ضوابط التعامل مع مسائل الصفات
ضوابط التعامل مع مسائل الصفات
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى،
لا شك أن قضية التعامل مع آيات صفات المولى عز وجل قد أخذت مكانة كبيرة في الفكر الاسلامي،
وتناولتها الفرق بمنهجيات متناقضة أحيانا، وقد أوصلت قوما حافة الكفر وكادوا أن يلجوه جراءها، وأوصلت أقواما بر السلام بإذن الله،
وما زالت بعض قضايا هذه المسألة المهمة بحاجة لإلقاء الضوء عليه لقول كلمة فصل في الموضوع لعل الله يهدي بها إنه سميع بصير.
ولقد كانت أهم الإشكاليات التي يجب التعامل معها من أجل حل هذه القضية، المسائل التالية:
ما هو الموقف المطلوب اتخاذه حيال هذه القضايا؟
ماذا يريد منا رب العالمين أن نعتقده في مسائل الأسماء والصفات؟
وماذا يترتب على الفهم الصحيح أو الفهم الخاطئ من عواقب؟ ولعل هذا هو أخطر سؤال في الموضوع
ثم إن المنطلقات التي بني عليها فهم المسألة تتلخص في:
الحقيقة والمجاز، متى يصار إلى الحقيقة ومتى يصار إلى المجاز،
التشبيه والتجسيم والتعطيل مقابل التنزيه
إثبات الوجود مقابل المفهوم أو المعنى أو الكيفية.
القطع والظن.
هل خاطبنا الله بما لا نفهمه؟ وما معنى البيان؟
وما هو الذي خوطبنا به، هل هو معنى الصفات؟
ما هي صفات الذات وصفات الفعل؟
وهل يجوز أن نقول: ذات الله؟
ومتى أطلق على اليد والرجل والعين وما شابهها صفات؟
وهل هي أجزاء، أم يمكن إطلاق اسم الصفات عليها؟
ومتى يمكن إطلاق العقل ليقيم الدليل على منع تأويل صفة معينة تأويلا معينا؟ أو منع فهمها بشكل معين؟
وهل دعا القرآن العقل ليقوم بهذه الوظيفة في مثل هذه القضايا؟
ما هي الآيات المشتبهات؟ وهل يعلم تأويلها الراسخون في العلم؟
وعلينا أن نحل الإشكالات المتعلقة بتقعيد قواعد معينة، فمثلا لو أعملنا الحقيقة، فهل سيترتب عليها التجسيم؟
وهل سيترتب عليها إضافة صفات نقص في حق المولى عز وجل؟
كأن نثبت من نص صفة العلو بإعمال الحقيقة، ونفس النص لو أعملنا فيه القاعدة نفسها، أي إعمال الحقيقة، فاهمين أن هذا العلو علو مكان، سيدفعنا النص لإثبات التحتية، أو لإثبات الوجود في حيز أو مكان أو جهة، أو خلو السموات الست من المولى، تعالى عما يقولون علوا كبيرا؟
فإذا أفضت هذه القواعد لمثل هذه التناقضات فما هو العمل؟
لا بد من أن نبدأ بقولنا:
**********
هذا الموضوع منقول لاخ فاضل بارك الله له بكل حرف كتبه
ولا أضاع له تعبا . فبقو معنا احبتي في الله لجمال الموضوع .
والله المستعان
كيف تعبر العرب عن المسميات
كيف تعبر العرب عن المسميات:
اللفظ في العربية إما أن يكون على الحقيقة أو على المجاز. وأغلب الاستعمالات في العربية على المجاز.
استعمل العرب للتعبير عن المسميات المصادر التالية:
1- الحقيقة بأقسامها الثلاثة اللغوية والعرفية والشرعية
2- المجاز للتعبير عن المتخيلات والتشبيهات
3- التعريب للتعبير عن أسماء الأشياء وأسماء الأعلام
4- الاشتقاق للتعبير عن المعاني. |
الحقيقة:
هي الألفاظ التي وضعت للدلالة على ما في الذهن من معنى،
فإن كان اللفظ الموضوع استعمل للمعنى الموضوع له من أهل اللغة وهم العرب الأقحاح سميت هذه الحقيقة بالحقيقة اللغوية مثل: النزر : القليل،، الدهمة : السواد.
وإن كانت الألفاظ الموضوعة استعملت لمعنى غير ما وضعت له أي نقلت من معناها اللغوي الموضوع إلى معنى آخر ينظر فإن كان النقل بسبب العرف أو الاصطلاح سميت حقيقة عرفية مثل دابة: فقد وضعت في أصل اللغة لكل ما دب على الأرض، فتشمل الانسان والحيوان ولكن المعنى العرفي لأهل اللغة خصصها بذوات الأربع وهجر المعنى الأول.
وكذلك الغائط فهو بالأصل اللغوي للموضع المنخفض من الأرض ثم اشتهر بالعرف للخارج المستقذر. فالأول أي الدابة وضع لمعنى عام ثم خصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض مسمياته والثاني ( الغائط) اسم وضع لمعنى واشتهر لمعنى آخر.
والحقيقة العرفية نوعان:
أ- الحقيقة العرفية اللغوية وهي ما تعارف العرب الأقحاح عليها
ب- الحقيقة العرفية الخاصة التي يتعارف عليها أهل كل علم كاصطلاحات خاصة بهم مثل اصطلاح النحاة على الرفع والجر والنصب، أو كقولنا الايمان التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، وهذه ليست بخاصة بالعرب الأقحاح.
أما إن كان سبب النقل الشرع سميت الحقيقة بالشرعية مثل الصلاة وهي في أصل اللغة الدعاء.
قلنا قبل قليل: من هنا قلنا أن الفكر هو الحكم على الواقع بخلاف اللفظ فإنه لم يوضع للدلالة على حقيقة الواقع ولا على الحكم بل وضع للتعبير عما في الذهن سواء طابق الواقع أم خالفه . |
فما هي علاقة اللفظ بالواقع؟