-
عودة النهار
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فكرت كثيرا قبل كتابة هذا الموضوع
ربما لخوفى من عدم التفاعل أو الأختلاف المتوقع عما سأكتبه أولأسباب أخرى
ولكننى قررت كتابته بل وتغييره تماما ليناسب الرسالة التى أريد لمن يقرأه أن يفهمها
هذا الموضوع أصلا عن القضية الفلسطينية ولكننى قررت تغيير مساره ليصبح عن أزمة العقل العربى الأسلامى
ولابد أن أنوه هنا بدور الأخ الفاضل3abd Arahman فى أرشادى الى ضرورة أحداث تغييرات كبيرة فى أصله حتى لا نتسبب فى خلافات سياسية فى منتدى دعوى وغير مختص بأمور السياسة بتاتا
وفى الحقيقة لا أعرف مصير الموضوع هل النجاح أم الفشل أم الحذف
ولكنى رأيت تقديمه حتى نعرف حقائق لابد أن نعرفها
ونوقن الى أى حد نحن مخدوعون ومغرر بنا
وأولا لابد أن نوجه التحية الى شعب فلسطين الصامد البطل وحيدا عاريا أمام الصهاينة
بلا سند ولا ظهر ولا دعم الا الله
ولابد أن نوجه التحية أيضا ومعنا الصهاينة معا
الى الخونة والمنافقين وأشباه الرجال وتجار الدين والسياسة وعبدة المال والمناصب
لمجهوداتهم العظيمة فى تدمير أى جهد مخلص حقيقى يبذل لتقدم الأمة
تابعونا
-
أختلف الكثيرون على بداية الحركة اليهودية الصهيونية
وبرزت عشرات النظريات منها ما جعل اليهود عباقرة فى أختراق الشعوب والحضارات
والأديان
ومنها ما يقول ان نشأة أسرائيل هو لعبة مسيحية مدروسة لأشعال الحرب التى تدمر مقدرات المسلمين على نحو يجعل تنصيرهم سهلا ميسورا
والدليل على هذا هو كتاب جورج بوش الجد وهو الجد الأكبر للرئيس الأمريكى السابق
الذى تحدث عن دولة لليهود فى فلسطين 1850 ميلادى وقال ان هذه الدولة ستؤدى الى نشر الأستبداد وتعمقه فى العالم الأسلامى لأن الحكام العرب والمسلمين سيستغلون وجودها لتبرير أستبدادهم وتغييبهم للتقدم الحضارى والديمقراطى فى بلادهم
مما سيشعل كراهية المسلمين لحكامهم وبالتالى يمكن للغرب أن يزعم أن سبب الأستبداد
والتخلف والحروب فى العالم الأسلامى هو الثقافة الأسلامية وليس سلوكيات خاطئة!
ومن هنا تبدأ عملية تنصير ضخمة قال عنها جورج بوش الجد انها تستهدف تنصير المسلمين واليهود معا! ليدخلوا الى البروتستانتية ويعود المسيح كنتيجة لذلك!
المهم بغض النظر عن كثرة النظريات المتعلقة بظهور الصهيونية وتضاربها
الا أن الثابت لدينا أن التاريخ قد توقف فى مدينة بازل السويسرية 1897
عندما قاد تيودور هرتزل المؤتمر الصهيونى الأول وقرروا أقامة دولة يهودية فى فلسطين فى خلال خمسين عاما!
تابعونا
-
بدأ الزحف الصهيونى الى فلسطين بالهجرة عبر الوكالة اليهودية
وبعد عدة جولات وضع الصهاينة اقدامهم فى الأرض المقدسة بالفعل فى أربعينيات القرن الماضى
وبدا هناك زعامتين للصهاينة
ديفيد بن جورجيون ويمثل الزعامة اليسارية العلمانية ولا يعرف الكثيرين أنه كان علمانيا ملحدا
وأنه لم يؤمن لا بالصهيونية ولا حتى باليهودية أصلا
وحاييم وايزمان ويمثل الزعامة ذات التوجة الدينى وكانوا يلقبونه أمبراطور المستوطنات
وبينما بدأ الأول المفاوضات مع الأنجليز والحاج أمين الحسينى لأقامة الدولة
كان الثانى ينظم عمليات سرقة الأرض الفلسطينية أو الحصول عليها بطرق أخرى
وكان هناك رفضا عربيا قاطعا لقيام دولة للصهاينة
أو لنكن صرحاء كان هناك رفضا فلسطينيا لم يتقابل بدعم عربى مناسب
وكانت للعرب ظروفهم
وقرر بن جورجيون وقف المفاوضات 1946 مع الجانب العربى والذهاب الى أمريكا لأعلان الدولة المرتقية
تابعونا
-
ذهب حاييم وايزمان الى الرئيس ترومان وقام بتجيز شكل الدولة المرتقبة ومساحتها
لدرجة أن جانبا كبيرا من صحراء النقب لم يكن جزءا من هذه الدولة
فقال له وايزمان
سيدى الرئيس من فضلك أتوسل اليك أعطنى صحراء النقب
حتى تكون مصر قد حوصرت أستراتيجيا ولن يكون لها منفذ الى الشمال العربى وقرر ترومان ضم النقب بالفعل الى دولة الصهاينة وذهب بالمشروع المطبوخ الى الأمم المتحدة
وبعد رشاوى وفساد وترهيب وترغيب
وافقت معظم الدول بالأمم المتحدة على التقسيم
وأعلن قرار التقسيم
ومعه أعلن العرب عنتريتهم وخيانتهم لفلسطين
فقد أعلنوا اولا رفضهم للقرار
وأعلنوا أرسال جيوشهم لأنقاذ فلسطين
وياليتهم ما فعلوا
تابعونا
-
دخلت الجيوش العربية عام 1948 لكى تدافع عما رفضته فى قرار التقسيم 1947
ونزعوا السلاح من أيدى الفلسطنيين
وحاصروا الجماعات الفلسطينية التى كانت تقاتل ومنعوها من التحرك والنشاط
وكان الصهاينة أنذال حقا
لقد كانوا يقتلون النساء والأطفال لتخويف الناس ودفعهم الى الهروب والرحيل
ولم يساعد هولاء المساكين أحد
وكانت مذبحة دير ياسين التى نفذها مناحم بيجن زعيم عصابات الأرجون
دليلا على ذلك
وقال بيجن فى كتابه الشهير الثورة
لولا دير ياسين ما قامت دولة أسرائيل
وبعد سلسلة من الجهل والخيانة وسوء التخطيط العربى
كانت النتيجة حتمية
تابعونا
-
فى ليلة حالكة السواد والرعد والبرق ينتشر عام 1948
أجتمع ثلة من شياطين البشر تحت ضوء الشمعدان
وخلفهم صورة تيودور هرتزل
كان هؤلاء الأوغاد هم
ديفيد بن جورجيون أول رئيس وزراء صهيونى
حاييم وايزمان أول رئيس للدولة بعد رفض العالم الكبير أينشتين رئاستها
جولدامائير (ماما جولدا) الزعيمة المعروفة
موشى ديان ( القائد الحقيقى للصهاينة فى حرب 48 والذى باشر بنفسه تدمير أكثر من مائة قرية
ومدينة عربية وترحيل سكانها)
وأخرون
واعلنوا قيام دولة واختلفوا هل هى يهودية أم علمانية
فرأى بن جورجيون أعلان دولة صهيونية أسماها دولة أسرائيل
دولة البغى والعدوان والعنصرية وأسوء مثال على معاداة الغرب للشرق
واعترف هارى ترومان رئيس أمريكا بالدولة قبل 20 دقيقة من قيامها أصلا!
لأنه أخطا فى حساب فارق التوقيت
ثم أعترف بها السوفيت حتى يستفيدوا بجزء من الكعكة مع الأمريكيين
وحتى يكفر العرب بالغرب فيما بعد
ثم باقى دول العالم
-
أثبت العرب الجهل والغباء المدقع
فبدلا من أستثمار الجانب الأيجابى من قرار التقسيم وحتى بعد هزيمتهم مجتمعين والهدنة عام 1949 وأصبحت اسرائيل حقيقة واقعة وكان ممكنا أعطاء الفلسطينيين
مناطقهم ليحكموها أو أعطاؤهم حق تقرير أنفسهم ولكنهم لم يفعلوا
قاموا بتقسيم ما تبقى من الأرض على مصر والأردن
وقد يسأل البعض ما علاقة هذه الأحداث بعنوان الموضوع
أقول ان النهار قد بدا يعود حينما أكتشف الفلسطنيون أنهم أستكانوا الى حائط مائل
وقرروا الأعتماد على أنفسهم وظهرت قيادات وطنية فى الأردن ومصر وغزة
وبدات النضال والجهاد
وأقول لو ترك الأمر لهم منذ البداية وأكتفى العرب بتسليحهم
لتغيرت نتيجة المعركة تماما
وهذا ما تحدث عنه صدقى باشا فى الأربعينيات ولم يسمعه أحد فى مصر
والحق يقال ان الشعب الفلسطينى أفشل المشروع الصهيونى منذ البداية
لأن هناك مابين مائة ألف وربع مليون تحملوا القهر ورفضوا مغادرة أسرائيل
ولو ترك العرب الأمر على الغارب لتغير الأمر
ولكن هيهات
-
أثبت بن جورجيون أنه اذكى من كل الحكام العرب
أولا حينما دفعهم الى رفض التقسيم حتى يستبيح المزيد من الأراضى بدعوى أن العرب رفضوا التقسيم
ثانيا حينما دفعهم الى معركة غير متكافئة فى 1948
ثالثا حينما راى بنظرته الأستراتيجية الثاقبة مستقبل أسرائيل
ورغم أنه عدو الا أننا ينبغى أن نحترم ذكاؤه ونحتقر غباؤنا المتوارث
قال بن جورجيون
اننى أشعر بالرعب كلما نظرت الى خريطة المنطقة
حتى لو قتلناهم جميعا (يقصد أهل فلسطين) فسيخرج منهم جيل جديد يقاتلنا
وهذا يعنى أن الرجل يعرف ان المستقبل لم ولن يكون فى مصلحته
وأن النهار سيعود
رغما عن انفه وانف عصابته وكل الغرب الذى يدعمه
وأن معركة 48 لم تكن متكافئة
لأن عوامل الفساد والخيانة والجهل وسوء التخطيط هى التى ادت اليها
وفى رأيى أن الوحيد الذى صمد ويصمد وحيدا عاريا بلا سند
هو الشعب الفلسطينى وهذا ما ساتحدث عنه لاحقا
-
أستمر مسلسل الجهل وسوء التخطيط العربى مما ادى الى قيام اسرائيل بضم المزيد من الأراضى
وظهرت فى العالم العربى فئة جديدة من المنافقين الذين يتربحون بالقضية الفلسطينية
وقبل الأستغراق فى أحداث تاريخية لابد أن نتحدث عن هذه الفئة
ان عودة النهار فى فلسطين كان يمكن أن تأتى ولكن
هؤلاء المنافقين كان لهم دور بارز فى أفشال الحركة الوطنية المجاهدةالفلسطينية
فما حكاية هؤلاء المنافقين
هم مجموعة من مرتزقة الأعلام دورها هو الصياح والصراخ والعويل والندب وأتهام كل من يخالف رؤيتهم
بدء ظهور هؤلاء مع حركة المد القومى حيث تمكنوا من خداع الرئيس عبد الناصر
وهؤلاء الأفاقين ليست لهم أيدلوجية سياسية ولا حتى عقيدة
فهم أشتراكيون فى العهد الأشتراكى ورأسماليون مع الرأسمالية
وهم أسلاميون مع ظهور الأخوان ويتباكون ويصرخون ويشتمون
وينتقلون بين مؤتمرات الخطابة يسبون ويلعنون الشرفاء ويخونون مخالفيهم ومن يخالف
أسيادهم من انظمة عربية واقليمية تتربح من القضية الفلسطينية وسوف نتعرض لهم أيضا
وهؤلاء الناس تعودوا على الشحاتة السياسية
فهم ينتقلون بالحقائب من فندق الى فندق ومن مؤتمر الى مؤتمر
يدعون للمقاومة والتحرير والأنتفاضة والله يشهد أنهم كاذبون
وليس هذا فقط
لقد ورثوا لأبناءهم هذا العمل المسخرة فصاروا من بعدهم يمارسون النفاق
وهؤلاء كان لهم دور فى نكسة 67 وبعدها ادرك عبد الناصر ثم السادات حقيقتهم
ووصل بهم الجراة أتهام عبد الناصر بتصفية القضية لأنه قبل مبادرة روجرز
وخدعوا الزعيم التاريخى للقضية الفلسطينية أبو عمار
واخيرا انتبهت القيادات الواعية الى هؤلاء وأبناؤهم وربما أحفادهم وتجاهلتهم
ولكن هناك اخرين يستفيدون منهم
حتى يستمر المال والسلاح يتدفق تحت دعاوى المقاومة فلا مانع من الأستفادة
من هؤلاء المنافقين لتحقيق مصالح بعض المنظمات وحوارييها
ووصل بهم الجرأة اتهام ذلك الزعيم الذى قضى أربعين عاما من عمره فى القضية الفلسطينية
بأنه خائن لفلسطين بل غير وطنى اصلا
وبالطبع لم يسلم منهم ابو عمار ولا من أتهاماتهم
وانا شخصيا أطلعت منذ 15 عاما على أحدى مطبوعاتهم يتهمون أبو عمار المجاهد المناضل بالخيانة وبيع القدس
ولم يسلم منهم حتى من يعتبره الصهاينة انفسهم متشددا
وحسبى الله ونعم الوكيل
-
ولكن الصورة هكذا لا تكتمل الا اذا رأينا بعدا أخر أدى لما نعانيه جميعا فى العالم العربى
وحتى تكتمل الصورة لابد أن نسمع حكاية الشيخ (ح. ب ) وجماعته
فى دولة قريبة من الأرض المقدسة وقريبة من الأحداث التى صاحبت الزحف الصهيونى
وكانت هذه الدولة تحت الأحتلال البريطانى وكان الزمان عام 1923 حيث كانت تدور صراعات سياسية وثقافية خطيرة فى هذه الدولة ذات النظام الملكى ساعتها
وفى مدينة ساحلية تطل على قناة مائية جاء الشيخ أحمد السكرى وعمره 20 عاما
وبصحبته تلميذه (ح. ب ) بطل الحكاية وكان التلميذ نجلا لوالد يعمل مأذونا وكان والده قد تأثر كثيرا بالصراعات المذهبية والفكرية وأبتعد عن المنهج التنويرى الى المنهج المنغلق
فى فهم الدين . وبالطبع أنتقلت هذه الأفكار الى ولده الذى كان يخفيها.
وكان الشيخ السكرى يعتزم أقامة جماعة دعوية أسلامية لمواجهة التنصير المدعوم
من الأحتلال ولاحظ الشيخ حلاوة وتأثير أسلوب (ح. ب ). فقرر ضمه
وبعد عدة جولات وفى عام1928 وبحضور ستة أفراد كانوا يعملون فى معسكرات
الأنجليز بجانب الشيخ أحمد السكرى وتلميذه (ح. ب ) تقرر أعلان الجماعة الجديدة
ولكن الأمور لم تسر هكذا
تابعونا
-
كان الشيخ السكرى طيبا ومتسامحا فقدم تلميذه ذو العشرين ربيعا عليه ليكون أول مرشد
للجماعة واكتفى هو بمنصب صورى. ولكن التلميذ فأجأ أستاذه بطموحات مكبوتة أكبر بكثير من الدعوة ومواجهة التنصير.
لقد قرر (ح. ب ) الأشتراك فى السياسة! وعلى الرغم من تحذيرات أستاذه بعدم الدخول
فى متاهات العمل السياسى والتشبه بالأحزاب الا أن الشاب كان فى واد أخر.
ولأن السياسة تحتاج الى المال فتزوج (ح. ب ) من شقيقة شخص مشبوه بأنه ذئب نساء
وفضائحه فى كل مكان والرائحة فائحة . وكانت هذه بداية البلاء الذى أصاب هذه الأمة
بزواج الدين والسلطة والمال فسادت الفتن وأنتشرت البلبلة
ولم يستطع (ح. ب ) أن يبعد صهره عن قيادة الجماعة لأنه ببساطة بيصرف عليه وعلى جماعته.أما الشيخ السكرى فقد تقلصت صلاحياته تدريجيا حتى ترك الجماعة
ومات حزينا من ظلم تلميذه الذى رباه!
تابعونا
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اشكرك علي الموضوع ولا يسعني الا ان اقول لنا الله شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
-
أه وأه من تجار الدين!
اه واه من تجار الدين!
كان الشيخ (ح. ب ) يحلم بوراثة الخلافة التى زالت
فكان يطوف المدن والقرى يجمع الأتباع ويستغل حلاوة أسلوبه وجهل مستمعيه فى أن واحد. وكان يجمع السلاح سرا للأنقلاب على الحكم فى الوقت المناسب
وكان فى البداية صديقا للقصر والأنجليز وأحزاب الخيانة
ولم يعرف عنه قتل أنجليزيا واحدا!
والأهم أنه كان له تأثير رهيب على مستمعيه ومريديه
نذكر منهم
شخص أسمه (ج) أصبح فيما بعد زعيما قوميا مشهورا
وشخص أسمه (س) أصبح فيما بعد بطلا للحرب والسلام
أما المفأجأة الكبرى
فهى أنضمام شخص أسمه(ح) الى جماعة الشيخ (ح. ب )
ولكن (ح) الشاب الفلاح الفقير جدا
دخل الكلية الجوية وتفوق فيها وأصبح معيدا
ثم دخل الى القوات المسلحة التى غيرت أفكاره تماما وشارك فى الحروب
وبعدها تولى منصب نائب رئيس الدولة أياها
ثم تولى كرسى الحكم بعد أستشهاد (س) على يد المتطرفين من تلاميذ تلاميذ (ح. ب )
ولا يزال (ح) على قيد الحياة الى الأن ويحتل نفس المنصب
وسوف نكمل فيما بعد حكاية كل هؤلاء
ودور كل منهم فى ضياع فلسطين
وضياع أمة العرب والأسلام كلها
متايع فيما بعد
-
حتى نفهم حكاية (ح.ب) ومن بعده ومن تبعه سأحكى لكم موقف بسيط حدث لى
كنت عند الحلاق وكان يشغل قناة فضائية دينية مشهورة جدا وصاحب هذه القناة المشهور
وهو شيخ فاضل وبعد أنتهاء درسه وكلامه المؤثر فى نياط القلب . جاءت فترة الأعلانات
وفوجئت بأعلان لبيع أجهزة كومبيوتر مضروبة ! الجهاز سعره 50 جنيه أو أقل قليلا
معروض ب 500 جنيه! لأن صاحب الأعلان راجل عنده ضمير . حضرته يستغل القناة الأسلامية لترويج البضاعة المغشوشة لأن بعض متابعي القناة أطيب من اللازم ويثقون ببركة القناة وصلاح كل ما فيها!
لا حول ولا قوة الا بالله
وكما هو أستغلال الغلاف الأسلامى فى التجارة البائرة . كذلك فى السياسة الفاسدة
الشيخ (ح.ب) الأسطورة هو فى معيار السياسة صفر ! ولكن فضيلته أستغل قدرته على التأثير ليخدع أتباعه الجهلاء الطيبين بأفكاره الفاسدة المتطرفة التى تمثل ردة حضارية
للأمة.
حضرته أعلنها صريحة مدوية أن الديمقراطية هى وسيلة لتمزيق الأمة الأسلامية
الى أحزاب وشيع.
ولم يكتفى برفض الحضارة الغربية بل قال ان مفهوم الشورى فى الأسلام هو أستشارى
وليس أجبارى على ولى الأمر!
أما مصيبة المصائب فهويخلط السم بالعسل فى تعريفه للأسلام العظيم بقوله
ن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف".
وذكر أيضاً "أن فكرة جماعته نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية" [1].
وهذا الكلام الخطير هو غاية ما يريده الغرب لماذا؟
كلمة وطن تعنى مكان محدد بحدود وعندما أقول ان الأسلام وطن اذا الأسلام
محدد بمنطقة معينة لا يخرج منها وهذا يعنى أن الغربى ممنوع عليه أعتناق الأسلام
لأنه خارج موطن الأسلام. يعنى حصرت الأسلام فى منطقة محددة لا يخرج منها
وعندما أقول ان الأسلام جنسية اذا الفرنسى أو الأمريكى أو أى جنسية أخرى
لا يجوز له أعتناق الأسلام لأنه لاب أن يأخذ جنسيته أولا
وعندما أقول أننى أريد الوصول الى الحكم لأحكم بالفكر السلفى فهذه كارثة!
نحن فى عصر يختلف كليا عن عصر السلف وبالتالى يحتاج الى أجتهادات مختلفة
وهذا ليس مشكلة فالأجتهاد مسموح طالما لا يمس الثوابت أو النصوص أما أن
أحصر الأسلام فى أجتهادات السلف الصالح دون تجديد وأقول ان هذا من الثوابت
فهذا يعنى أن أمة الأسلام عليها أن تترك الحضارة الحديثة وتعود لتركب الجمال!
متابع
-
لم يكتفى الشيخ (ح.ب) بكل هذا. بل زرع فى أتباعه الأنعزال والأستفراد بالرأى
وضرب المخالفين وغيرها. ومن زرع حصد. لقد رأى بعض أتباعه أن رئيس الوزراء
قد تطاول عليهم فقاموا بالتخطيط لقتله وبالفعل قتلوه. وثار القصر ثورة عارمة
لقد خرج حليفهم عن النص وقرروا التخلص منه. وبالفعل قاموا بقتل الشيخ (ح.ب) فى عام 1949. وهنا لن نخوض كثيرا فى الشيخ وجماعته وما فعلوه فى التاريخ فالبعض يقول لقد شاركوا فى حرب فلسطين. والرد عليهم لقد شاركوا مع المجاهدين والمتطوعين
من مختلف التيارات بالفعل ومنهم من أستشهد ومنهم ينتظر.
المشكلة ليست فى عقيدة الشيخ (ح.ب) وجماعته. المشكلة فى فكره. هذا رجل خرج من رحم الدعوة الأسلامية ليصبح رجل سياسة!
هل درس السياسة؟
هل كانت له مدرسة سياسية؟
هل كان منتميا لأحد المدارس الفكرية؟
لا. لقد وجد الطريق مفتوحا أمامه دون أن يدرك أنه فخ منصوب للأمة كلها
وهذا ما سنشرحه لاحقا.
تابعونا
-
بعد قتل الشيخ (ح.ب) تمت المبايعة للمستشار (ح.هض) مرشدا للجماعة
وأتبع الرجل سياسة أنه دولة داخل الدولة. لقد تبنى القتال الى جوار الوطنيين فى القنال
وتبنى الحوار مع الأنجليز والأمريكيين أيضا. وكان نظام الملكية يتقوض وينهار بفعل الهزيمة المذلة فى 1948 وحدث أنقلاب عسكرى فى الخمسينات من ذلك القرن وجاء
الى السلطة رجال الجيش. وفى عام 1954 وبواسطة أنقلاب داخلى أستفرد الزعيم (ج)
بالحكم وأعتقل كل معارضيه ومنهم حلفاؤه القدامى من الجماعة أياها.
وكان من المعتقلين من الجماعة المفكر (س. ق) الذى كان أعتقاله فاتحة لباب عظيم من أبواب الشر على الأمة كلها. من هو المفكر (س.ق)؟ انه مفكر تنويرى فى بداية حياته
وكان ينتمى الى الجماعة المذكورة. وكان متطرفا فى أنفتاحه على الغرب لدرجة أنه
دعا فى الثلاثينيات من القرن الماضى الى عمل مستعمرة للعراة والمثليين فى هذه الدولة الأسلامية العريقة. وكانت له مؤلفات فى الأدب والثقافة والدين ولكن
جاء أعتقاله عام 1954 وتعرضه للأهانة والأذلال من جانب نظام الزعيم (ج) دافعا له
ليسأل هل الحاكم الذى يعذب المسلمين مسلم؟
وجاءت الأجابة عام 1965 فى شكل كتاب خطير للغاية هو معالم فى الطريق
يقول فيه بوضوح وصراحة ص 142
وهذا ما ينبغى أن يكون واضحا ان الناس ليسوا مسلمين وهم يحيون حياة الجاهلية
ويضيف
ليس هذا أسلاما وليس هؤلاء مسلمين وانما الدعوة تقوم لترد هؤلاء عن الجاهلية
وهكذا أصبح كل من يتبع الغرب فى شىء فهو على الجاهلية ولابد من مواجهته
وكانت نتيجة هذا الفكر القبض عليه وعلى مجموعة من الجماعة عام 1965
وأعدامه بواسطة نظام الزعيم (ج)
متابع
-
وبينما كل هذه الأحداث تحدث فى هذه الدولة. كانت أسرائيل دولة سرطانية جديدة تتبلورسياستها بعد قيامها
فى فترة الخمسينيات من القرن الماضى صعد وخفت نجم بن جورجيون السياسى ولكن كان
فى الأفق نجم جديد هو الطاغية موشى ديان
كان ديان العقل المدبر ورمانة الميزان لحرب 48 ثم كان القائد لخطة الهجوم على مصر 1956
وبعد فشل العدوان الثلاثى أجتمع ديان مع صقور الحرب الصهاينة بعد حرب السويس وقال
ان تحالفنا مع الأنجليزوالفرنسيين فى 56 لم يقدم شيئا لأسرائيل. علينا أن نعتمد على أنفسنا
وكان للطاغية رؤية أستراتيجية تختلط بالأيدلوجية الدينية والفكرية
كان يرى ضرورة تامين أسرائيل بأحتلال المزيد من الأراضى العربية لعمل حاجز جغرافى ونفسى
بين العرب وأسرائيل وكان ديان يعلم تماما أن العرب هم بغباؤهم المعهود سيعطونه الفرصة
للهجوم والمبادرة
وللأسف كان على الجانب الأخر حبايبنا من المنافقين و مناضلى الصحف والميكروفونات
ومتملقى الحكام يسيرون على خطة ديان كما لو كانوا قطع شطرنج
متابع
-
بدأ الجيل الذى صنع الدولة الصهيونية يزيح الجيل القديم
أعتزل بن جورجيون السياسة فى عام 1963 . وتجهزت أسرائيل أستخباراتيا وعسكريا وسياسيا
لهجوم كاسح يعيد ما يقولون كذبا أنه أرض أسرائيل بل ويقيم دولة من الفرات للنيل مستقبلا
وعلى الجانب العربى أنفك التحالف المصرى السورى وتحطمت العلاقة المصرية السعودية
وغرق الزعيم (ج)فى وحل اليمن
وبغض النظر عمن يتفق مع الزعيم (ج) أو يختلف معه
فليس من العقل أن أخرج من حرب فاشلة فى اليمن لأسمع كلام الحمقى والسفهاء اياهم
لأدخل فى صراع مع أسرائيل المتنمرة
وليس من العقل أن أعين قائد فاشل وعديم الخبرة ومتهور وسبق تجربته وفشل فى موقع القيادة
وأنا مقبل على حرب
وليس من العقل أن أدخل حرب بدون أن أعرف من الصديق ومن العدو ومن المنافق ومن المتاجر ومن الخائن ومن الجبان
ولكن للأسف الزعيم تجاوز كل عقل وأرتكب كل هذه الخطايا
وفى عام 1967 تجهزت أسرائيل لعرس الموت بحكومة ليفى أشكول والصقر المتطرف ديان
متابع
-
ان الخيانة فى تاريخ الأمة ليست غريبة فهى كثيرة
لقد خان الوزير بن العلقمى الخليفة المستنصر.وكانت هذه أكبر صور الخيانة
ولكن لم نسمع عن حكام خانوا شعوبهم وباعوا أرضهم التى هى عرضهم
ولكن أيضا هذا ما حدث فى 67
الجميع يعرف قصة الطيران الذى ضرب مطارات الجيش المصرى فى سيناء
ولكن الجميع لم يسأل لماذا كانت أسرائيل واثقة عندما أرسلت كل طائراتها الى الجنوب
ولماذا لم يستجب أهل الشام لنداء القائد المصرى عبد المنعم رياض
الأجابة فاجعة ومخزية الى أقصى حد. جاء على لسان صحفى كبير جالس الرئيس (س) بطل الحرب والسلام فى جلساته الخاصة يقول
يحكى الرئيس فى أحدى جلساته الخاصة عندما سئل لماذا لم تذهب الى كامب ديفيد
مع ذلك الزعيم العربى فيرد(س) ويقول ان الجيش السورى أنسحب من الجولان طوعا عام 1967 وان بشار
الكبير شقيق الرئيس السورى قد حصل على مليارات الدولارات فى حسابه الخاص
بعد حرب حزيران وأنه كان المسئول عن تسليم الجولان طوعا الى الأسرائيلين
وهذا الكلام عندما يقوله رئيس دولة ويردده صحفى كبير فأننا لابد أن نتوقف
ونسأل
أين القيادة السورية التى تتحفنا بالحديث عن المقاومة والممانعة من هضبة الجولان؟
لماذا المقاومة فى لبنان وغزة وكليهما مناطق انسحبت منها أسرائيل ولا تفتح جبهة الجولان المحتل؟
لماذا الحديث عن جبهات اغلقتها كامب ديفيد وأوسلو وعدم الحديث عن جبهات أخرى؟
لماذا أعتقل النظام السورى كل المناضلين والمقاومين العرب والسوريين الذين حاولوا فتح
جبهة الجولان؟
لماذا اقام النظام السورى فرعا للمخابرات لتتبع الناشطين الفلسطنيين داخل سوريا حتى لو كانوا حلفاء للنظام؟
والكثير
متابع
-
بعد أن رأينا جانبا من الخيانة فى 67 وما خفى كان أعظم
لابد أن نقول شيئا لأخوتنا فى فلسطين
ان هذا الكيان السرطانى لم يكن لينتصر لولا الجهل والخيانة وفساد النفوس وتغييب العقل العربى الأسلامى
الرئيس أبو عمار عاش ومات رجلا ومناضلا أتفقنا أو أختلفنا معه فقد افضى الى ربه
وعلى الرغم من هذا تجد بعضا من أصحاب الشعارات يزايدون عليه ويتهمونه بالتفريط
وعلى الرغم أنهم هم وأسيادهم فى الشام وفارس أكثر من ضيع وبدل فى قضية فلسطين
ولكنها كما قلت مشكلة الوعى العربى الذى ينخدع ببعض الأفاقين واصحاب الصوت العالى
من فئران البشر الذين لا يجيدون الا الأختباء فى جحورهم ولا يخرجون منها الا للصياح والتخوين والتضليل وتنفيذ أجندة السادة.
نعود الى الموضوع
ان اسرائيل فى حقيقتها كيان شديد الضعف ولولا عوامل خارجية لكان ميتا منذ زمن
فكل القهر والبطش والأستيطان والأعتقال هى بالنسبة لمن درس تاريخ الشعوب ودورة حياة
الأمم علامات ضعف وأنهيار كالثور لحظة ذبحه
نعود الى خضم الأحداث
حرب 67 بنتائجها المخزية من تضاعف مساحة أسرائيل ثلاثة أضعاف هى فى حقيقتها
لمن ينظر بدقة بداية رحلة السقوط للكيان الصهيونى لعدة أسباب
1- فى كل الحروب كانت أسرائيل تتميز بالذكاء والحذر ولكن بعد 67 أنتقل داء الغباء
والغرور الى قادة أسرائيل لأول مرة والحق يقال معهم حق
هذه دولة كانت تخشى الموت فأذا بها تلتهم أراضى أربعة دول عربية قوية
وظهر الغرور فى تصريحات موشى ديان على قناة السويس بأن هذه حدود أسرائيل الجديدة
وأن عبد الناصر سيستسلم وغيرها
وهذه حماقة لم نعهدها من قبل فى هؤلاء الناس فمهما كان فالدول العربية لديها ثقافة مقاومة ولديها تاريخ طويل من المقاومة ضد الأحتلال فكيف تصادر كل هذا؟
2- الأتصال الثقافى الأسلامى لأول مرة منذ 1949 بين فلسطينى الضفة والقطاع وعرب 48 مما أدى الى عودة الوعى الى عرب أسرائيل مما ظهر بعدها فى يوم الأرض ودخول التعليم الأسلامى الى أسرائيل وظهور الحركات الأسلامية المستنيرة داخل أسرائيل وقيامها بفعاليات دعوية وتعليمية وثقافية لخدمة المسلمين داخل أسرائيل وغيرها من الأراضى المحتلة.
3- أستيقاظ القوى الوطنية فى العالم العربى من سبات وتخدير قوى النفاق والخيانة
فأبو عمار أدرك حتمية تطوير العمل النضالى وأستقلالية القرار الفلسطينى
والزعيم (ج)أدرك حتمية الأصلاح الداخلى وأهمية الخلط بين السياسة والمدفع وأهمية الأسلام الذى كان يحاربه ولكن للأسف متاخرا جدا جدا
4- بدا العرب المخلصون وأقول المخلصون فقط يدرسون كيفية مواجهة المشروع الصهيونى
بطريقة فعالة ومؤثرة وابتكار أساليب جديدة فى السياسة والحرب
-
لم يياس الزعيم (ج) كما تصور الصهاينة واعاد بناء الجيش وخاض غمار حرب الأستنزاف وكنتيجة لهذه الحرب جاءت مبادرة روجرز. وبعد مداولات قبل (ج)بها
فأذا بهولاء المتسلقين فى العواصم العربية يتهمونه بتصفية القضية!
وتحت الضغط وبسبب تعنت أسرائيل لم تستكمل العملية السياسية وتوقفت العملية العسكرية
على الجبهة المصرية فى 1969 وفيما بعد قالت جولدامائير فى مذكراتها
لو أستمرت حرب الأستنزاف لأنتهت دولة أسرائيل
وأفضى (ج) الى ربه فى 1970 تاركا الجبهة العربية ممزقة خصوصا بين الفلسطنيين والأردنيين فبعد 67 ظهرت الحسابات الخاصة للأنظمة العربية . وجاء السادات ومن هنا بدأ الأنشقاق
ان شخصية كل من (ج)وأبو عمار متوافقة لأن كليهما زعيم ثورى له كاريزما
ولكن هذا لم يحدث بين (س) وأبوعمار فالأول رجل دولة وليس مقتنعا أطلاقا بالمشروع القومى. ولكن حسابات السياسة أبقت العلاقة قائمة بين الرجلين وبالذات فأن ابو عمار بحكم
خلفياته الثقافية يحمل تقديرا لمصر
و رأى (س) أنه لا أمل فى حل فى ظل الوضع الحالى وقرر أعلان الحرب
وأجتمع مع القوى الفلسطينية والسورية واتخذ قرار الحرب
وفى 1973 ومن المرات القلائل فاجىء العرب أسرائيل
-
دار رحى الحرب فى 1973 على أربع جبهات سورية ومصر والأردن والضفة
والحق يقال ان أسرائيل أظهرت حجم الدعم الغربى لها فى هذه الحرب وأن أمريكا يمكن ان تفعل أى شىء فى الوجود لمنع أنهيار أسرائيل عسكريا وهذا ما لاحظه الزعيم (س)جيدا وبذكائه المعهود. ولكن هذه الحرب أظهرت أستحالة أتفاق العالم العربى فى حرب أو سياسة
ففى أثناء الحرب قام الحكم فى الأردن جبنا أو خيانة الله أعلم بقمع المجاهدين الفلسطنيين
من المقاومة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية من النشاط الذى كان يمكن أن يزيد بشدة مكاسب
المعركة. وفى نفس الحرب تراجعت القوات السورية تحت الضغط ووفقا للتكتيك عن الأراضى التى حررتها.
أما الأختلاف العربى فقد ظهر بعد هذه الحرب. لقد أتفق الزعيم (س) والملك فيصل على السير فى
الأتجاه السياسى وأعلن (س) أنه مستعد أن يحاور الأسرائيلين فى الكنيست وكان أبو عمار
حاضرا لهذه الجلسة. وهنا ظهر الأختلاف الشديد بين الرجلين
ياسر عرفات يفضل الأجماع العربى ولا يتخذ قرارا منفردا وليس من السهل عليه نفسيا
أن يجلس مع من أخذ أرضه وسرق تاريخه وقتل بنيه وأخوانه. والمفارقة أن ديفيد بن جورجيون
قد كتب فى مذكراته قائلا
اننى لو كنت زعيما عربيا من المستحيل أن أجلس مع قادة أسرائيل. لقد أخذنا أرضهم وطردناهم
من بيوتهم وقتلناهم. صحيح أننا أخذنا الأرض التى وعدنا الله بها ولكن ألهنا ليس ألههم
وعقيدتنا ليست عقيدتهم
وبالأضافةلما ذكرنا فأن عرفات قد نشا فى ظلال الحلم العربى وهذا يتنافى تماما مع أمكانية
الجلوس والأعتراف بأسرائيل.
أما (س) فقد كانت له وجهة نظره
وهى أنه أتخذ قرار الخوض فى المسار السياسى مع الملك فيصل ولكن الأخير قتلته المخابرات
الأمريكية ومن جاء بعده لم يقرر نفس ماقرره.
كما أن (س) كان شديد الأعجاب والثقة بالأمريكيين والغرب ويرى أنهم هم سبب المشكلة وبالتالى فى يدهم الحل
ويرى (س) أن الصراع العسكرى مع اسرائيل لن يؤدى لشىء وأن الحل أن يلعب على نبض الشارع الأسرائيلى بالحديث عن السلام فينموا تيار داخل أسرائيل مؤمن بالسلام مما سيشق الصف الداخلى الأسرائيلى فأما يصل تيار الأعتدال الى السلطة وتتغير طبيعة أسرائيل تماما
بمرور الزمن وتندمج فى محيطها الشرق أوسطى وينتهى المشروع الصهيونى
وأما يضغط على التيار المتشدد من الصقور ويصبح ظهرهم للحائط وبالتالى يتخذون قرارات
متشددة تفضحهم أمام العالم وتفقدهم أولا صورة الدولة البريئة ثم تضعهم تحت حصار دولى
فى النهاية وينتهى دورهم الأقليمى والدولى وتنهار الدولة من الداخل لأنه بدون دعم خارجى
على كافة المستويات لن تعيش أسرائيل.
وبالفعل زار(س) القدس فى 1977 وما بعدها أتفاقية الأطار 1978 ثم كامب ديفيد 1979
وعلى الطرف الأخر قرر العالم العربى مقاطعة هذه الدولة وهنا كانت نقطة فارقة بالنسبة للفلسطينيين
لقد قرر ياسر عرفات أستبدال الحليف الذى ترك المعركة بالحليف السورى وبعض
القوى المحلية فى لبنان وصدام حسين.
متابع
-
كان الزعيم (س) من مريدى الشيخ (ح.ن). وعندما تولى الحكم قام بالأفراج عن
أعضاء الجماعة أياها . وهنا بدأت بذور الشر التى أطلقها المفكر (ٍس.ق) من عقالها
فى كتابه معالم فى الطريق. لقد خرجت من رحم الجماعة أياها جماعات أخرى أكثر تطرفا
مثل ذلك الذى قام بغضبة لأستنفار الرئيس المؤمن وأخطتف وزير الأوقاف
وطبعا هؤلاء الذين أخرجهم الزعيم (س) لمواجهة الأشتراكيين . لم يعجبهم أبدا أبدا
توقيع السلام. لقد كفروا الزعيم وقتلوه وحاولوا قلب نظام الحكم!
وكانت حجتهم فى هذا هو ذلك المفكر (س.ق) الذى خرج من الجماعة أياها!
ونتيجة لأعمال هذه الجماعة والمنشقين عنها هو خراب العمل الدعوى والعمل السياسى معا. لقد أصبحت الجماعات الدعوية تحت حصار الأمن تحت زعم تحولها الى التطرف
وأصبحت حجة للسلطات الحاكمة فى العالم العربى والأسلامى قمع الحريات والتقدم السياسى والحضارى بدعوى أن الأنتخابات النزيهة ستاتى بالجماعة المذكورة
متابع
-
بعد أستشهاد الزعيم (س) جاء نائبه (ح). وكان الأخير فى فترة شبابه ينتمى للجماعة المذكورة. ولكن طبيعته العسكرية غيرته تماما. لقد أعلن العداء للتيار الأسلامى دون تمييز
بعد تجربة مقتل زعيمه. ولكن (ح) كان ذكيا جدا. كان يرى أنه يمكن الأستفادة من الجماعة
أياها فى قتل كل تقدم سياسى وأجنماعى وفكرى للأمة. كيف؟
ببساطة أنه يتركهم يشاركون فى الأنتخابات وبهذا فهو يغلق ثلاثة حنفيات فى أن واحد
1- الضغوط الغربية المتعلقة بالشفافية وذلك بدعوى أن الأنتخابات النزيهة ستاتى بهؤلاءالمتطرفين المنغلقين الى السلطة.
2- التيارات الأسلامية المعتدلة وباقى المعارضة الوطنية لأن هذه الجماعة المتشددة تتكفل بألتهام كل التيارات الأسلامية المخالفة ولا تترك فرصة للأخرين للوجود فى الشارع
3-أما الحنفية الثالثة فهى جماعات الدعوة الأسلامية ووضعها تحت المراقبة والضغط
-
وبينما كان الرئيس (ح) يقبض بيد من حديد على الأمور فى بلاده كانت القضية الفلسطينية
تمر بمراحل تحول كبيرة
لقد تغير كفاح عرفات من القاهرة الى بيروت
وأثبت ياسر عرفات زعامته الحقة
ولكن رغم شخصية الرجل فأنه كانت لديه مشكلة كبيرة
أنه حسن الظن بحلفاؤه وللأسف فأن كل حلفاؤه بلا أستثناء خانوه!
فى نهاية السبعينيات ظهر نجم الخومينى وتصور أبو عمار أنه لو ساند الخومينى فى قتاله ضد الشاه فسوف يعود ذلك بدعم عظيم للقضية الفلسطينية!
وبالفعل فتحت منظمة التحرير معسكراتها للأيرانيين فى لبنان للتدريب
ولكن الخومينى كانت له أراء يخفيها بحكم مذهبه الشيعى الأثنى عشرى الذى يبيح الكذب
وتحالف الخومينى داخليا مع الليبراليين واليساريين ووحد الجميع تحت قيادته
وتحالف خارجيا مع حركة أمل ومنظمة التحرير
وأطاحت الثورة الأيرانية برجل أمريكا القوى الشاه محمد رضا بهلوى
وجاء الخومينى الأسطورة الى الحكم
وسنرى كيف رد الجميل!
بالنسبة لحلفاؤه فى الداخل فقد كان مصيرهم القتل والأعتقال والتشريد
أما بالنسبة لحلفاء الخارج
فتابعونا
-
كان الخومينى يرى أن الفرس هم الأسياد فى الشرق الأوسط وليسوا شركاء كباقى القوى
ورأى بحكم مذهبه الشيعى أن أهل السنة أعداء ينبغى التحايل عليهم ثم التخلص منهم
ورأى أيضا أن أصحاب المناهج السياسية هم عملاء للغرب والشرق
وبالنسبة لحركة أمل فقد سعى الخومينى الى تتبيعها له وأدت محاولاته الى أنشقاقها
الى نصفين . نصف علمانى يتبع سوريا
ونصف دينى يتبع ولاية الفقيه فى أيران فيما سمى بحزب الله
أما بالنسبة للحركة الوطنية الفلسطينية وياسر عرفات
فقد سعى الرجل لتتبيعها له وجعل عرفات ورفاقه رهائن لمشروعه السياسى
( وما أشبه اليوم بالبارحة ولكن أين خالد مشعل من ياسر عرفات؟)
ورفض عرفات بحزم وتخلى عن المشروع الأيرانى وقرر العودة الى الحضن العربى
وأستشاط الخومينى غضبا وقرر الأنتقام وقام بشراء بعض الخونة وحاول تقسيم حركة فتح
وعندما فشل رأى بذكاء أن يحتفظ بشعرة معاوية فحافظ على السفارة الفلسطينية فى أيران
متابع
-
كان أول من تنبأ بخطورة الخومينى على جميع الأطراف فى الشرق الأوسط هو الزعيم (س)الذى قال ان الشرق الوسط سيتفتت بعد ثورة الخومينى ولن يعود أبدا كما كان.
واذا نظرنا فى سلوك أيران تجاه القضية الفلسطينية نجد أنها لم تطلق طلقة رصاص واحدةعلى أسرائيل . بل حصلت على أسلحة أسرائيلية فى حربها مع العراق عام 1984
وأسرائيل تستورد من أيران منتجات زراعية وبترولية وما خفى كان أعظم.
و أدرك الفلسطينيون ذلك متأخرين .لقد دخل أبو عمار فى صراع داخلى فى لبنان
وفى صراع خارجى مع الصهاينة وقرر رئيس وزراء أسرائيل بيجن لأسباب سياسية وأيدلوجية غزو لبنان
ووضع على رأس الجيش طاغية الحرب والسياسة أرييل شارون
كان أبو عمار فى قتاله مع جيش بيجن الذى يقوده شارون فى بيروت ورأى بأم عينيه الخيانة
لقد خانه النظام السورى. وخانه حلفاؤه فى لبنان. ولم يقدم له الخومينى شيئا
وماهى الا لحظات فى عام 1982 ويظفر الذئب شارون بعدوه وغريمه عرفات وكشر شارون عن
أنيابه. وهنا تدخلت أطراف غربية ووقعت اتفاقية الهدنة بأن تخرج المقاومة الفلسطينية من لبنان وأن يخرج عرفات سليما ويقول البعض فى أسرائيل ان عرفات كان ساعتها فى مرمى النيران الأسرائيلية ولكن مناحم بيجن جبن عن قتله خشية رد الفعل الفلسطينى والعربى
أما الخونة الذين باعوا أخوانهم فدفعوا الثمن
بيار الجميل زعيم حزب الكتائب الذى تحالف مع بيجن ضد عرفات طلبه بيجن فرفض
فذهب اليه شارون فى هليكوبتر وأخذه الى بيجن الذى أدخله غرفة مظلمة بمفردهما
وخرج الرجل مرعوبا. لقد أمره بيجن بتنفيذ أشياء تتعلق بالأنقلاب وتغيير رئيس الدولة
وحينما لم ينفذ سلطت عليه أسرائيل ميلشيات القوات اللبنانية فقتلته.
وهذا جزاء من تحالف مع الشيطان!
متابع
-
كانت نهاية المجرم مناحم بيجن أسوء من نهاية بن جورجيون
لقد ماتت زوجته وأستقال من منصبه 1983 وأعتزل السياسة وأصيب بالأكتئاب
ويقال ان سبب أكتائبه هو وفاة زوجته. ويقول أخرون أنه أحس بالفشل فى لبنان
بينما يقول اخرون أنه كان يتمنى أن يكون اول من يقيم أمبراطورية أسرائيلية وأنه شعر أن
السادات قد خدعه وحصل منه على الأرض مقابل ورقة ولم يمنحه التطبيع. وان النظام المصرى
أذل أسرائيل حينما جعل سفارتها فى شقة فوق عمارة وقام بتحجيم كل أمتيازاتها.
وأنا أقول أن كل هذه الأسباب وغيرها بالأضافة الى أن الله لا يقبل بالظلم
لقد ظلم بيجن الفلسطنيين حينما أمر بذبحهم أحياء رجالا ونساء وشيوخا واطفالا حتى الرضع
فى دير ياسين. وظلمهم حينما أخذ أرضهم وسرق متاعهم. انها نهاية كل مجرم. لقد مات الأب الروحى للأستيطان مناحم بيجن مكتئبا وحيدا مريضا فى 1993 عن عمر78
فلعنة الله على الظالمين.
وعلى الطرف الأخر كان ياسر عرفات يتنقل بين العواصم العربية محافظا على شعرة معاوية
مع حافظ الأسد والخومينى. وفى عام 1988 أعلن ياسر عرفات الدولة الفلسطينية على حدود
الرابع من حزيران 1967 وأن القدس الشرقية عاصمة هذه الدولة.
وفى هذه الأثناء كان الفجر ينباج بعد ظلام دامس
لقد قامت أنتفاضة الحجارة1987 من هؤلاء الذين صمدوا على أرضهم رغم كل شىء
رغم الأحتلال الأستيطانى ورغم محاربة الهوية ورغم الخيانة والنفاق والتجارة بألامهم
ورغم الضعف وقسوة الأستعمار وظلم ذوى القربى وخيانة الأصدقاء
كان على الطاغية الجديد شامير أن يواجه ابطال الحجارة
تابعونا
-
كانت أنتفاضة الحجارة مفأجأة للقيادة فى أسرائيل
ليس فقط فى توقيتها. ولكن فى أسلوبها القائم على المقاومة الشعبية التى لا تترك للأحتلال
فرصة ذبح الفلسطنيين تحت مبرر العنف. ورأت أمريكا أنه لا حل الا بالمفاوضات
وغضب شامير بشدة وكان فى غاية التطرف والأنغلاق الفكرى وضيق الأفق السياسى
ورغم كل المحاولات لبدء مفاوضات الا أن شامير رفض بشدة وأعتبر مجرد التفاوض أهانة
والعجيب أن من يتباكون الأن على رفض نتنياهو الأنسحاب من محيط المسجد الأقصى
ويتهمون القيادات الفلسطينية بالخيانة لأنها تتفاوض وتستخدم أدوات السياسة التى لا يعرفونها
لم يشهدوا هذه الأيام التى كانت قيادة أسرائيل تعتبر الجلوس مع الفلسطنيين مستحيلا
مثلا رجل السياسة الأسرائيلى الشهير أسحاق رابين والذى تولى حقائب الدفاع والداخلية ثم رئاسة الوزراء كان يقول فى الثمانينات
مستحيل أن اجلس مع منظمة التحرير الفلسطينية فى أى مكان فى العالم
ولكن شامير أنتهى فى 1992 . وبوفاته أنتهت حقبة الصهيونية تماما
لقد أدرك الجميع فى أسرائيل من أقصى اليمين الى أقصى اليسار أن المشروع الصهيونى
بشكله النظرى مستحيل عمليا ولابد من التغيير. وبالفعل وصل الى الحكم أسحاق رابين
زعيم حزب العمل . والذى كان يؤكد ضرورة أنهاء القضية الفلسطينية.
متابع قريبا بأ ذن الله
-
لعل البعض يسأل ما علاقة الجماعة التى ترفع شعارات الأسلام والشريعة بالقضية الفلسطينية. قبل الحديث نذكر قول ربنا جل شأنه
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)
ان هذه الجماعات هى بلاء الأمة ودليل على فساد الزمان
هؤلاء ليسوا رجال سياسة وعندما أمارس مجالا لست متخصصا فيه دون دراسة فلابد
أننى سأفشل. هذه الجماعة العالمية وصلت الى السلطة فى أكثر من دولة عربية وأسلامية
فماذا كانت النتيجة؟ الفشل الذريع
لقد وصل فرع هذه الجماعة الى الحكم فى السودان فيما يسمى بجبهة الأنقاذ
فما النتيجة؟ السودان يكاد يتفكك الى عدة دويلات
ووصلوا الى الحكم فى الجزائر فكانت النتيجة هى الفشل أيضا وحرب أهلية مدمرة
ولم ينتج عن وصول هذه الجماعة نمو للأسلام فى هذه الدول
السودان يكاد ينقسم الى نصف مسلم واخر مسيحى
والجزائر بها أعلى معدل للتبشير بالمسيحية فى شمال أفريقيا
وللأسف لم تسلم فلسطين من هؤلاء.
ولم تسلم من شعاراتهم ومزايداتهم
متابع