السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
أعلم أن هناك من سيقرأ السؤال ويتفادى أن يتدخل في الموضوع بطرح فكرته بحجة أنه ليس ذو خبرة في حوارات الأديان
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الله عز وجل " قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء"
إن القيام بالنفس ومخالفة الحوادث مرتبطين ببعضهما، من آمن بواحدة آمن بالثانية، ومن كفرْ كفرَ بهما..
القيام بالنفس: سَلب أن يكون الله عز وجل محتاجاً لغيره، والنفس تعني الذات
الله عز وجل غير مفتقر إلى محل أو مخصص
الله عز وجل ذات وليس عَرَض
مخالفة الحوادث:
سَلب أن يكون الله مشابهاً للحوادث؛ أي أن الله لا يشبه الموجودات.
من الصفات الجامعة المانعة التي تليق بجلاله وتمنع عنه ما لا يتماشى مع كماله
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
رأيت أن هذه مقدمة لابد من الكلام فيها قبل الرد على من يقول بالحلول والاتحاد:
إن الرد عليهم يكون محصوراً في آية سورة الشورى، وفي سورة الإخلاص
ونقول : أن الحلول هو الحصول على التبعية، وأنه ينفي الوجوب الذاتي، وأن الله تعالى لو استغنى عن المحل لذاته فلا يحل فيه، وإلا احتاج إليه لذاته، ولزم قدم المحل.
إن المحل إن قبل الانقسام لزم انقسامه وتركبه واحتياجه إلى أجزائه وإلا كان أحقر الأشياء
لو حل في جسم فذاته قابلة للحلول والأجسام متساوية في القبول، وإنما التخصص للفاعل المختار. فلايمكن الجزم بعدم الحلول في البقة والنواة، فإن الحلول ضروري البطلان.
ما يثبت بطلان الحلول:
1- الله سبحانه وتعالى هو الخالق، ولايشبه الخلق في شيء:
لأن مثل الشيء مايكون مشاركاً له في جميع أوصافه الجائزة والواجبة والمستحيلة، ويعبر عنه بأن المثلين : كل شيئين ينوب أحدهما مناب صاحبه ويسد مسده، وأصله في الكتاب قول الله تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، وقوله تعالى: " ولم يكن له كفواً أحد"
2- إن الخالق تعالى لا يجوز عليه الحد والنهاية:
لأن الشيء لا يكون مخصوصاً بحد إلا أن يخصصه مخصص ويقدره على تلك النهاية بجواز غيره من الحدود عليه، والصانع لا يكون مصنوعاً ولا محدوداً ولا مخصصا.
3- إن الخالق تعالى ليس بجسم ولا جوهر:
لأن كل ما كان مركباً يجوز فيه الاتصال ويكون له حد ونهاية، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا
4- إن الله تعالى ليس بعَرَض:
فالعرض مستحيل بقاؤه بنفسه ولايكون الخالق تعالى إلا قائماً بنفسه ( كما أسلفنا في مقدمة الرد)
5- إن الله تعالى يستحيل في حقه الولد والزوجة:
لأن ذلك لا يكون إلا بالاتصال والممارسة وذلك يوجب الحد والنهاية
قال تعالى" بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة"
6- إن الخالق تعالى لا يجوز عليه الشريك في المملكة:
والمملوك يستحيل أن يكون خارجاً عن ملك الخالق تعالى
قال تعالى: " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا"
7- إن الخالق تعالى لا تجوز عليه الحركة والذهاب والمجيء، والكون في المكان والاجتماع والافتراق، والقرب والبعد عن طريقا لمسافة والاتصال والحجم والجرم ... كلها جميعها توجب الحد والنهاية وهما مستحيلان عليه تعالى.
8- كل ما تصوره الوهم في الخالق تعالى من طول وعرض وألوان وهيئات مختلفة ينبغي الاعتقاد بخلافه:
إن الله تعالى قادر على خلق مثلها (أي مثل ما تصوره الوهم)، وإلى هذا أشار الصديق رضي الله عنه ( العجز عن درك الإدراك إدراك)
9- الخالق تعالى لا تجوز عليه الحوادث في ذاته وصفاته:
لأن من كان محلاً للحوادث لم يخل منها، وإذا لم يخل منها كان محدثاً مثلها.
10- إن الخالق تعالى لا تجوز عليه الكيفية والأينية والكَمِّية :
لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال: كيف هو؟
ومن لا مكان له لا يمكن أن يقال له: اين هو ؟
ومن لا عدد له لايمكن أن يقال له: كم هو؟
ومن لا أول له لا يمكن أن يقال له ممن هو؟
قال علي بن أبي طالب :radia-icon: أشفى البيان حين سئل: أين الله؟ فقال:
إن الذي أيَّنَ الأين لا يقال له أين
فقيل له: كيف الله؟فقال:
إن الذي كَيَّفَ الكيف لا يقال له كيف
11- إن الله تعالى: حي، عالم، قادر، مريد، متكلم، سميع، بصير لأن من لم يكن بهذه الصفات موصوفا، كان بأضدادها موصوفا، وأضدادها نقائص وآفات تمنع من صحة الفعل
منقول من كتاب:
العقيدة وعلم الكلام
مراكز الثقافة الإسلامية