هذا سؤال واضح وصريح واريد الرد علية مباشرتا من غير.........
ما هو الجديد الذى اتا بة الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ممكن الرد وعدم حزف الموضوع
عرض للطباعة
هذا سؤال واضح وصريح واريد الرد علية مباشرتا من غير.........
ما هو الجديد الذى اتا بة الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ممكن الرد وعدم حزف الموضوع
:basmala:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
اى يأمرنا بما لم يأمر به دينك يا ........ من الادب و الخلق الحسن .
أسمع عزيزي ......ولماذا الحذف ؟؟؟
أنت متعقد من منتديات المراحض اليسوعيه :p018: هنا الامر غير
الاسلام لم يترك صغير ولا كبيره ......الا وشملها .
في جميع جوانب الحياه ( الاسريه - السياسيه - الاقتصاديه.......الخ )
واتحدى أن تسأل بشئ عن أمر من أمور المسلمين لا تجد له جواباً في كتاب الله وسنه رسوله
هو دين ...كامل مكمل .....شمله الله بحفظ منه .....
........أمرنا بأوامر ونهانا عن نواهي .....
لضبط أمور حياتنا .....من حولنا ......لنصبح أفضل أمم الارض راحه نفسيه
أخيراً يكفي أن أقول لكَ :kaal:(( ان الدين عند الله الاسلام ))
أترك الموضوع لأخواني ......وأسأل الله أن يهديك
أولا ، تم تغيير إسم العضو لاستعماله إسما قليل الأدب ..
ثانيا ، الحذف اختصاصكم أنتم!! لأنكم للأسف لا تملكون الإجابة ... و الدلائل كثيـــــــرة جداً .. يكفي أن تطلع على قسم كشف التدليس لتقف على ما أقول ....
والرد على سؤالك أيضا صريح و واضح ...
خذ متع ناظريك :
من محاضرة للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ...
هل أتى الإسلام بجديد ؟؟
1- في مجال العقائدhttp://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gif
جاء بالجديد في مجال العقيدة في كلِّ أقسامها ونواحيها:
في مجال الألوهية: جاء بالتوحيد الخالص، فلا يُشارك اللهَ أحدٌ في ربوبيته ولا في أُلوهيته، كما جاء بالتنزيه المحض، فلا يُشبِّه الله بأحد من خلقه، كما فعلت اليهودية، ولا يُشبَّه المخلوق بالخالق، كما فعلت النصرانية. وحسبك [سورة الإخلاص]: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
وفي مجال النبوات: جاء بمبدأ عِصمة الأنبياء من الذنوب، ولا سيما الكبائر، التي تنسبها إليهم أسفار التوراة، فهذا يسكر، وهذا يزني، وهذا يطمع في امرأة جاره، ويحتال عليه حتى يقتل في المعركة، ويحظى بزوجته من بعده!!
وفي مجال الغيبيات والآخرة: جاء بمبدأ العدل الإلهي، الذي لا يخاف عنده أحد ظلما ولا هضما، والذي لا يظلم أحدا مثقال ذرة: {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47].
وبهذا أبطل الشفاعة الشِّركية التي اعتمد عليها الوثنيون في أن أصنامهم أو آلهتهم المزعومة تَشفع لهم عند الله، ولا يملك الله أن يردَّ شفاعتها، وقد انتقلت فكرة الشفاعة هذه إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين زعموا أنهم تشفع لهم أحبارهم ورُهبانهم. فأبطل الله هذه الشفاعة الشركية بصفة مُطلقة، وأثبت شفاعة أخرى، ولكنه قيَّدها بقيدين:
الأول: أنه لا يشفع أحد إلا بإذن الله: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255]، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [لنجم:26].
والثاني: أن لا شفاعة لغير أهل التوحيد، فأما المشركون فلا شفاعة لهم، قال تعالى في شأن الملائكة: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28]، ولا يرتضي الله أهل الشرك أبدا، وقال عن المشركين: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر:48]، وقال عنهم: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر:18].
... يُتبع
2- في مجال العبادات والشعائر
http://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gifوجاء بالجديد في مجال العبادات: في الصلاة والزكاة والصيام والحج.
الصلاة:
أما الصلاة: فهي في الإسلام فريضة عظيمة، وهي عمود الإسلام، والركن الثاني من أركانه بعد الشهادين. الإسلام وحده هو الدين الذي يجعل المسلم على موعد مع ربه خمس مرات في كل يوم، لا يوجد دين يربط الإنسان بربه هذا الربط، يجعله ينتشل نفسه من لُجَّة الحياة إذا غرق في أعمالها ومشاغلها، ليقف بين يدي مولاه.
عندما تزول الشمس عن كَبِد السماء، بعد الزوال يناديه المنادي: الله أكبر، الله أكبر، حي على الصلاة، حي على الفلاح، فينتزع نفسه من الدنيا، ويأتي ليؤدِّي صلاة الظهر، وبعد أن يصير ظلُّ كلِّ شيء مثله، يؤدِّي صلاة العصر، وبعد أن يغرب قرص الشمس يؤدِّي صلاة المغرب، وبعد أن يغيب الشفق الأحمر يؤدِّي صلاة العشاء، وبعد أن ينبلج الفجر يؤدِّي صلاة الفجر، "خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد في اليوم والليلة"[1].
كما جاء بنوافل تطوُّعية كثيرة لا تُعرف في أديان أخرى، مثل: صلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكُسوف الخُسوف، وغيرها من الصلوات التي تُؤدَّى في جماعة.
هذا غير السنن الرواتب، وغير النوافل التى فتح الله بابها، لمَن يحب الاستزادة من الخير، "ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ولأن سألني لأُعطينَّه، ولأن استعاذ بي لأُعيذنَّه"[2].
كما فتح الباب لصلوات فردية، مثل: صلاة الضحى، وقيام الليل.
ومن أعظم الصلوات الجماعية التي جاء بها: صلاة التراويح في رمضان من كل عام، وهي صلاة طويلة يحرص المسلمون عليها، ويتقرَّبون إلى الله بآدائها، وخصوصا في الحرمين الشريفين.
كما جاء بصلاة الجمعة الأُسبوعية، التي يجتمع فيها الناس في المساجد، ويسمعون الموعظة.
الصلاة في الإسلام ليست كالصلاة عند المسيحيين أو اليهود، الصلاة عند المسيحيين دعاء وابتهال، إنما الصلاة في الإسلام قيام وقعود، ركوع وسجود، وتلاوة وتسبيح وتكبير وتهليل وتشهُّد، يعمل فيها اللسان ذاكرًا مسبِّحا، ويعمل فيها الجسم متحرِّكا قائمًا قاعدًا، ويعمل فيها القلب مخلصا خاشعًا، يعمل فيها العقل متدبِّرا متأمِّلاً.
هذه الصلاة التي جمعت كل أنواع التعظيم لله عز وجل، ولها شروط ليست عند أي دين من الأديان: أن لا تقوم للصلاة إلا متطهِّرًا: طاهر الثوب، طاهر البدن، طاهر المكان، طاهرًا من الحَدَث الأكبر إذا أصابتك جنابة، ومن الحَدَث الأصغر إذا انتقض وضوؤك، تقوم متطهِّرًا متوضِّأ تقف بين يدي الله، آخذا زينتك، ساترا عورتك، متجرِّدا بقلبك لله، مستقبلا الكعبة، مراعيا الوقت، حتى لا تكون من {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:5].
الزكاة:
وأما الزكاة: فقد تميَّزت عن الصدقات في الأديان الأخرى بجُملة مزايا:
أولاً: إن الزكاة الإسلامية لم تكن مُجرَّد عمل طيِّب من أعمال البر، بل هي رُكن أساسي من أركان الإسلام، يُوصم بالفسق مَن منعها، ويُحكم بالكفر على مَن أنكر وجوبها، فليست إحسانًا اختياريًا، وإنما هي فريضة تتمتَّع بأعلى درجات الإلزام الخُلُقي والشرعي.
ثانيًا: إنها في نظر الإسلام حقُّ للفقراء في أموال الأغنياء، وهو حقُّ قرَّره مالك المال الحقيقي وهو الله تعالى، فليس فيها معنى من معنى التفضُّل والامتنان من الغنى على الفقير.
ثالثًا: إنها {حَقٌّ مَعْلُومٌ} قدَّر الشرع الإسلامي نُصبه ومقاديره وحدوده وشروطه، ووقت أدائه وطريقة أدائه.
رابعًا: هذا الحقُّ لم يُوكل لضمائر الأفراد وحدها، وإنما حُمِّلت الدولة المسلمة مسئولية جبايتها بالعدل وتوزيعها بالحقِّ. فهي ضريبة تُؤخذ وليست تبرُّعًا يُمنح.
خامسًا: إن من حقِّ الدولة أن تؤدِّب - بما تراه من العقوبات المناسبة - كل مَن يمتنع من أداء هذه الفريضة.
سادسًا: إن أي فئة ذات شوكة تتمرَّد على أداء هذه الفريضة. فإن من حقِّ إمام المسلمين - بل من واجبه - أن يُقاتلهم ويُعلن عليهم الحرب حتى يؤدُّوا حقَّ الله وحقَّ الفقراء في أموالهم.
سابعًا: إن الفرد المسلم مطالَب بأداء هذه الفريضة العظيمة وإقامة هذا الركن الأساسي في الإسلام، وإن فرَّطت الدولة في المُطالبة بها، أو تقاعس المجتمع عن رعايتها. وعليه - ديانة - أن يعرف من أحكام الزكاة ما يُمكِّنه من أدائها على الوجه المشروع المطلوب.
ثامنًا: إن حصيلة الزكاة لم تُترك لأهواء الحكام، ولا لتسلُّط رجال الكهنوت - كما كان الحال في اليهودية - ولا لمطامع الطامعين من غير المُستحقِّين، تُنفقها كيف تشاء، بل حدَّد الإسلام مصارفها ومُستحقيها، فقد عرَف البشر من تجاربهم أن المهم ليس هو جباية المال، إنما المهم هو أين يُصرف؟
تاسعًا: إن هذه الزكاة لم تكن مُجرَّد معونة وقتية، بل كان هدفها القضاء على الفقر، وإغناء الفقراء إغناءً دائمًا، لأنها فريضة دوريَّة مُنتظمة دائمة الموارد.
عاشرًا: إن الزكاة - بالنظر إلى مصارفها التي حدَّدها القرآن وفصَّلتها السُّنة - قد عملت لتحقيق عدَّة أهداف رُوحية وأخلاقية واجتماعية وسياسية. فهي أوسع مدى، وأبعد أهدافًا من الزكاة في الأديان الأخرى[3].
الصيام:
وأما الصيام: فقد جاء الإسلام بالجديد الذي يجعل صيام المسلمين مُتميِّزا عن الصيام المعروف عند النصارى، فالصيام الإسلامي حرمان كامل من كلِّ ما يُشبع شهوتي البطن والفرج، ولو من حلال، طلبا لمرضاة الله تعالى. كما قال الله تعالى في الحديث القدسي عن الصيام: "يَدَع طعامه من أجلي، ويَدَع شرابه من أجلي، ويَدَع زوجته من أجلي، ويَدَع لذَّته من أجلي، فالصيام لي وأنا أجزي به"[4].
الصيام في النصرانية عن كل ذي روح، ولكنه يأكل من الأغذية النباتية، ما يُشبع بطنه، ويُلبِّي شهوته.
ولا يعرف صيام النصارى الصيام عن الشهوة الجنسية، فلا يحلُّ للمسلم الصائم أن يُجامع امرأته إلا في الليل.
وهذا الصيام مفروض في كلِّ سنة لمدَّة شهر كامل، وهو شهر مُعيَّن معروف، هو شهر رمضان، الذي يدور في الفصول الأربعة كلها، {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، وفرضية الصيام ثابتة بالقرآن المؤكَّد بالسُّنة والإجماع، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة:183]، ولا يوجد نصٌّ في التوراة ولا في الأناجيل يُفيد فرضية الصيام على اليهود والنصارى.
ولهذا الصيام أحكام أجملها القرآن، وفصَّلتها السنة، وقنَّنها الفقه، تقوم على اليسر ورفع الحرج، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185][5].
وينتهي صيام رمضان بصدقة مفروضة على كل مسلم يقدر على أدائها، وهي صدقة الفطر، التي فرضها رسول الإسلام، إسعافا للفقراء والمساكين في يوم العيد[6]، يطوف المُوسرون عليهم ليُعطوها لهم، ولا يُكلفوهم بأن يطوفوا هم عليهم، بل يُغنوهم عن السؤال في هذا اليوم[7]، الذي يجب أن يشترك فيه الجميع في مسرَّة العيد.
وبهذا ارتبط عيد الفطر بفريضة الصيام، ويبدأ بصلاة مخصوصة هي صلاة العيد، يجتمع فيها أهل البلد أو القرية في صعيد واحد، في صورة مهرجان إسلامي، يُهلِّلون ويُكبرون، يبدأون يومهم بطاعة الله سبحانه وعبادته.
الحج:
وفي عبادة الحج، وهي الرُكن الخامس من أركان الإسلام، تتميَّز هذه العبادة عن مثيلاتها في الأديان الأخرى.
فهي أولا: فريضة ورُكن يُؤدِّيه كل مَن استطاع إليه سبيلا، في العمر مرة، وبعدها يكون تطوُّعا منه.
وهي ثانيا: عبادة بدنية ومالية، فإذا كانت الصلاة عبادة بدنية، وكذلك الصيام، والزكاة عبادة مالية، فإن الحجَّ جمع بين الأمرين، فهو عبادة بدنية ومالية، يتعب المسلم فيه بدنه، ويُعاني المشقَّات في سفره، وفي أداء مناسكه، وفي إقامته في مِنَى وعرفات ومزدلفة وغيرها. وفي الطواف والسعي، ومع ذلك عليه أن يبذل ماله، في نفقات السفر إلى مكة، والإقامة فيها حتى يعود.
وهي ثالثا: تعتمد على الحركة الجماعية للحجيج، لأن مناسك الحجِّ موقوتة بأيام مُحدَّدة، فالتحرُّك إلى مِنى في يوم التروية (الثامن من ذي الحجة)، والوقوف بعرفة يوم التاسع، والنفير من عرفة إلى مزدَلِفة بعد غروب يوم التاسع، أي ليلة العاشر، ورمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة يوم العاشر، ورمي الجمرات يومي الحادي عشر والثاني عشر لمَن تعجَّل.
وكل هذه الأعمال تُؤدَّى في تحرَّك جماعي، يُعتبر عند المسلمين ضربا من العبادة لله، وسببا في التقرُّب إليه. ويعتبر الحجُّ تدريبا للمسلم على السلم، فلا يقتل صيدا، ولا يقطع شجرا. وتدريبا على المساواة، فالناس جميعا يلبسون ثيابا بيضا بسيطة متواضعة لا تفرِّق فيها بين غني وفقير ولا بين سوقة وأمير.
ويُعتبر الحج إذا كانت نفقته من حلال، وأُدِّي بإتقان وإخلاص: ميلادا جديدا للمسلم، يرجع معه إلى بلده إنسانا آخر، كما صح في الحديث: "مَن حج ولم يرفث ولم يفسق: رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"[8].
وفي يوم العاشر من ذي الحجة: يقع عيد الأضحى، وهو العيد الثاني للمسلمين، وهو مُرتبط بعبادة الحجِّ، ولذا يسمَّى يوم العاشر: يوم الحجِّ الأكبر.
هذا الحجُّ بشعائره وأركانه وشروطه وآدابه: من الجديد الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، وليس من الأشياء الشرِّيرة وغير الإنسانية التي زعمها الإمبراطور البيزنطي!
[1]- رواه أحمد في المسند (22693)، وقال محققوه: حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير المذحجي، وأبو داود (1420)، والنسائي (461)، وابن ماجه (1401)، ثلاثتهم في الصلاة، عن عبادة بن الصامت، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1258).
[2]- رواه البخاري في الرقاق (6502)، عن أبي هريرة.
[3]- انظر: كتابنا: (فقه الزكاة) الباب الأول تحت عنوان (فروق أساسية بين الزكاة في الإسلام والزكاة في الأديان الأخرى) جـ1 صـ85 طبعة مؤسسة الرسالة بيروت، ومكتبة وهبة القاهرة.
[4]- رواه ابن خزيمة في الصيام (3/197)، وقال الأعظمي: صحيح، عن أبي هريرة، وأصل الحديث في الصحيحين.
[5]- انظر: كتابنا (تيسير فقه الصيام) نشر مكتبة وهبة، ومؤسسة الرسالة.
[6]- إشارة إلى حديث: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث...". رواه أبو داود (1609)، وابن ماجه (1827)، كلاهما في الزكاة، والدارقطني في السنن كتاب زكاة الفطر (2/138)، وقال عن رواته: ليس فيهم مجروح، والحاكم في الزكاة (1/568)، وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، عن ابن عباس، وحسنه الألباني في صحيح أبو داود (1420).
[7]- إشارة إلى حديث: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم". رواه الدارقطني في السنن (2/152)، والبيهقي في الكبرى (4/175)،كلاهما في زكاة الفطر، عن ابن عمر، وضعفه الألباني في إرواء الغليل (3/334).
[8]- متفق عليه: رواه البخاري في أبواب المحصر وجزاء الصيد (1819)، ومسلم في الحج (1350)، وأحمد في المسند (9311)، والنسائي في مناسك الحج (2627)، وابن ماجه في المناسك (2889)، عن أبي هريرة.
... يُتبع
3- الجديد في الأخلاقhttp://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gif
وجاء بالجديد في مجال الأخلاق، لقد جاء الإسلام بمجموعة من الفضائل الأخلاقية، أسَّسها على فلسفة ربانية عميقة، تتميَّز بجملة من الخصائص.
أخلاق معلَّلة مفهومة:
لم تكن الأخلاق في الإسلام كما جاءت في اليهودية والنصرانية، تحكُّمية غير معلَّلة ولا مفهومة، (افعل كذا)، مجرَّدا من أيِّ تفسير أو تعليل، لكن القرآن إذا أمر أمرًا علَّله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت:45]، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة:103]، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان:17]، {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور:30]، أطهر لهم، وأنمى لهم، وأرقى لهم.
يُعلِّل القرآن أوامره الأخلاقية، فهي أخلاق مفهومة، ليست أخلاقًا تحكُّمية.
أخلاق وسطية متوازنة:
وهي أخلاق وسطية متوازنة، تجمع بين الدنيا والآخرة، بين العقل والقلب، وبين الرُّوحية والمادية، بين الحقِّ وبين الواجب، ما للإنسان وما على الإنسان، فإذا كان الإنسان المثالى في المسيحية: هو الراهب الذي يتجرَّد عن الحياة، ويعتزل الدنيا، ويعتزل النساء، ولا يتزوج، ولا يعمل للحياة. فإن الإنسان المثالي في الإسلام هو الذي يجمع بين الحسنتين: الدنيا والآخرة، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201]، في يوم الجمعة يسعى المسلم إلى ذكر الله ويَذَر البيع، أي يمكن أنه كان في بيع قبل الصلاة، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة:10]، يمكن أن يعمل قبل الصلاة، ويعمل بعد الصلاة.
العمل في الإسلام عبادة والعمل في الإسلام جهاد، ولذلك الأخلاقية الإسلامية هي الأخلاقية الوسطية، ليس هناك إنسان يظلُّ يعبد الله دائمًا، يصوم النهار ويقوم الليل. حينما شكا بعض الصحابة أنه يشعر بأنه نافق في حياته، لأنه يكون على حال عند رسول الله، وعلى حال آخر إذا ذهب إلى بيته، وداعب زوجته ولاعب أولاده، فقال له، وكان اسمه حنظلة: "يا حنظله، لو دمتم على الحال التي تكونون فيها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"[1].
لا يطلب الإسلام من الإنسان المسلم أن يظلَّ عابدًا باكيًا خائفا طول حياته، ولكن ساعة وساعة، هذا هو الإسلام.
جاء الإسلام بالتوازن الأخلاقي، فإذا كانت اليهودية قالت: السنُّ بالسنِّ، والعين بالعين, والأنف بالأنف. والمسيح قال: مَن ضربك على خدِّك الأيمن فأَدِر له خدَّك الأيسر[2]. فإن الإسلام لم يأمر بما أمر به المسيح أمرًا عاما، لأن هذا قد يصلح لمجموعة صغيرة منتقاة، لكن لا يصلح أمرًا عالميًا وتوجيهًا عالميًا لكل البشر، ولكنه رغَّب فيه، باعتباره فضلا وإحسانا، الإسلام جاء بالعدل، وجاء بالفضل: مرتبة العدل: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى:40]، ومرتبة الفضل: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40].
عليك أن تقوم بالعدل وهذا الواجب، ولك أن تقوم بالفضل والإحسان وتعفو: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126].
أخلاق واقعية:
الأخلاق في الإسلام أخلاق وسطية، وأخلاق واقعية، تراعي حالة الإنسان لا تريد من الإنسان أن يكون ملاكًا مطهَّرًا، يمكن للإنسان أن يقع في الخطيئة، ولا عجب أن يقع الإنسان في الخطيئة، أبوه آدم أخطأ، ولكن الله فتح له باب التوبة: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طـه:122،121]، الله تعالى ذكر الأمة المصطفاة فقال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر:32]، من الأمة مَن يظلم نفسه، ويقصِّر في بعض الواجبات، ويقع في بعض المحرمات، ولكن هذا لا يغلق باب التوبة عنه، باب الله مفتوح: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
[1]- رواه مسلم في التوبة (2750)، وأحمد في المسند (17609)، والترمذي في صفة القيامة (2452)، وابن ماجه في الزهد (4239)، عن حنظلة الكاتب.
[2]- سبق تخريجها
المصدر :
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4900&version=1&template_id=259&p arent_id=1
هل تريد جديداً أكثر من هذا ؟؟
.. و انتهى!
جزاك الله الجنة أخي كريم ردود مشرفة
متابعة بأذن الله
وأدعوا الله الى الضيف نصراني بالهداية
اسمع يا نصراني إخت لنا فى الله إعتنقت الاسلام اليوم (عاشقة المسيح )
لانها بحثت عن الحقيقة بقلب صادق خرجت من الظلمة الى النور
الف مبروك الى الأخت عاشقة المسيح إسلامها
ثبتكِ الله على دين الاسلام وعلى السراط المستقيم
وندعوا الله ان يهديك الى الاسلام
السؤال ده صعب جدا لأن شرحه والإجابة عليه ستطول ، وربما لن تنتهي .اقتباس:
ما هو الجديد الذى اتا بة الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال اللي المفروض تسأله : ما الجديد الذي لم يأت به الإسلام ؟
ساعتها هيكون الرد بسيط جدا : لا شئ .
انا مش فاهم صراحة عقول المسيحيين
لو اتى الأسلام بشئ مختلف عنهم يقولوا" انظر انه مختلف عنا تماما أذا هو ليس من عند الله"
ولو اتى بما يتفق معهم قالوا "ما الجديد الذي جاء به الإسلام"
ونعود لقصة جحا وأبنه مرة اخرى
قصة ......... جحا ...وخذ الحكمة من فم ......... جحا ... ! !
طيب ما الجديد الذى اتى بة الاسلام ولم تاتى بة النصرانية ؟
لاننى لم اقتنع بالرد لان النصرانية اتت باكثر من ذلك اذن انة اخذ كل شى من النصرانية ؟
ولكن هو لم ياتى بجديد ..........................:HARDPOST:
ما هو الجديد الذي أتى به دينك؟
عقيدة الصلب والفداء كانت موجودة في شخص كريشنا و مترى!!!!!
الإسلام جاء ليقول لك بأن دينك محرف
لو جاء دين غير الإسلام بعد المسيح يقول بأن المسيح ليس هو الله و ليس إبن الله لقلنا إن الإسلام لم يجيء بشيء جديد و لكن العكس: إذن الإسلام جاء ليصحح دينك
هذا يدل على إفلاسك العقلي والفكري :p018: :p018:
القُمُّص المصري عزت إسحاق معوَّض الذي صار داعية مسلماً
كان أحد الدعاة للالتزام بالنصرانية ، لا يهدأ و لا يسكن عن مهمته التي يستعين بكل الوسائل من كتب و شرائط و غيرها في الدعوة إليها ، و تدرج في المناصب الكنسية حتى أصبح "قُمُّصاً" .. و لكن بعد أن تعمق في دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده في العقيدة التي يدعو إليها في الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند سماعه للقرآن الكريم ... و من ثم كانت رحلة إيمانه التي يتحدث عنها قائلاً :
" نشأت في أسرة مسيحية مترابطة و التحقت بقداس الأحد و عمري أربع سنوات ... و في سن الثامنة كنت أحد شمامسة الكنيسة ، و تميزت على أقراني بإلمامي بالقبطية و قدرتي على القراءة من الكتاب المقدس على النصارى .
ثم تمت إجراءات إعدادي للالتحاق بالكلية الأكليريكية لأصبح بعدها كاهناً ثم قُمُّصاً ، و لكنني عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يحدث من مهازل بين الشباب و الشابات داخل الكنيسة و بعلم القساوسة ، و بدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة ، و تلفت حولي فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبرجات و يجاورن الرجال ، و الجميع يصلي بلا طهارة و يرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئاً على الإطلاق ، و إنما هو مجرد تعود على سماع هذا الكلام .
و عندما بدأت أقرأ أكثر في النصرانية وجدت أن ما يسمى " القداس الإلهي" الذي يتردد في الصلوات ليس به دليل من الكتاب المقدس ، و الخلافات كثيرة بين الطوائف المختلفة بل و داخل كل طائفة على حدة ، و ذلك حول تفسير "الثالوث" ... و كنت أيضاً أشعر بنفور شديد من مسألة تناول النبيذ و قطعة القربان من يد القسيس و التي ترمز إلى دم المسيح و جسده !!! "
و يستمر القُمُّص عزت إسحاق معوض ـ الذي تبرأ من صفته و اسمه ليتحول إلى الداعية المسلم محمد أحمد الرفاعي ـ يستمر في حديثه قائلاً :
" بينما كان الشك يراودني في النصرانية كان يجذبني شكل المسلمين في الصلاة و الخشوع و السكينة التي تحيط بالمكان برغم أنني كنت لا أفهم ما يرددون ... و كنت عندما يُقرأ القرآن كان يلفت انتباهي لسماعه و أحس بشئ غريب داخلي برغم أنني نشأت على كراهية المسلمين ... و كنت معجباً بصيام شهر رمضان و أجده أفضل من صيام الزيت الذي لم يرد ذكره في الكتاب المقدس ، و بالفعل صمت أياماً من شهر رمضان قبل إسلامي " .
و يمضي الداعية محمد أحمد الرفاعي في كلامه مستطرداً :
"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غير كامل و مشوه ، غير أنني ظللت متأرجحاً بين النصرانية و الإسلام ثلاث سنوات انقطعت خلالها عن الكنيسة تماماً ، و بدأت أقرأ كثيراً و أقارن بين الأديان ، و كانت لي حوارات مع إخوة مسلمين كان لها الدور الكبير في إحداث حركة فكرية لديّ ... و كنت أرى أن المسلم غير المتبحر في دينه يحمل من العلم و الثقة بصدق دينه ما يفوق مل لدى أي نصراني ، حيث إن زاد الإسلام من القرآن و السنة النبوية في متناول الجميع رجالاً و نساءً و أطفالاً ...
ثم يصمت محمد رفاعي برهةً ليستكمل حديثه بقوله :
" كانت نقطة التحول في حياتي في أول شهر سبتمبر عام 1988 عندما جلست إلى شيخي و أستاذي " رفاعي سرو " لأول مرة و ناقشني و حاورني لأكثر من ساعة ، و طلبت منه في آخر الجلسة أن يقرئني الشهادتين و يعلمني الصلاة ، فطلب مني الاغتسال فاغتسلت و نطقت بالشهادتين و أشهرت إسلامي و تسميت باسم "محمد أحمد الرفاعي" بعد أن تبرأت من اسمي القديم "عزت إسحاق معوض" و ألغيته من جميع الوثائق الرسمية . كما أزلت الصليب المرسوم على يدي بعملية جراحية .. و كان أول بلاء لي في الإسلام هو مقاطعة أهلي و رفض أبي أن أحصل على حقوقي المادية عن نصيبي في شركة كانت بيننا ، و لكنني لم أكترث ، و دخلت الإسلام صفر اليدين ، و لكن الله عوضني عن ذلك بأخوة الإسلام ، و بعمل يدر عليّ دخلاً طيباً " .
و يلتقط أنفاسه و هو يختتم كلامه قائلاً :
" كل ما آمله الآن ألا أكون مسلماً إسلاماً يعود بالنفع عليّ وحدي فقط ، و لكن أن أكون نافعاً لغيري و أساهم بما لديّ من علم بالنصرانية و الإسلام في الدعوة لدين الله تعالى "
صحيفة المسلمين ـ الصادرة في 4 / 10 / 1991 (بتصرف)
القس المصري الذي صار معلماً للدين الإسلامي
كانت أمنية فوزي صبحي سمعان منذ صغره أن يصبح قساً يقَبِّل الناس يده و يعترفون له بخطاياهم لعله يمنحهم الغفران بسماعه الاعتراف ... و لذا كان يقف منذ طفولته المبكرة خلف قس كنيسة "ماري جرجس" بمدينة الزقازيق ـ عاصمة محافظة الشرقية بمصر ـ يتلقى منه العلم الكنسي ، و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادماً للكنيسة ليشب نصرانياً صالحاً طبقاً لاعتقادهما .
و لم يخالف الفتى رغبة والديه في أن يكون خادماً للكنيسة يسير وراء القس حاملاً كأس النبيذ الكبيرة أو دم المسيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس .
لم يكن أحد يدري أن هذا الفتى الذي يعدونه ليصير قساً سوف يأتي يوم يكون له شأن آخر غير الذي أرادوه له ، فيتغير مسار حياته ليصبح داعية إسلامياً .
يذكر فوزي أنه برغم إخلاصه في خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونها "أسرار الكنيسة السبعة" و هي : سر التناول و سر الميرون و سر الكهنوت ... الخ ، وأنه طالما أخذ يفكر ملياً في فكرة الفداء أو صلب المسيح ـ عليه السلام ـ افتداءً لخطايا البشرية كما يزعم قسس النصارى و أحبارهم ، و أنه برغم سنه الغضة فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لأن يتشكك في صحة حادثة الصلب المزعومة ، و هي أحد الأركان الرئيسية في عقيدة النصارى المحرفة ، ذلك أنه عجز عن أن يجد تبريراً واحداً منطقياً لفكرة فداء خطايا البشرية ، فالعدل و المنطق السليم يقولان بأن لا تزر وازرة وزر أخرى ، فليس من العدل أو المنطق أن يُعَذَّب شخص لذنوب ارتكبها غيره .. ثم لماذا يفعل المسيح عليه السلام ذلك بنفسه إذا كان هو الله و ابن الله كما يزعمون؟! .. ألم يكن بإمكانه أن يغفر تلك الخطايا بدلاً من القبول بوضعه معلقاً على الصليب؟!
ثم كيف يقبل إله ـ كما يزعمون ـ أن يصلبه عبد من عباده ، أليس في هذا مجافاة للمنطق و تقليلاً بل و امتهاناً لقيمة ذلك الإله الذي يعبدونه من دون الله الحق؟ .. و أيضاً كيف يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو الله و ابن الله في آن واحد كما يزعمون؟!
كانت تلك الأفكار تدور في ذهن الفتى و تتردد في صدره ، لكنه لم يكن وقتها قادراً على أن يحلل معانيها أو يتخذ منها موقفاً حازماً ، فلا السن تؤهله لأن يتخذ قراراً و لا قدراته العقلية تسمح له بأن يخوض في دراسة الأديان ليتبين الحقائق واضحة ، فلم يكن أمامه إلا أن يواصل رحلته مع النصرانية و يسير وراء القسس مردداً ما يلقنونه له من عبارات مبهمة .
و مرت السنوات ، و كبر فوزي و صار رجلاً ، و بدأ في تحقيق أمنيته في أن يصير قساً يشار إليه بالبنان ، و تنحني له رؤوس الصبية والكبار رجالاً و نساءً ليمنحهم بركاته المزعومة و يجلسون أمامه على كرسي الاعتراف لينصت إلى أدق أسرار حياتهم و يتكرم عليهم بمنحهم الغفران نيابةً عن الرب !!!
و لكن كم حثهم على أنهم يقولون ما يريدون في حين أنه عاجز عن الاعتراف لأحد بحقيقة التساؤلات التي تدور بداخله و التي لو علم بها الآباء القسس الكبار لأرسلوا به إلى الدير أو قتلوه .
و يذكر فوزي أيضاً أنه كثيراً ما كان يتساءل :
" إذا كان البسطاء يعترفون للقس ، و القس يعترف للبطريرك ، و البطريرك يعترف للبابا ، و البابا يعترف لله ، فلماذا هذا التسلسل غير المنطقي ؟ ... و لماذا لا يعترف الناس لله مباشرةً و يجنبون أنفسهم شر الوقوع في براثن بعض المنحرفين من القسس الذين يستغلون تلك الاعترافات في السيطرة على الخاطئين و استغلالهم في أمور غير محمودة ؟! "
لقد كان القس الشاب يحيا صراعاً داخلياً عنيفاً ، عاش معه لمدة تصل إلى تسعة أعوام ، كان حائراً بين ما تربى عليه و تعلمه في البيت و الكنيسة ، و بين تلك التساؤلات العديدة التي لم يستطع أن يجد لها إجابة برغم دراسته لعلم اللاهوت و انخراطه في سلك الكهنوت ... و عبثاً حاول أن يقنع نفسه بتلك الإجابات الجاهزة التي ابتدعها الأحبار قبل قرون و لقنوها لخاصتهم ليردوا بها على استفسارات العامة برغم مجافاتها للحقيقة و المنطق و العقل .
لم يكن موقعه في الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غير النصرانية حتى لا يفقد مورد رزقه و ثقة رعايا الكنيسة ، فضلاً عن أن هذا الموقع يجبره على إلقاء عظات دينية هو غير مقتنع بها أصلاً لإحساسه بأنها تقوم على غير أساس ، و لم يكن أمامه إلا أن يحاول وأد نيران الشك التي ثارت في أعماقه و يكبتها ، حيث إنه لم يملك الشجاعة للجهر بما يهمس به لنفسه سراً خيفة أن يناله الأذى من أهله و الكنيسة ، و لم يجد أمامه في حيرته هذه إلا أن ينكب بصدق و حماسة سراً على دراسة الأديان الأخرى .
و بالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب الإسلامية ، فضلاً عن القرآن الكريم الذي أخذ يتفحصه في إطلاع الراغب في استكشاف ظواهره و خوافيه ، و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغيوب * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [المائدة:116 ، 117]
قرأ فوزي تلك الكلمات و أحس بجسده يرتعش ، فقد وجد فيها الإجابات للعديد من الأسئلة التي طالما عجز عن إيجاد إجابات لها ، و جاء قوله تعالى :
{ إن مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون } [آل عمران:59]
لقد وجد أن القرآن الكريم قدم إيضاحات لم يقرأها في الأناجيل المحرفة المعتمدة لدى النصارى . إن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه السلام و أنه نبي مرسل لبني إسرائيل و مكلف برسالة محددة كغيره من الأنبياء .
كان فوزي خلال تلك الفترة قد تم تجنيده لأداء الخدمة العسكرية و أتاحت له هذه الفترة فرصة مراجعة النفس ، و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة في مدينة الإسماعيلية ، و وجد نفسه ـ بدون أن يشعر ـ يسجد فيها سجود المسلمين ، و اغرورقت عيناه بالدموع و هو يناجي ربه سائلاً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إلى الدين الحق .. و لم يرفع رأسه من سجوده حتى عزم على اعتناقه الإسلام ، و بالفعل أشهر إسلامه بعيداً عن قريته و أهله خشية بطشهم و إيذائهم ، و تسمى باسم "فوزي صبحي عبد الرحمن المهدي" .
و عندما علمت أسرته بخبر اعتناقه الإسلام وقفت تجاهه موقفاً شديداً ساندتهم فيه الكنيسة و بقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلامه ، في حين كان فوزي في الوقت نفسه يدعو ربه و يبتهل إليه أن ينقذ والده و إخوته و يهديهم للإسلام ، و قد ضاعف من ألمه أن والدته قد ماتت على دين النصرانية .
و لأن الدعاء مخ العبادة فقد استجاب الله لدعاء القلب المؤمن ، فاستيقظ ذات يوم على صوت طرقات على باب شقته ، و حين فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها في اعتناق الإسلام .. ثم لم يلبث أن جاء والده بعد فترة و لحق بابنه و ابنته على طريق الحق .
و من الطريف أن يعمل فوزي ـ الآن ـ مدرساً للدين الإسلامي في مدارس منارات جدة بالمملكة العربية السعودية .. أما والده فقد توفاه الله بعد إسلامه بعام و نصف .. و تزوجت شقيقته من شاب نصراني هداه الله للإسلام فاعتنقه و صار داعية له ، و هو يعمل حالياً إماماً لأحد المساجد بمدينة الدوحة بدولة قطر حيث يعيش مع زوجته حياة أسرية سعيدة .
مجلة الفيصل ـ عدد أكتوبر 1992 (بتصرف)
اللهم ما أجعله في ميزان حسناته. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :king-56:
ما الجديد الذي اتى به الإسلام؟
يجب أن تعرف ايها السائل بعض معلومات رئيسية وحقائق مسلم بها ولن أتكلم بكلمة بلا دليل
أولا في الإسلام : ما نؤمن به في الإسلام هو قمة العقلانية وقمة الفطرة ولن تجد أبدا ما يتناقض مع عقلك وفطرتك بخصوص هذه المسألة .
أولا يجب أن نتفق على بعض الأشياء ؟
هل يمكن لملك عاقل حكيم في أي مملكة أن يطبق 3 قوانين مختلفة في مملكته ويستقيم ملكه ؟
بالقطع لا ... عاجلا أم آجلا سيقع ملكه ويفتت ...!
الأمر بالظبط الذي نحاول أن نوصله لكم -مع الفارق- فالله عز وجل لم ينزل دين إسمه "اليهودية" ثم نزل دين آخر إسمه "المسيحية" ثم ينزل دين ثالث إسمه "الإسلام"
تلك الفكرة الغبية التي هي للأسف تبث بإسم الإسلام في أجهزة الدولة عندنا من الجهلة والبائعين دينهم بنفاق هنا وهناك لأجل منصب زائل !
لكن الحقيقة هي أن الله خلق آدم مسلما وبعث نوح بالإسلام وإبراهيم أبو الأنبياء جاء بالحنيفية السمحة (أي الإسلام والتوحيد) وموسى وعيسى وكل أنبياء بني إسرائيل كلهم كانوا مسلمين !
الأمر يبدو صعبا على الفهم الآن قبل التفصيل ولنفصل قليلا
الإسلام كلمة انت لا تفهم معناها ..رغم أنها بسيطة جدا
معنى الإسلام: الإسلام هو الاستسلام لله الخالق ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ...أرأيت كم هو بسيط
هذا هو الإسلام ... ومن أوامر الله عز وجل الإيمان بأنبياءه الذين أرسلهم ليرشدونا لطريقه...فلا يمكن أن يخلقنا الله ثم يتركنا هملا وعبثا هكذا بلا هداية ونور وإختبار لنا لكي نتخير الحق من الباطل ؟!
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (المؤمنون : 115 )
والرسول يجب أن يكون من البشر عامة فلو كان من الملائكة لقال الناس إن الملائكة معصومون من الخطأ وليس بهم ما بنا من الشهوة والتعب والألم وخلافه ..!
فلا يعقل أبدا أن يرسل الله ملائكة ... وذلك من حكمة الله
قال الله _(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً (الفرقان : 21 )
ثم لو أنزل الله ملائكة فتحولت الدنيا من ساحة إختيار إلى ساحة إجبار وإكراه على عبادة الله...فإما الإيمان أو العذاب الفوري في الدنيا والآخرة !
قال الله (وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (الأنعام : 8 )
هذا بالكلام على إنزال ملك من الملائكة ليكون رسول فضلا عن أن ينزل عز وجل وتعالى بنفسه (تعالى الله عن هذا علوا كبيرا)
أتعرف الموحدين المسيحيين (وهم طائفة كبيرة بأمريكا وأوربا) يقولون كلمة جميلة جدا "إن كان المسيح إله كيف تطالبني أن أقتدى به وأنا الإنسان الخاطئ ....ولو كان المسيح إلها فإن المثل الذي ضربه لنا بعيشته الفاضلة يفقد كل ذرة من القيمة حيث أنه يملك قوى لا نملكها ..إن الإنسان لا يستطيع تقليد الإله"
منطلق عقلاني رائع ... هكذا القرآن يفند شبهات عقلية بطريقة شيقة !
ومن هذا المنطلق كان الأنبياء كلهم مسلمين لله مستسلمين له موحدين له ..عابدين له!
أكرر...الإسلام ...إنما هو الاستسلام لرب العالمين والانقياد لأمره ونهيه والالتزام بأحكامه وشرعه
الآن النقطة التي ينظر لها الملحد بسطحية والمسيحي كذلك مع إختلاف النظارة
ألا وهي إختلافات بين الشرائع والعبادات والجواب هو قوله تعالى
" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " ( المائدة : 48 )
فشريعة الله هي منهاج عبادته وأوامره ونواهيه وبالقطع ما يصلح كشرع لآدم لا يصلح كشرع لنوح وشرع نوح وإبراهيم لا يصلح لبني إسرائيل فكان الله يؤدبهم بالتضييق عليهم في المحرمات بسبب ذنوبهم..جتى وصل الشرع لمرحلة لا تكاد تطاق من التكاليف ..فجاء المسيح ببعض التخفيف ..ثم جاء محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة إرتضاها الله للناس حتى قيام الساعة ..وأقسم بالله العظيم لن تجد في الشريعة الإسلامية إلا قمة الحكمة وهي إعجااااز ليس بعده إعجاز بل ومستحيل أن يكون عقل بشري ينتج هذه القوانين بهذه العبقرية التي تضمن الصلاح لمن يطبقها على كل المستويات الفردية والأسرية والمجتمع والدولة ..وهذا ما يطول شرحه جدا!
ولكن النقطة التي أريد توضيحها هنا هي مسائل الشرع والعبادات ليست ثوابت بل يغيرها الله كما يشاء سبحانه (لا يسأل عما يفعل) وهذا نسميه نحن الناسخ والمنسوخ
وكمثال صغير جدا : فما شرعه الله لآدم وأولاده بأن الأخوة والأخوات يتزوجون بعضهم ثم جاء شرع الله في زمن موسى أن تلك جريمة حدها الرجم وإستمر ذلك في شرع الإسلام إلى قيام الساعة...هذا نسميه بإصطلاحاتنا العلمية "أن تحليل زواج الأخوة قد نسخ بتحريمه" فالنسخ هو تغيير حكم شرعي بحكم شرعي آخر بينهما تراخي أو فترة من الوقت من العمل بالحكم الأول !
بطرس الجاهل الجهول المجهال ... لا يعلم أنني يمكنني –بعون الله- أن أخرج له الآلاف من الاحكام المنسوخة بل وعدة مرات في الكتاب المقدس وهو مازال يتكلم في الناسخ والمنسوخ ..بل والله لو أخذت مثالا واحدا كالذي أعطيته لك سيقف ساكنا لا يدري كيف يداري تدليسه على مستمعيه المغفلين الذين لم يقرأ معظمهم كتاب إسمه الكتاب المقدس !
ونعود لموضوعنا ...الدين واحد ...منذ آدم مرورا بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام جميعا ...ولكن الشرائع إختلفت حسب حكمة الله لإختيار الشريعة ومراعاة مصالح الناس وما يصلحهم.
كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم (الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي)
القرآن يقول لنا على دين الأنبياء وإلام كانوا يدعون ..بعيدا عن قصص تشويه الأنبياء في الكتاب المقدس من زنا وفجور وعبادة أصنام ..كل القذارات التي نسبها الكتاب الذي يأبى إلا أن يشوه صورة الأنبياء أطهر البشرية عامة...
القرآن يقول عن آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم كلهم قالوا كلمة واحدة
ما من نبي إلا وقالها ألا وهي (يا قوم....إعبدوا الله مالكم من إله غيره.... يا قوم....إعبدوا الله مالكم من إله غيره.... يا قوم....إعبدوا الله مالكم من إله غيره ) تلك دعوة كل الأنبياء عندنا هي قضية واحدة "التوحيد"
هي قضية واحدة ....كلمة ...لا إله إلا الله
لا معبود بحق إلا الله الوحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفئا أحد وليس كمثله شئ...!
يا قوم....إعبدوا الله مالكم من إله غيره !
هكذا نرى نوحاً يقول لقومه : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) [ يونس : 72 ]
ويعقوب يوصي بنيه فيقول : (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) [ البقرة : 132 ]
وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : (( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )) [ البقرة : 133 ]
وموسى يقول لقومه : (( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )) [ يونس : 84 ]
والحواريون يقولون للمسيح عيسى : (( آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )) [ آل عمران : 52 ]
بل إن فريقاً من أهل الكتاب حين سمعوا القرآن : (( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين )) [ القصص : 53 ]
ثم نرى القرآن الكريم يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى قوم محمد صلى الله عليه وسلم ويبين لهم فيها أنه لم يشرع لهم ديناً جديداً ، وإنما هو دين الأنبياء من قبلهم قال الله تعالى : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .. )) سورة الشورى
ما هذا الدين المشترك الذي اسمه الإسلام ، والذي هو دين كل الانبياء ؟
إن الذي يقرأ القرآن يعرف كنه هذا الدين ، إنه هو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يشوبه شرك ، وفي ايمان واثق مطمئن بكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان دون تمرد على حكمه ، ودون تمييز شخصي أو طائفي ، أو عنصري بين شعب وشعب فليس بني إسرائيل شعب الله المختاركما في اليهودية ولا العرب هم شعب الله المختار في الإسلام وإنما الدين للجميع وكما قال رسول الله (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) وقال (الناس سواسية كأسنان المشط) فعنصرية العهد القديم معروفة لكل عامي وحتى إنجيل متى (الذي كتب لليهود) نسب للمسيح عليه السلام أنه قال عني وعنك وعن 98% من البشر أنهم "كلاب" (متى 15 : 26)
فالإسلام لا عنصرية في باللون ولا بالقومية ولا بالقبلية ولا أي من هذا فعندنا الدين هو الرابطة الأخوية الكبرى ورابطة المحبة العظمى..فأنا أحب أخي المسلم ولو كان أمريكيا أو هنديا أو إندونسيا فلا تحد بيني وبينه لا فاصل لغة ولا أرض ولا شئ ...هو أخي كأكثر من إبن أمي وأبي بينما ربما يكون مسيحيا أو يهوديا يسكن بجواري ونعمل معا وربما نأكل ونشرب معا لكن ..أبدا لن نجتمع ...أبدا لن يجتمع الكفر والإيمان..أبدا
فشمولية الإسلام أكبر مما تتخيل ولهذا الدين مستقبل إكتساح العالم أجمع في القرن القادم..بل حددوا عام 2020 (على ما أذكر ) لكي تكون ثلث الولايات المتحدة مسلمين !!
ورغم الهجمة الشرسة على الإسلام حربيا وثقافيا ولكن والله لقد بدأ الإسلام يستيقظ وقريبا سيعود للإسلام مجده كما كان دائما !
ولا تفرقة بين رسول ورسول من رسله فمن يكفر برسول واحد من رسل الله فقد كفر برسل الله جميعا فمن كفر بعيسى وآمن بكل الأنبياء من آدم لمحمد -صلى الله عليهم جميعا- فلن يفيده شيئا وهو كافر..ومن آمن بكل الأنبياء وكفروا بعيسى ومحمد (مثل اليهود) فلن يفيدهم شيئا...ومن آمن بالأنبياء جميعا وكفروا بمحمد فقط (مثل النصارى) فأسمعك قول الله:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً *أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً (النساء : 151 )
، هكذا يقول القرآن : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) سورة البينة ويقول : (( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) سورة البقرة
أرأيت شمولية الإسلام وحكمته ومصداقيته ؟
فالأمر أدعى للقبول والتصديق أن تقول أن الله أرسل أنبياء بدين واحد .. من أن تقول ما يقوله الكتاب المقدس
حسنا كل ما فات كلام عقلاني من عقل لعقل دون إلزام بكتابك وكأني أناقش ملحدا ولكن لدينا قاعدة أقرها الله سبحانه في كتابه ألا وهي قوله تعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (البقرة : 121 )
فسأبدأ بإلزامك بكتابك فلست ملحدا إلا أن تخبرني أنك لا تؤمن به أنه محرف مثلنا !
ما نص عليه القرآن يؤكده الكتاب المقدس 100% فكل أسفار الكتاب العهد القديم تقول الله واحد وينبغي أن تعبده لا شريك له !
العهد القديم
" فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ " (تثنية 4/39).
" إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6/4).
Isa 45:18لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.
ويقولون أن أخر ما نزل على موسى من وحي هو "حي أنا إلى الأبد" (تثنية 32 : 4)
العهد الجديد
قول السيد المسيح للشاب الغني: " لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه "(مرقس 10/18).
إجبة السيد المسيح عندما تم سؤاله عن أول الوصايا : " فأَجابَ يسوع: الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. " (مرقس12/29).
ومن غير المعقول بل من أعتبره جنونا أن يقول الله للناس أنا واحد في العهد القديم ثم يقول لهم أنه ثلاثة أو ثالوث أو أقانيم في العهد الجديد
ومن هنا أثبتنا بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح كان يدعو لعبادة الخالق الواحد الله ولم يدعي يوما ما أنه الله أو أنه الخالق أو يدعو الناس لعبادته هو.
أنا والله عندما أرى قولا مثل قول المسيح
Lk21:
21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.نعم ايها الآب لان هكذا صارت المسرة امامك. (SVD)
يقول الحمد لله رب السماوات والأرض وأنت تحمد من تسميه الرب يسوع
سبحان الله على العقل والمنطق...وتذكر أنه والله سيشهد عليك المسيح يوم القيامة......أقسم بالله العظيم هذا النص وأمثاله سيكون حجة عليك يوم القيامة.... الله رب السماء والأرض........لماذا لا تعبدون خالقكم بدلا من عبادة مخلوق كالمسيح ؟
وصدق الله القائل في الحديث القدسي "إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أخلق ويعبد غيري .. وأرزق ويشكر سواي .. خيري إلى العباد نازل .. وشرهم إلي صاعد.. أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم .. ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي .. من أقبل إلي تلقيته من بعيد .. ومن أعرض عني ناديته من قريب .. ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد .. أهل ذكري أهل مجالستي .. وأهل شكري أهل زيادتي .. وأهل طاعتي أهل كرامتي .. وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي. إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين .. وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم. أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب .. من آثرني على سواي آثرته على سواه .. الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .. إلى أضعاف كثيرة. والسيئة عندي بواحدة .. فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له .. أشكر اليسير من العمل. وأغفر الكثير من الزلل. رحمتي سبقت غضبي .. وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي .. أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها "
فعندما تقرأ هذه النصوص والدعوة المطلقة للتوحيد وعبادة الله التي لا تؤول ولا يمكن أن تفكر فيها إلا بأنهم فعلا كما قال القرآن كل الأنبياء كانوا يدعون للإسلام والتوحيد
عندها فقط تدرك أن الإسلام لم يأت بجديد فعلا في مجال العقيدة وإنما هو تجديد لدعوة التوحيد الحق بالله الخالق...إنما هو حركة تصحيح للعقيدة في الله سبحانه وتعالى
بالعكس لو جاء الإسلام بعقيدة جديدة وبدين جديد غير التوحيد لقلت لك بالتأكيد ليس دين الله ؟
لكن دعوة الإسلام هي دعوة تاريخية على مدار البشرية كلها والأنبياء كلهم مجددون لنفس الدعوة .. نفس الدين...نفس العقيدة ..الله واحد !
لقد ضل الناس بالمجامع الوثنية من قسطنطين في نيقية 325 الذي أقروا فيه إلوهية المسيح باطلا وزورا رغم معارضة آريوس وأتباعه ..وبدأ تقتيل أقرباء المسيح وأقرت عقيدة التثليث بالقوة وتم حرق كتب أريوس والكتب المقدسة التي يؤمنوا بها بالطبع وبقى لنا أربع أناجيل ممسوخة متعارضة مع كتب أول من بدل دين المسيح "بولس الطرسوسي الفريسي" الذي تنبأ عنه المسيح عنه أنه الأصغر في الملكوت
وبعدها مجمع قسطنطينية الذي أقر التثليث...وأساسا تريتيليان أول من إخترع كلمة الثالوث (كما يقول قاموس الكتاب المقدس) وجدير بالذكر أنه كان تابعا لمونتانوس النبي الكاذب الذي إدعى أنه البارقليط المنتظر ثم إدعى الإلوهية ...فمخترع التثليث تابعا لكافر
أما كلمة الثالوث لم تذكر في الكتاب المقدس ولا كلمة الأقانيم
نص التثليث الوحيد في رسالة يوحنا الأولى ملفق ويحذفونه من كل الطبعات الجديدة لأنه أول ظهور له في مخطوطة كتبت في القرن الخامس عشر!
هذه امثلة فقط لمناهج التحريف لخدمة عقيدة مخترعة
فجاء الإسلام ليرد الناس لمنهج عبادة ربهم ويخرجهم من الظلمات والنور ويبين لهم كثيرا مما يخفون من الكتاب ...ويقول لهم تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم !
جاء النبي المنتظر من بني اسماعيل المبارك هو ونسله ليقول للناس "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"
ولأنه اخر الشرائع فقد حفظ الله هذا الدين وحفظ كتابه وجعل لنبيه اصحاب لم يغيروا منهجه من بعده ويتبعوا اقوال فلان او علان ... لقد تعلموا الربانية .... وهذا اكبر فرق بيننا وبين الشرائع السابقة
والحمد لله رب العالمين
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الجمعة : 5 )
الثالوث من إختراع ترتيليان الذي كان تابعا لنبي كاذب
http://www.elforkan.com/7ewar/showth...9205#post29205
وأخيرا قبل ان ينكر النصارى علينا صفات الرسول البشرية أنه كان يتزوج ويأكل ويشرب ..إلخ
هل عرفوا صفات أنبيائهم أم إنطبق عليهم وصف ربهم بالضالين ؟
http://www.elforkan.com/7ewar/showpo...62&postcount=7
سبحان الله العظيم ما أظن أن أي عاقل يشك أن الإسلام حق وأن كل ما سواه باطل !
خصائص الإسلام ... الدكتور / عبد الله علوان
اليسر والبساطة والمعقولية
إن المتتبع لتعاليم الشريعة الإسلامية الغراء يجدها تمتاز باليسر والبساطة والمعقولية .
# تمتاز باليسر لأن مبادئها الأساسية
{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} .
{وما جعل عليكم في الدين من حرج} .
{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} .
{فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه} .
فهذه النصوص وغيرها تؤكد تأكيداً جازماً أن الإسلام بمبادئه السمحة لا يكلف الإنسان فوق طاقته ، ولا يحمله من المسؤوليات فوق استعداده ، بل نجد كل هذه التكاليف والمسؤوليات تدخل في حيز الإمكان البشري ، والطاقة الإنسانية ، لكي لا يكون لأي إنسان عذر أو حجة في التخلي عن أمر شرعي ، أو ارتكاب مخالفة إسلامية .
ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة :
من يسر هذه الشريعة أنها شرعت الحج للمسلم القادر المستطيع في العمر مرة واحدة .
ومن يسرها أنها شرعت الزكاة للقادر المالك للنصاب بنسبة -2.5 - في المئة عل الأمور النقدية ، وعروض التجارة في العام مرة واحدة .
ومن يسرها أنها شرعت للمسلم خمس صلوات في اليوم والليلة ، يؤديها في أوقات مخصوصة متفرقة في المكان الذي يريد ، ويسرت أمر أدائها بالتيمم عند فقد الماء ، وبأدائها قاعداً أو مضطجعاً أو مومياً في حالة العجز أو المرض ؛ وبالجمع بين صلاتين مع قصر الرباعية في السفر .
ومن يسرها أنها شرعت الصوم شهراً قمرياً واحداً في السنة ، يصومه المسلم مستديراً مع الفصول الأربعة ، وأباحت للصائم أن يفطر إذا كان مريضاً أو على سفر .
ومن يسرها أنها أباحت للمسلم تناول المحرم أو أكل الميتة ؛ إذا أشرف على الهلاك ولم يجد شراباً أو طعاماً يسد الحاجة .
وتمتاز بالبساطة والمعقولية :
لأن مبادئها واضحة بسيطة مفهومة يعقلها كل ذي عقل ، ويفهمها كل ذي فهم ، ويستجيب لها كل ذي فطرة سليمة صافية .
ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة :
من بساطة الشريعة ومعقوليتها أنها أمرت الإنسان أن يفكر ويقدر ويتأمل ؛ ليصل إلى حقيقة الإيمان بواجد الوجود سبحانه ، ويقر جزماً واعتقاداً بوحدانية الله المتقررة ، وقدرته المطلقة .
ومن بساطتها ومعقوليتها أنها جعلت الصلة بين الخالق والمخلوق قائمة على الاعتقاد أن الله هو رب كل شيء ، وهو القاهر فوق عباده ، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء .
ومن بساطتها ومعقوليتها أنها حاربت الخرافة والكهنوتية بكل أشكالها وصورها ، حاربت فكرة التثليث ، وفكرة الواسطة بين الخالق والمخلوق ، ونعتت بشدة على أولئك الذين يخدعون الجماهير بكرسي الاعتراف ، وبيع صكوك الغفران ، ومنح الجنة ، وحرمان النار .
ومن بساطتها ومعقوليتها أنها تقبل التوبة من كل من يطرق باب الله عز وجل تائباً منيباً صادقاً ؛ مهما كان مولغاً في الكفر ، متمادياً في الفسوق والعصيان دون واسطة من أحد .
ومن بساطتها ومعقوليتها أنها ربطت الإيمان بالحياة ، والعقيدة بالعمل ؛ فالمسلم لا يكون عند الله مسلماً إلا إذا سلم الناس من لسانه ويده ، والمؤمن لا يكون عند الله مؤمناً إلا إذا أمنه الناس على دمائهم وأموالهم .
ومن بساطتها ومعقوليتها تقريرها بأن النية الصالحة شرط لقبول العمل عند الله عز وجل ، فهذه النية إذا تحققت في المسلم بشكل دائم ، فإنها تقلب العمل -مهما كان نوعه- إلى عبادة لله ، وطاعة لرب العالمين ؛ وبناء على هذا يقول علماء الفقه والأصول : "إن النية الصالحة تقلب العادة إلى عبادة" .
هذا هو الإسلام في بساطته ويسره ومعقوليته وواقعيته . ألا فليفهم شباب الدعوة هذه الحقيقة ؟!! .
********
العدل المطلق
من المعلوم لدى كل ذي فهم وبصيرة (أن هدف الشريعة الأساسي هو إقامة العدل المطلق بين الناس جميعاً ، وتحقيق المساواة بينهم ، وصيانة دمائهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم ، كما صان لهم دينهم وأخلاقهم ؛ فغايتها الوحيدة تحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد ، وليست غاية الشريعة تحقيق مصلحة طبقة خاصة دون طبقة ، ولا جنس دون جنس ، ولا أمة دون أمة ؛ وليست غايتها تحقيق المصلحة المادية مع إهمال الناحية الخلقية والروحية ، وليست غايتها تحقيق المصلحة الدنيوية بقطع النظر عن المصالح الأخروية كما تفعل القوانين الأرضية ؛ وليست غايتها تحقيق المصلحة الأخروية بغض النظر عن المصالح الدنيوية كما هو شأن بعض الديانات ، والنحل المغالية في نزعتها الروحية .
ومراعاة هذه الاعتبارات كلها مستحيل أن يتحقق في تشريع بشرى ، فإن مراعاتها لتحقيق العدل المطلق لبني الإنسان تحتاج إلى علم إله ، ورحمة إله ، وحكمة إله . فالإنسان دائماً ينظر من زاوية ، ويغفل زوايا كثيرة .
أما الذي ينظر النظرة المحيطة بكل شيء ، وكل جانب ؛ فهو الخلاق العليم الحكيم الذي وسع كل شيء ، رحمةً وحكمةً وعلماً {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟ }.
ومن هذه النظرة الإسلامية الكلية في بناء شخصية الإنسان وتوازنه ، وتحقيق العدل له وتكامله ؛ قال علماء الاجتهاد والأصول : (إن مقاصد التشريع الإسلامي خمسة : حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، وحفظ النسب ، وحفظ المال) .
وقالوا : (إن كل ما جاء في الشريعة من مبادىء وأحكام ، وأوامر ونواه ، وزواجر وعقوبات ؛ كلها تهدف إلى حفظ هذه المقاصد الخمسة ..) .
وهذا تأكيد جازم على أن الشريعة نزلت لتحقق لبني الإنسان الخير العام ، والعدل المطلق في دينهم ودنياهم وآخرتهم .
فشعارها العام الذي لا يتبدل : {وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} .
ومبدؤها الثابت الذي لا يتغير : {اعدلوا هو أقرب للتقوى} .
هذه هي خصيصة الشريعة في تحقيقها العدل المطلق لكل من يعيش تحت ظل حكمه ونظامه ، فهل علم شباب الدعوة نظرة الإسلام في بناء الشخصية الإنسانية ، وتكوين المجتمع الفاضل ؟!!
تلكم -يا شباب الدعوة- أظهر ما في هذه الدعوة الإسلامية التي تحملون إلى الدنيا لواءها من خصائص ومزايا ، وإن دعوة تحمل في طياتها مزايا الربانية والعالمية والشمول ، وتحمل في أنظمتها خصائص العدل والتجدد والبساطة ، وتحمل في طبيعتها ظواهر الأصالة والهيمنة والثبات ؛ لهي دعوة تستحق البقاء ، وتستأهل الخلود ، وتضيء للدنيا أنوار الحق والحضارة والعرفان ، وترفع في سماء البشرية منارات الهدى والعلم والمدنية ، وتسطر في ضمير الزمن آيات المجد والقوة والعظمة والخلود .
وهي جديرة أن يحملها الدعاة إلى الدنيا يعرفونها ، ويدعون إليها ، وينشرونها في ربوع العالمين ، وآفاق المعمورة ، ومجاهل الأرض .
ومما يؤكد صلاحية الدعوة الإسلامية ، واتصافها بالتجدد والعطاء ، وإيفائها بحاجات الأمم والشعوب ، ودفعها لعجلة التقدم الحضاري ، والإبداع المادي في كل زمان ومكان .
مما يؤكد هذا كله الشهادات التالية :
1-شهادة الواقع العالمي .
2-شهادة المؤتمرات الدولية .
3-شهادة المنصفين من غير المسلمين في العالم .
********
شهادات ونظريات
أما شهادة الواقع العالمي
فإن النظريات القانونية التي يباهي بها العصر الحديث ، وتفتخر بها الفلسفات القانونية قد سبقت بها الشريعة الإسلامية ، وأرست قواعدها ، وقام على ذلك فقهها وتشريعها وقضاؤها قبل أربعة عشر قرناً .
وقد عرض القانوني الكبير الأستاذ "عبد القادر عودة" رحمه الله في مقدمة الجزء الأول من كتابه القيم "التشريع الجنائي الإسلامي" عرض طائفة من النظريات والمبادىء التشريعية التي لم تعرفها القوانين الوضعية إلا أخيراً .
# من هذه النظريات : "نظرية المساواة" :
هذه النظرية جاءت بها الشريعة الإسلامية من وقت نزولها بنصوص صريحة تقررها وتفرضها فرضاً ، وبصفة مطلقة بلا قيود ولا استثناءات ، فلا امتياز فرد على فرد ، ولا جماعة على جماعة ، ولا جنس على جنس ، ولا لون على لون ، ولا لحاكم على محكوم .
والشعار في ذلك قوله تعالى في سورة الحجرات : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} .
هذا على حين لم تعرف القوانين الوضعية هذه النظرية إلا في أواخر القرن الثامن عشر ، وأوائل القرن التاسع عشر ، وهي مع هذا تطبقها تطبيقاً محدوداً بالنسبة إلى الشريعة التي توسعت في تطبيق النظرية إل أقصى حد .
# ومن هذه النظريات : "نظرية الحرية" :
هذه النظرية قررتها الشريعة في أروع صورها ، فقررت حرية التفكير ، وحرية الاعتقاد ، وحرية القول .
وساق الشهيد "عبد القادر عودة" من النصوص الدالة على هذه الحرية ما يملأ النفس والبصر .
# ومن هذه النظريات : "نظرية الشورى" :
هذه النظرية نزل بها القرآن منذ عهده المكي {وأمرهم شورى بينهم} وأمدها في المدينة بقوله : {وشاورهم في الأمر} .
وقد سبقت الشريعة الإسلامية القوانين الوضعية في تقريرها مبدأ الشورى بأحد عشر قرناً ، حيث لم تأخذ القوانين به إلا بعد الثورة الفرنسية ما عدا القانون الإنجليزي ، فقد عرف مبدأ الشورى في القرن السابع عشر ، وقانون الولايات المتحدة الذي أقر المبدأ بعد منتصف القرن الثامن عشر .
# ومن هذه النظريات : "نظرية تقييد سلطة الحاكم" :
هذه النظرية تقوم على ثلاثة مبادىء أساسية :
أولها - وضع حدود لسلطة الحاكم .
ثانيها - مسؤوليته عن عدوانه وأخطائه .
ثالثها - تخويل الأمة حق عزله .
وقد جاءت هذه النظرية الإسلامية بهذه المبادىء الثلاثة في وقت كانت سلطة الحاكم في العالم كله سلطة مطلقة على المحكومين ، فكانت شريعة الإسلام أول شريعة تقيد هذه السلطة ، وتلزم الحاكمين أن يتصرفوا داخل حدود معينة ، وضمن دائرة خاصة ، ليس لهم أن يتجاوزوها ، وإلا فلن يكون لهم سمع ولا طاعة .
# ومن ذلك : جملة نظريات في الإثبات والتعاقد :
مثل نظرية : إثبات الدين بالكتابة صغيراً كان الدين أم كبيراً .
ومثل نظرية : حق الملتزم في إملاء العقد لأنه أضعف الطرفين المتعاقدين .
ومثل نظرية : تحريم الامتناع عن تحمل الشهادات أو أدائها .
وهذه النظريات كلها بعض ما اشتملت عليه آية المداينة المثبتة في أواخر سورة البقرة من أحكام ومبادىء وتوجيهات .
ومن التفريع على ما ذكرناه من نظريات :
أن كثيراً من الأحكام والنظريات التي قررتها الشريعة منذ أربعة عشر قرناً ، وكانت في وقت ما موضع ارتياب أو اتهام من خصوم الشريعة لم تجد البشرية بدأ من اللجوء إليها ، والاعتراف بها ؛ تحقيقاً للعدل ، ورفعاً للضرر والظلم عن الأفراد والمجتمعات .
وأبرز مثل لذلك :
أ-الطلاق :
الذي اضطرت دول الغرب كافة إلى الاعتراف به ، وآخرها تلك الدولة الكاثوليكية العريقة بنصرانيتها وهي إيطاليا ؛ فقد عقد في "لاهاي" سنة 1968 مؤتمر للقانون الدولي الخاص "الدورة الحادية عشر" ، فكان مما تناوله البحث : إعداد معاهدة الاعتراف بالطلاق ، والتفريق القانوني على المستوى الدولي ، وهذا معناه الرجوع إلى حكم الإسلام .
ب-الربا :
الذي زعموا في وقت من الأوقات أن عجلة الحياة الاقتصادية لا تدور إلا به ، حتى قام من كبار الاقتصاديين في الغرب من ينقض فكرة الربا من أساسها باسم العلم والاقتصاد لا باسم الدين والإيمان ؛ ولعل أشهر اسم يذكر في هذا الصدد هو اسم الاقتصادي البريطاني "كينز" الذي قرر أن المجتمع لن يصل إلى العدالة الكاملة إلا بالقضاء على سعر الفائدة ؛ وكذلك الدكتور "شاخت" الألماني الذي يقول : "بعملية رياضية متناهية يتضح أن جميع المال صائر إلى عدد قليل من المرابين .." .
وهناك صيحات في أوربة تنبعث هنا وهناك :
صيحات تطالب بإباحة تعدد الزوجات ، قالت "آني بيزانت" في كتابها "الأديان المنتشرة في الهند" : (متى وزنا الأمور بقسطاس العدل المستقيم ظهر لنا أن تعدد الزوجات في الإسلام أرجح وزناً من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لحض إشباع شهوته ، ثم يقذف بها إلى الشارع متى قضى منها وطره ..) .
وقد قيل : إن ألمانيا أباحت نظام تعدد الزوجات حلا لأزمة الأولاد غير الشرعيين ، وتسوية لمشكلة الاتصال الحرام عن طريق اتخاذ الخليلات ، كما ذكرت ذلك صحيفة الأهرام القاهرية .
وصيحات تنادي بوضع حد للاختلاط بين الجنسين ، ومحاربة الميوعة والانحلال ؛ ذكرت جريدة الأخبار القاهرية : (أن النساء السويديات خرجن في مظاهرة عامة شملت أنحاء السويد احتجاجاً على إطلاق الحريات الجنسية هنا وهناك ، وقد اشترك في هذه المظاهرات مائة ألف امرأة ..) .
وصيحات تنتقد بشدة عمل المرأة في المعمل ، وخروجها من البيت ، وتخليها عن مسؤولية التربية ؛ نشرت جريدة "لاسترن ميل" الإنكليزية ما يلي : (.. لأن تشتغل بناتنا في البيوت كخوادم ، خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل ، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيها الحشمة والعفاف رداء . إنه عار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ؛ فما لنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت ، وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها ..) .
إلى غير ذلك من هذه الصيحات الإصلاحية ، والنداءات التربوية ؛ التي تستهدف رجوع المرأة إلى وظيفتها الطبيعية التي خلقت من أجلها ، والحد من فوضى الاختلاط بين الجنسين الذي استفحل خطره ، وتطهير المجتمع من ظاهرة الميوعة والانحلال .
وهذا معناه العودة إلى نظام الإسلام ، ومبادىء الشريعة ، وحكم القرآن .
وصدق الله العظيم القائل في سورة فصلت : {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} .
********
شهادة المؤتمرات الدولية
اما شهادة المؤتمرات الدولية فحسبنا أن نذكر أشهر المؤتمرات الدولية التي عقدت في هذا القرن ، والتي شهدت أن شريعة الإسلام لهي الشريعة الحية الصالحة المتجددة الخالدة منذ أن أنزلها الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها :
أ- ففي مدينة "لاهاي" سنة 1937 انعقد مؤتمر دولي للقانون المقارن دعي إليه الأزهر الشريف ، فمثله فيه مندوبان من كبار العلماء حاضراً فيه عن "المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية" ، وعن "استقلال الفقه الإسلامي ، ونفي كل صلة مزعومة بين الشريعة الإسلامية ، والقانون الروماني" .
وقد سجل المؤتمر على أثر ذلك قراره التاريخي الهام ، بالنسبة إلى رجال التشريع الغربي وقد جاء فيه :
1-اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع العام .
2-وإنها حية قابلة للتطور .
3-وإنها شرع قائم بذاته ليس مأخوذاً من غيره .
ب-وفي نفس المدينة "لاهاي" سنة 1948 انعقد مؤتمر المحامين الدولي الذي اشتركت (53) دولة من جميع أنحاء العالم ، والذي ضم جمعاً غفيراً من الأساتذة والمحامين اللامعين من مختلف الأمم والأقطار .
اتخذ هذا المؤتمر العالمي القرار التالي : "نظراً لما في التشريع الإسلامي من مرونة ، وما له من شأن هام ، يجب على جمعية المحامين الدولية ، أن تبني الدراسة المقارنة لهذا التشريع ، وتشجع عليها .." .
ج-وفي سنة 1950 عقدت شعبة الحقوق الشرقية من المجمع الدولي للحقوق المقارنة مؤتمراً للبحث في الفقه الإسلامي في كلية الحقوق من جامعة "باريس" تحت اسم : "إسبوع الفقه الإسلامي" ، ودعت إليه عدداً كبيراً من أساتذة كليات الحقوق العربية ، وغير العربية ، وكليات الأزهر الشريف ، ومن المحامين الفرنسيين والعرب ، وغيرهم من المستشرقين ؛ وقد اشترك فيه أربعة من مصر من الأزهر والجامعات ، واثنان من سورية ، وقد دارت المحاضرات حول موضوعات فقهية خمسة ، عينها المجمع الدولي قبل عام ، ووجهت دعوة المحاضرات فيها ، وهي
:
1-إثبات الملكية .
2-الاستملاك للمصلحة العامة .
3-المسؤولية الجنائية .
4-تأثير المذاهب الاجتهادية بعضها في بعض .
5-نظرية الربا في الإسلام .
وكانت المحاضرات كلها باللغة الفرنسية ، وخصص لكل موضوع يوم ، وعقب كل محاضرة كانت تفتح مناقشات مع المحاضر .
وفي خلال بعض المناقشات وقف أحد الأعضاء ، وهو نقيب سابق للمحامين في باريس فقال:
"أنا لا أعرف كيف أوفق ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي ، وعدم صلوحه أساساً تشريعياً يفي بحاجات المجتمع العصري المتطور ، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ، ومناقشاتها ، مما يثبت خلاف ذلك تماماً ببراهين النصوص والمبادىء .." .
وفي الختام وضع المؤتمرون بالإجماع هذا التقرير الذي نترجمه فيما يلي :
(بناء على الفائدة المتحققة من المباحثات التي عرضت أثناء "أسبوع الفقه الإسلامي" وما جرى حولها من المناقشات التي نستنتج منها بوضوح :
1-إن مبادىء الفقه الإسلامي لها قيمة حقوقية تشريعية لا يمارى فيها .
2-إن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات ، ومن الأصول الحقوقية -وهي مناط الإعجاب- وبها يتمكن الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة ، والتوفيق بين حاجاتها ..) .
في هذه الشهادات من المؤتمرات الدولية المتخصصة دليل قاطع على عظمة هذه الدعوة الإسلامية ، وتجددها وعطائها ، وشمولها وخلودها على مدى الزمان والأيام .
{ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} ؟ .
شهادة المنصفين في العالم
أما شهادة المنصفين في العالم
فإنها أعظم من أن تحصى ، وأكثر من أن تستقصى ، هذه الشهادات ليست من رجال الأزهر ، وعلماء الإسلام ، وأساتذة الشريعة في الجامعات ؛ وإنما هي شهادات من كبار رجال القانون الوضعي الذين رضعوا من لبانه ، وترعرعوا في رحابه ، وهي شهادات معللة تحمل في عباراتها براهين صدقها ، معترفة بفضل الشريعة وصلاحيتها ، وسبقها وتفوقها .
ولا بأس أن نسوق هنا بعض شهادات هؤلاء المنصفين للذين لا يزالون يثقون بالفكرة إذا هبت ريحها من جهة الغرب :
-يقول الدكتور "إيزكو انساباتو" : (إن الشريعة الإسلامية تفوق في كثير من بحوثها الشرائع الأوربية ، بل هي تعطي للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً) .
-ويقول العلامة "شبرل" عميد كلية الحقوق بجامعة "فينا" في مؤتمر الحقوق سنة 1927 : (إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد صلى الله عليه وسلم إليها ، إذ رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة) .
-ويقول الفيلسوف الإنكليزي "برنارد شو" : (لقد كان دين محمد صلى الله عليه وسلم موضع تقدير سامٍ لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة ، وأنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة ، وأرى واجباً أن يدعى محمد صلى الله عليه وسلم منقذ الإنسانية ، وإن رجلاً كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته ..) .
-ويقول المؤرخ الإنكليزي "ويلز" في كتابه "ملامح تاريخ الإنسانية" : (إن أوروبة مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية ..) .
-ويقول المؤرخ الفرنسي "سيديو" : (إن قانون نابليون منقول عن كتاب فقهي في مذهب مالك هو شرح الدردير على متن خليل) .
-ونقل "غوستاف لوبون" عن الأستاذ "ليبري" قوله : (لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوروبة الحديثة عدة قرون) .
-ويقول "لين بول" في كتابه "العرب في أسبانيا" : (فكانت أوروبة الأمية تزخر بالجهل والحرمان ، بينما كانت الأندلس تحمل إمامة العلم ، وراية الثقافة في العالم).
-ويقول "أدموند بيرك" : (إن القانون المحمدي قانون ضابط للجميع من الملك إلى أقل رعاياه ، وهذا القانون نسج بأحكم نظام حقوقي ، وشريعة الإسلام هي أعظم تشريع عادل لم يسبق قط للعالم إيجاد نظام مثله ، ولا يمكن فيما بعد ..) .
-وسبق أن ذكرنا ما قاله القانوني الكبير "فمبري" : (إن فقه الإسلام واسع إلى درجة أنني أعجب كل العجب كلما فكرت في أنكم لم تستنبطوا منه الأنظممة والأحكام الموافقة لزمانكم وبلادكم ..) .
فهذه الأقوال وأقوال كثيرة غيرها تشهد بجلاء ووضوح على ما انطوت عليه الدعوة الإسلامية من ثروة قانونية وتشريعية ، وقوة دفع علمية وحضارية .
والفضل كل الفضل هو ما اعترف به المنصفون ، وما أقر به المختصون من نبغاء العالم ومفكريه .
شهد الأنام بفضله حتى العدا
والفضل ما شهدت به الأعداء
* * * * * * *
والمسلمون الأوائل من الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان ، حين علموا طبيعة الدعوة ، ومهمة الداعية ، ومسؤولية المجاهد في سبيل الله ، وحين علموا أن الإسلام دين ودولة ، وعبادة وسياسة ، ومصحف وسيف ، ونظام حكم ، ومنهج حياة ، وحين تأصلت هذه المعاني في نفوسهم ، وعرفوا في هذا الكون مسؤوليتهم ورسالتهم ، خرجوا من محيطهم الضيق ، وبيئتهم المحدودة ، إلى أرجاء الأرض ، وآفاق الدنيا ، يمدنون الأمم ، ويكرمون الإنسان ، ويرفعون لواء التوحيد ، ويرسون في العالمين قواعد المدنية والحضارة ، وينشرون في الوجود أضواء العلم والمعرفة ، ويسطرون على جبين الزمن مبادىء الحرية والعدالة والمساواة . انطلقوا ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
# ولم ينتقل عليه الصلاة والسلام إلى الملأ الأعلى حتى انتشر الإسلام في الجزيرة العربية ، ودخل اليمن والبحرين ، ووصل إلى تهامة ونجد .
# وفي عهد الخلفاء الراشدين أخضع المسلمون المملكتين العظيمتين : فارس والروم ، وامتد ظلهم إلى بلاد السند شرقاً ، وإلى بلاد الخزر وأرمينية ، وبلاد الروس شمالاً ، ودخلت في عدلهم بلاد الشام ومصر وبرقة وطرابلس ، وبقية إفريقية ، وذلك كله في خمس وثلاثين سنة .
# وفي عهد بني أمية استبحر ملكهم ، وامتد سلطانهم إلى أن دخلوا بلاد السند ، ومعظم بلاد الهند ، وصلوا إلى حدود الصين شرقاً ، ودخلوا بلاد الأندلس في أوروبة غرباً .
# وفي عهد بني العباس استطاع الخليفة "هارون الرشيد" أن يصور للعالم بسطة الدعوة الإسلامية الممتدة شرقاً وغرباً ، وشمالاً وجنوباً ؛
فلم يجد غير أن يخاطب السحابة التي تمر به ولا تمطره ، فيقول لها بلسان المطمئن : (أمطري حيث شئت فإن خراجك سيحمل إلينا) !!
أما ما تركته الدعوة من أثر في بناء الحضارة الإنسانية :
فإن التاريخ يشهد ، والمنصفين من فلاسفة الغرب يشهدون أن المسلمين على اختلاف أجناسهم وبيئاتهم ، وتباين لغاتهم وألوانهم في العصور الإسلامية الزاهية خلفوا في العالم آثاراً حضارية شاملة خالدة ، مازالت الأجيال الإنسانية في كل زمان ومكان تنهل من معينها ، وترتشف من سلسبيلها !!
والمؤرخون مجمعون على انتقال الحضارة الإسلامية إلى الغرب كان عن طريق المعابر التالية :
أ-معبر الأندلس .
ب-معبر صقلية .
ج-معبر الحروب الصليبية .
د-معبر مدارس الترجمة في شمال إسبانيا ، وفرنسا ، وإيطاليا .
ه-معبر تجار المسلمين والدعاة الذين نشروا الإسلام في كثير من البلدان الأوربية ، والأفريقية ، والآسيوية ، وغيرها .
ولا شك أن الأندلس هي المعبر الرئيسي لحضارة الإسلام في شتى المجالات العلمية والفنية والأدبية .
وبقيت أوروبة -بعد عبور الحضارة الإسلامية إليها- قروناً طويلة ترتشف من معين الحضارة الإسلامية ، وتنهل من سلسبيل علومها ومعارفها ؛ حتى استطاعت في أمد قصير أن تصل إلى قمة الحضارة المادية ، وأن تصعد إلى ذرى العلوم الكونية في العصر الحديث .
ويشهد على هذا كبار الغربيين المختصين في علم الطب ، والكيمياء ، والطبيعيات ، والرياضيات والفلسفة ، وسائر العلوم الأخرى :
# كتاب "شمس العرب تسطع على الغرب" للدكتورة "زيغريد هونكة" إقرار صريح بالقفزة الحضارية الكبرى التي قفزتها أوروبة نتيجة التأثر بالحضارة الإسلامية وعلومها في شتى المجالات .
وقال "دويبر" المدرس في جامعة "نيويورك" في كتابه "المنازعة بين العلم والدين" : (ولما آلت الخلافة إلى المأمون سنة (813)م ، صارت بغداد العاصمة العلمية العظمى في الأرض ؛ فجمع الخليفة إليها كتباً لاتحصى ، وقرب إليه العلماء ، وبالغ في الحفاوة بهم . وقد كانت جامعات المسلمين مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا إليها من بلادهم لطلب العلم ، وكان ملوك أوروبة وأمراؤها يغدون على بلاد المسلمين ليعالجوا فيها ..) .
# وقال "سيديلوت" في كتابه "تاريخ العرب" : (كان المسلمون في القرون الوسطى متفردين في العلم والفلسفة والفنون ، وقد نشروها أينما حلت أقدامهم ؛ وتسربت عنهم إلى أوروبة ، فكانوا سبباً لنهضتها وارتقائها ..) .
وقال "شريستي" في حديثه عن الفن الإسلامي : (ظلت أوروبة نحو ألف عام تنظر إلى الفن الإسلامي كأنه أعجوبة من الأعاجيب) .
# وقال "بريفولت" في كتابه "تكوين الإنسانية" : (العلم هو أعظم ما قدمت الحضارة الإسلامية إلى العالم الحديث ، ومع أنه لا توجد ناحية واحدة من نواحي النمو الأوروبي إلا ويلحظ فيها أثر الثقافة الإسلامية النافذ … وهذه الحقائق مؤداها أن الإسلام بناء حضاري ..) .
إن هذه الأقوال وأقوالاً كثيرة غيرها تبين بصدق ، وتشهد بحق على ما انطوى عليه الإسلام من قوة دفع علمية وحضارية على مدى العصور !!
ولولا أن يكون الإسلام العظيم منهاج علم ، وهذا القرآن الكريم مبعث حضارة ، وهذا الدين الخالد مفتاح نهضة ؛ لما أشاد هؤلاء المنصفون الغربيون بعظمة الحضارة الإسلامية ، ولما كشفوا عن هذه الحقائق في طبيعة دعوة الإسلام .
ولما سمعنا في التاريخ أيضاً عن جدود عباقرة ، وآباء علماء نبغاء ؛ ملؤوا الدنيا معارف وعلوماً ، ونشروا في العالم نور المدنية ، ومعالم الحضارة .
ومازالت أسماء هؤلاء العباقرة الأفذاذ تتردد على ألسنة الشرق والغرب عبر القرون .
ومازالت الأجيال الصاعدة تتغنى بعلومهم ، وتفتخر بنبوغهم ، وتتناقل آثارهم الحضارية على مدى الزمان والأيام !!
وأذكر على سبيل المثال بعض أولئك العباقرة الأفذاذ واختصاصاتهم العلمية ، ليعرف شباب الدعوة كيف شاد أولئك بنيان الحضارة ؟ وكيف حولوا مجرى التاريخ ؟ :
- ابن خلدون الذي حمل إلى الإنسانية لواء التاريخ ، وعلم الاجتماع والعمران .
- وأبو زكريا الرازي الذي حمل إلى الإنسانية لواء الطب .
- وأبو علي بن سينا الذي حمل إلى الإنسانية لواء الفلسفة .
- والشريف الأدريسي الذي حمل لواء الجغرافية .
- وأبو بكر الخوارزمي الذي حمل لواء الرياضيات والفلك .
- وعلي بن الهيثم الذي حمل لواء علم الطبيعة والبصريات .
- وأبو القاسم الزهراوي الذي حمل لواء الجراحة .
- وأبو زكريا العوام الذي حمل لواء علم النبات .
- وأبو الريحان البيروني الذي حمل لواء علم التاريخ القديم والآثار.
- وأبو البناء الذي حمل لواء الحساب .
- والإمام الغزالي الذي حمل لواء النقد ، والتربية ، ومعالجة آفات النفوس .
- والأئمة : أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وابن تيمية … الذين حملوا ألوية الفقه والقانون .
وآلاف غيرهم نقرأ في التاريخ أخبارهم ، وتتناقل الأجيال آثارهم ، ويثني المستغربون والمستشرقون على عظمة تراثهم وعلومهم ؛ فكانت هذه الآثار التي خلفوها على مدى التاريخ منارات هدى ، وهذه الحضارة التي خلدوها على مدى الزمان إشعاعات عرفان ومدنية !!
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
أجزاء من كتاب هذه الدعوة ما طبيعتها
إنتهى!
سأرفع لكم مناظرة تاريخية ليست كأي مناظرة بين حليمو وادمن مسيحي بخصوص هذا السؤال
ما الجديد الذي جاء به الإسلام
وحليمو أبدع حفظه الله
وهي المناظرة المفضلة لدي
انتظروها بقسم الصوتيات والمرئيات
انا رح احكالك شو الجديد الي اجا بالاسلام رغم اني مسلمة جديد اسمحولي يا اخواني ما رح اخد ادلة من القران لاني لسه ما حافظه شئ من الادله.
بس جديد الاسلام يا استاز نصراني انه وضع لكل شئ بالدنيا حكم وحرم الفواحش بشكل قطعي ودعى الى الفضلية وترك الرذيلة ولم يقل انه له ابن لتعبده الناس وايضا ليحررهم من خطاياهم اذا كان الله بده يبعت ابنه كرمال يحرر الناس من خطاياهم ازا ضاع المفهوم الحقيقي للعبادة واصبح المعبود خادما للعبد.
الاسلام كرم المراة بكل معنى للكلمة بينما بالكتاب المقدس لايوجد حتى ميراث للمراة ولا تنكر هاده شئ وانت بتعرف انه انه النصرى بوخده الميراث ذرعية لمهاجمة الاسلام وبنسا انه احنا اصلا ما عنا ميراث للمسيحيات.
وايضا شرعية الاسلام كرمة عيسى كل التكريم ووضحة انه نبي على عكس الكتاب المقدس الذي صوره بالخروف والملعون ارجع لعقلك من كل عقلك في الاله ممكن يكون هيك.
انا يا اخي جوابتك بكلماتي الخاصة لانه بالوقت الحالي لم اتمكن كثيرا من الاسلام .
على فكرة ردك ببين مدى ضعفك وجهلك مو انه قوي, بنصحك تفك الغلاف اللي على عقلك وتفتح عيونك كويس وبطل هبل.
مناظرة حليمو مع سن شاين وهل اتى الإسلام بجديد؟
مناظرة قنبلة لا تفوتكم رفعتها لكم خصيصا بعد ان ذكرني بها المسيحي
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=22165
سأحيلك فقط على 1/1000 مما جاء به الاسلام و لم يأتي به اي دين قبله
http://www.al-eman.com/IslamLib/viewtoc.asp?BID=245
بسم الله الرحمن الرحيم
هى فعلا لعبة جحا ..ومن أشد ما أكرهه أن أجد فرد فى القطيع
يتحدث ويردد عبارات فارغة ليست من فكره ....
هذه جملة يا أخوة يرددها معظم النصارى والمسيحين بلا فهم !
وحين تؤكد له أن ديننا مختلف تمام الأختلاف عن دينه فكيف يكون لم يأتى بجديد !
دينكم يؤمن بعقيدة الفداء والصلب ...ديننا يقول أن هذا ما لم ينزل الله به من سلطان
دينكم يؤمن بتوارث الخطيئة ... ديننا يجزم بأن لا تزر وازرة وزر أخرى
دينكم يؤمن بثلاثة أقانيم ...وديننا يؤكد أن هذا باطل وأن رب العزة أحد
يا رجل ...أعقلها ......
بالله عليكم كيف هو الأختلاف الجوهرى والثانوى بين الأسلام والمسيحية إن لم يكن الأسلام جاء بجديد ، لا تردد كلمات فارغة دون التفكير فيها ...
فمنطقيا قولك باطل ..باطل ..باطل
أسئل الله أن يهديك للحق .
رد قوى ايه يا #### افكرك باسمك القديم:p017:اقتباس:
رسل أصلا بواسطة نصراني http://www.ebnmaryam.com/vb/mistysty...s/viewpost.gif
طيب ما الجديد الذى اتى بة الاسلام ولم تاتى بة النصرانية ؟
لاننى لم اقتنع بالرد لان النصرانية اتت باكثر من ذلك اذن انة اخذ كل شى من النصرانية ؟
ولكن هو لم ياتى بجديد ..........................:HARDPOST:
عيزك بس تقولى ما هو الذى اتى به دينك ركز كدا وكتبلنا ايه الذى اتى به دينك