المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العين الناقدة
"اللادينيون العرب" اسم علم يحمل تناقضا في طيّاته:
"اللادينيون العرب" اسم أطلقه فريق من الناس على نفسه: و هذه التسمية تعبّر عن فهم محرّف للدّين حيث تنطلق من الاعتقاد بتعدّد الأديان و من أنّه مجرّد انتماء حرّ كونه اختيارا شخصيا و فاتهم أنّ ذلك الاختيار الشخصي هو، في حدّ ذاته، دين إذ لا أحد يعيش بلا دين كون هذا الأخير، كما تبيّن أعلاه، [هو منظومة متكاملة من القوانين الصارمة لا تتجزّأ تشمل جميع جوانب الحياة و تنظّم أدنى العلاقات عموديا و أفقيا بقطع النظر عن المشرّع سواء كان الله أو البشر..] كما الطريق تنظّم بقانون بقطع النظر عن كونه عادلا أو جائرا فلا بدّ من قانون ينظّم تحرّك وسائل النقل عليها حتى أنّ للغاب قانونا رغم كونه جائرا..
و كما لكلّ واحد قلب غير أنّ هناك من له قلب طبيعي و هناك من له واحد اصطناعي.. فيستحيل على أيّ إنسان أو حيوان أو حشرة العيش بدون قلب، طبيعيا كان أو اصطناعيا، يضخ الدم إلى خلاياه..
"فلان.. لا دين و لا ملّة"
ذاك تعبير شائع: و هو وهم باعتبار أنّه يستحيل أن يكون شخص بلا دين أو لا ينتمي إلى ملّة..
و هذه العبارة تطلق على من لا يلتزم بدين محدّد: فهو دائما مع السائد و مع الملّة المنتصرة دينه "اللهمّ انصر من أصبح ملكا"
و الناس لهم ظاهريا ثلاثة أديان:
1) دين الله (الإسلام)
2) دين البشر (الكفر / الشرك بالله)
3) دين لا إلى هذا و لا إلى ذاك
لكن في الواقع هو دين واحد.. يستحيل أن يجتمع ثلاثتهم في الفضاء الواحد.. إذا حكم أحدهم أحال الآخريْن إلى "أهل ذمّة"
و "أهل الذمّة"، في الظاهر، يتّبعون دينهم الذي ارتضوه لأنفسهم و يعتقدون أنّهم يتنافسون في إرضاء خالقهم و في الحقيقة لا يمارسون من دينهم سوى الخمس باعتبار أنّ للدين أكثر من معنى حيث إنّ التالي للقرآن يجد عبارة (دين) تكرّرت 95 مرّة توزّعت على 5 منه:
1. الحساب: (الجزاء و الإدانة)
و الشاهد
{{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) - الفاتحة}} / {{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) - الماعون}}..
2. الشرك بالله
و الشاهد:
{{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) - آلعمران}} / {{لَكُمْ دِينُكُمْ.. (6) - الكافرون}}..
3. الدعاء / الصلاة (العبادات و الشعائر)
و الشاهد:
{{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) - الأعراف}} / {{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) - البينة}}..
4. نظام الحكم
و الشاهد:
{{..كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) - يوسف}} / {{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) - غافر}}..
5. الإسلام
و الشاهد:
{{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) - البقرة}} / {{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) - النصر}}
هذا الفريق ينشر مواضيع مثيرة للجدل تصل أحيانا إلى حدّ الاستفزاز لما تتضمّن من أوهام و جهالات.. فمن بين المسائل التي أثارها:
1- هل القرآن معجز بلاغيا؟
2- من أخطاء القرآن
3- من تناقضات القرآن وسرقاته الأدبية
4- هل الأرض كوكب في السماء حسب القرآن؟
5- متى ظهر الإسلام؟
6- لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا .. أمثلة على الاختلاف في القرآن
7- جامع الأدلة القرآنية على انعدام المعجزات الحسية لنبي الانسانية
سأردّ على ما أمكنني منها بكلّ ما أوتيت من علم مقرّا بالقصور و الوقوع في الخطأ بوصفي أنجز عملا فرديا الذي تعتريه حتما بعض النقائص و الثغرات مهما حرصت على الدقّة العلمية..