ممكن تضيفوني و اتواصل معكم لانه حابه اتعلم عن الاسلام
ممكن تضيفوني و اتواصل معكم لانه حابه اتعلم عن الاسلام
شكرا على الرابط انا لم استخدمه و لم ادخل المنتدى من فتره :p012:
السلام على من اتبع الهدى
كيف نضيفك ضيفتنا الفاضلة ؟ واين
بامكانك السؤال في الاسلاميات ان اردت التعرف على ديننا
كذلك برجاء تعديل ملفك فانت بانثى لا ذكر
شكرا لكم بصراحه مش بعرف متى بوصلني رد على الصفحه
على كل حال حابه اعرف عن الاسلام و يا ريت تشرحولي عنه شوي قبل ان ابدا الاسئله
مع ان يا بنت الاردن طريقة سؤال وجواب اقرب في الشرح
سأعطيك فكرة عامة على الاسلام تلقين بعدها ما لديك من اسئلة
ما الاسلام : الاسلام ان تشهدي ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله ، وتقيمي الصلاة وتاتي الزكاة وتصومي رمضان وتحجي الى بيت الله ان استطعتي اليه سبيل ' وهذه اركان الاسلام الخمس'
ما الايمان : أن تؤمني بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وهذه اركان الايمان الستة
واعلى درجات الايمان الاحسان وهو انت تؤمني بالله كانك ترينه
اذا فالدين الاسلامي قائم على توحيد الخالق ثم طاعته في مختلف العبادات المذكورة في اركان الاسلام
أهلا و سهلا بك
تفضلى اقرئي الرابط التالى
http://www.ebnmaryam.com/vb/t45282.html
هل يجب اتباع الاسلام لانه خاتم الاديان
واذا كنتم تؤمنون بالادين السماويه فلماذا تدعوننهم للاسلام
ماذا تعني الشهادتين
الشهادتان :
صيغتها اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
معنى: أشهد أن لا اله الا الله أعلم وأعتقد وأعترف أن لا معبود بحق إلا الله أي لا احد يستحق العبادة أي نهاية التعظيم والخضوع والتذلل إلا الله، الله تعالى هو الذي يستحق على عباده نهاية التذلل والتعظيم، لا أحد يجوز أن يعظم كما يعظم الله، لا الملائكة و لا الأنبياء ولا الأولياء يستحقون أن يعظموا كما يعظم الله، لكن يعظمون إلى حد يليق بهم ليس كتعظيم الله، تعظيم الله مطلق، هو غاية التعظيم، فالله متصف بصفات الكمال التي تليق به، موجود لا كالموجودات، لا يشبه شيئًا من العالم، لا يشبه العوالم التي رأيناها والتي لم نرها، لا يشبه الإنسان، ليس شيئًا له نصف أعلى ونصف أسفل كالإنسان
معنى محمد رسول الله: أن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي نبي الله صادق في كل ما جاء به عن الله تعالى، في كل ما أخبر به عن الله تعالى، صادق لا يُعترض عليه فيما أحل لأمته وفيما حرم على أمته
وما الادله على وجوب اتباع الاسلام و بطلان الديانات الاخرى
ثالث مرة أسأل فيها نفس السؤال فى 3 أيام
تفضلى حضرتك الرد
بالنسبة لأسباب اعتناقى الإسلام
سأحاول أن أضعها فى نقاط واضحة
و سأحاول تقسيمها لأسباب تتعلق بالأديان السابقة و أسباب تتعلق بالإسلام
و نبدأ بالأسباب التى تتعلق بالإسلام
أولا
النبي محمد صلى الله عليه و سلم كان معروفا فى قومه بالصادق الأمين قبل البعثة
و شهد له أعداؤه بحسن الخلق
و ما إن قال للناس لا إله إلا الله و لا تعبدوا الأصنام
حتى أصبح الصادق الأمين ساحر و كاهن و مجنون
و حورب صلى الله عليه و سلم 13 سنة فى مكة و تحمل و صبر
لا لشئ سوي أنه صلى الله عليه و سلم قال لا إله إلا الله
لا لشئ سوى أنه قال ربي الله
طوال 13 سنة لم ينل صلى الله عليه و سلم من دعوته مالا و لا سلطة
فما سبب صبره صلى الله عليه و سلم على الاضطهاد طوال 13 سنة إن لم يكن مؤمنا بأنه رسول الله ؟
ثانيا
تحقق نبوءات القرآن الكريم و السنة النبوية بصورة تشهد أن القائل هو الله علام الغيوب و رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم
ثالثا
القرآن الكريم يشير لكثير من الحقائق العلمية ككيفية نشأة الجنين و مراحل حياة الكون و غيرها لا يمكن لرجل أمى لا يقرأ و لا يكتب يعيش فى الصحراء من 1400 سنة أن يعلمها إلا أن يكون موصولا بوحى من الله تعالى
نأتى للأسباب التى تتعلق بالأديان السابقة
أولا
اليهودية تبدو كديانة محلية نزلت فى قوم معينين يعتنقها حوالى 12 مليون إنسان فحسب
فمن الصعب أن تكون هى الدين الذى أراده للناس جميعا
و أما المسيحية فتنادى بأن الإله قد ظهر كإنسان ولد و رضع و أكل و شرب و بطبيعة الحال تبول و تبرز و بطبيعة الحال له شهوة بل و ضرب و أهين و قتل
ثانيا
الكتاب المقدس :
الكتاب المقدس ملئ بالكثير من المتناقضات و الأخطاء التى تجعل من الصعب أن نؤمن بأنه كلمة الله الباقية بلا تحريف
كما توجد به نبوءات حدث عكسها
كما ينسب لله تعالى أشياء لا تليق مثل المشاجرة مع النبي يعقوب عليه السلام
بل و فى مخطوطات الكتاب المقدس نجد الكثير من الإضافات التى لا تكتب فى النسخ المنقحة باعتبارها إضافات لاحقة
ثالثا
لا توجد نصوص صريحة يعلم المسيح فيها الناس التثليث أو أنه إله
بل بالعكس نصوصه الصريحة يصرح فيها أن الأب هو الإله الحق وحده و يصرح فيها أن الأب هو إلهه
رابعا
أن معظم الشبهات التى توجه للإسلام نجد مثلها فى العهد القديم كالقتال و تعدد الزوجات و غيرها ...
خامسا
وجود نبوءات فى الكتاب المقدس لا تنطبق إلا على النبي :salla-s:
ما رأيك بمناقشة النقاط السابقة نقطة نقطة ؟
يا ريت بكون اكيد افضل
فليكن ضيفتنا الكريمة 000 إنه لمن دواعى سرورى
ما رأيك نبدأ بالنقاط المتعلقة بالإسلام أم بالمسيحية ؟
و هل تحبين البدء بنقطة معينة تحديدا ؟
نبدا بالاسلام رجاءا:p012:
فليكن ضيفتنا الكريمة
سأبدأ غدا إن شاء الله تعالى
نسأل الله أن يهدينا و إياك إلى ما يحب و يرضى
لنرى رسول الله :salla-s: قبل الدعوة
قريش قبيلته تلقبه بالأمين
- أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية فذكر اختلافهم في وضع الحجر الأسود قال اجعلوا بينكم حكما قالوا أول رجل يطلع من الفج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الأمين
الراوي:مولى مجاهدالمحدث:الهيثمي - المصدر:مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم:8/232
خلاصة حكم المحدث:رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة
هم من شهدوا له بالأمانة
و هم من شهدوا له بالصدق
- صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم ، فقال : ( يا صباحاه ) . فاجتمعت إليه قريش ، قالوا : ما لك ؟ قال : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم ، أما كنتم تصدقونني ) . قالوا : بلى ، قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله : { تبت يدا أبي لهب } . الراوي:عبدالله بن عباسالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:4801
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
و فى رواية
لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } . صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون قريش ، حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : ( أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ) . قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ، قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) . فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ، فنزلت : { تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب } . الراوي:عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:4770
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
فهم من اعترفوا بصدقه صلى الله عليه و سلم
و قالوا ما جربنا عليك إلا صدقا
و لما قال :salla-s:
فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
أصبح الرد تبا لك
و أبو سفيان وهو مشرك قبل الإسلام اعترف بصدقه :salla-s:
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام ، وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي ، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر ، وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس ، مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله ، فلما جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال حين قرأه : التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه ، لأسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن عباس : فأخبرني أبو سفيان : أنه كان بالشأم في رجال من قريش قدموا تجارا ، في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش ، قال أبو سفيان : فوجدنا رسول قيصر ببعض الشأم ، فانطلق بي وبأصحابي ، حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه ، فإذا هو جالس في مجلس ملكه ، وعليه التاج ، وإذا حوله عظماء الروم ، فقال لترجمانه : سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ، قال أبو سفيان : فقلت : أنا أقربهم إليه نسبا ، قال : ما قرابة ما بينك وبينه ؟ فقلت : هو ابن عمي ، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري ، فقال قيصر : أدنوه ، وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ، ثم قال لترجمانه : قل لأصحابه : إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي ، فإن كذب فكذبوه ، قال أبو سفيان : والله لولا الحياء يومئذ ، من أن يأثر أصحابي عني الكذب ، لكذبته حين سألني عنه ، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته ، ثم قال لترجمانه : قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب ، قال : فهل قال هذا القول أحد منكم قبله ؟ قلت : لا ، فقال : كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا ، قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا ، قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم ، قال : فيزيدون أو ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون ، قال : فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا ، قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ، ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر - قال أبو سفيان : ولم يمكني كلمة أن أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها - قال : فهل قاتلتموه أو قاتلكم ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف كانت حربه وحربكم ؟ قلت : كانت دولا وسجالا ، يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى ، قال فماذا يأمركم ؟ قال : يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، وينهانا عما كان يعبد أباؤنا ، ويأمرنا بالصلاة ، والصدقة ، والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة . فقال لترجمانه حين قلت ذلك له : قل له : إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب ، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك : هل قال أحد منكم هذا القول قبله ، فزعمت أن لا ، فقلت : لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله ، قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله ، وسألتك : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فزعمت أن لا ، فعرفت أنه لم ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله ، وسألتك : هل كان من آبائه من ملك ، فزعمت أن لا ، فقلت لو كان من آبائه ملك ، قلت يطلب ملك آبائه ، وسألتك : أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ، فزعمت أن ضعفاؤهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك : هل يزيدون أو ينقصون ، فزعمت أنهم يزيدون ، وكذلك الإيمان حتى يتم ، وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد ، وسألتك هل يغدر ، فزعمت أن لا ، وكذلك الرسل لا يغدرون ، وسألتك : هل قاتلتموه وقاتلكم ، فزعمت أن قد فعل ، وأن حربكم وحربه تكون دولا ، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى ، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة ، وسألتك : بماذا يأمركم ، فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ، ويأمركم بالصلاة ، والصدق والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، قال : وهذه صفة النبي ، قد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أظن أنه منكم ، وإن يك ما قلت حقا ، فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه . قال أبو سفيان : ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ فإذا فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله ، إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين ، و : { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } ) . قال أبو سفيان : فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين من حوله من عظماء الروم ، وكثر لغطهم ، فلا أدري ما قالوا ، وأمر بنا فأخرجنا ، فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم ، قلت لهم : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، هذا ملك بني الأصفر يخافه ، قال أبو سفيان : والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر ، حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره . الراوي:عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:2941
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
حتى الآن نرى أن سيرته :salla-s: فى قومه الصدق و الأمانة
و لم يعرف عنه :salla-s: الكذب
و السؤال الذى يتبادر إلى ذهنى
لماذا يكذب النبي محمد :salla-s: على الله و هو لا يكذب على الناس ؟
هل كان يسعى لمال أو سلطة مثلا ؟
طوال 13 سنة من الدعوة فى مكة
ماذا نال رسول الله :salla-s: من الدعوة ؟
هل مثلا تبعه الناس فأصبح لهم ملكا و حاكما ؟
هل جمع مالا كثيرا من دعوته ؟
أم أنه :salla-s: لم ينله إلا الأذى و التكذيب ؟
لنقرأ معا من كتب السيرة
نقرأ من كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين
و لاقى أتباع النبي محمد :salla-s: اضطهادا عنيفا حتى هاجروا للحبشة مرتيناقتباس:
ولما جهر رسول الله عليه الصلاة والسلام بالدعوة سَخِرت منه قريش واستهزؤوا به في مجالسهم فكان إذا مرَّ عليهم يقولون: هذا ابن أبي كبشة يُكلَّم من السماء، وهذا غلام عبد المطلب يُكلم من السماء لا يزيدون على ذلك، فلما عاب آلهتهم، وسَفّهَ عقولهم وقال لهم: «والله يا قوم لقد خالفتم دين أبيكم إبراهيم»، ثارت في رؤوسهم حمية الجاهلية غَيْرَةً على تلك الآلهة التي كان يعبدها آباؤهم، فذهبوا إلى عمه أبي طالب سيد بني هاشم الذي أخذ على نفسه حمايته من أيدي أعدائه، فطلبوا منه أن يُخلي بينهم وبينه أو يكفّه عمّا يقول، فردّهم ردّاً جميلاً فانصرفوا عنه، ومضى رسول الله لما يريده لا يصده عن مراده شيء، فتزايد الأمر، وأضمرت قريش الحقد والعداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحث بعضهم بعضاً على ذلك. ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى وقالوا له: إن لك سناً وشرفاً ومنزلة منّا، وإنّا قد طلبنا منك أن تنهى ابن أخيك فلم تَنْهَهُ عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه عقولنا، وعيب آلهتنا. فإنهم كانوا إذا احتجوا بالتقليد في استمرارهم على عدم اتّباع الحق ذمّهم لعدم استعمال عقولهم فيما خُلقت له. قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءابَآءنَآ أَوَلَوْ كَانَ ءابَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ(170) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَآ أَوَلَوْ كَانَ ءابَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ(104) وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) قَالَ مُتْرَفُوهَآ
إِنَّا وَجَدْنَآ ءابَآءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} (الزخرف: 23). ولما شبّههم بمن قبلهم من الأمم في هذه المقالة الدّالة على التعصب والعناد قال: {قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءابَآءكُمْ قَالُواْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(24)
الإيذاء
ورأى رسول الله من المشركين كثير الأذى وعظيم الشدّة، خصوصاً إذا ذهب إلى الصلاة عند البيت، وكان من أعظمهم أذًى لرسول الله جماعة سمّوا لكثرة أذاهم بالمستهزئين.
فأوّلهم وأشدّهم: أبو جهل عمروبن هشامبن المغيرة المخزومي القرشي، قال يوماً: يا معشر قريش إِنَّ محمداً قد أتى ما ترون من عيب دينكم وشتم آلهتكم، وتسفيه أحلامكم، وسبّ آبائكم، إني أُعاهد الله لأجلسنّ له غداً بحجر لا أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته رضَختُ به رأسه فأَسْلِمُوني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بي بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، فلما أصبح أخذ حجراً كما وصف، ثم جلس لرسول الله ينتظره، وغدا عليه الصلاة والسلام كما كان يغدو إلى صلاته، وقريش في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعِل، فلما سجد عليه الصلاة والسلام احتمل أبو جهل الحجر وأقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزماً منتقعاً لونه من الفزع ورمى حجره من يده. فقام إليه رجال من قريش فقالوا: ما لكَ يا أبا الحَكَم؟ قال: قمت إليه لأفعل ما قلت لكم، فلما دنوت منه عرض لي فحل من الإبل والله ما رأيت مثله قطّ هَمَّ بي أن يأكلني، فلما ذُكر ذلك لرسول الله قال: ذاك جبريل ولو دنا لأخذه. وكان أبو جهل كثيراً ما ينهى الرسول عن صلاته في البيت فقال له مرة بعد أن رآه يصلي: ألم أنهك عن هذا؟ فأغلظ له رسول الله القول وهدده، فقال: أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً؟ فأنزل الله تهديداً له في آخر سورة اقرأ: كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ(15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ(16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ(17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ(18) كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب نَادِيَهُ(19)
ومن أذيته للرسول ما حكاه عبد اللهبن مسعود من رواية البخاري قال: كنا مع رسول الله في المسجد وهو يصلي، فقال أبو جهل: ألا رجل يقوم إلى فَرْث جزور بني فلان فيلقيه على محمد وهو ساجد؟ فقام عقبةبن أبي مُعَيطبن أبي عمروبن أميةبن عبد شمس، وجاء بذلك الفرث، فألقاه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلم يقدر أحد من المسلمين الذين كانوا بالمسجد على إلقائه عنه لضعفهم عن مقاومة عدوهم، ولم يزل عليه الصلاة والسلام ساجداً حتى جاءت فاطمة بنته فأخذت القذر ورمته. فلما قام دعا على مَنْ صنع هذا الصنع القبيح فقال: «اللهمّ عليك بالملأ من قريش» وسمّى أقواماً، قال ابن مسعود: فرأيتهم قُتلوا يوم بدر.
ومما حصل لرسول الله مع أبي جهل أن هذا ابتاع أجمالاً من رجل يقال له الإراشي فمطله بأثمانها فجاء الرجل مجمع قريش يريد منهم مساعدة على أخذ ماله، فدلّوه على رسول الله ليُنصفه من أبي جهل استهزاء لما يعلمونه من أفعال ذلك الشقي بالرسول، فتوجه الرجل إليه وطلب منه المساعدة على أبي جهل فخرج معه حتى ضرب عليه بابه فقال: مَنْ هذا؟ قال: محمد، فخرج منتقعاً لونه فقال له الرسول: أعطِ هذا حقه، فقال أبو جهل: لا تبرحْ حتى تأخذه، فلم يبرح الرجل حتى أخذ دَيْنه، فقالت قريش: ويلك يا أبا الحكم ما رأينا مثل ما صنعت قال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ بابي حتى سمعت صوته فملئت منه رعباً، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسي فحلاً من الإِبل ما رأيت مثله.
ومن جماعة المستهزئين: أبو لهببن عبد المطلب، عمّ رسول الله كان أشدّ عليه من الأباعد، فكان يرمي القذر على بابه لأنه كان جاراً له، فكان الرسول يطرحه ويقول: يا بني عبد مناف أيُّ جوار هذا؟ وكانت تشاركه في قبيح عمله زوجه أُمّ جميل بنت حرببن أمية، فكانت كثيراً ما تسبّ رسول الله، وتتكلم فيه بالنمائم، وخصوصاً بعد أن نزل فيها وفي زوجها سورة أبي لهب.
ومن المستهزئين: عُقبةبن أبي مُعيط كان الجار الثاني لرسول الله، وكان يعمل معه كأبي لهب، صنع مرة وليمة ودعا لها كبراء قريش وفيهم رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: «والله لا آكل طعامك حتى تؤمن بالله»، فتشهَّد فبلغ ذلك أُبيّبن خلف الجُمحي القرشي، وكان صديقاً له فقال: ما شيء بلغني عنك؟ قال: لا شيء، دخل منزلي رجل شريف فأبى أن يأكل طعامي حتى أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يَطعم فشهدت له. قال أُبيّ: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ عنقه، وتبزق في وجهه، وتلطم عينه، فلما رأى عقبة رسول الله فعل به ذلك فأنزل الله فيه في سورة الفرقان: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يالَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27) ياوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً(28) لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً(29) أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ اللَّهُ وَقَدْ جَآءكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن رَّبّكُمْ} (غافر: 28).
ومن جماعة المستهزئين: العاصبن وائل السهمي القرشي والد عمروبن العاص، كان شديد العداوة لرسول الله، وكان يقول: غرَّ محمد أصحابه أن يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر، فقال الله ردّاً عليه في دعواه في سورة الجاثية: {وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ(24) أَفَرَأَيْتَ الَّذِى كَفَرَ بِئَايَاتِنَا وَقَالَ لاَوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً(77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداً(78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً(79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً(80)
ومن جماعة المستهزئين: الأسودبن عبد يغوث، الزهري، القرشي، من بني زهرة، أخوال رسول الله، كان إذا رأى أصحاب النبي مقبلين يقول: قد جاءكم ملوك الأرض، استهزاءً بهم لأنهم كانوا متقشفين، ثيابهم رثّة، وعيشهم خشن، وكان يقول لرسول الله سخرية: أما كُلِّمْتَ اليوم من السماء؟
ومنهم: الأسودبن عبد المطلب الأسدي، ابنُ عم خديجة، كان هو وشيعته إذا مرّ عليهم المسلمون يتغامزون وفيهم نزل في سورة المطفِّفِيْن: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ(29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ(30) وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ(31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَؤُلاَء لَضَآلُّونَ(32)
ومنهم: الوليدبن المغيرة، عم أبي جهل، كان من عظماء قريش وفي سعة من العيش، سمع القرآن مرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لقومه بني مخزوم: والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإنَّ له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمُثمر، وإن أسفله لمُغدق، وإنه يعلو وما يُعلى، فقالت قريش: صبأ والله الوليد، لتصبأنَّ قريش كلها، فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه. فتوجه وقعد إليه حزيناً وكلّمه بما أحماه، فقام فأتاهم فقال: تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يُهوِّس؟ وتقولون: إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعراً قطّ؟ وتزعمون أنه كذَّاب، فهل جرّبتم عليه شيئاً من الكذب؟ فقالوا في كل ذلك: اللهمّ لا، ثم قالوا: فما هو؟ ففكَّر قليلاً ثم قال: ما هو إلا ساحر، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟ فارتجّ النادي فرحاً فأنزل الله في شأن الوليد في سورة المدّثر مخاطباً لرسوله: ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً(11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً(12) وَبَنِينَ شُهُوداً(13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً(14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ(15) كَلاَّ إِنَّهُ كان لاْيَاتِنَا عَنِيداً(16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً(17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ(18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(20) ثُمَّ نَظَرَ(21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ(22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ(23) فَقَالَ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ(24) إِنْ هَاذَآ إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ(25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ(26)
وأنزل فيه أيضاً في سورة ن: ولا تطع كل حلاف} كثير الحلف وكفى بهذا زاجراً لمن اعتاد الحلف مَهِيْنٍ} حقير وأراد به الكذاب لأنه حقير في نفسه هَمَّازٍ} عيّاب طعان مَشَّاءٍ بنَمِيْمٍ} بنقل الأحاديث للإفساد بين الناس مَنَّاعٍ لِلخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثيْمٍ عُتُلَ} غليظ جاف بَعدَ ذَلك زَنِيْمٍ} دخيل أَنْ كانَ ذَا مَالٍ وَبَنينَ، إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آيَاتُنا قَالَ أَساطِيْرُ الأَوَّليْنَ، سَنَسِمُهُ على الخُرطُومِ} كناية عن الإذلال والتحقير لأن الوجه أكرم عضو والأنف أشرف ما فيه، ولذلك اشتقوا منه كلَّ ما يدل على العظمة، كالأنفة وهي: الحمية. فالوسم على أشرف عضو دليل الإذلال والإهانة.
ومن المستهزئين: النضربن الحارث العبدري من بني عبد الداربن قصي. كان إذا جلس رسول الله مجلساً للناس يحدّثهم ويذكرهم ما أصاب مَنْ قبلهم، قال النضر: هلمّوا يا معشر قريش فإني أَحْسَنُ منه حديثاً ثم يحدِّث عن ملوك فارس، وكان يعلم أحاديثهم، ويقول: ما أحاديث محمد إلا أساطير الأوّلين وفيه نزل في سورة لقمان: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ(6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءايَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(7) } الْمُسْتَهْزِءينَ(95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ الها ءاخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ(96)
اقتباس:
وكما أُوذي الرسول عليه الصلاة والسلام، أُوذي أصحابه لاتّباعهم له، خصوصاً من ليس له عشيرة تحميه، وتردّ كيد عدوه عنه، وكل هذا الأذى كان حلواً في أعينهم ما دام فيه رضاء الله، فلم يفتنوا عن دينهم بل ثبتهم الله حتى أتمّ أمره على أيديهم، وصاروا ملوك الأرض بعد أن كانوا مستضعفين فيها، كما قال جلّ ذكره في سورة القصص: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الاْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(5)
ومن الذين أُوذوا في الله: بلالبن رباح كان مملوكاً لأميّةبن خلف الجمحي القرشي، فكان يجعل في عنقه حبلاً ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به، وهو يقول: أَحَدٌ أَحَدٌ. لم يَشْغَلْهُ ما هو فيه عن توحيد الله. وكان أمية يخرج به في وقت الظهيرة في الرمضاء ــــ وهي الرمل الشديد الحرارة لو وضعت عليه قطعة لحم لَنَضجَتْ ــــ ثم يؤمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزّى، فيقول: أحد أحد. مرَّ به أبو بكر يوماً فقال: يا أمية أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه؟ قال: أنت أفسدته فأنقذْه مما ترى. فاشتراه منه وأعتقه فأنزل الله فيه وفي أمية في سورة الليل: فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى(14) لاَ يَصْلَاهَآ إِلاَّ الاْشْقَى(15) الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّى(16) وَسَيُجَنَّبُهَا الاْتْقَى(17) الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) وَمَا لاِحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تُجْزَى(19) إِلاَّ ابْتِغَآء وَجْهِ رَبّهِ الاْعْلَى(20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21) } (الليل: 14 ــــ 21) بما يعطيه الله في الأخرى جزاء أعماله. وقد نبّه الله جلّ ذكره على أن بذل الصديق ماله في شراء بلال وعتقه لم يكن إلا ابتغاء وجه ربه، وكفى بهذا شرفاً وفضلاً للصدّيق رضي الله عنه وأرضاه، وقد أعتق غير بلال جماعة من الأرقاء أسلموا فعذبهم مواليهم.
ومنهم: حَمَامَةُ أُم بلال، وعامربن فُهَيرة كان يعذب حتى لا يدري ما يقول، وأبو فُكَيهة، كان عبداً لصفوانبن أميةبن خلف.
ومنهم امرأة تسمى زنيرة عذّبت في الله حتى عميت فلم يزدها ذلك إلا إيماناً، وكان أبو جهل يقول: ألا تعجبون لهؤلاء وأتباعهم؟ لو كان ما أتى به محمد خيراً ما سبقونا إليه أفتسبقنا زنيرة إلى رشد؟ فأنزل الله في سورة الأحقاف: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَاذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ(11)
وممّن عُذب في الله: عماربن ياسر، وأخوه، وأبوه، وأمه، كانوا يعذبون بالنار فمرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صبراً آل ياسر فموعدكم الجنة، اللهمّ اغفر لآل ياسر وقد فعلت». أما أبو عمار وأمه فماتا تحت العذاب رحمهما الله، وأما هو فثقل عليه العذاب فقال بلسانه كلمة الكفر، فإن أبا جهل كان يجعل له دروعاً من الحديد في اليوم الصائف ويلبسه إيّاها، فقال المسلمون: كفر عمار، فقال عليه الصلاة والسلام: «عمارٌ ملىء إيماناً من فرقه إلى قدمه» وأنزل الله في شأنه استثناءً في حكم المرتد، فقال جلّ ذكره في سورة النحل: مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَاكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(106)
وممّن أوذي في الله: خبَّاببن الأرَتِّ، سُبي في الجاهلية فاشترته أُم أنمار، وكان حداداً وكان النبي يألفه قبل النبوّة، فلما شرّفه الله بها أسلم خباب، فكانت مولاته تعذبه بالنار فتأتي بالحديدة المحمّاة فتجعلها على ظهره ليكفر فلا يزيده ذلك إلا إيماناً. وجاء خباب مرة إلى رسول الله وهو متوسد بُرْدَة في ظل الكعبة، فقال: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا؟ فقعد عليه الصلاة والسلام محمرّاً وجهه فقال: «إنه كان مَنْ قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب، ويوضع المنشار على فرق رأس أحدهم فيشقّ، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليظهرن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، والذئبَ على غنمه». قال ذلك عليه الصلاة والسلام وهو في هذه الحال الشديدة التي لا يتصور فيها أعقل العقلاء، وأنبل النبلاء، قوة منتظرة أو سعادة مستقبلة، اللهمّ إلا أن ذلك وحي يوحى إليه، ثم أنزل الله تعالى تثبيتاً للمؤمنين أول سورة العنكبوت: الم(1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ(2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ :3 } (العنكبوت: 1 ــــ 3).
وممّن أُوذي في الله: أبو بكر الصديق، ولما اشتد عليه الأذى أجمع أمره على الهجرة من مكة إلى جهة الحبشة، فخرج حتى أتى برْكَ الغِماد فلقيه ابن الدُّغُنَّة (وهو سيد قبيلة عظيمة اسمها القَارَةُ) فقالَ: إلى أين يا أبا بكر؟ فقال: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، فقال ابن الدغنة: مِثْلُك يا أبا بكر لا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتَصِل الرَحم وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل ابن الدغنة معه، وطاف في أشراف قريش، فقال لهم: أبو بكر لا يُخْرَجُ مثله. أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق؟ فلم تُكذِّب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا له: مُرْ أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصلِّ فيها ما شاء، وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن، فإِنّا نخشى أن يفتِن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً بِفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه. وكان رجلاً بكَّاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا: إنّا كنّا قد أجَرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإِنّا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فإن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربه بفناء داره فعل، وإن أبي إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْه أن يردّ إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نُخْفِرَكَ ولسنا مقرّين لأبي بكر الاستعلان. فأتى ابن الدغنة أبا بكر، فقال: لقد علمتَ الذي عاقدتُ لك عليه. فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن تُرْجع إليّ ذمتي، فإني لا أُحب أن تسمع العرب
أني أُخْفِرْتُ في رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإني أردّ عليك جوارك وأرضى بجوار الله. رواه البخاري. وكان ذلك سبباً لإيصال أذى عظيم إلى أبي بكر رضي الله عنه.
وبالجملة فلم يخل أحد من المسلمين من أَذِيّةٍ لحقته، ولكن كل ذلك ضاع سدًى تلقاء ثباتهم وعظيم إيمانهم، فإنهم لم يسلموا لغرض دنيوي يرجون حصوله فيسهل إرجاعهم، ولكن وفقهم الله لإدراك حقيقة الإيمان فرأوا كل شيء دونه سهلاً.
و يعرض على رسول الله :salla-s: الملك و المال فيرفض
و حوصر :salla-s: مع بنى هاشم فى الشعب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجراقتباس:
ولما رأى كفار قريش أن ذلك الأذى لم يُجْدِهم نفعاً، بل كلما زادوا المسلمين أذًى ازداد يقينهم، اجتمعوا للشورى فيما بينهم، فقال لهم عتبةبن ربيعة العبشمي من بني عبد شمسبن عبد مناف ــــ وكان سيداً مطاعاً في قومه ــــ: يا معشر قريش ألا أقوم لمحمد فأُكلِّمه وأعرضُ عليه أموراً علَّه يقبل بعضها فنعطيه إياها ويكفَّ عنّا؟ فقالوا: يا أبا الوليد فقمْ إليه فكلمه. فذهب إلى رسول الله وهو يصلي في المسجد، وقال: يابن أخي إنك منّا حيث قد علمتَ من خيارنا حسباً ونسباً، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرَّقْتَ به جماعتهم، وسفَّهتَ أحلامهم، وعِبتَ آلهتهم ودينهم، وكفَّرت من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها، فقال عليه الصلاة والسلام: «قل يا أبا الوليد أسمع».
فقال: يا ابن أخي إن كنتَ تريدُ بما جئتَ به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنتَ تُريد شرفاً سوّدناك علينا حتى لا نقطعَ أمراً دونك، وإن كنتَ تُريد مُلكاً ملكناكَ علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئّياً من الجن لا تستطيع ردّه عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى، فقال عليه الصلاة والسلام: «فقد فرغتَ يا أبا الوليد؟» قال: نعم، «قال: فاسمع مني» فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أول سورة فصِّلت:
بسم الله الرحمان الرحيم} حم(1) تَنزِيلٌ مّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ(2) كِتَابٌ فُصّلَتْ ءايَاتُهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ(4) وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِى ءاذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(5) قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ الهكُمْ اله واحِدٌ فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ(6) الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزكاةَ وَهُمْ بِالاْخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(7) إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(8) قُلْ أَءنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الاْرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْواتَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآء لّلسَّآئِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآء وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاْرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ(11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاواتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلّ سَمَآء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ(13) إِذْ جَآءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآء رَبُّنَا لاَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(14)
فأمسك عتبة بفيه، وناشده الرحم أن يَكُفَّ عن ذلك، فلما رجع عتبة سألوه فقال: والله لقد سمعت قولاً ما سمعت مثله قطُّ، والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة ولا بالسحر، يا معشر قريش أطيعوني فاجعلوها لي، خلُّوا بين الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكوننَّ لكلامه الذي سمعت نبأ، فَإِنْ تُصِبْهُ العرب فقد كُفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فعزه عزّكم، فقالوا: لقد سحرك محمد، فقال: هذا رأيي.
ثم عرضوا عليه بعد ذلك أن يشاركهم في عبادتهم ويشاركوه في عبادته فأنزل الله تعالى في ذلك: قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1) لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(3) وَلا أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ(4) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ(6) قُلْ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَآء نَفْسِى إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ} (يونس: 15).
و لنقرأ خبر سفره :salla-s: إلى الطائف و ما لاقاه هناك من أهلهااقتباس:
كتابة الصحيفة
ولما ضاقت الحيلُ بكفار قريش، عرضوا على بني عبد مناف، الذين منهم الرسول عليه الصلاة والسلام، دية مضاعفة، ويسلمونه، فأبوا عليهم ذلك، ثم عرضوا على أبي طالب أن يُعطوه سيداً من شبانهم يتبناه، ويسلم إليهم ابن أخيه، فقال: عجباً لكم تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ فلما رأوا ذلك أجمعوا أمرهم على منابذة بني هاشم وبني المطلب وَلَديْ عبد مناف وإخراجهم من مكة، والتضييق عليهم فلا يبيعونهم شيئاً، ولا يبتاعون منهم حتى يسلموا محمداً للقتل، وكتبوا بذلك صحيفة وضعوها في جوف الكعبة، فانحاز بنو هاشم ــــ بسبب ذلك ــــ في شِعْب أبي طالب، ودخل معهم بنو المطلب سواء في ذلك مسلمهم وكافرهم ما عدا أبا لهب فإنه كان مع قريش، وانخذلَ عنهم بنو عَمَّيْهم عبد شمس ونوفل ابني عبد مناف، فجهد القوم حتى كانوا يأكلون ورق الشجر، وكان أعداؤهم يمنعون التجار من مبايعتهم وفي مقدمة المانعين أبو لهب.
هجرة الحبشة الثانية
وبعد دخول الرسول وقومِهِ الشِّعْبَ أمر جميع المسلمين أن يهاجروا للحبشة حتى يساعد بعضهم بعضاً على الاغتراب، فهاجر معظمهم وكانوا نحو ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة، وكان من الرجال جعفربن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عُمَيْس، والمقدادبن الأسود، وعبد اللهبن مسعود، وعبيد اللهبن جحش، وامرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وتوجه لهم الذين أسلموا من جهة اليمن وهم الأشعريون: أبو موسى وبنو عمه. ولما رأتْ قريش ذلك أرسلت في أثرهم عمروبن العاص وعُمارةبن الوليد بهدايا إلى النجاشي ليُسَلِّم المسلمين، فرجعا شَرَّ رجعة، ولم ينالا من النجاشي إلا إهانة لما خاطبوه به من إخفار ذمته في قوم لاذوا به، أما بنو هاشم فمكثوا في الشعب قريباً من ثلاث سنوات في شدة الجهد والبلاء لا يصلهم شيء من الطعام إلا خفية.
نقض الصحيفة
وقد قام خمسة من أشراف قريش يطالبون بنقض هذه الصحيفة الظالمة، وهم: هشامبن عمروبن ربيعةبن الحارث العامري، وهو أعظمهم في ذلك بلاءً، وزهيربن أبي أمية المخزومي ابن عمة الرسول عاتكة، والمُطْعِمبن عديّ النوفلي، وأبو البَخْتَريّبن هشام الأسدي، وزمْعَةبن الأسود الأسدي، واتفقوا على ذلك ليلاً، فلما أصبحوا غدا زهير وعليه حلّة، فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونَلْبَسُ الثياب وبنو هاشم والمطلب هَلْكى لا يبيعون ولا يبتاعون؟ والله لا أقعد حتى تُشَق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة. فقال أبو جهل: كذبتَ، فقال زَمْعة لأبي جهل: أنت والله أكذب ما رضينا كتابتها حين كتبت، فقال أبو البختري: صدق زمعة، وقال المطعمبن عدي: صدقتما، وكذب من قال غير ذلك. وصدّق على ما قيل هشامبن عمرو، فقام إليها المطعمبن عدي فشقّها، وكانت الأَرَضة قد أكلتها فلم يبقَ فيها إلا ما فيه اسم الله، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عمه أبا طالب بذلك قبل أن يفعل ما ذكر، فخرج القوم إلى مساكنهم بعد هذه الشدة.
اقتباس:
هجرة الطائف
فلما رأى عليه الصلاة والسلام استهانة قريش به أراد أن يتوجه إلى ثقيف بالطائف يرجو منهم نصرته على قومه ومساعدته حتى يتمّم أمر ربه، لأنهم أقرب الناس إلى مكة وله فيهم خؤولة، فإن أم هاشمبن عبد مناف عاتكة السلمية من بني سُلَيمبن منصور وهم حلفاء ثقيف، فلما توجه إليهم ومعه مولاه زيدبن حارثة قابل رؤساءهم وكانوا ثلاثةً: عبد يالِيْل ومسعود وحَبيب أولاد عمروبن عمير الثقفي، فعرض عليهم نصرته حتى يؤدي دعوته، فردّوا عليه رداً قبيحاً، ولم يرَ منهم خيراً، وحينذاك طلب منهم أن لا يُشيعوا ذلك عنه كيلا تعلم قريش فيشتدّ أذاهم لأنه استعان عليهم بأعدائهم، فلم تفعل ثقيف ما رجاه منهم عليه الصلاة والسلام، بل أرسلوا سفهاءهم وغلمانهم يقفون في وجهه في الطريق ويرمونه بالحجارة، حتى أدموا عقبه، وكان زيدبن حارثة يدرأ عنه إلى أن انتهى إلى شجرة كرْم واستظلّ بها، وكانت بجوار بستان لعُتبة وشَيبة ابني ربيعة وهما من أعدائه وكانا في البستان، فكره رسول الله مكانهما فدعا الله قائلاً: «اللهمّ إني أشكو إليكَ ضعفَ قُوَّتي وقِلَّةَ حيلتي وهَواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهَّمني، أم إلى عدوَ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي» فلما رآه ابنا ربيعة رَقَّا له وأرسلا إليه بِقِطْفٍ من العنب مع مولى لهما نصراني اسمه عَدَّاس. فلما ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل قال: «بسم الله الرحمان الرحيم» فقال عَدَّاس: هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له عليه الصلاة والسلام: «من أيّ البلاد أنت وما دينك؟» فقال: نصراني من نِيْنَوى، فقال له عليه الصلاة والسلام: «من قرية الرجل الصالح يُونُسبن متَّى؟» قال: وما علمك بيونس؟ فقرأ له من القرآن ما فيه قصة يونس، فلما سمع ذلك عداس أسلم
حتى الآن
نرى أن النبي :salla-s: كان معروفا بالصدق
و كانت دعوته هى عبادة الله تعالى وحده و ترك عبادة الأصنام
و أنه :salla-s: لقى أذى عظيما من قومه هو و صحابته الأطهار الأخيار
و أنه :salla-s: لم ينل من دعوته لا مال و لا سلطة طوال 13 سنة
فهل بعد كل ما سبق نتوقع أن يكون النبي محمد :salla-s: رجلا يدعى النبوة ؟ أم أنه كان صادقا فى دعوته و مؤمنا بها و أن صدقه و إيمانه بدعوته هو ما دفعه للمضى بعزم و قوة فى رسالته متحملا الأذى و التكذيب و بلا منفعة دنيوية من تلك الرسالة ؟
أنتظر رد حضرتك لننتقل للنقطة التالية إن شاء الله
جميل جدا ما كتبت استاذي لكن اعطيني بعض الوقت لقرائته
الضيفة الفاضلة
حضرتك خدى وقتك كما تشائين
و حين تنتهى أخبرينى لنواصل إن شاء الله
واضح ان الرسول تعرض للاضطهاد فتره طويله و بطرق مختلفه و عنيفه
ما السبب للاحتمال طول الفتره من التعذيب :p017:
اذن قريش كان من اسباب رفضها الاسلام انه كان على يد الرسول وهو لم يكن من اسياد قريش و اغنيائها
ممكن تكمل حضرتك