل على المال الذي كاتبه عليه. وكان واجباً عليه أن يعتقه إذا أحضر المال. ولا يصح له أن يرجع عن هذه المكاتبة. وقد عرّف الفقهاء المكاتبة بأنها تحرير المملوك حالاً، ورقبته مآلاً، وإن الكتابة إذا صحت خرج العبد من يد سيده. ومتى أدى البدل خرج من ملك سيده.
5 - جعل في بيت مال المسلمين باباً خاصاً لعتق الأرقاء. إذ جعل الزكاةتصرفلعتق الأرقاء، وجعله أحد الأبواب الثمانية، قال تعالى: ]إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ)التوبة (60)[ فقوله: ]وَفِي الرِّقَابِِ [ يعني عتق الأرقاء
فهذه الأحكام كلها لعتق الأرقاء. ويلاحظ فيها أنها قد سلكت طريقة التوجيه بالحث والترغيب، وطريقة التشريع بالأحكام التي تنفذها الدولة بالقوة إذا لم ينفذها الفرد بدافع تقوى الله. وهي كلها أحكام تؤدي إلى إنهاء الرق من المجتمع.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
موقف الأسلام من الرق
جاء الأسلام والرق نظام نظام عالمي معترف به في جميع الشعوب,بل كان الرق عمله اقتصاديه هامة وضرورة اجتماعية متداولة ,لايستنكرها انسان ,ولايفكر في امكان تغييرها احد.
لقد جاء الأسلام ليرد لهؤلاء انسانيتهم........ جاء ليقول للسادة عن الرقيق (من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه, ومن اخصى عبده خصيناه))رواه الشيخان وابو داوود والترمذي والنسائي, جاء ليقرر وحدة الأصل والمنشأ والمصير:(انتم بنو ادم وادم من تراب)رواه مسلم وابو داوود , جاء ليأمر السادة امرا ان يحسنوا معاملتهم للرقيق قال تعالى (وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وماملكت ايمانكم ان الله لايحب من كان مختالا فخورا)النساء 36 وليقرر ان العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الأستعلاء والأستعباد , او التسخير او التحقير وانما هي علاقة القربى والأخوة .فهم اخوة للسادة(اخوانكم خولكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس, ولا تكلفوهم ما يغلبهم ,فان كلفتموهم فاعينوهم) رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم:(لايقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي). لابد ان نسجل الخطوة الهائلة التي قفزها الأسلام بالرقيق , فلم يعد الرقيق شيئا بل اصبح بشرا له روح كروح الساده بل رفعه الأسلام الى مستوى الأخوة الكريمة ,لا في عالم الأحلام بل في عالم الواقع .حيث اصبح الرقيق كائنا انسانيا له كرامة يحميها القانون , ولا يجوز الأعتداء عليه بالقول او الفعل . فاما القول فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم السادة عن تذكير ارقائهم بانهم ارقاء,وامرهم ان يخاطبوهم بما يشعرهم بمودة الأهل وينفي عنهم صفة العبودية , وقال في معرض هذا التوجيه:(( ان الله ملككم اياهم ولوشاء لملكهم اياكم)),واما الأعتداء الجسدي فعقوبته الصريحة هي المعاملة بالمثل (من قتل عبده قتلناه .....) وهو مبدأ صريح الدلالة على المساواة الأنسانية بين الرقيق والسادة, بل جعل مجرد لطم العبد في غير تأديب – والتأديب كما يؤدب الرجل ابناءه- مبررا شرعيا للعتق.
والآن نتسائل: ماهو موقف الأسلام من الرق؟قلنا ان الأسلام لم يشرع الرق كما شرعته الأمم السابقه وجعلت منه نظاما طبيعيا او الهيا بل شرع العتق ورغب فيه , فالإسلام جعل تحرير العبيد من أقرب القربات إلى الله عز وجل
فقال الله عنالاعمال التي يتقرب بها إليه((فَكُّ رَقَبَةٍأَوْإِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ )) سورةالبلد(13-15)
جاء الإسلام ليواجه هذا الأمر الواقع بتشريع حكيم من لدن رب العالمين ، فأقر ما تقدم من رق ، وشرع إعتاق العبيد ، وجعله من أجل القرب ، فهو من خصال الكفارة الواجبة على التخيير ، وهو من الواجب المعين ، على قول بعض العلماء في صورة : المكاتب القادر على الكسب ، لئلا يصير عالة على الجماعة المسلمة إن كان أخرقا لا يجيد صناعة ، فبقاؤه في ملك سيده أنفع له في دينه ودنياه .
وحرم الإسلام التفريق بين الأم وولدها إذا وقعا في السبي ، وعند الترمذي ، رحمه الله ، من حديث أبي أيوب الأنصاري ، رضي الله عنه ، مرفوعا : (مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، وكانت الأمة إذا ولدت لسيدها صارت : أم ولد ، لا يجوز بيعها ، فتعتق بعد وفاة سيدها على الراجح من أقوال أهل العلم ، وهو اختيار عمر ، رضي الله عنه ، الذي أجمع عليه أهل الفتوى في زمانه .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولم يغلق الإسلام باب الرق ، وإنما شرع استرقاق نساء وذريات المحاربين الذين جهروا بعداوة الإسلام ، ولم يقبلوا الدخول فيه أو دفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، وشتان بين رق الإسلام ورق الفرس والرومان :
فرق الإسلام هو الذي قدم طبقة الموالي : تلك الطبقة العلمية التي أثرت الحياة الفكرية الإسلامية ، فصار الموالي من أمثال : نافع وعكرمة وابن سيرين ، رحمهم الله ، أئمة هدى ، بينما قدم رق الفرس والرومان مآسي تقشعر لها الأبدان .
ورق الإسلام هو رق : (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)
ورق الإسلام هو رق : (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ سَيِّدِي مَوْلَايَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي)
ورق الإسلام هو رق : حديث أبي مسعود رضي الله عنه : (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ قَالَ فَقُلْتُ لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا)
ورق الإسلام هو رق : (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ)
ورق الإسلام هو رق : حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ ، رضي الله عنه ، وفيه : (وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) .
ورق الإسلام هو رق : عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، إذ يقول عن مولاه نافع رحمه الله : لقد من الله علينا بنافع ، فكان نافع ، رحمه الله ، أوثق الناس في ابن عمر ، رضي الله عنهما ، بل قدمه بعض النقاد على سالم بن عبد الله ، رحمه الله ، الذي قال فيه ابن عمر :
يلومونني في سالم وألومهم ******* وجلدة بين العين والأنف سالم
وما ظنك بسيد يقدم فتاه على ابنه !!!! .
ورق الإسلام هو رق : عكرمة مولى ابن عباس ، رضي الله عنهما ، الذي قيل لعلي بن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما ، لما باعه : تبيع علم أبيك ؟ فاسترده ، كما ذكر الحافظ الذهبي ، رحمه الله ، في ترجمة "عكرمة" من "السير" من طريق يحيى بن معين رحمه الله .
ورق الإسلام هو الذي نشأ في كنفه أمثال : أبو موسى بن نصير ، رحمه الله ، القائد الشهير ، وكان من سبي عين التمر ، فخرج من نسله ذلك القائد العظيم الذي بعث طارق بن زياد ، رحمه الله ، إلى الأندلس فاتحا مجيدا ، لتعرف أوروبا النور بعد قرون من الظلمات .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما رقهم:
"أباحت الكنيسة استرقاق المسلمين والأوروبيين الذين لم يعتنقوا الدين المسيحي ، وكان آلاف من الأسرى الصقالبة أو المسلمين يوزعون عبيداً على الأديرة ... وكان القانون الكنسي يقدر ثروة أراضي الكنيسة في بعض الأحيان بعدد من فيها من العبيد لا بقدر ما تساوي من المال ، فقد كان العبد يعد سلعة من السلع كما يعده القانون الزمني سواء بسواء ، وحرم على عبيد الكنائس أن يوصوا لأحد بأملاكهم ... وحرم البابا جريجوري الأول على العبيد أن يكونوا قساوسة ، أو أن يتزوجوا من المسيحيات الحرائر ... وكان القديس توماس أكويناس يفسر الاسترقاق بأنه نتيجة لخطيئة آدم ، وإذا كان هذا هو نظر الكنيسة التي تنادي بالمحبة والرحمة فما بالك بمعاملة السيد رجل الدنيا لعبيد إقطاعيته ...؟
وأما رقيق الأرض : فلم يكن عبداً بمعنى الكلمة ، لكن حاله لا يختلف عن العبد في شيء ، والفارق بينهما أن العبد - في الأصل - إما أسير مغلوب وإما مخالف للسيد في الدين أو الجنس أو المذهب ، بعكس الرقيق الذي هو أصيل في الإقطاعية ، وينتمي إلى الدين والجنس اللذين ينتمي إليهما سيده .
والأصل في رقيق الأرض أنه رجل يفلح مساحة من الأرض يمتلكها سيد أو بارون ، وكان في وسع المالك أن يطرده متى شاء ، وكان من حقه في فرنسا أن يبيع الرقيق مستقلاً عن الأرض ... أما في إنجلترا فقد حرم من مغادرة الأرض ، وكان الذين يفرون من أرقاء الأرض يعاد القبض عليهم بنفس الصرامة التي يعاد بها القبض على العبيد ، وهذا الصنف هو الصنف الغالب في الإقطاعيات ، بل هو في الحقيقة يمثل مجموع سكان أوروبا تقريباً باستثناء النبلاء ورجال الدين , والمدهش – حقاً - هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التي يؤديها الرقيق للمالك ، عدا خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كيف حرر الأسلام الرقيق
ثم ننتقل الى المرحلة التالية, مرحلة التحرير الواقعي .
لقد كانت الخطوة السابقة في الواقع تحريرا روحيا للرقيق , برده الى الأنسانية ومعاملته على انه بشر كريم لايفترق عن الساده من حيث الأصل ظظو وانما هي ظروف عارضه حدت من الحرية الخارجية للرقيق في التعامل المياشر مع المجتمع , وفيما عدا هذه النقطة كانت للرقيق كل حقوق الآدميين.
ان الأسلام لم يلغ الرق الغاء صريحا مباشرا , بل وضع نظاما يكفل الغاءه, فيمكن القول ان الأسلام الغى الرق بطريق غير مباشر.
ولكن لماذا لم يلغ الأسلام الرق بشكل مباشر؟ وماهو هذا النظام الذي وضعه الأسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر؟
يعلمنا التاريخ انه لما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية ، جاء رد الفعل عاطفيا غير مدروس ، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" : حملة تحرير العبيد ، فاشتهر بــ : "محرر العبيد" ، فسبب ذلك أزمة في المجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين : تضخمت أداة الطاعة عنده ، في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، فنادى أحرار اليوم بالعودة إلى رق الأمس ، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاج الرق ؟!!!! .
ان الأسلام قبل ان يحرر الرقيق عمليا بالمنهج التشريعي الذي رسمه لضمان حريته حرره من داخل النفس , واعماق الضمير لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية بصدق وعزيمه وهذا هو الضمان الحقيقي للحرية.
اضف الى ذلك انه كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين , وكان غير المسلمين يستحلون استرقاق المسلمين , فكان لابد ان يعاملهم المسلمون بالمثل.
بعد هذه اللفته الهامة لتحرير الرقيق من داخل النفس أعود الى تبيان المنهج التشريعي في تحرير الرقيق من خارجها , ليعلم من يريد ان يعلم ان للأسلام منهجا تشريعيا في تحرير الأرقاء وتخليصهم من اسر العبودية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان منهج الأسلام في تحرير الرقيق يتركز حول مبدأين هاميين وهما:
اولا: تضييق المدخل
ثانيا: توسيع المخرج
اولا: تضيق المدخل :
جاءالأسلام والرق له وسائل ومداخل كثيره, مثل المقامرة , والنهب, والسطو, ووفاءالديون , والحروب مهماكانت أنواعها وأسبابها,.... فألغى الإسلام جميع هذه المداخل ولم يبق منها الا مدخلُا واحداً ,وضيقه الأسلام حتى لم يعد ينفذ منه الى الرق الا القليل النادر أشد الندرة , وذلك المدخل هو الحرب الدينية, أي التي يقصد بها الجهاد في سبيل الله لرد اعتداء يقوم به غير المسلمين على المسلمين ,بشرط الا يكون الأسير وقت أسره مسلما ولو كان في جيش الأعداء وأن يضرب الأمام عليه الرق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحرب التي تبيح الأسترقاق في نظر الأسلام هي ما تتصف بالحرب الشرعية والتي تقوم على الشروط التالية :
1) أن يكون قتال الأعداء في سبيل الله تحقيقا لقوله سبحانه :{الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله} النساء 76 . ومعنى هذا ان الحرب في الأسلام لاتقوم على شهوة الفتح , ولا رغبة الأستغلال, ولا قصد كسب الشهره والأمجاد,و لا غاية الأستعمار والأستبداد....وانما تقوم لأجل هداية البشرية واصلاحها , واخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد.
والقتال لايكزن في سبيل الله الا ضمن الأهداف التالية:
أ- من اجل دفع الأعتداء عن المسلمين :{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}البقرة190
ب- من اجل تحطيم القوى الباغية التي تفتن الناس عن دينهم بالقهر والعنف :{وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله } الأنفال 39 .
ج- من اجل ازاحة الطواغيت والقوى المستبده الضالة التي تعترض طريق الدعوة الأسلاميه ,وتحول دون ايصالها للشعوب:{والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}النساء 76 .
د-من اجل النكوث بالعهد بعد توكيدها:{ وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لاأيمان لهم لعلهم ينتهون} التوبة 12 .
2) لايجوز للمسلمين ان يقاتلوا قوما حتى ينذروهم ويعرضوا عليهم ثلاثة امور:إما الأسلام, وإما الجزية , وإيما الحرب.
فإن قبلواالأسلام عن طواعية ,فلا حرب ولا خصومة, بل هم اخوة لنا , لهم ما لنا وعليهم ماعلينا.
فان رفضوا الأسلام و ارادوا الأحتفاظ بدينهم في ظل النظام الأسلامي فلهم هذا الأختيار دون ضغط من احد أو اكراه, على ان يدفعا الجزية في مقابل حماية المسلمين لهم , فان عجز المسلمون عن حمايتهم فعليهم ان يردوها عليهم كما فعل ابوعبيده بأهالي المدن المجاورة للحيرة.قال تعالى{ لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} البقرة 256, وان بقاء اليهود والنصارى في العالم الأسلامي على دينهم لهو اكبر برهان على ات الأسلام لم يكره احد على اعتناقه بقوة السيف.
وقد شهد بذلك السير ت.آرنولد في كتابه ..((الدعوة الى الإسلام)).
فان أبوا الأسلام والجزية , فهم اذن معاندون مصرون على الوقوف عقبة في طريق الدعوه.
عند ذلم يأتي دور القتال لإزاحتهم عن الطريق..... ولكن لا يقاتلوا حتى ينذروا بالحرب لإعطائهم فرصة اخيرة لمراجعة انفسهم حقنا للدماء.
3)وفي اثناء عملية القتال , للمسلمين ان يجنحوا للسلم اذا جنح الأعداء لعا تحقيقا لقوله تبارك وتعالى:(وإن جنحوا للسِلم فاجنح لها وتوكل على الله) الأنفال 61 , بشرط الا تكون المسالمة مسألة رخيصة فيها مصلحة للعدو, وضرر بالمسلمين.
يتبع.........
اخواني ارجو الدعاء لأهل غزه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلكم أهم مواصفات الحرب الشرعية في نظر الإسلام , وتلكم أميز شروطها و أهدافها.
فولاة الأمور من المسلمين اذا خاضوا مع أعدائهم حربا شرعية, كماذكر سابقا, وأسروا منهم أسرى فيخيرون في معاملتهمبين أربعة أمور:
1. إطلاق سراحهم بلا مقابل وهذا هو المن,
2. إطلاق سراحهم بمقابل وهذا هو الفداء.دلالة هاتين النقطتين قوله تعالى:{فإما منًا بعدُ وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها)[1] ,وكما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في اسرى بدر وفقد اطلق بعضهم نظير مقابل مادي,وجعل للقارئين منهم أن يفتدوا أنفسهم بتعليم القراءة والكتابة لعدد من ابناء المسلمين.
3. القنل فلقوله تعالى{ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}.
4. الاسترقاق, وذلك لما ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه السلام استرق الأسرى في بعض الغزوات ,كاسترقاق النساء والأولاد في غزوة بني قريظه.
وبناء على هذا فامام المسلمين له مطلق الصلاحية في ان يختار : المن ,أوالفداء,أوالقتل,أو الأسترقاق.
وله الحق أن ينظر-فيما يختار- الى ماهو عليه حال المسلمين من ضعف او قوة.وله ان يمظر ايضا فيما يختار الى معاملة الأعداء لأسرى المسلمين,ليعامل اسراهم على اساسها,على مبدأ المعاملة بالمثل الذي سنَه القران الكريم حين قال:{وجزاء سيئة سيئةٌ مثلها}([2])
وله الحق ان ينظر كذلك فيما يختار الى روح السماحة الإسلامية في معاملة الأسرى على أساس المن والفداء,ليعطي للأعداء درسا عظيما في التسامح والعفو عند المقدرة,كما فعل السلطان((صلاح الدين الأيوبي)) حينما عامل اسرى الصليبين بالعفو وقبول الفداءبعد ان انتصر عليهم في معركة حطين الحاسمة,ولو اراد قتلهم لكان ذلك عدلا على المعاملة بالمثل, لكون الصليبين قتلوا من المسلمين في يوم واحد في الحرب الصليبية الأولى اكثر من سبعين الف أسير.
فاذا رأى امام المسلمين ان لايلجأالآن الى الأسترقاق نظرا لاصطلاح العالم على تحريم الرقيق, ونظرا لأن الأسلام من اهدافه العامة تحرير العبيد ومنهم الحرية,ونظرا لروح التسامح القرآني في معاملة الأسرى على اساس المن والفداء, فان باستطاعته ان يختار واحدة غير الرق , ليطبقها على هؤلاء الذين يسقطون في أيدينا من الأسرى بعد ان تضع الحرب أوزارها.
وهذا ما فعله الخليفة العثماني السلطان((محمد الفاتح)) حينما اصطلح مع دول العالم في معاهدة دوليه على إلغاء استرقاق الأسرى في الحرب, ومنذ ذذلك الحين تعارفت الدول غلى هذا الأصطلاح , وحرم الأسترقاق في الحرب.
ولايعني هذا أن الرق بطل نهائيا , وانتهى تشريعيا – كما يتوهم البعض- وانما يعني ان الإمام استعمل صلاحيته في اختيار المَن والفداء على اختياره الأسترقاق في معاملة الأسرى لسياسة شرعية.
وربما يأتي يوم تستبيح فيه النظم الأجتماعية في العالم استرقاق اسرى الحرب,فلا يعقل والحال هذه ان يقف الإسلام مكتوف اليدين تجاه هذا الحدث الجديد,والأستباحة العالمية الطارئة , وانما سيقابل ذلك بالمثل.
وخلاصة القول :
إن الأسلام جفف منابع الرق القديمة كلها ,فيما عدا منبعا واحدا هو منبع استرقاق الأسرى في حرب شرعية اذا رأى إمام المسلمين مصلحة في هذا الاسترقاق. وللإمام ان يعدل الأسترقاق الى المن أو الفدا اذا اصطلح العالم على تحريم الرق في الحروب .
بل من الأدلة الواضحة على ان الأسلام يضيق المدخل في الرق ويميل للتحري , ماذكره الفقهاء من انه اذا وجد طفل ادعى رجل نصراني انه ابنه , وادعى رجل مسلم انه عبده, فإنه يقضى به للنصراني حتى لايدخل الطفل باب الرق ولو كان في رقه إسلامه[3].
[1]محمد:4
[2] الشورى :40
[3] د احمد شلبي , كتاب الأسلام ,سلسلة مقارنة الأديان,ص 242. الطبعةالسابعة,1983 ,مكتبة النهضة المصريه.
ارجو الدعاء لأهل غزه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثانيا: توسع المخرج:
ان اولئك الذين اصبحوا رقيقا بطريق او بأخر, فان الإسلام يفتح لهم الأبواب ليعيد لهم الحرية , اذ ان الإسلام يعتبرالرق امرا عارضا . والمنهج التشريعي الذي وضعه الإسلام في تحرير الرقيق يتركز حول الوسائل التالية:
1. العتق بالترغيب :
وهو التطوع من جانب السادة بتحرير من في يدهم من العبيد ,بقصد الأجر والثواب, ليحظى المعتِق بالفوز بالجنة والنجاة من النار , قال تعالى(فلا اقتحم العقبة, وما ادراك ما العقبة,فك رقبة)[2], وقال صلى الله عليه وسلم(أيما مسلم أعتق رجلا مسلما فان الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار,وايما مسلمة امرأة اعتقت امرأة مسلمة فان الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار)[3]
وقال صلى الله عليه وسلم(..ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جنم..)[4], وروى الإمام احمد عن البراء بن عازب قالك جاء أعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة, فقال صلى الله عليه وسلم :{اعتق النسمة وفك الرقبة}, فقال الأعرابي :يا رسول الله او ليستا واحدة؟, قال: لا,إن عتق النسمة ان تنفرد بعتقها , وفك الرقبة أن تعين في عتقها}.
وكان نتيجة هذه التوجيهات النبوية في فضل اعتاق الرقيق ان اقبل المسلمون بصدق واخلاص على تحرير الرقيق بطيبة نفس ليحظوا برضوان الله وجنته في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون,
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى في ذلك,اذ اعتق من عنده من الرقيق[5] وتلاه في ذلك الصحابة رضوان الله عليهم ,فهذا ابوبكر الصديق ينفق اموالا طائلة في شراء العبيد من سادة قريش,وكان بيت المال يشتري العبيد من اصحابهم ويحرر هم كلما بقي لديه فضلة من مال , قال يحيى بن سعيد )) بعثني عمر بن عبدالعزيز على صدقات افريقية , فجمعتها ثم طلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد من يأخذها منا, فقد أغنى عمر بن عبدالعزيز الناس, فاشتريت بها عبيدا فأعتقتهم).
.
[2] البلد :11-13
[3] رواه ابن جرير
[4] رواه احمد عن عمرو بن عنسه
[5] سنذكر ذلك في باب الشبهات عن الرق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2. العتق بالكفارات:
فهو وسيلة من اعظم الوسائل التشريعية في تحرير الرقيق ,والقران الكريم نص في مناسبات كثيرة على تحرير الرقيق كفارة لما يرتكبه المسلم من مخالفات شرعية,ومن ذلك:
· العتق بسبب القتل الخطأ: :007::( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى أهله)[1], والقتيل الذي قتل خطأ هو روح انسانية قد فقدها اهلها كما فقدها المجتمع دون وجه حق,لذلك يقرر الإسلام التعويض عنها من جانبين ,التعويض لأهلها بالدية المسلمة الى اهاها ,والتعويض للمجتمع بتحرير رقبة مؤمنة,فكأن تحرير الرقيق هو احياء لنفس انسانية تعوض النفس التي ذهبت بالقتل الخطأ, حيث ان الرق هو شبيه بالموت ولذلك فعتقه هو احياء لهم بتحريره من الرق.
· العتق كفارة القتل لقوم بيننا وبينهم ميثاق وعهد ::007::(وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة الى أهله وتحرير رقبة)[2]
· كفارة الحنث باليمين المنعقدة::007::(ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة...)[3]
· كفارة الظهار: والظهار هو ان يتلفظ المسلم بقول انت(لأمراته) علي كظهر امي, فتبقى المرأة معلقة لا هي بالمطلقة ولا بالزوجه وهذا كان قبل الاسلام ,لكن لنا جاء الاسلام اوجب على المتعثر بلسانه عقابا وهو تحرير الرقبة, :007::(والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا)[4]
· كفارة الإفطار العمد في رمضان ,بادىء ذي بدء تحرير الرقبة, ذلك ان رجلا واقع اهله عمدا في شهر رمضان فاتى النبي :salla-y:مستفسرا ماذا يفعل فأمره الرسول :salla-y:أن يكفر باعتاق رقبة.[5]
· ضرب الحر للعبد, لايمحوها الا الكفارة وهي العتق, ودليل ذلك قوله:salla-y:(من لطم مملوكه او ضربه فكفارته ان يعتقه)[6], وكذلك التلفظ بالعتق مازحا او جادا لما روى البيهقي عن عمر بن الخطاب موقوفا:(ثلاث جدهن جد وهزلهن جد,الطلاق والنكاح والعتاق)
[1] النساء:92
[2] النساء:92
[3] المائدة:89
[4] المجادلة:3
[5] رواه مسلم عن ابي هريره في باب الصيام
[6] رواه مسلم وابوداوود عن ابن عمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3. العتق بالمكاتبة:
المكاتبة هي منح الحرية للرقيق متى طلبها بنفسه مقابل مبلغ من المال يتفق عليه السيد والرقيق. والعتق هنا اجباري لا يملك السيد رفضه او تأجيله بعد اداء المبلغ المتفق عليه والا تدخلت الدولة لتنفيذ العتق بالقوة, ومنح الحرية لطالبها .قال تعالى:(والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانهم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراوآتوهم من مال الله الذي آتاكم)[1]
وهنا قولان للفقهاء في الوجوب:
اولا: لا يجب ذلك بل مستحب , ودليلهم قوله تعالى :(ان علمتم فيهم خيرا), فاللفظ :(ان علمتم فيهم خيرا)قرينة ظاهرة صرفت الأمر في قوله تعالى :(فكاتبوهم...)من الوجوب الى الاستحباب . فاذا قال العبد لسيده :كاتبني على مبلغ كذا, وقال السيد: لم اعلم قيك خيرا, فالقول قول السيد لأنه اعلم بحال عبده من ناحية الأمانة والصلح.
ثانيا:واجب على السيد ان يجيب العبد على المكاتبة وواجب عليه ان يعتقه اذا ادى المبلغ المتفق عليه.واصحاب هذا القول كما قال القرطبي هم:عكرمة وعطاء ومسروق وعمرو بن دينار والضحاك ابن مزاحم , وجماعة من اهل الظاهر,,, واحتجوا بفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وذلك ان سيريت ابا محمد بن سيرين سأل انس بن مالك الكتابة وهو مولاه, فأبى انس,فرفع عمر رضي الله عنه الدرة وتلا قوله تعالى:(فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا), فكاتب انس,وما كان عمر رضي الله عنه ليرفع الدرة على انس فيما له مباح ان يفعله,ومما يؤكد الوجوب سبب نزول الآية :(والذين يبتغون الكتاب..........), نزلت كما روى القرطبي في غلام لحويطب يقال له((صبيح)), طلب من مولاه ان يكاتبه وفابى حويطب, فانزل الله سبحانه الآية, فكاتبه حويطب على مئة دينار ووهب له عشرين دينارا ,فأداها صبيح وأُعتق.
ومنذ اللحظة الأولى التي يطلب فيها المكاتبة , يصبح عمله عند سيده باجر او يتاح له –اذا رغب- ان يعمل في الخارج بأجرو حتى يجمع المبلغ المتفق عليه.
والإسلام يسر المكاتبة على العبد بأحكام شرعها له واهمها:
1) رخص للعبد المكاتب ان يفك رقبته من مال الزكاة, قال تعالى:( وفي الرقاب..)[2]
2) تقسيط المال الذي يؤدى الى السيد على مراحل , لما روى البخاري وابو داود عن عائشة رضي اللع عنها قالت:دخلت عليَ بريره فقالت:ان اهلي كاتبوني على تسع اواق فضه في تسع سنين , كل سنه أوقية فاعينيني.....
3) على السيد ان يعين عبده في مال الكتابة للأمر الذي أمره الله به في قوله تعالى:(فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)[3], والإعانة هي اما ان يعطيه شيئا مما في يده, واما ان يحط عنه شيئا من مال الكتابة,قال الإمام الشافعي:يجبر السيد على الإعانة ويحكم بها الحاكم على الورثة إن مات السيد ولم يعن عبده المكاتب بمال.[4]
4) اذا ادى العبد للسيد كتابته(اي المال المتفق عليه)عُتق فورا ,ولايحتاج الى ان يتلفظ السيد بلفظ العتق.
5) نقل القرطبي في تفسيره عن بعض السلف :ان العبد اذا تم بينه وبين السيد عقد الكتابة لتحريره يصبح بموجب هذا العقد حرا,ولايرجع ابدا الى الرق ,ويكون مدينا لسيده بالمال الذي تعاقد عليه.
[1] النور:33
[2] التوبة:60
[3] النور:33
[4] عبدالله ناصح علوان,نظام الرق في الإسلام, ص57
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4. التدبير:وهو ان يوصي العبد ان يكون عبده حر بعد موته, وسمي كذلك لأن السيد تدبر امر دنياه فأبقى العبد ليعاونه في امر الدنيا,وتدبر أمر آخرته فاوصى بعتق العبد بعد موته ليساعده ذلك في الآخره ليساعده ذلك في الآخرة بتكثير حسناته , والتدبير موصى به ويحث عليه الشرع.
5. العتق بكفالة الدولة: حيث وضع الإسلام للدولة مالا خاصا لتحرير الأرقاء من اموال الزكاة ,وسمي مصرف وفي الرقاب, :007::(انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من اللهوالله عليم حكيم)[1], وسبق ان ذكرنا حديث يحيى بن سعيد عندما جمع صدقات افريقيا في عهد عمر بن عبد العزيز.إن كفالة الدولة للأرقاء المكاتبين عتق الأرقاء تطوعا بلا مقابل , وقد سبق الإسلام اوروبا بسبعة قرون في هذا لتطور التاريخي للإنسانية.
6. العتق بأم الولد:وهو ان اذا اصاب السيد أمته فحملت منه ووضعت,حرم بيعها ووهبتها وعتقت بموته وكان ولده منها حرا, وذلك عكس الموقف الذي كان سائدا في الجاهلية. وهذا من المأثر العظيمة في تكريم المرأة, لأن المرأة التي كانت تسترق في الحروب في غير بلاد الإسلام كان عرضها نهبا مباحا لكل طالب على طريقة البغاء ,بل كانت رخيصة العرض ,مهدورة الحقوق.
اما في الإسلام فهي ملك يمين صاحبها فقط لايجوز لغير سيدها ان يدخل عليها ,ويعاشرها معاشرة الزوجات اللهم الا اذا اذن لها بالزواج فتزوجت , فعندئذ لايحل لمالكها ان يقربها او ان يخلو بها .
7. العتق بالضرب الظالم:فلا يجوز للسيد ان يخرج عن المنهج القويم في حسن العلاقة بينه وبين المملوك كما كرنا سابقا , وقد ثبت في الصحيح انه عليه السلام رأى مرة ابا مسعود يضرب غلامه,فقال:salla-y: له مستنكرا :{ اعلم يا ابا مسعود ان الله عز وجل أقدر عليك من هذا الغلام}. وورد في الأثر (كنا بني مقرن عل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا خادم الا واحدة ,فلطمها أحدنا , فبلغ ذلك رسول الله :salla:فقال:" اعتقوها". فقيل له :ليس لهم خادم غيرها,فقال: "فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها") .
تلكم أميز المنهج التي وضعها الإسلام في تحرير الأرقاء, فاذا كان الإسلام وضع كل هذه الأصول والمباديء فهل يعقل ان يبقى على وجه الأرض الإسلامية رقيق ؟
[1] التوبة:60
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم يلغ الأسلام الرق نهائيا
ولكن لماذا لم يلغ الأسلام الرق بشكل مباشر؟ وماهو هذا النظام الذي وضعه الأسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر؟
يعلمنا التاريخ انه لما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية ، جاء رد الفعل عاطفيا غير مدروس ، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" : حملة تحرير العبيد ، فاشتهر بــ : "محرر العبيد" ، فسبب ذلك أزمة في المجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين : تضخمت أداة الطاعة عنده ، في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، فنادى أحرار اليوم بالعودة إلى رق الأمس ، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاج الرق ؟!!!! .
ان الأسلام لم يلغ الرق الغاء صريحا مباشرا , بل وضع نظاما يكفل الغاءه, فيمكن القول ان الأسلام الغى الرق بطريق غير مباشر.
ان الأسلام قبل ان يحرر الرقيق عمليا بالمنهج التشريعي الذي رسمه لضمان حريته حرره من داخل النفس , واعماق الضمير لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية بصدق وعزيمه وهذا هو الضمان الحقيقي للحرية.
اضف الى ذلك انه كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين , وكان غير المسلمين يستحلون استرقاق المسلمين , فكان لابد ان يعاملهم المسلمون بالمثل.
اذا كان بامكان الأسلام ان يلغي الرق نهائيا لولا منبع اصيل ظل يفيض بالرق في كل مكان ,وهو رق الحرب, والإسلام في الحقيقة لم يلغ هذا المنبع نهائيا لاعتبارات كثيرة اهمها :
· الاعتبارات العالمية:
فسبق ان ذكرنا ان الاسلام جاء والرق موجود ومعترف به عالميا ,بل كان عملة اقتصادية متداولة وضرورة اجتماعية لايفكر احد ان يغيرها.
وبعد ان تمت المرحلة التي الغى فيها الاسلام الرقو من يدري لعله يأتي يوم يعود فيه نظام الرق مرة اخرى ويصبح نظاما عالميا قائما, فلا يعقل والحال هذه ان يقف الإسلام مكتوف اليدين تجاه هذا الحدث الجديد ,بل سيسير على مبدأ المعاملة بالمثل.
· الاعتبارات السياسية:
ذكرنا ان الاسلام خول امام المسلمين مطلق الصلاحية في اختيار المن ,أو الفداء او القتل او الأسترقاق في معاملة الأسرى .ولا شك ان الامام حينما ينظر الى الأمر بعين الحكمة والمصلحة وحينما ينظر للقضية النظرة السياسية العميقه الشاملة ليعامل الأسرى على أساسها , فلا بد ان يصل في النهاية الى الحل الاسلم والمصلحة المتوخاة, كأن يامر بالقتل للأسير اذا راى حالة المسلمين في ضعف, او يعامل بالمن اذا راى حالة المسلمين في مركز نفوذ وهكذا........
· الاعتبارات النفسية:
سبق ان بينا ان الإسلام وضع منهج كامل في حسن معاملة الرقيق,والرفع من مستواه الخلقي والإجتماعي والإنساني.
كان الهدف من وراء ذلك ان يستشعر الرقيق بكرامته الآدمية ويتحسس وجوده الإنساني,حتى يطالب فيما بعد بتحريره من الرق, ويصل في نهاية المطاف الى الحرية الكاملة . وسبق ان شرحنا ان الإسلام قبل ان يحرر الرقيق من عالم الواقع حره من داخل النفس واعماق الضمير,لكي يحس بكيانه وكرامته,فيطلب بنفسه الحريه وحينما يطلبها يجد التشريع خير ضامن وخير كافل لتحقيقها,
· الاعتبارات الاجتماعية:
فقد يكون في وجود الرق احيانا مصلحة اجتماعية كبرى كأن يكون وجوده تطهير للمجتمع من فوضى الجنس والإباحية , فمن لم يستطع الزواج من حره مثلا لغلاء المهر تزوج من أمة او ملك يمين اشتراها , ليشبع غريزته من حلال ويعصم بملك اليمين.
:007::(ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن اهلهن و ءاتوهن أُجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان فاذا احصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنت من العذاب)[1].
ومن المعلوم ان استرقاق المرأة في الاسلام يجعلها ملكا لصاحبها فقط ,لايدخل عليها احد غيره, وتحرر كذلك حين تلد لسيدها ولدا بعد موت السيد مباشرة, عدا عما تلقاه من كفالة ورعايه في بيت سيدها كما امر الاسلام
· الاعتبارات التشريعية:
ان القضاء على الرق في نظام الاسلام لم يكن طفرة ,ولم يكن بنزول نص قاطع , ولنما كان بالتدريج التشريعي ليصل بالنهاية ومع التطور الزمني الذي ينتهي في نهاية المطاف الى مرحلة تشبه الالغاء بدون اثارة ضجه.وسبق ان بينا ذلك من قبل.
وخلاصة القول:
أن الاسلام لم ينه الرق بنص قاطع ,وانما ضيق الخناق بتجفيف منابعه, وفتح الكثير من مخارجه, ثم جعل زمام انهائه أو اقراره في المستقبل بيد الحاكم مسترشدا بمبدأ المعاملة بالمثل وفق ما يراه في مصلحة المسلمين.
ان الله يعلم وانتم لا تعلمون.
:007:((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))[2].
[1] النساء:25
[2] الملك:14
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد في العالم اليوم رق؟
ان الرق في حقيقته هو تبعية قوم لقوم اخرين , وحرمان طائفة من البشر من الحقوق المباحة لآخرين .
لقد كان الاسلام صريحا مع نفسه ومع الناس فبين ان هذا رق وسببه الوحيد هو كذا والطريق الى التحرير هو كذا وهو مفتوح.
صحيح ان الثورة الفرنسية الغت الرق في اوروبا , وصحيح ان لنكون الغى الرق في امريكا,ثم اتفق العالم بعد ذلك على ابطال الرق.
صحيح انه قد حصل كل هذا ,لكن الحضارة الزائفة لا تجد في نفسها هذه الصراحة , بل تصرف وقتها في تزييف الحقائق , فقتل الآف في تونس والجزائر والمغرب لغير شيء سوى انهم يطالبون بالحرية في ان يعيشوا في بلادهم بحرية وكرامه, ان مايحدث الآن في غزه بأسم تعليمات الكتاب المقدس والتوراة لهو نوع من الرق والعبودية الحديثة التي ما جاء بها دين سوى دين اتباع الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم[1]. بل لا ننسى مئات الألوف من المسلمين في روسيا الذين قتلوا وسجنوا و هتكت اعراضهم لأجل انهم لم يقبلوا بدين الصليب .ثم ماذا نسمي ما صنعه الأمريكان البيض مع الزنوج ((ممنوع دخول السود والكلاب)), وحين يفتك جماعة من البيض بواحد من الملونين , ورجل الشرطة واقف لا يتحرك ولا يتدخل لمساعدة اخيه في الوطن والدين واللغة. هذا مايسمونه بالمدنية والحرية والمساواة.
لكن انظر حين يتهدد العبد المجوسي عمر بن الخطاب الخليفه بالقتل , ويفهم عمر منه ذلك , ثم لا يحبسه ولا ينفيه من الأرض , ولا نقول يقتله,فماذا قال رضي الله عنه ؟:(تهددني العبد), ثم تركه حرا حتى ارتكب جريمته وقتل خليفة المسلمين.هذا هو ما يسمونه انحطاط وهمجية .
ثم للذكرى فقط:
ý ابادت الصين الشيوعية وروسيا الشيوعية من المسلمين ستة عشر مليون في ستة عشر سنه.
ý نكلت يوغسلافيا بالمسلمين حتى ابادت مليون منذ الفترة التي صارت فيها اشتراكية شيوعية بعد الحرب العالمية الثانية.
ý حرب الإبادة في البوسنة والهرسك.
ý واخيرا لم ننسى محاكم التفتيش في الأندلس
ý اما جنوب افريقيا , فحدث ولا حرج.
لمـــــــــــــــــاذا؟ ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)[2].
[1] كتبت هذه الفقرات اثناء العدوان على غزه في 2009/1/4
[2] البروج:8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التسري بملك اليمين
ان الإماء والجواري هن من مقتضيات نظام الرق ومن مخلفاته,وهي ظاهرة كانت موجودة في الأمم السابقة وذلك لوجود نظام الرق نفسه , اذا هي ظاهرة لا تنتهي الا بزوال ظاهرة الرق نفسه. وليس من عقيدة ولا ملة ولا نظام في العالمين كان مقتدرا او قابلا لإنهاء مبدأ الرقيق سوى الإسلام.
ومن المعلوم في نظام الرق في الإسلام , ان الإسلام اباح للسيد أن يكون عنده عدد من الجواري من سبي الحرب, يستمتع بهن وحده, ويتزوج منهن احيانا اذا شاء, :007:( والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين)[1].
فبعض الذين في قلوبهم مرض من مستشرقين أو منصرين أو ملحدين يقولون: كيف يبيح الإسلام نظام الجواري؟ وكيف يترك المجال للسيد أن يقضي وطره بعدد من النساء رغبة في لذه الجنس, وإشباع الشهوة؟
قبل الإجابه , اريد ان ابين حقيقتين:
1- لا يجوز للمسلم أن يقضي وطره مع اية اسيره من اسرى الحرب إلا بعد ان يقضي الحاكم باسترقاقهن.
2- لا يجوز للمسلم أن يقضي وطره إلا بعد ان تصبح ملك يمين له.وذلك ان تصبح الجارية نصيبه من الغنيمة او ان يشتريها من الغير اذا كانت مملوكة.
وبعد أن تصبح ملكا له لا يجوز ان يمسها الا بعد أن يستبرئها بحيضة على الأقل , للتأكد من الحمل ... ثم يأتيها ان شاء كما يأتي زوجته.
سيق ان كرت ان الأمة حينما تكون مملوكة للمسلم يجوز لمالكها أن يعاشرها معاشرة الأزواج, فاذا ولدت ولدا له اصبحت في نظر الشرع {{أم ولد}}, وفي هذه الحالة يحرم على السيد ان يبيعها , واذا مات ولم يعتقها في حياته فانها تصبح حرة بعد مماته مباشرة, وكذلك يحق لها ان تطالب بحريتها بنظام المكاتبة الذي سبق ذكرة, وتصبح على مقتضاه حره طليقة.
إذن فالإسلام حين أباح للسيد نظام الجواري أراد من وراء ذلك الإحسان اليهن بالمعاملة ,, وتحريرهن من الأسترقاق, وأراد ايضا تخليصهن من التشرد والبغاء...بينما كانت أسيرات الحرب في الأنظمة الأجتماعية الأخرى , يهوين الى حمأة الرذيلة ,وحيث ان سادتهن لا نخوة ولا حميه للشرف , يقومون بدفعهن الى مهنة الزنا والرذيلة سعيا للربح من وراء هذه الرذيلة.
ولكن الإسلام العظيم المتحضر لم يقبل البغاء , ولم يسلك مع الإماء هذا المسلك القر, بل حرص على نظافةالمجتمع من دنس الزنى وعلى سمعة واخلاق الإماء, ولذلك لم يجد الإسلام بداً سوى ان يقصر هؤلاء الجواري على سيدهن فقط , وعليه اطعامهن وكسوتهن , واعانتهن على العمل وعدم تكليفهن ما لا يطقن ,ولكن ينقص عليها الحاجة الغريزية. , وخاصة انها تكون في بيت رجل وفيه امراءة وتراها حين تتزين لزوجها, وحين تخرج لتستحم صباحا, والنساء عندهن الحساسية فهل تتصورواالا تثار فيها الغريزه. فحين يبيح الله للسيد ان يستمتع بها , يريحها ويؤكد لها انها لا تقل عن سيدتها امرأة الرجل , ويريد الأسلام ايضا ان يزيد من تصفية الرق لأنه اذا تزوجها الغير تفضل امه وابنها يبقى عبد , لكن منه هو تحرر.
اضف الى ذلك انها اذا ولدت منه اصبح ابنها يرث تماما مثل ابن السيدة الحره , اي ان ابن هذه الجارية التي كانت معتدية على هذا الرجل اصبح ابنها يرث و اصبحت حرة , وذلك عكس تعاليم الكتاب المقدس الذي ينص على ان ابن الجارية لايرث.
واليوم سلكت البلاد الأوربية مسلكا اخر في استرقاق المرأة ؛هذا المسلك يتلخص ان الأنظمة هناك اباحت البغاء ,ومنحته رعاية القانون. فما الذي تغير من الرق حين تغير عنوانه؟واين كرامة البغي المومس وهي لا تملك رد من يريدها جسدا؟ اين ذلك من تعاليم الإسلام ومعاملته للجواري؟
ان الرجل الأوربي المتحضر او الشرقي المتفلت لايريد ان يعول احدا , لا زوجة ولا أولادا, فقط يريد ان يستمتع دون تحمل تبعية يريد جسد امرأه يفرغ فيها شحنة الجنس و لايعنيه مشاعرها نحوه, فهو جسد ينزو كالبهيمه, وهي جسد يتلقى هذه النزوة بلا اختيار , ويتلقاها لا من واحد بعينة, ولكن من اي عابر سبيل.
تلكم قصة الرق في اوروبة وفي غير اوروبة في بدايته الى عصرنا الحالي: رق للرجال والنساء, رق للأمم وللأجناس , رق متعدد المنابع , متجدد الموارد في غير ضرورة ملحة,فاين ذاك من الإسلام, الذي هو صفحة مشرقة في التاريخ البشري , استنادا الى قاعدة قررها بصراحة : الحرية للجميع والمساواة للجميع, وحق الكرامة للجميع.
هذا يؤكد ان الإسلام سبق الى تحرير الرقيق قبل سبعة قرون , قبل ان تتبجح الثورة الفرنسية وقبل ابراهام لنكون, وقبل ان تعلن هيئة الأمم مباديء حقوق الإنسان في العالم.
[1] المؤمنون:6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شبهات حول الرق وملك اليمين
الإسلام يقف بنصوصه من الرق موقفا حازماً حاسماً ، جاء في حديث قدسي : قال الله تعالى : ( ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ ، ذكر منهم : رَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ) [1], ومن الطريف أنك لا تجد في نصوص القرآن والسنة نصاً يأمر بالاسترقاق , بينما تحفل آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالعشرات من النصوص الداعية إلى العتق والتحرير.
الأصل في الإنسان الحرية,وهي حق الله تعالى,فلا يجوز إبطال هذا الحق إلا بحكم الشرع, ولايجوز تبعا لذلك استرقاق حر ولو رضي ويبقى لمن استرق حق تطليق زوجته,وليس لسيده هذا الحق,لأن هذا الحق من خواص الآدمية, فيبقى على أصل الحرية, ويعتبر اللقيط مجهول النسب حرا,لأن الحرية هي الأصل في الآدمي والرق عارض, فيبقى للقيط حكم الأصل,اي الحرية, ويحرم استرقاق الحر ,سواء بشرائه أو سرقته أو خطفه أو إكراهه أو بالاحتيال, ولايصح شيء من ذلك, ويبقى حرا.
ومن اشترى أو خطف حرة و وَطِئَها فهو زان ويقام عليه الحد, وولدهما ليس ولدا شرعيا.
ولا تثبت دعوى الرق على مجهول النسب إلا ببينة كاملة على الرق , ولا تكفي اليد لإثبات العبودية, ولو ادعى على بالغ أنه رقيق وأنكر البالغ قائلا:أنا حر, فالقول قول البالغالمدعى عليه, وعلى المدعي البينة الكاملة , ويكفي في الشهادة رجل وامرأتان. ولو ادعى على بالغ أنه عبده وأنكر المدعي عليه وأقام كل منهما البينة, تعارضت البينتان و تساقطتا, ويخلى سبيل المدعى عليه, لأن الأصل الحرية.
والبالغ والصبي الذي يعبر عن نفسه, إذا كانا مجهولي النسب, إذا أقرا أنهما رقيق فهما كذلك للإقرار المعتبر,أما الحر الثابت النسب والحرية , إذا أقر أنه رقيق فلا يصح إقراره.
يحرم على المسلم بيع عبده المسلم لكافر.
ماسبق بعض الأحكام الفهية , واعود واذكر بعض الحالات التي تثبت أن الإسلام ليس دين استرقاق, والتي يتبجح بها بعض الضالين من النصارى بالذات ويقولون عن الإسلام ونبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم الأقاويل والتي سوف اذكر منها والرد ما استطعت إن شاء الله:
· ففي غزوة بدر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفداء من أسرى المشركين وأطلق سراحهم ، وأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسرى في غزواته مجاناً ، منَّ عليهم من غير فداء ، وفي فتح مكة قيل لأهل مكة : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
·وفي غزوة بني المصطلق, في السنة السادسة للهجرة, تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها , حيث كانت ابنة أحد زعمائه , وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى .
هنا لنا وقفه , لأن هذا الموضوع مما يقول فيه المغرضون قولا,فلنعرف اولا من هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بأختصار شديد, هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من بتي المصطلق ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها, و كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية. وشاء الله أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".
ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم, قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها 400 درهم.
قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول الله عليه السلام اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين عليه أفضل السلام. وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.[2]فهنا يقول القائل منهم : أنه عليه السلام تزوجها لجمالها والواقع أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يفتن بالنساء بل ان وصف عائشة في الحديث السابق إن هو الا من باب غيرة النساء ,ولعلنا نجد الحكمة وبعد نظر الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج من جويرية الا وهو عتق جميع أهلها منا من الصحابة وإكراما لأصهار النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا بشهادة عائشة ايضا, وأما عندما يقولون أنها كانت مشركة فالقول هذا غير صحيح بل كانت من أهل الكتاب( اليهود) وهذا جائز الزواج منهم.بل يروى أنه لما جاء أبوها الحارث بن أبى ضرار -سيد يهود "بنى المصطلق" وزعيمهم- إلى النبي يقول: إن ابنتى لا يُسبَى مثلها، فأنا أَكْرَم من ذلك. قال له النبي : "أرأيت إن خيَّرْناها؟" فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا. فقالت: فإنى قد اخترتُ اللَّه ورسوله. قال: "قد واللَّه فضحتِنا" .ثم أقبل أبوها في اليوم التالى ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق (وادٍ قرب المدينة) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها طمعًا فيهما، فغيبهما في شِعْب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي يقول: يا محمد، أصبتم ابنتى وهذا فداؤها.فقال رسول اللَّه : "فأين البعيران اللذان غَـيَّـبْتَ (خَبَّأْتَ) بالعقيق في شِعْبِ كذا وكذا؟".
قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه. فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعًا إلى النبي . فكانت -رضى الله عنها- سببًا في إسلام أهلهاوهدايتهم.[3]
[1] رواه البخاري
[2] سيرة ابن هشام
[3] السيرة الحلبة ص 742
1. "أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول ظهوره استفاد من النقمة الإجتماعية لدى الطبقات المعدومة, ولاسيما العبيد فاستقطبهم واستعان بهم فكانوا خليته,ولم تكن حرب أشراف قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم دفاعا عن الأوثان,بل دفاعا عن امتيازات طبقية,لقد انحاز الرسول في بدايته الى المحرومين , والدليل أن الآيات المكية تهاجم التجار وتطالب بالكف عن الإستغلال,,,," وأوردوا بعض الآيات مثل قوله تعالى:(وأوفوا الكيل والميزان بالقسط)[1] ثم ذكر قوله تعالى:(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما أتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم)[2]. ثم يقول
:"انالتمايز الطبقي هنا مقرر بإرادة إلهية". ثم يقول:(نعم كان المستضعفون هم نواة التمرد الذي قاده رسول الإسلام, ونفر قليل من أصحاب التجار,فأول من أطهر الإسلام خمسة من العبيد,هم بلال و خباب و صهيب وعمار وسمية أم عمار وتاجر واحد هو أبوبكر"... ثم يقول:"بل أثار حفيظة أشرافها(يعني قريش) أنه استدعى عبيدهم عليهم". والرد على ذلك من وجوه :
1. قوله تعالى:(..ورفع بعضكم فوق بعض درجات...) الآية ,قال ابن كثير في تفسيره:أي فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساويء و المناظر والأشكال والألوان," وقال الطبري في تفسير هذه الآية:"يعني ليختبركم فيما خولكم من فضله ومنحكم من رزقه فيعلم المطيع له منكم فيما أمر به ونهاه عنه" فمن أين أتى بهذا الرأي ان التمايز الطبقي مقرر من الله؟!!!! لعله كان يقصد في المسيحية .يتبع.........
[1] الأنعام: 152
[2] الأنعام:165
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2.أما من أسلم في البداية فمن المعروف أن أول من أسلم هي خد يجة رضي الله عنها وهي بنت عبد العزى من أشرف قبائل قريش وكذلك أبو بكر هو أول من أسلم من الرجال وهو سيد في قومه , وعلى يد أبي بكر أسلم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص و طلحة بن عبيدالله ,ثم أسلم أبوعبيده عامر بن الجراح و أبو سلمه و الأرقم بن أبي الأرقم و عمير و اخوه سعد بن أبي وقاص ,فهل هؤلاء من العبيد أم السادة؟! وهل هؤلاء رقيق الثورة كما يدعي ؟أما قريش فقد عادوا الرسول صلى الله عليه وسلم دفاعا عن آلهتهم, فقد ذكر ابن هشام في سيرته أن وفدا من قريش ذهب الى أبي طالب وقالوا له:يا أبا طالب إن أبن أخيك قد سب آلهتنا,وعاب ديننا,....,فكيف تكون العداوة بسبب فقدان امتيازات طبقية,بل إن العداوة هي عدم إبصارهم النور المحمدي فلم يروا فيما جاء به هدى ولا خيرا فناصبوه العداء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ý غزوة الطائف:
يقول جاهل ممن يريدون تفسير الأمور على هواهم(ان رسول الإسلام :salla: حرر عبيد المشركين نكالا بالمشركين وأبقى على عبيده وايمائه وعلى رقيق المسلمين) واستشهد هذا الجاهل بما حدث سنة ثمان للهجرة في غزوة الطائف {ايما عبد نزل من الحصن وخرج الينا فهو حر}.ثم اضاف من عنده كذبا(ان الطبقة المالكة حاولت اثناء الرسول عن عزمهتحرير العبيد لأن العبيد يلوذون به لا رغبة بالدين بل هربا من الرق )؟؟؟؟
فماذا حصل , حاصرالرسول صلى الله عليه وسلم حصن الطائف لمدة سبعة عشر ليلة يقاتل المشركين ويقاتلونه من خلف الحصن حت كثر الجراح بالصحابة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل رجل من المسلمين ان يقطع خمس نخلات وبعث مناديا ينادي (من خرج الينا فهو حر) فاقتحم اليه نفر منهم فيهم ابو بكر بن مشروخ أخو زياد بن أبي سفيان لأمه فاعتقهم ودفع بكل رجل منهم الى رجل من المسلمين يعوله ويحمله, فشق ذلك على اهل الطائف مشقة عظيمة. اذا هي نوع ممن الحرب النفسية وليس كما يقول هذا الجاهل نكاية بالمشركين فان الرسول الأمين لا يأخذ هذه الأمور على المحمل الشخصي بل هو رسول الهداية والرحمة.فقدم وفد اهل الطائف فأسلموا ,فقالوا: يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين اتوك. قال:(لا, اولئك عتقاء الله ) ,ثم ان الرسول:salla: لم يكن يحاسب الناس على نياتهم فان من اسلم ونطق الشهادتين وان كان قلبه ليس كذلك ,مثل المناقين,فانه لايحاسبهم احد على نيتهم فان الرسول صلى الله عليه وسلم مع علمة بةاسطة الوحي بأمر المنافقين كان يعاملهم ويجالسهم لأن الله هو الذي يحاسب الناس على سرائرهم.
ý يستدلون بقوله تعالى(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين)[1] ان الرسول :salla: كان على استعداد ان يترك هؤلاء الرقيق لمجرد ان يكسب زعماء قريش
واذا ذهبنا الى سبب نزول الآية نجدها نزلت كما ذكر ابن كثير في تفسيره :قال الإمام احمد: حدثنا أسباط هو ابن محمد,حدثني أشعث عن كردوس,عم ابن مسعود:قال:مر الملأ من قريش على رسول الله:salla: وعنده خباب و صهيب وبلال وعمار ,فقالوا: يا محمد ,أرضيت بهولاء فنزل فيهم قول الله تعالى (وأنذر الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم –إلى قوله- أليس الله بأعلم بالشاكرين) الأنعام(51 الى 53).وذكر ابن كثير قريب من الرواية نقلا عن ابن جرير, ونقل ايضا عن ابن ابي حاتم رواية مفادها [2] ان الأقرح بن حابس التميمي و عيينة بن حسن الفزاري جاؤا الى الرسول :salla: فوجدوه مع صهيب وبلال وعمار وخباب,فلما رأوهم حول النبي عليه السلام حقروهم وطلبوا منه ان يجعل لهم مجلسا خاصا بهم لأن وفود العرب اذا اتت ورأتهم مع هؤلاء الضعفاء استحت قريش ان تراها العرب مع هؤلاء العبيد ,وطلبوا منه انهم اذا جاؤه ان يقيم هؤلاء العبيد فإذا فرغوا فليقعد عليه السلام مع الصحابة الضعفاء, فقال عليه الصلاة والسلام :(نعم), فقالوا اكتب لنا عليك كتابا ,فدعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب فنزل جبريل بالآية(ولا تطرد...) ,فرمى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحيفة من يده ,قال ابن كثير هذا حديث غريب:p016:
[1] الأنعام 52
[2] ابن كثير المجلد الثاني ص126
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
· زيد بن حارثه: هو أول من أسلم من الموالي وهو زيد بن حارثه بن شرحبيل الكلبي, وكان عبدا لحكيم بن حزاك فوهبه لعمته خديجة بنت خويلد , وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ, فاستوهبه منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبته إياه ,فعتقه وتبناه وذلك قبل البعثة النبوية,وكان زيد قد خرج مع أمه وهو ابن ثمانية أعوام لتزيره بعض أقربائه فأصابته خيل من بني اليقين فباعوه في سوق حباشة من أسواق العرب ,فأشتراه حكيم بن حزام .2.أما من أسلم في البداية فمن المعروف أن أول من أسلم هي خد يجة رضي الله عنها وهي بنت عبد العزى من أشرف قبائل قريش وكذلك أبو بكر هو أول من أسلم من الرجال وهو سيد في قومه , وعلى يد أبي بكر أسلم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص و طلحة بن عبيدالله ,ثم أسلم أبوعبيده عامر بن الجراح و أبو سلمه و الأرقم بن أبي الأرقم و عمير و اخوه سعد بن أبي وقاص ,فهل هؤلاء من العبيد أم السادة؟! وهل هؤلاء رقيق الثورة كما يدعي ؟أما قريش فقد عادوا الرسول صلى الله عليه وسلم دفاعا عن آلهتهم, فقد ذكر ابن هشام في سيرته أن وفدا من قريش ذهب الى أبي طالب وقالوا له:يا أبا طالب إن أبن أخيك قد سب آلهتنا,وعاب ديننا,....,فكيف تكون العداوة بسبب فقدان امتيازات طبقية,بل إن العداوة هي عدم إبصارهم النور المحمدي فلم يروا فيما جاء به هدى ولا خيرا فناصبوه العداء.3. اما من ذكرهم من الصحابة رضوان الله عليهم :
· بلال بن رباح:فكان مملوكا لأمية بن خلف الجمحي و وكان يعذبه بإلقائه في الرمضاء على وجهه وظهرهو ويضع الصخرة العظيمة على صدره, وذلك إذا حميت الشمس وقت الظهيرة , وكان من أول سبعة أظهروا إسلامهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب والمقداد , فأشتراه أبو بكر وأعتقه.
· سمية أم عمار: أول شهيد في الإسلام, زوجها ياسر بن قيس العنسي قحطانيا من بني عنس ,أتى وأخويه المالك والحارث إلى مكة طلبا في أخيهما عبدالله ,فرجه أخويه الى اليمن وبقي هو في مكة وتزوج من سمية أمة أبا حذيفة بن المغيرة ,وأنجب منها عمارا فأعتقه أبو حذيفة, وبقي عمار وأبوه ياسر مع أبي حذيفة الى أن مات.قتلها أبو جهل طعنا بالحربة في مكان عفتها .
·عمار بن ياسر: عذب حتى أُجبر على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ومدح اللات والعزى,ففعل ما أرادوا وتركوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما فعل وقال , فقال له عليه السلام :(كيف تجد قلبك؟) قال :أجده مطمئنا بالإيمان ,فأنزل الله تعالى:( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا).[1]
ý غزوة الطائف:
يقول جاهل ممن يريدون تفسير الأمور على هواهم(ان رسول الإسلام {صلى الله عليه وسلم} حرر عبيد المشركين نكالا بالمشركين وأبقى على عبيده وايمائه وعلى رقيق المسلمين) واستشهد هذا الجاهل بما حدث سنة ثمان للهجرة في غزوة الطائف {ايما عبد نزل من الحصن وخرج الينا فهو حر}.ثم اضاف من عنده كذبا(ان الطبقة المالكة حاولت اثناء الرسول عن عزمهتحرير العبيد لأن العبيد يلوذون به لا رغبة بالدين بل هربا من الرق )؟؟؟؟
فماذا حصل , حاصرالرسول صلى الله عليه وسلم حصن الطائف لمدة سبعة عشر ليلة يقاتل المشركين ويقاتلونه من خلف الحصن حت كثر الجراح بالصحابة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل رجل من المسلمين ان يقطع خمس نخلات وبعث مناديا ينادي (من خرج الينا فهو حر) فاقتحم اليه نفر منهم فيهم ابو بكر بن مشروخ أخو زياد بن أبي سفيان لأمه فاعتقهم ودفع بكل رجل منهم الى رجل من المسلمين يعوله ويحمله, فشق ذلك على اهل الطائف مشقة عظيمة. اذا هي نوع ممن الحرب النفسية وليس كما يقول هذا الجاهل نكاية بالمشركين فان الرسول الأمين لا يأخذ هذه الأمور على المحمل الشخصي بل هو رسول الهداية والرحمة.فقدم وفد اهل الطائف فأسلموا ,فقالوا: يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين اتوك. قال:(لا, اولئك عتقاء الله ) ,ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحاسب الناس على نياتهم فان من اسلم ونطق الشهادتين وان كان قلبه ليس كذلك ,مثل المناقين,فانه لايحاسبهم احد على نيتهم فان الرسول صلى الله عليه وسلم مع علمة بةاسطة الوحي بأمر المنافقين كان يعاملهم ويجالسهم لأن الله هو الذي يحاسب الناس على سرائرهم.
ý يستدلون بقوله تعالى(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين)[2] ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان على استعداد ان يترك هؤلاء الرقيق لمجرد ان يكسب زعماء قريش
واذا ذهبنا الى سبب نزول الآية نجدها نزلت كما ذكر ابن كثير في تفسيره :قال الإمام احمد: حدثنا أسباط هو ابن محمد,حدثني أشعث عن كردوس,عم ابن مسعود:قال:مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده خباب و صهيب وبلال وعمار ,فقالوا: يا محمد ,أرضيت بهولاء فنزل فيهم قول الله تعالى (وأنذر الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم –إلى قوله- أليس الله بأعلم بالشاكرين) الأنعام(51 الى 53).وذكر ابن كثير قريب من الرواية نقلا عن ابن جرير, ونقل ايضا عن ابن ابي حاتم رواية مفادها [3] ان الأقرح بن حابس التميمي و عيينة بن حسن الفزاري جاؤا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدوه مع صهيب وبلال وعمار وخباب,فلما رأوهم حول النبي عليه السلام حقروهم وطلبوا منه ان يجعل لهم مجلسا خاصا بهم لأن وفود العرب اذا اتت ورأتهم مع هؤلاء الضعفاء استحت قريش ان تراها العرب مع هؤلاء العبيد ,وطلبوا منه انهم اذا جاؤه ان يقيم هؤلاء العبيد فإذا فرغوا فليقعد عليه السلام مع الصحابة الضعفاء, فقال عليه الصلاة والسلام :(نعم), فقالوا اكتب لنا عليك كتابا ,فدعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب فنزل جبريل بالآية(ولا تطرد...) ,فرمى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحيفة من يده ,قال ابن كثير هذا حديث غريب
[1] النحل: 106
[2] الأنعام 52
[3] ابن كثير المجلد الثاني ص126