قبل كل شيء أرحب بالضيف يا رب ارحمني وأقول :أنا سعيدة بمشاركتك في هذا الحوار ،وسعيدة لأني أخيرا استطعت أن أوصل صوتي إليك ،لأن ذلك ممنوع في حوارك الثنائي مع السيف العضب ،وأتمنى فعلا أن تغلني في حب المسيح عليه السلام ،فأنا أحبه جدا ورأيته بأم عيني في المنام،لأني كنت صادقة في إظهار شخصيته الحقيقية،وأتعب كثيرا لأجل ذلك،وأضحي بالكثير لأجل ذلك.وهذا كله حبا لله و طاعة له.حسنا لنتماشى مع طرح الأخ الفاضل نجم ثاقب ولنبدأ بتعريف المحبة .المحبة الصادقة هي قول وعمل،فلا يكفي أن تعلن حبك لأي كان وتبقى سلبيا معه،بل يجب أن تبرهن عن حبك له بالأعمال والمواقف وإلا كان حبك كاذبا .هذا مثل للتعامل مع إنسان مثلك فما بالك بالله خالقك ولله المثل الأعلى. سأفاجئك بطرح مميز للموضوع،أنت تظن أنك أتيت بتعاليم في المحبة لا مثيل لها في الإسلام،وأنا بإذن الله الواحد الأحد قبل أن آتيك بالتعاليم الأحسن منها في الإسلام،سآتيك بالتعاليم الأحسن منها في المسيحية.كما ترى أنا لست متعصبة وموضوعية جدا.ثق بي لأدلك على المحبة الحقيقية،وليست الشعارات الرنانة التي تسيئ للمسيح وتبعدك عن طريق المسيح.
أولا أقوى و أحسن تعليم للمحبة في المسيحية هي الوصية الأولى والعظمى.انظر [gdwl]
متى 22(40/34) وعلم الفريسيون أن يسوع أسكت الصدوقيين،فاجتمعوا معا.فسأله واحد منهم،وهو من علماءالشريعة،ليحرجه:"يا معلم ،ماهي أعظم وصية في الشريعة؟"فأجابه يسوع:"أحب الرب إلهك بكل قلبك،و بكل نفسك، و بكل عقلك. هذه هي الوصية الأولى و العظمى. و الوصية الثانية مثلها:"أحب قريبك مثلما تحب نفسك."على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها و تعاليم الأنبياء[/=
ماذا نستنتج إذا؟ أول تعليم في المحبة قام عليه العهد القديم (تعاليم موسى) والعهد الجديد(تعاليم المسيح) هي الوصية الأولى والعظمى،وقد أمر الله اليهود و المسيحيين بذكرها صباح مساء:
( اجعل وصيتي أمام عينيك والهج بها حين تجلس وحين تمشي وفي كل حين :إنجيل برنابا). |
هذه الوصية الأولى و العظمى تبجل حب الله على أي حب ،حيث يستولي على النفس و الفكر و القلب،ثم تحث على حب القريب في المرتبة الثانية،وانتهى.
وهي لا تحث على حب العدو في المرتبة الثالثة ،بل لم تذكره إطلاقا.
إذا هذا النص:
"أحبوا أعداءكم ..."ليس من الأوليات في المحبة ،ويأتي قبله في المرتبة الأولى:
"أحب الرب إلهك بكل قلبك..."
عدم ذكر محبة الأعداء في الوصية العظمى له تفسيران:
*-إما أن يكون الله قد نسي أن يأمر عبيده بمحبة الأعداء في العهد القديم وفي العهد الجديد حين تكررت الوصية بحروفها دون زيادة،و ارتأى المسيح أن يضيف ذلك في إحدى عظاته.
*-إما أن يكون نص محبة الأعداء هو إضافة من بعض الكتبة الخائنين الذين يضيفون لكتاب الله ما يحلو لهم وليس من كلام المسيح،ولا من كلام الله.خاصة وأن في بداية الفقرة مكتوب:
"سمعتم أنه قيل:أحب قريبك و أبغض عدوك" |
أي أن هذه تعاليم معروفة في العهد القديم حسب شريعة موسى.ولا أظن أن المسيح الذي قال:
"لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء،ما جئت لأبطل ،بل لأكمل" |
يقدم على إبدال
"أبغض عدوك"ب:
"أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم"أي
من النقيض إلى النقيض.لا بد أن هناك أيد تلاعبت بالنص الأصلي،و
لا بد ن يكون النص الأصلي يحمل تعليما معتدلا حول كيفية معاملة الأعداء مثله مثل القرآن وذلك بالحث على الإحسان إلى الأعداء وليس حبهم.والإحسان يعني عدم مقابلة أذاهم بأذى مثله حتى لا تتوتر العلاقة أكثر،بل مقابلة الأذى بالإحسان و حسن المعاملة وهذا يلطف من عدوانية العدو ويجعله يخجل من الإساءة مرة أخرى ويجعله يراجع نفسه وقد ينتهي الأمر إلى أن يصبح العدو صديقا حميما لمن لم يرد عليه بالإساءة مثلها وأحسن معاملته.
وهكذا يأتي الحب بعد الإحسان وليس قبله،
فليس من المنطقي أن يهينني شخص ويسبني و يضربني و أنا يجب علي أن أحبه .يجب علي أن أحسن إليه بإمساك نفسي عن ضربه،أقول له كلمات لطيفة ،أهرع لمساعدته حين يكون في أزمة،هذا أكيد.دون أن يكون الحب واجبا علي،ثم بتغير طبع العدو إلى الأحسن وتقدم العلاقة شيئا فشيئا يأتي الحب وتأتي المودة والصداقة الحميمة ،وصدق اللهالعظيم الذي قال:
"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. ( 34 سورة فصلت) |
و قال الله جل جلاله:"
"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ". |
" وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)سورة الأنعام ". |
"قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) سورة الجاثية ". |
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)سورة النحل. |
~~~~~~~~~~~~~ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ[/COLOR] (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) سورة الأنبياء". |
" اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى[/COLOR] (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى[/COLOR] (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) سورة طه". |
===
أرأيت كيف أمر الله موسى وهارون عليهما السلام أن يعاملا عدوهما و عدو الله فرعون أطغى عدو في ذاك الزمان،أن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى الله. فما بالك بعدو ضعيفو إذا دخلت مكانا و ألقيت السلام و تكلمت بتهذيب و لكن المتواجدين هناك جرحوك و قسوا عليك لأنك لست مؤمنا مثلهم،
فاعلم أن الله العادل يدافع عنك و يلوم المؤمنين على كيفية معاملتهم لك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)~ |
:p016::p016::p016: