لماذا حفظ الله تعالى القرآن و لم يحفظ التوراة و الانجيل
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا حفظ الله القرآن و لم يحفظ غير ه من الكتب ؟
نحن كمسلمين نعلم أن كل أمه جاءها نذير و رسالة و ليس فقط بنو اسرائيل
:007:
{ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ }
فموسى عليه السلام أرسل لبني اسرائيل
و عيسى عليه السلام أرسل لبني اسرائيل
قال المسيح عليه الصلاة و السلام
[ الفــــانـــدايك ]-[ Mt 15-24 ]-[ فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. ]
قال تعالى
{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]
فرسالة كل نبي تكون صالحة لزمانه و مكانه
أما دين الإسلام فكان للناس كافة
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ : 28]
و الرسالة الخاتمة و بها شرائع تناسب الناس كافة
و السؤال هل استحق بنو اسرائيل أن يحفظ الله كتابهم ؟
هل يستحق قتلة الأنبياء حفظ كتابهم ؟؟
و المسيح عليه السلام شهد على بني اسرائيل بذلك
يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين، إليها كم مرةً أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً…"
إنجيل متى (23 : 37)
و لقد ائتمنهم الله تعالى بحفظ كلامه
:007:
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) سورة المائدة
و لكن ماذا فعلوا ؟
:007:
" مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً " (النساء: 46) .
:007:
" فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة: 13).
ولقد أعطاهم الله تعالى فرص كثيرة و أرسل لهم أنبياء كثر
فكانوا يقتلون الأنبياء لأنهم يريدون اتباع أهوائهم و نقضوا ميثاقهم مع الله تعالى
و حرفوا كلامه ليتبعوا اهواءهم
فلن يعود لهم حجة
أما من المكلف بحفظ القرآن ؟؟
ِ
:007:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) سورة الحجر
إذا تعهد الله بحفظ القرآن الكريم بنفسه , و طبعا ودائع الله لا تضيع أبدا
و لكن لماذا حفظ الله القرآن بينما ترك حفظ باقي الكتب للأحبار ؟
1- لأنه الكتاب الخاتم و النبي الخاتم
2- لأنه اشتمل على الشرائع كاملة
قال تعال
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ).
2- لقوله تعالى :
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ لَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)
لأنه جاء مصدقاً لما في الكتب من الحق (يصدق الحق الموجود في الكتب السابقة ) ومهيمناً عليها و مكملاً للشريعة و الدين بشكل كامل و شاهداً على الكتب كلها و ذلكبعد أن امتحنهم الله تعالى بحفظ كلامه
4- لأنه للناس جميعاً
:007:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ : 28]
و بذلك تبقى الشريعة الخالدة ليوم القيامة و التي يجب على الناس جميعاً اتباعها و ذلك بعد أن أعطاهم فرص كافية لحفظ كلامه و أعطاهم فرص كثيرة و أرسل لهم أنبياء كثر و بذلك ليس لهم حجة يوم القيامة
فالله تعالى لا يعذب أحداً بظلم
:007:
( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا)
:007:
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ(59) القصص
:007:
ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ" (الأنعام:131)
فقد أعطاهم الله تعالى كل الفرص فأرسل الأنبياء فقتلوهم و عهد إليهم حفظ كلام الله تعالى فما حفظوه و لكن
آخر كتاب تكفل بحفظه و ذلك لأنه النبي الخاتم وشريعته ستبقى خالدة و لن يرسل الله تعالى أنبياء بعده فكان لا بد أن يتكفل الله تعالى بحفظها و لا يكل حفظها إلى البشر الذين يسيرون على أهوائهم
و الله تعالى أعلم و أحكم
لماذا حفظ الله تعالى القرآن و لم يحفظ التوراة و الانجيل
يتسائل بعض النصارى الذين يتجاهلون الشواهد والادلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين : عندما يعطى الله الإنسان كتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث البشر ؟فنقول لهؤلاء الذين يتجاهلون الأدلة والشواهد الدالة على تحريف كتابهم المقدس :نعم إن الله قادر على ان يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود ولم يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمراً تكليفياً وحيث انه أمراً تكليفياً فهو قابل للطاعة والعصيان من قبل المكلفين فالرب استحفظهم على كتابه ولم يتكفل هو بحفظه وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا :جاء في سفر التثنية [ 4 : 2 ] قول الرب : (( وَالآنَ أَصْغُوا يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لاِمْتِلاَكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لاَ تزيدوا عَلَى الكلام الذي أنا أوصيكم به ، وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْه ُ، لتحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها .))وجاء في سفر التثنية [ 12 : 32 ] قول الرب : (( كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه لاتزد عليه ولا تنقص منه . ))وجاء في سفر الأمثال [ 30 : 5 _ 6 ] : (( كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذّب ))رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 32 كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.3 فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».وقد جاء في سفر الرؤيا [22 : 18 ] قول الكاتب : (( وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ حذف أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا ، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ . . .))ان هذا النص تعبير واضح من الكاتب بأن الله لم يتكفل بحفظ هذا الكتاب لأنه جعل عقوبة من زاد شيئاَ كذا … وعقوبة من حذف شيئاً كذا . .. فهذا دليل واضح بأن الله لم يتكفل بحفظ الكتاب .وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى عن التوراة التي كانت شريعة موسى عليه السلام ، وشريعة الأنبياء من بعده حتى عيسى عليه السلام : (( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) المائدة : 44ومعنى ( استحفظوا ) : أي أمروا بحفظه ، فهناك حفظ ، وهناك استحفاظ .وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا ، بل بدلوا وحرفوا ، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه _ حاشا وكلا _ ولكن المعنى : أن الله لم يتكفل بحفظه ، بل جعل اليهود أمناء عليه .فهل النصارى يعتبروا النصوص المذكورة مدسوسة من طرفنا أم أنه كفروا بها وكأنها لم تكنومن المعلوم أن هناك المئات من الرسل والانبياء جاؤوا بعد نوح عليه السلام ولم يتكفل الرب بحفظ رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي ؟ مثال ذلك : صحف ابراهيم التي ذكرت في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوموالكتاب المقدس أقر بأنه وقع تحت يد المُحرفين ووقع عليه التحريففأنظر أخى الى هذه النصوصكاتب المزمور ( 56 : 4 ) ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه :(( ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل افكارهم بالشر. ))اعترف كاتب سفر ارميا ( 23 : 13 ، 15 ، 16 ) بأن أنبياء اورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً :(( فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَا ءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُوراً كَرِيهَةً، إِذْ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُوراً مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلِي الإِثْمِ لِئَلاَّ يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ. . . لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ. ))اعترف سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :(( أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا .))ونجد أيضاً سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحربف كلمة الرب :(( كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب . ))سفر الملوك الأول ( 19 : 9 ) ينسب لإليا النبي حين هرب من سيف اليهود فيقول :(( وَقَالَ الرَّبُّ لإِيلِيَّا : مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَاإِيلِيَّا ؟ فَأَجَابَ: «غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي. وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أَيْضاً ))سفر إشعيا ( 29 : 15 ، 16 ) ينسب لإشعيا تبكيته لليهود :(( ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا : يالتحريفكم . ))فإذا كان الكتاب المقدس أقر بالتحريف فما المطلوب ؟ هل عُميت الأبصاروبعد ان ذكرنا اعتراف الكتاب المقدس بإمكانية التحريف بل وحدوثه فى كثير من الاحيان من اهل الكتاب الذين كانوا مستحفظين على هذا الكتاب من الله وانبياءه من بعده , نذكر ان هذا كان اختبار من الله وابتلاء لهؤلاء القوم بأن جعلهم أمناء على كتابه وكان هذا ايضا لأن هذه الكتب السابقه لم تكن للناس عامة وانما لقوم كل نبى خاصة ولم تكن ابديه وانما كانت وقتيه لزمان محدد ومكان محدد فى زمن النبى وبين قومه وكل الكتب التى تحرفت لم تكن كتب خاتمه او انها آخر الكتب المنزله من عند الله بل كان الله يتعهد بإرسال الرسل والانبياء بعضهم تلو بعض لتصحيح ما يبدله المحرفون من عقيدة وشريعه ومنهج وتعاليم وفقرات من كتبهم حتى نزول آخر الكتب وخاتم الرسالات مع خاتم المرسلين, كما ان هذه الكتب لم تكن من الله باللفظ والحرف بل يقول اهل الكتاب فى شرحهم وتفسيرهم لكتبهم أن الله كان يوحى للنبى بالمعنى ويترك له اختيار الالفاظ وبعد أن يحرف قوم النبى المعنى ويفعلوا ما يخالف اوامر الله ويحلون الحرام ويحرمون الحلال ويسمون الاشياء بغير اسمائها فلا حاجة ولا نفع من حفظ الالفاظ البشريه بعد تحريف الاوامر الالهيه ….وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .