كتابة السنة النبوية في عهد النبي والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
في عهد النبي :salla: والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
الدكتور: أحمد عمر هاشم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذا بحث عن "كتابة السنة النبوية في عهد النبي g والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية" للمشاركة به في فعاليات ندوة "السنة والسيرة النبوية".
والتي تعقد تحت عنوان: "عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية" ومما لا شك فيه أن لكتابة السنة النبوية في عهد النبي g والصحابة أكبر الأثر في حفظها وفي تيسير تدوينها التدوين الرسمي العام بعد ذلك؛ لأن الكتابة في العهد النبوي وإن كانت كتابة خاصة ببعض الصحابة، إلا أنها كانت تشمل عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية، التي تتميز بأنها صحيحة وليس فيها أحاديث ضعيفة؛ لأن أسباب الضعف والوضع لم تكن ظهرت بعد.
كما أن لهذه الصحف خصوصية هامة وهي أنها أخذت من فم الرسول g مباشرة، وليس بين بعض الصحابة الذين كتبوها وبين الرسول g أحد ولا واسطة فكانت بهذا أحاديث في أعلى درجات الصحة.
كما أن هذه الصحف التي كتبت في العهد النبوي تؤلف العدد الأكبر من الأحاديث التي دونت بعد ذلك في عصر التدوين الرسمي، وقد كتبوا في وقت لم يكن الكذب قد شاع، ولم يظهر بعدُ أهلُ الوضع والتحريف، فهم عدول وهم خير القرون، وكان الصحابة الذين كتبوا في عهد النبي g على درجة عالية من الحفظ والضبط والإتقان.
وهذه المراحل التي كتب فيها الحديث من عهد النبي g وعهد الصحابة والعهود التالية، كان لها أكبر الأثر في حفظ السنة النبوية وصيانتها.
وبالله التوفيق؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.