السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الباب سأنقل بعض من كلام شيخنا الحبيب محمد الموصلي لتعم الفائدة لي وللجميع
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الباب سأنقل بعض من كلام شيخنا الحبيب محمد الموصلي لتعم الفائدة لي وللجميع
سألني أحد الأصدقاء قائلا : لَمّا جاء صاحبُ يوسفَ برؤيا الملك؛ فعبرها له ثم طلبه الملكُ كما قال تعالى : {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ} لماذا لم يخرج من السجن فورا بل قال : {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}؟؟؟؟
قلتُ : وهذا من ذكاءه وفطنته وسياسته فلعله لو خرج لثبتتْ عليه التهمة التي سُجنَ من أجلها!! فجمع الملكُ النسوة قائلا : {مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} فثبتت براءته بنص النسوة وامرأة العزيز وهو المطلوب!!!...
ثم سألني أيضا : ولماذا لم يصرح للملك بمراودةِ امرأة العزيز نفسها وتهيئتها له؟؟؟
فقلتُ : مقامه مقام إحسان وصلاح فلا ينبغي له التصريح بمثل هذا العمل المشين!!!
ثم سألني أيضا : ولكنه صرح أمام سيدها أي زوجها قائلا : {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}؟؟؟
فقلتُ له : المقام مقام دفاع في وضع مريب حيث اتهمتُه مباشرة وجها لوجهٍ أمام سيدها قائلة : {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} فلزمَ التصريح هنا دون هناك...فتأمل
ومن الجدير بالذكر أنّ امرأة العزيز ليس هي الوحيدة من راودته عن نفسها بل النسوة أيضا كما في الآية أعلاه! وكذا قوله : {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}...
والله أعلم
لا يقل خطرا من أوتي علما جما وسعة اطلاع وفقه لسان وشرع; عن الجاهل إن لم يكن الأول خطره أكبر!!! فليحرص من رزقه الله العلم والسعة في الاطلاع وفقه اللسان والشرع على كتاباته هنا فقد آلمني جدا أني رأيت أحد المعلقين أمس في صفحة أحد عمالقة الكتابة أنه قال عن صلاح الدين الأيوبي (إنه زنديق)!!!... وأما الهجمة على الصحابة في الفيس فحدث ولا حرج! وإن كان أصحاب التجديد والتجريد ذموا أهل السنة لأنهم أدخلوا غير الصحابة في مسمى الصحابة; فإني أرى أنهم وقعوا بنفس الشيء حيث إنهم أخرجوا الصحابة من مسمى الصحابة وأدخلوهم في النفاق إن لم نقل بالإشراك!...وليعلموا أن الله يستنسخ ما نكتبه كما قال {إنا نستنسخ ما كنتم تعملون}!
جاء في سورة يونس قوله تعالى عن فرعون : {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} وهذه الآية الوحيدة المصرحة تصريحا محضا بنجاتة ببدنه!! ويالتناسب القرآن بعضه مع بعض ودقته وترابطه; حيث إن يونس نفسه صاحب السورة أنجاه الله تعالى ببدنه من بطني الحوت والبحر كما جاء في سورة الأنبياء : {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات} وكذا ذكر في سورة يونس نجاة نوح ومن معه من الغرق كما في قوله : {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك} وكذا تردد ذكر موسى وهو الذي نجاه الله من البحر ببدنه يوم قذفته أمه باليم! فلا تستغربن إن جاء قوله في السورة ذاتها : {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه...} فتردد ذكر الضر والنجاة والصبر كما هو واقع السورة...فتأمل والله يوفقك
قوله تعالى : {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا...}{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا..} أقول : ألقي في الجب بسبب حب أبيه إليه!... ودخل في السجن بسبب حب امرأة العزيز إليه قال تعالى على لسان نسوة المدينة : {قد شغفها حبا..} ثم على لسانها : {ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}! والله الله على هذا القرآن; إن آية شغف الحب هذه قد ختمت ب {إنا لنراها في ضلال مبين} وكذا آية حب يعقوب ليوسف ختمت ب {ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين} فبسبب حبهما يوسف وصفا بالضلال المبين!!!... وقبل هذا إن نبأ فقد يعقوب ومحنته ابتدأت بقميصه : {وجاءوا على قميصه بدم كذب} وكذا ابتدأ الفرج وجلاء المحنة بقميصه الآخر فقال : {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا...} ثم {فلما أن جاءه البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا}... وقبل هذا كله وذاك لا ننسى ابتداء محنة يوسف هي الرؤيا حتى قال له أبوه : {يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا} وكانت نهاية محنته برؤيا الملك : {يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات...}! هذا وليعلم أن هناك من المقابلات والمناسبات الكثير في هذه السورة منها : أنه حذرهم من الذئب، فجاءوه بأن الذئب أكله!.. وكذا شعر بقرب لقاء يوسف فأمرهم بالتحسس فكان كما قال!... والله أعلم
قوله تعالى : {قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا} هنا لما أبت القرية إطعام موسى والعبد الصالح; توجه إلى العبد بطلب الأجر والجعل على إقامة الجدار وتسويته; فلم يعط موسى الأجر بل كان جزاء هذا الفراق، ولكن عندما سقى موسى لبنتي شعيب أعطاه الله الأجر والجعل عندما توجه لله بكليته فقال : {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني بما أنزلت إلي من خير فقير* فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك لجزيك أجر ما سقيت لنا} فعبر بالفاء (فجاءته) للدلالة على التعقيت بلا تراخ أي لما شكى لربه فقره جاءه الفرج فرزق السكن والمسكن فقال تعالى : {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين}..فتأمل!
تأملات في مناسبة الأحداث مع يوسف وموسى عليهما السلام :
إكمالا لما مرّ من التأملات مع الخضر وذي القرنين وعلى منوالها أنسج قائلا :
إن الروابط اللفظية والمعنوية ومجريات الاحداث التي مرت بهما في القرآن الكريم تجعلك تقف أمام كتاب مترابط متماسك كالكلمة الواحدة؛ إنْ تقدمَ حرفٌ على حرف أو سقط حرفٌ؛ لاختلَّ مبناها ومعناها، بَيْدَ أَنَّ اللهَ قال في قرآنه عن قرآنه : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}....
فلكل نبي بيئة وحال عاش فيها وبها قبل نبوته وبعدها إلا أننا نجدُ الأحداث التي مرت بيوسف عليه السلام؛ هي شبيهة إلى حدٍّ ما بالأحداثِ التي مرت بموسى عليه السلام من حيث المكان؛ فكلاهما عاش في مصر وكلاهما عاش في قصر الملكِ وكلاهما بُشِّر بالنبوة منذ الطفولة وكلاهما له مواقف مع إخوته؛ فيوسف ألقيَ في الجبّ بأيدي إخوته للخلاص منه ، كما أن موسى قًذِف في اليم بيد أمه لنجاته فكانت أخته سبب نجاته أيضا على خلاف أُخُوَّة يوسف التي أدت إلى إلقاءه في الجب، وكلاهما له موقف مع امرأة الملك؛ فامرأة العزيز سيئة الخلق – في حينها- يومَ راودته، في حين نجد امرأة فرعون ضرب الله بها المثل للذين آمنوا فكانت تقول (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) وقبلها كلاهما أخذا لأجل اتخاذهما ولدا كما في قوله عن يوسف في سورته: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} وكذا وردت عن موسى في سورة القصص بنفس اللفظ : {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
، وليس هذا فقط بل جاء عن يوسف أيضا في سورته أن إخوته له ناصحون! {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} وكذا موسى أخته احتجت بالنصح كما في قوله : {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.....
وأكتفي بهذا القدر مع أني تركتُ من المناسبات بينهما الكثير ولكني آثرت الاختصار خشية السآمة عليكم ، ولعلي أختم بالآية التي وردت عن كل منهما ، فجاء عن يوسف : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} وكذا جاء عن موسى في القصص : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
والله أعلم
ذكر أحد مشايخنا أنه كان يقرأ رواية حفص على الشيخ (محمد صالح الجوادي) رحمه الله في بيته حيث كان مريضا فلما بلغ عنده قوله تعالى : {يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين} أوقفه الجوادي قائلا له : (قف هنا فهذا أفضل موضع نقف عنده ) قال شيخنا : (فما زال يكررها حتى خرجت من منزله وبعد خطوات سمعت أصواتا; فإذا بالجوادي يفارق الحياة -رحمه الله -.... فياربنا إنا نسألك حسن القول وحسن العمل ونعوذ بك من فتنتهما، ونسألك اللهم حسن المآل وحسن خاتمة الأعمال....
لغويات : الكفر : التغطية فهو مأخوذ من كفرت الشيء إذا غطيته وعلى هذا قيل لليل : كافر ; لأنه ستر وغطى الأشياء بظلامه ، وقيل لمن لم يؤمن بالله; كافر وذلك لأنه غطى فطرته أي إيمانه وإسلامه بالباطل ولك في هذا حديث (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فلما غطى إسلامه بالتهويد وغيره; قيل له : (كافر) ، وكذا المزارع والفلاح سمي كافرا لأنه يغطي الحبة والنبتة بالتربة ; ولك في هذا قوله تعالى في سورة الحديد ضاربا لنا مثل الحياة الدنيا فقال : {كمثل غيث أعجب الكفار نباته} أي أعجب الزراع الفلاحون نباته! ، وكذا متلا من حلف بالله يمينا وأراد الرجوع عنه قيل له : عليك كفارة; لأنه بهذه الكفارة يغطي ما لحقه من ذنب ، وكذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالكفر وأنهن أكثر أهل النار كما في حديث : (يكفرن قيل : أيكفرن بالله؟ قال : يكفرن العشير - أي الزوج - ويكفرن الإحسان; لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط) والمعنى ظاهر!. فإذا علم هذا من ذاك فأزيد على هذا كله قائلا : إن هناك تقارب بين اللغات فبالانكليزية أيضا كفر تأتي بمعنى التغطية ف (( cover هي التغطية تطلق على الحافظة التي تحفظ لنا جهاز الموبايل وغيره. والله أعلم
قوله تعالى : {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنطبونه منهم} أقول : سمى الله ما جيء به من أحكام وفتاوى وأفكار بعد عصر النبوة اجتهادا واستنباطا لا وحيا منزلا لا تجوز مخالفته! فلو فقه الخواص منا عمليا -مع إجلالنا لهم- أن ما عندهم هو اجتهاد قابل للأخذ والرد لا وحي منزل لا تجوز مخالفته; لما حل بنا ما حل، وكم يضيق صدري ولا ينطلق لساني ويصدأ بناني عندما أرى الاجتهاد والإفتاء والفكر صار وحيا وأن التقديس لنص الوحي انتقل لتقديس نص الشخص عندها أقول كما قال القائل : (فيا موت زر إن الحياة ذميمة *** ويا نفس جدي إن دهرك هازل).
إذا نمت وانشغلت عن حفظ ما بحوزتك من متاع; فسرقها اللص; فلا يلام بل اللوم كل اللوم على المالك ، وقديما قيل : (ومن رعى غنما في أرض مسبعة *** ونام عنها تولى رعيها الأسد)! وما أنصف هذا الشيطان وأصدقه! عند المحاججة يوم الحساب كما في قوله : {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم}.
التصرفات الفرعونية مع المصلحين : بعث الله موسى وأخاه هارون إلى فرعون الذي طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد، فكان جوابه وحاشيته كما قال تعالى : {قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} أي إن أحسستم بصدقهما فلا يغرنكم هذا; فهما ساحران قد سحراكما بسحرهما لأجل
إخراجكم من هذه الأرض المملوكة لكم! {ويذهبا بطريقتكم المثلى} أي ويذهبا
بهذا الحكم والنظام الأمثل -الديمقراطي التعددي الضامن للحريات - الأفضل الأحسن لكم!...وكذا قال في موضع آخر : {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} يا سلااام على سماحة وعطف فرعون وصلاحه وخوفه على شعبه من تبديل الدين وإشاعة الفساد في الأرض!! ...وموقف فرعون هذا يذكرنا بمواقف فراعنة عصرنا عندما يواجهون الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة ; فترى فرعون البلاد يخرج بقوله : (جرذان بعثيون إرهابيون إخوان تدعمهم جهات أجنبية..والخ).... وليس العجب من المذهب الفرعوني السائد في البلاد العربية بقدر ما أعجب ممن يسمون أنفسهم (إسلاميين) تراهم يشرعنون لهم أقوالهم
وأفعالهم ويؤيدونهم بكل ما أوتوا من قوة فليتهم كانوا كمؤمن آل فرعون عندما نبه قومه كما في قوله تعالى : {وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم..} وكذا قال :
{ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا..} فيالسياسة هذا الرجل فنبههم بأن لا تغتروا بقواتكم وجيوشكم وآلاتكم فأنتم لكم الملك ظاهرا ونسيتم أو تناسيتم بأن الملك لله يؤتيه من
يشاء وينزعه ممن يشاء فإذن جاءنا عذابه فما نحن فاعلون؟! وبمن سنستنصر؟!!
فلا تنفعكم حينها ولاية ثالثة ولا رابعة ولا انقلاب ولا غيره، فعلى إسلاميينا أن يكونوا أشدة حنكة وحكمة وفقه سياسي ويقتدوا بمؤمن آل فرعون ولا يكونوا مع الطغاة الظلمة فلا تنفعهم يومئذ معذرتهم ولا هم يستعتبون...فحبل الباطل وإن طال فهو قصير وكما قال الجواهري : (باق وأعمار
الطغاة قصار *** الليل ليل والنهار نهار)
لسان حال الفضائيات فيما يخص الإسلام والمسلمين.. كأني بهذا يصفه الشاعر قائلا : (إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا***شرا أذاعوه، وإن لم يسمعوا كذبوا)
قوله تعالى : {فأمه هاوية} : الهاوية هنا هي النار الحامية وقد جاءت مفسرة كما في قوله : {وما أدراك ما هيه*نار حامية} حامية لأنها في قعر جهنم! فإذا علم هذا فاعلم أن معنى قوله : {فأمه} أي رأسه فلزم من هذا أن يهوي في الهاوية أي النار منكسا على رأسه تغليظا عليه... ولي وقفة هنا فأقول : قوله : {فأمه هاوية} ربما أريد بالأم ليس الرأس كما مر بل شبه الله هذه النار بأم الهاوي بها لأن الأم مظنة العطف والحنان والإيواء وراحة البال; فلما كانت أمه- بهذه المظان- هي ال (هاوية) فكيف سيكون عذابه؟!!! فإذا من كان يظن بها العطف والحنان والرأفة والرحمة ستكون مقر عذابه الشديد الأليم فما بالك بغير الأم؟!! فإذا قيل لك : إنك ستلقى عذابا شديدا من أخيك أو ابنك أو أبيك؟ فقل لي كيف سيكون عذابك من عدوك؟!!... وهذا المشهد هو يشبه إلى حد ما قوله تعالى : {فبشرهم بعذاب أليم} إذ أن البشرى لا تكون إلا في الخير والخبر السار كما في قوله : {يا بشرى هذا غلام} فجاءت البشرى مع الشر وهو العذاب الأليم تغليظا عليهم وتهكما بهم لأنهم عندما يسمعون البشرى ستفتح آذانهم وتسر قلوبهم وتعود آلامهم آمالا; فعندها سيصدمون بأن هذه البشرى هي عذاب أليم!!!...فتدبر وتأمل
ظاهرك ترجمان باطنك : قديما قالوا : (ما فيك ظاهر على فيك) أي ما في قلبك هو ظاهر بقولك وعملك وطبعك فلذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم عن المنافقين : {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول} وأما عن المؤمنين فقال له {تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود} وكذا قال عن الفقراء : {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا} فإذا عرفت هذا فاعلم أن كلام اللسان وكلام الجوارح هو صفة المتكلم فإذا تكلم أحدنا تبين العطار من البيطار!...والإناء ينضح بما فيه فاحرص على أن تملأ إناءك بالعلم والعمل والفهم فيهما قال تعالى : {ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما}
التربية والتعليم : قال ابن مالك في ألفيته النحوية : (كلامنا لفظ مفيد كاستقم...) أي إذا أفاد اللفظ سمي كلاما وإن ما فلا ، وجميل منه أن يأتي بهذا المثال وهو (استقم) أي استقم أنت ، فلعه اقتبس المثال من قوله تعالى : {فاستقم كما أمرت} وكذا {اهدنا الصراط المستقيم} فالاستقامة عندنا مأمور بها شرعا مطلوبة عرفا وهذا من فطنته وحسن طرحه للمباحث العلمية بطريقة دعوية تربوية لا علمية مجردة ، وكذا قيل عنه لما وصل لمبحث جواز إتيان المبتدأ نكرة ولكن بشرط أن تكون موصوفة ; طرق بابه فإذا بالإمام النووي بالباب ; فجعل ابن مالك هذا مثالا فقال : (......ورجل من الكرام عندنا) أي جاز أن تقول : رجل كريم عندي ، ولم يجز لك القول : رجل عندي ; بل وجب تأخير المبتدأ لأنه لم يوصف فعليه وجب القول : عندي رجل. ومما يحسن ذكره هنا أن بعض الشواهد النحوية فيها معان راقية سامية يجب على معلمي النحو شرحها للطلاب ففي حديثهم عن صلة الموصول يستشهدون بقول الشاعر : (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا***ويأتيك بالأخبار ما لم تزود) أي إن الأيام ستكشف لك ما كان مستترا عنك من غير أن تكلف نفسك. وفي النهاية أقول على معلمي القرآن والنحو وغيره أن يفقهوا قوله تعالى : {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتانا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة}
تأملات مع الخضر وذي القرنين : جاء في سورة الكهف ذكر شخصيتين غريبتين خارقتين للعادة فيهما من التوافق ما يجلي لك عظمة القرآن ودقته وبديعه فقال تعالى عن الخضر {آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} وكذا قال عن ذي
القرنين : {إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا} ، ثم قال الخضر
لموسى : {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} فنجد أن الله يحدثنا عن ذي القرنين : {كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا} ، وقال موسى للخضر : {لقد جئت شيئا نكرا} وكذا أجاب ذو القرنين قومه قائلا : {أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا} ، وعند ركوبهما السفينة أعلمه سبب خرقها لحماية المستضعفين من الملك فقال {وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في
البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} وكذا قال المستضعفون لذي القرنين : {يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا} وإن كان لقاء موسى مع
الخضر عند مجمع البحرين بدليل قوله : {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} فذو القرني لقي القوم عند السدين بدليل قوله : {حتى إذا بلغ بين السدين} وفي النهاية أقول : إن الخضر أقام الجدار فقال تعالى : {جدارا يريد أن ينقض
فأقامه} وكذا ذي القرنين بنى لهم ردما فقال { فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما}أي حاجزا حصينا أكبر من السد وأوثق منه... هذا وهناك من الروابط ما لم أذكرها خشية السآمة عليكم ...والله أعلم
سأل أحدهم أحدا : أيحسن بمثلي أن يتعلم؟! فرد عليه : والله لإن تموت طالبا للعلم خير من أن تموت قانعا بالجهل!... قلت أي (الموصلي) : قرأت هذه بكتاب المنتقى وتذكرت أني مررت برجل مسن وأظن يكنى ب (أبي نذير ) عمره قارب أو تجاوز السبعين ، فسألته عن حاله وهو كان في إحدى مراكز التحفيظ - طالبا - كيفك مع التجويد ؟ فأجابني بالعامية : والله عدنا واحد شباب جيرانا مجاز برواية حفص فباشرتو عندو أدرس تجويد ، فرد عليه صاحبي : كيف وأنت بهذا السن؟!! فقال المسن : والله يا جماعة خلي أموت طالب علم أحسن من أموت لا شيء... فسبحان الله لما سألت عنه بعدها قيل لي بأنه مات بعد اللقاء بأشهر!!!... فهذه حياتنا كالفراغ (......) فمنهم من ملأ الفراغ بخير فأحياه الله حياة طيبة لقوله تعالى : {لنحيينه حياة طيبة} ولما كان الجود بالنفس أعلى غاية الجود ووهب نفسه لله; جعل الله مماته حياة لقوله تعالى : {بل أحياء عند ربهم يرزقون} ومنهم من ملأه بشر أو لم يملأه أصلا فكانوا أمواتا في حياتهم لقوله {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} فكانوا أمواتا إن لم يستجيبوا لربهم وكأني بالشاعر أجاد لما قال : الناس موتى في حياتهم *** وآخرون في باطن الأرض أحياء
العلماء مصدقون بما ينقلون لأنه موكول لأماناتهم مبحوث معهم بما يقولون لأنه من نتاج عقولهم والعصمة غير ثابتة لهم... هذه قالها الشيخ أحمد زروق رحمه الله ، وفي هذا تطالعنا مناظرة أبي حيان وهو من هو بالنحو ، تناظر مع ابن تيميه وكان فيما كان أن عرضت عليهما مسألة نحوية ; فقال فيها ابن تيميه رأيه ، فرده أبو حيان قائلا : إن سيبويه ما قال هذا! فأجابه ابن تيميه : ومن قال لك بأن سيبويه نبي النحو أرسله الله به حتى يكون معصوما ; سيبويه أخطأ في القرآن في ثمانين موضعا لا تفهمها أنت ولا هو ... انتهى. ورحم الله الجميع ... فإن رد على ابن تيميه مقالته هذه فأقول له ما قاله ابن مالك : (إذا كانت العلوم منحا إلهيه ،ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثير من المتقدمين) وعليه أقول : فالفتح والفهم هما منة الله لعبده فإن شاء أمسك على هذا وإن شاء فتح لذاك وإن شاء أعربها على قوم وإن شاء أعجمها على آخرين . والله أعلم
ها
هو الليل قد حله المشيب فتنفس صبحا وأشرقت الأرض بنور ربها وكم من نفس
ستدب على هذه المعمورة صارخة مولودة والناس من حولها ضاحكة مستبشرة ! وكم
من نفس مؤمنة ستسكت راجعة إلى ربها ضاحكة مستبشرة والناس من حولها باكية
متصبرة. فاللهم اجعل الحياة حياة طيبة بطاعتك وذكرك واجعل زينتنا باقيات
صالحات عندك واجعل الممات لنا حياة مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
جمعة مباركة ...بدعة محدثة !!! :
حدثني غيرُ واحدٍ أنه قيل له (جمعة مباركة) –التي تُكتبُ في رسائل الموبايل وغيره- هي من البدع المحدثة!!!!...
كذا قاله غيرُ واحدٍ من مشايخ السعودية -أثابهم الله ونفع بهم- مستدلين بأنه ما ورد نصٌ ولا فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحبه قبلاً....انتهى
قلتُ : أما قولهم : هذه بدعة ... فهذا ما لا يرضاهُ شرعٌ ولا عرفٌ...
أما الشرع :
فقد قال ابن قيم الجوزية في كتابه (زاد المعاد) :
وكان من هديه صلى الله عليه و سلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره وقد اختلف العلماء : هل هو أفضل أم يوم عرفة ؟...وقال..التطيب فيه : وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع...و السواك فيه وله مزية على السواك في غيره... أنه يوم عيد متكرر في الأسبوع..وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال : إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة – فعقّبَ قائلا : أنه أفضل الأيام عند الله ويقع فيه من الطاعات والعبادات والدعوات والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ما يمنع من تسجير جهنم فيه ولذلك تكون معاصي أهل الإيمان فيه أقل من معاصيهم في غيره حتى إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في يوم السبت وغيره
...الخ .انتهى
هذا ومما لا شك فيه ولا ريب أنّ يوم الجمعة له فضل عظيم فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها) رواه مسلم .
وصح عنه أنه قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه) صححه الألباني
وكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين حيث قال : (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان طيب فليمس منه وعليكم بالسواك) حسنه الألباني رحمه الله.
ومن وجهٍ آخر : ألا تدخل بعموم حديث : (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)؟!!!
ومن وجه آخر : لو سلمنا ببدعتها ...هل يترتب على قائلها آثار البدعة التي هي الضلالة والضلالة في النار؟!!!
وأما في العرف :
فقد اعتاد كتّاب الرسائل النصية وغيرها البدءَ بــ : (تحية طيبة) و(نهديكم تحياتنا) ووووالخ ، وفي النهاية (مع التقدير) أو (مع فائق الاحترام) والخ ، فإذا كان ذلك كذلك لا أرى حرجا من كتابة (جمعة طيبة ومباركة) في نهاية الرسائل لِما مرّ
وفي النهاية عُلِمَ أنه جائزٌ شرعا مطلوبٌ عُرْفا...
وليتهم تشددوا بفتاواهم التي أغرقت الأمة الإسلامية والعربية بدخول الأمريكان لبلادهم وضربهم العراق في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي؛ فوالله لو تشددوا بتلك لما رددتُ عليهم تشددهم هذا غير المبرر؛ إذ أني أجدهم يصغرون الكبائر ويكبرون الصغائر!..فلذا اقتضى التنبيه.
والله أعلم
رحمك الله يا (الجواهري) قال :
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ ***أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ
--------------------------------
لما كثرت أطباء الدنيا; قلت وعزت أطباء الآخرة...ولما قدس الشخص; طغا علينا النص!!!...
---------------------------------------
#إذا تقاربت الألفاظ تقاربت المعاني#
إنّ لفظ الكلمة إذا تقارب مع كلمة أخرى ؛ فعلى الغالب يدل على تقارب المعنى ؛ ولنضرب مثالا :
قال تعالى في سورة النساء : { وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ }
فقوله : (فَلَيُبَتِّكُنَّ) أي فليقطعنّ آذان الأنعام من أصلها أو يُشققها...
فالبتك : هو القطع..قلتُ – الموصلي- والقطع هنا بإفساد كما هو واضح من السياق...
وكذا قوله تعالى : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} أي : إن مبغضك هو المنقطع عن الخير...قال أهل اللغة : البترُ هو القطع ... قلتُ : أي القطع بإصلاح فلذا مَنْ أصيبَ بعلةٍ في قدمه مثلا فيُطلق على القطع بتْرٌ لِما عُلِمَ ممّا مرّ!!!...فشانئ النبي صلى الله عليه وسلم أي مبغضه كالعلة المقطوعة التي بقطعها يتم الصلاح ويعم
وكذا قوله : { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا } أي : انقطع إليه انقطاعاً بالاشتغال بعبادته ، فالتبتل : هو الانقطاع إلى الله أو إلى غيره، وكذا ما جاء في الحديث لَمّا أراد عثمان بن مظعون التبتل أي الانقطاع عن النكاح لأجل العبادة؛ نهاه عن ذلك التبتل ، فَعَنْ سعد بنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضيَ اللَّهُ عَنهُ { قَالَ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ..}
ومنه قيل لمريم عليها السلام : " البتول "... والله أعلم
ولولا خشيةُ الإطالة لأخذتُ مثالا آخر وهو : فَار- من الفَوْر- كما قال تعالى : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ } ، ومار - من المَوْر- كما قال تعالى : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}
ففار ومار : يدلان على الحركة والارتجاج والدوران كالرحى مضطربة ، وكذا غار وحار وثار ودارَ...والخ ؛ كلها تدل على معنى الدوران والاضطراب....
والله أعلى وأعلم
كان الإمام الصنعاني رحمه الله (ت 1250) إذا طيبه أحدهم .. صلى وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فسئل : هل في ذلك سنة واردة ؟
فأنشد قائلا :
يقولون : عند الطيب تذكر أحمدا
فهل عندكم من سنة فيه تؤثر
فقلت لهم : لا ، إنما الطيب أحمد
فأذكره ، والشيء بالشيء يذكر
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
منقول......
قال تعالى في سورة الأنبياء : {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)}
قال أهلُ التفسير بما معناه : أي خلق اللهُ الإنسانَ ومنه العجلة...
فالعرب تقول : خلق من كذا . يعنون بذلك المبالغة في الإنصاف . كقولهم : خلق فلان من كرم ، وخلقت فلانة من الجمال . ومن هذا المعنى قوله تعالى : { الله الذي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ }
ومنهم من قال قولا آخر ؛ وهذا أظهر القولين...والله أعلم
#تأمل#إنّ يوسف عليه السلام أُلقيَ في الجب بسبب رؤيا رآها فلذا قال له أبوه : {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) }...قال بعض المفسرين بأنّ إخوته علموا بهذه الرؤيا فكادوا له كيدا....وأخرِجَ من السجن بسبب رؤيا رآها الملك : {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}والله أعلم
قال الرصافي :
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا***وأقبح الكفر والإفلاس في رجل
--------------------------------------
قال ابن مالك رحمه الله : (إذا كانت العلوم منحاً إلهية، ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثير من المتقدمين)
قلتُ : أيننا نحن من هذا!!!!!!....
------------------------------
كثرتْ شهادات الزور
لما كثرت الجامعات!!!!
مع احترامي وتقديري لأهل العلم منهم
فائدة نحوية في الممنوع من الصرف (سبب منعه وصرفه):
الفعل لا يقبل الكسر ولا التنوين....وهذا من مميزاته.
فلما شابهَ الاسمُ الفعلَ من حيثيات مذكورة في باب الممنوع من الصرف ؛ لم يَجُز كسرهُ ولا تنوينه لأنه داخل في دائرته. فتنبهْ.
ولمّا دخلَ الألف واللام على الاسم أو أضيف إليه غيره ؛ صُرِفَ وذلك لأنّ الفعل لا يقبل الالف واللام ولا الإضافة فتنبهْ.
عذرا يا سايكس بيكو فقد قسموا العالم العربي على غير ما قسمته!!!!....والحبل على الجرار!!!!...فاللهم ردنا إلى ما كان وبلاد الإسلام أرضا واحدةً لا حد ولا حدود تحدها....
-------------------------
#مأساةٌ#
اطلعت على نتاج الكثير من أهل العلم المحدثين فرأيتُهم قد كتبوا كتابات وبحوثا وكتبا في أصول التفسير ولكني ما وجدتُ لهم تفسيرا لكتاب الله إلا ما رحم ربي ، فقلتُ في نفسي فلمَ اشتغلوا بأصول التفسير إذًا؟!!!!
قال تعالى في سورة الأنبياء : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) }
قلتُ : لو أُخذ النص على ظاهره لدخل فيمن يُعبد من دون الله عيسى وعزير فعلى هذا هم (حصب جهنم) لأنّ الله قال : (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ )....
ولكن الآية قُيّدت في بداية السورة فقال : {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)} فالآيةُ تخص من ادعى الألوهية وأقرها لنفسه...
فعلى هذا عُلِمَ ما أردتُه فتنبه والله يوفقك...
سـالتُ أحدهم عن سر تكلم بعض طلبة العلم على بعض وكذا بعض المشايخ على بعض...
فقال : هذا داخل في علم الجرح والتعديل!!!!
فقلتُ : والله يا أخي ما وجدتُ تعديلاً بل وجدتُ علم الجرح والتجريح!!!
عافانا الله وإياكم