صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن . الجزء الاول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث ممتاز يتناول قضية الضاد في اللغة العربية والدراسات القرآنية للباحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية الأستاذ فرغلي سيد عرباوي ، أقوم بنشره في منتدى اتباع المرسلين.
القضية على المستوى اللغوي والمستوى التطبيقي في قراءة القرآن الكريم ، راجياً لله جلّ وعلا أن يكتب للباحث الأجر العظيم وأن يوفق القارىء لتمثل فوائد هذا البحث الطيب ، وعلى الله قصد السبيل ...
مسرد مواضيع البحث :
1. مدخل لمبحث صوت الضاد العربية اللسانية ...........................
2. هل اللغة العربية تسمى بلغة الضاد دون غيرها ؟.......................
3. التعريف بمخرج صوت الضاد التي نزل بـها القرآن...................
4. هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهـر أم لا ؟ ......................
5. حديث أنا أفصح من نطق بالضاد ) هل يصح ؟........................
6. صفات صوت الضاد التي نزل بـها القرآن ..........................
7. صوت الضاد اللسانية الضعيفة عند سيبوبه ...........................
8. صوت الضاد الدالية والطائية عند المعاصرين..........................
9. التعريف بصفة استطالة صوت الضاد اللسانية ........................
10. مقالة العلماء المتقدمين بشجرية مخرج الضاد ..........................
11. هل الضاد العربية متصفة بالتفشي كالشين أم لا ؟ ....................
12. علماء الأصوات وتعريفهم لصوت الضاد الانفجارية ..................
13. ابن غانم المقدسي والمرعشي ومشكلة الضاد ...........................
14. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء ........................
15. إبدال صوت الضاد اللسانية بصوت اللام المغلظة .....................
16. إشمام صوت الضاد اللسانية بصوت الزاي اللسانية ....................
17. جمع الكلمات الضادية لتتميز من غيرها الظائية ........................
18. الفرق بين صوت الضاد والظاء في الرســم ........................
19. أبيات علم الدين السخاوي في الضاد وشرحها .......................
20. أمراض التلفظ بصوت الضاد اللسانية الفصيحة .......................
21. مؤلفات تحقيق مخرج صوت الضاد والظاء .............................
22. الضاد القرآنية تؤخذ من المقرئ المسند لا المصحفي ....................
23. خاتمة بحث صوت الصاد الفصيحة التي نزل بها القرآن .................
يتبع ....
14. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء
14. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء
قرأت مقالة جميلة حول صوت الضاد العربية وهي لشيخٍ فاضل وصديق عزيز على قلبي وهو الشيخ عبد الرحمن الشهري المحاضر بكلية أصول الدين جامعة الملك خالد بالسعودية من خلال هذه المقالة ناقش مواضيع ونقاط مهمة ونقل كلاما مفصلا حول صوت الضاد أنقله كاملا لتعم الفائدة للجميع .. قال حفظه الله : (حرف الضاد في اللغة العربية حرف دار حوله جدل طويل ، ولا تكاد تجد في كتب التجويد ولا في كتب الصوتيات العربية أكثر إثارة للجدل من حرف الضاد ، ومن أجل ذلك سميت اللغة العربية بلغة الضاد!! ولا تكاد تجد بين علماء التجويد خلافاً في غيره. وقد ترددتُ على كثير من المقرئين ولم نكن نتوقف عند أي حرف أكثر من توقفنا عند حرف الضاد. ومنذ التقيت بالشيخ الكريم عبيد الله الأفغاني في أبها عام 1409هـ مع أحد تلاميذه سمعت لأول مرة نقاشاً حول حرف الضاد في منزل الشيخ عبيد الله ، وأذكر أنه قام إلى مكتبته فتناول جزءاً من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية لكي يحتج بكلامه في حرف الضاد ، وكذلك إلى تفسير الألوسي. ثم مرت الأيام بعد ذلك ، وسمعت الكثير وقرأت الكثير حول مشكلة حرف الضاد .....وهذه القضية قد أخذت أبعاداً كثيرة في وسط القراء على وجه الخصوص ، فكل يذهب إلى سداد رأيه وخطأ رأي مخالفه ، مع احتجاج كلٍّ بتلقيه ذلك بالإسناد ، فكلُّ فريق يكتب تأييداً لرأيه ، وتسفيهاً لرأي مخالفه ، وهذا في كتب المتأخرين على وجه الخصوص. وقد كُتب العديد من الكتب في هذا الموضوع يتبنى رأياً واحداً هو القول بأن النطق الصحيح للضاد هو كما يقرأه القراء المصريون الآن كالشيخ الحصري ، ومحمد رفعت رحمهم الله جميعاً ، وكما يقرأ أئمة الحرمين في هذا الزمن ، وتفند هذه المؤلفات الرأي الآخر في نطق الضاد ، بل وتسفهه تسفيهاً شديداً وتلمز القائلين به بأعيانهم والله المستعان ومن تلك المؤلفات كتاب : إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء دراسة تجويدية ، لغوية ، تاريخية ، أصولية. للدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت.و الظائيون الجدد ، ردود على شبهات لخالد بن مأمون آل محسوبي. وقد قرأت هاتين الرسالتين مراراً وأكثر ما فيها سب وشتم للمخالف ، ونقل لما يوافق القول الذي ذهب إليه المؤلف ، وربما نقل ما يخالف قوله ثم استدل به للرأي الذي يذهب إليه كاستدلاله بقول ابن يعيش مثلاً في شرح المفصل !! وإلى عهد قريب كانت المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في تتبع حرف صوت الضاد لا تزال مخطوطة ، ثم حقق عدد كبير من كتب التجويد المتقدمة على يد الدكتور البصير غانم قدوري الحمد .... فانكشفت للباحثين الكثير من النصوص التي توضح رحلة صوت الضاد الحقيقية عبر الأجيال حتى وقتنا القريب. ويمكن إجمال الحديث حول هذا الأمر في مسائل :
الأولى: أن الأصل في القراءة الاتباع ، فهي سنة متبعة يأخذها اللاحق عن السابق ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(اقرءوا كما عُلِّمتُم). الثانية: أن أقدم وصف مكتوب للضاد وصل إلينا هو وصف إمام النحاة سيبويه رحمة الله عليه في كتابه العظيم (الكتاب) ، وكل من جاء بعده ينقل عنه. ويمكن تلخيص ما ذكره سيبويه عن الضاد في النقاط التالية:
1- مخرج الضاد ، ذكر سيبويه أنها تخرج (من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس).[الكتاب 4/433]. فالضاد تميزت بمخرجها ، فهي من حافة اللسان من أقصاها ، مع ما يقابلها من الأضراس ، وكان سيبويه قد ذكر الضاد قبل الجيم حين رتب الحروف ، لكنه جعل مخرج الضاد بعد مخرج حروف وسط اللسان (ج ش ي ) باتجاه طرف اللسان.[الكتاب 4/433].
2-صفات الضاد . وقد ذكر سيبويه منها : الجهر ، والرخاوة ، والإطباق ، والاستعلاء ،والاستطالة. ولكل صفة من هذه الصفات تفصيلات ليس هذا مكان بسطها. فالضاد التي وصفها سيبويه صوت رخو لا ينحبس النفس في مخرجه ، مجهور يتذبذب الوتران عند النطق به ، مطبق ، مستعل ، تميز بالاستطالة.
3- كل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم في ما هو أنقص صوتاً منه. وفي الضاد استطالة ليست لشيء من الحروف فلم يدغموها في شيء من الحروف المقاربة لها ، إلا ما روي من إدغامها في الشين في قوله تعالى :(لبعض شأنهم) وسوغ ذلك ما في السين من تفش يشبه الاستطالة يقربها من الضاد. ومن ثم أدغمت اللام والتاء والدال والطاء والثاء والذال والظاء في الضاد ، ولم تدغم هي فيها.
4- الضاد بهذه الصفات التي ذكرها سيبويه صوت متفرد ، ولهذا قال سيبويه :(لولا الإطباق... لخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس من موضعها شيء غيرها). وقد بقي ما كتبه سيبويه نبراساً للعلماء الذين جاءوا بعده ، وفي القرن الرابع الهجري بدأ الأمر يأخذ منحى آخر ، حيث بدأ الانحراف يظهر في النطق بالضاد وخاصة التباسها بصوت الظاء ؛ مما جعل العلماء يكتبون الكتب في التفريق بين الضاد والظاء ، وذلك بجمع الألفاظ التي تكتب بالضاد والتي تكتب بالظاء. وقد أحصى الدكتور حاتم الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب الإمام محمد بن مالك رحمه الله (الاعتماد في نظائر الظاء والضاد) تسعة وثلاثين تصنيفاً في ذلك ، ما بين كتاب ورسالة ومنظومة.انظر[ص 6-12] من مقدمة تحقيق كتاب الاعتماد لابن مالك. وقد زاد عليه في الإحصاء الدكتور محمد بن صالح البراك في مقدمة تحقيقه لمنظومة (درة القارئ للفرق بين الضاد والظاء) لعز الدين الرسعني (661هـ). حيث ذكر 48 مصنفاً ، ولم يشر إلى صنيع حاتم الضامن ولا تحقيقه لكتاب ابن مالك ، ولا لعمل الدكتور رمضان عبد التواب من قبلهما في إحصاء المصنفات في تحقيقه لكتاب (زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء) لأبي البركات الأنباري ، مع اشتهارها. وقد استأثر الاهتمام بجمع الألفاظ التي تنطق بالضاد والظاء بجهود العلماء ، فكل المصنفات التي كتبت تعالج هذا الأمر ،فهي تعالج مسألة كتابة الضاد والظاء ، ولم تتعرض للجانب الصوتي. وهناك مؤلفات أخرى لعدد من العلماء تناولت الجانب الصوتي ، فتحدثت عن خصائص صوت الضاد النطقية ، والانحرافات التي تلحقه على ألسنة الناطقين ، والأصوات التي يختلط بها أو يقترب منها ، وكان لعلماء التجويد مشاركة واضحة في هذا الأمر ، ومن أهم هذه المصنفات: - رسالة (غاية المراد في إخراج الضاد) لابن النجار (870هـ) التي حققها الدكتور طه محسن في مجلة المجمع العلمي العراقي في عدد ذي القعدة عام 1408هـ. - ورسالة (بغية المرتاد لتصحيح الضاد) لابن غانم المقدسي (1004هـ) ، التي حققها الدكتور محمد عبد الجبار المعيبد ، ونشرها في مجلة المورد العراقية. - ورسالة في كيفية الضاد لساجقلي زاده (1150هـ). وقد طبعت بتحقيق الدكتور حاتم الضامن ، وحدثني الأخ إبراهيم الميلي أنه يقوم بتحقيقها كذلك في الكويت ، ... وقد أكدت هذه الرسائل والمؤلفات على حقيقتين :الأولى: أن هناك تغيراً حصل في نطق الضاد. الثانية: أن علماء التجويد كانوا مشغولين بتحديد ملامح ذلك التغير ، وأنهم كانوا حريصين على التمسك بالصورة الأولى لنطق الضاد. وأختم بالإشارة إلى كلام سيبويه حول ما سماها بـ(الضاد الضعيفة) ، وهي أحد الحروف الفرعية غير المستحسنة في قراءة القرآن ولا في الشعر ، وهو قوله:(إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن ، وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر ، وهو أخف ، لأنها من حافة اللسان مطبقة ، لأنك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه ، وإنما جاز هذا فيها لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين وهي أخف ، لأنها من حافة اللسان وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها ، فتستطيل حين تخالط حروف اللسان ، فسهل تحويلها إلى الأيسر ، لأنها تصير في حافة اللسان في الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن ، ثم تنسلُّ من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان ، كما كانت كذلك في الأيمن).[الكتاب 4/432 بتحقيق عبد السلام هارون]. وأنقل لكم بعضاً من كلام العلماء رحمهم الله في الضاد لتعلموا أن الانحراف في نطق هذا الحرف قديم . قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) :(ولا بد للقارئ من التحفظ بلفظ الضاد حيث وقعت ، فهو أمر يقصر فيه أكثر من رأيت من القراء والأئمة ... ومتى فرط في ذلك أتى بلفظ الظاء أو بلفظ الذال فيكون مبدلاً ومغيراً ، والضاد أصعب الحروف تكلفاً في المخرج ، وأشدها صعوبة على اللافظ ، فمتى لم يتكلف القارئ إخراجها على حقها أتى بغير لفظها ، وأخل بقراءته). الرعاية 158-159 وقال أبو عمرو الداني (444هـ) عن نطق الضاد :(ومن آكد ما على القراء أن يخلصوه من حرف الظاء بإخراجه من موضعه ، وإيفائه حقه من الاستطالة). التحديد 164 وقال عبد الوهاب القرطبي (461هـ) :(وأكثر القراء اليوم على إخراج الضاد من مخرج الظاء ، ويجب أن تكون العناية بتحقيقها تامة ، لأن إخراجها ظاءً تبديلٌ). الموضح 114وقال ابن وثيق الأندلسي (654هـ) عن الضاد :(وقَلَّ مَنْ يُحكمُها من الناس). وكان ابن الجزري (833هـ) قد حدد الأصوات التي يتحول إليها الضاد على ألسنة المعاصرين له فقال في النشر :(والضاد انفرد بالاستطالة ، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله ، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة ، وقل من يحسنه ، فمنهم من يخرجه ظاءً. ومنهم من يمزجه بالذال. ومنهم من يجعله لاماً مفخمة. ومنهم من يشمه بالزاي. وكل ذلك لا يجوز). النشر 1/219 وقال ابن الجزري في التمهيد 140-141 :(واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره ، والناس يتفاضلون في النطق به: فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً... وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها ، بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة ، لا يقدرون على غير ذلك ، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب. ومنهم من يخرجها لا ماً مفخمة ، وهم الزيالع ومن ضاهاهم). ويقول ابن غانم المقدسي في (بغية المرتاد لتصحيح الضاد) :(فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة ، وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة ، بحيث يتوهم بعضهم أنها هي ، وليس كما توهمه). وجعل الفصل الثاني من رسالته (في ما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح ، وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول). وختم ابن غانم المقدسي الرسالة بقوله : " إن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص ، مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء ، فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة. ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء ، لكن من مخرجها وبينها نوع فرق. ودونه من ينطق بها ظاء خالصة. ومن يشمها الدال. ومن يشمها الزاي. ومن يجعلها لاماً مفخمة. وكذا من ينطق بالضاد طائية ، فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره. أهـ. وأكد محمد المرعشي ساجقلي زاده هذا الاتجاه في رسالته (كيفية أداء الضاد) ، فقال:( وأما المقصد فهو أن ما شاع في أكثر الأقطار من تلفظ الضاد المعجمة كالطاء المهملة في السمع بسبب إعطائها شدة وإطباقاً كإطباق الطاء وتفخيماً بالغاً كتفخيمها خطأ بوجوده). وقال المرعشي في كتابه النفيس (جهد المقل)ص169-170 :(ليس بين الضاد المعجمة والطاء المهملة تشابه في السمع ، وإلا صرحوا به ، ولا تقارب في الصفة لأنهما وإن اشتركا في الإطباق والاستعلاء والتفخيم لكنَّ إطباق الطاء أقوى كما سبق ، وإن الضاد رخو والطاء شديد ، وليس في الضاد قلقلة بخلاف الطاء ، وأن الضاد تجد منفذاً بين من بين الأضراس ، ولا ينضغط فيها الصوت ضغط حروف القلقلة كما صرح به الرضي ، وفي الضاد استطالة بخلاف الطاء المهملة مع أنهما غير متحدين في المخرج. وليس الفارق بين الضاد والظاء المعجمتين إلا الاستطالة والمخرج ، ولذا قال ابن الجزري :
((والضاد باستطالة ومخرج ** ميز عن الظاء...))
فما اشتهر في زماننا هذا من قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فهو عجب لا يعرف له سبب). ويمكن أن نلخص أقوال العلماء في كيفية النطق بالضاد في القرون السابقة فيما يلي:
أولاً: صعوبة نطق الضاد التي وصفها سيبويه.ثانياً: انحراف ألسنة الناطقين عن نطق الضاد القديمة إلى نطق أصوات أخرى مكانها. ثالثاً: لم يتحول صوت الضاد على ألسنة الناطقين بالعربية في العصور المتلاحقة إلى صوت معين واحد ، وإنما ظهر في أصوات متعددة ، منها ( الظاء )) اللام المفخمة) (مزجها بالذال ، أو بالزاي)-( مزجها بالدال والطاء (الضاد الطائية). رابعأً: كان علماء التجويد المتأخرين أشد إنكاراً لنطق (الضاد الطائية) مكان الضاد القديمة ، من إنكارهم لنطق الأصوات الأخرى البديلة عن الضاد. خامساً: إن اعتبار (الضاد الطائية) في زماننا هي الضاد التي يجب أن ينطقها قراء القرآن يثير مفارقة كبيرة بين موقف علماء القراءة في زماننا وموقفهم قبل قرنين أو ثلاثة ، من هذه المسألة. وأختم بأن القراء المصريين قد انتشروا في الأرض وأصبح غالب القراء يقرأ بقراءة أهل مصر ، ولذلك تجد التثريب الشديد على من يخالفهم ، والسخرية منه ، ومن يقرأ ما كتب في الرد على مخالفهم في النطق بالضاد يجد مصداق ذلك ، والأمر فيه سعة ، والخلاف في نطق الضاد قديم كما لاحظنا ، والفقهاء اختلفوا في ذلك كذلك كما نقل الشيخ عبد الله بلقاسم وفقه الله. فلماذا لا تناقش مثل هذه المسألة بطريقة علمية تورد فيها الأدلة ، وتتبادل فيها الآراء بدون تعصب لرأي بغير دليل. ولا سيما أن دافع الفريقين هو المحافظة على كتاب الله ، ودفع الشبهة عنه. وكل فريق يقول أنه تلقى هذه الضاد بالإسناد ، والذين يشككون في عدم وجود إسناد للضاد المخالفة للنطق السائد غير منصفين ، لأن كل من يقرأها كذلك يقول هكذا أخذتها عن شيخي. والأخذ عن الشيخ في هذه المسألة ليس دليلاً فاصلاً لأن كل فريق يستدل به ، ولا سيما أن الخلاف مسطور في كتب العلماء من قديم ، وليس ابن غانم المقدسي ولا ساجقلي زاده هما أول من قال بذلك كما ذكر صاحب (إعلام السادة النجباء). بل رأينا كلام مكي بن أبي طالب وغيره في ذلك. وقد قال ابن مكي الصقلي المتوفى سنة 501هـ في كتابه تثقيف اللسان :(حتى لا نكاد نرى أحداً ينطق بضاد ، ولا يميزها من ظاء ، وإنما يوقع كل واحدة منهما موقعها ، ويخرجها من مخرجها الحاذق الثاقب ، إذا كتب أو قرأ القرآن لا غير ، فأما العامة وأكثر الخاصة فلا يفرقون بينهما في كتاب ولا قرآن). ص 91 وللحديث عن الضاد عند القراء المعاصرين مشاركة أخرى ، بعد أن نقرأ رأي المشايخ الكرام كالدكتور إبراهيم الدوسري حفظه الله ، وهو صاحب خبرة بالشيخ المتولي الذي حدثت له حادثة مع أحد من ينطقون الضاد بخلاف الضاد التي يقرأ بها القراء المصريون المشهورون عام 1293هـ ، وكان المتولي وقتها شيخاً للمقارئ المصرية فرفع أمره إلى الأستاذ الأكبر الشيخ محمد المهدي العباسي ، فاستحضره واستتابه فلم يتب فحكم بنفيه !!! [انظر إعلام السادة النجباء ص 29-31]. والغرض من هذه المناقشة الوصول إلى رأي مقنع منصف في هذه المسألة إن شاء الله ، بدون تعصب لرأي سابق ، ...) اهـ بورك في الشيخ عبد الرحمن الشهري لعدم التعصب والإنصاف الجيد الذي لا يسفه ولا يطعن في أحد ولا يرم غيره بالسباب أو الفسوق وإن كنت أميل إلى المحافظة على تعليم الناس لكيفية نطقها الصحيح على ما سطَّره الأئمة المعتبرين .