كان نابليون يمقت الاسلام ويرى فى احياء تاريخ الفراعنة مدخلا لاستعادة مصر الفرعونية وطمس مصر الاسلامية العربية التى عانى منها مقاومة شديدة .. وجلب معه مهتمين مولعيين بتاريخ الحضارة المصرية القديمة و اطلقوا على هذا المجال علم المصريات محاولين فك رموز وشفرات اللغة المصرية القديمة بحجر رشيد .. والتى اخفى عنهم الرهبان الاقباط الكثير من اسرارها .. جاءت الحملة الفرنسية تحت مسميات مضللة لعلمنة مصر باسم التنوير واخراج الاسلام منها بابهارها بثقافة غربية مضللة واحياء النزعة المصرية الفرعونية للانسلاخ من الانتماء الاسلامى .. وروج الفرنسيون وقلة من عملائهم المأجوريين المفتونين لمصطلحات غريبة على النهج الاسلامى والشعب المصرى ذلك الوقت مثل مصر الاهرامات .. مصر الحضارة الفرعونية .. مصر الفراعنة .. ابو الهول حارس مصر والاهرامات .. هرم خوفو العظيم .. مصر هبة النيل .. وتناسوا هؤلاء الضالين المضللين ان مصر ونيلها ومن فيها ومن عليها تحيا بقدر الله ولا يملك لها النيل من امره ضرا ولا نفعا الا باذن الله ..
الفرنسيون مسيحيون كاثوليك ويعلمون جيدا حقيقة الفراعنة الملعونين من انجيلهم ولكن كراهيتهم للاسلام طغت على انتماءاتهم الدينية .. اتخذوا من فكرة احياء الحضارة الفرعونية حيلة للقضاء على الاسلام واعطوها اولويات فى اهتماماتهم ففتنوا هم بها واصبح الفرنسيون الى الان من اشد المولعيين بالحضارة الفرعونية واكثر البعثات الاجنبية اهتماما بها حتى انها اخرجت الكثير منهم عن مسيحيتهم .. ارادوا ان يحاربوا الاسلام فى مصر باحياء نزعة الانتماء للفراعنة فأبى شعبها هذا الانتماء المخزى بعد ان أسلمت مصر وارضها لله الواحد القهار .. ليس صحيحا كما يدعى الاثريين وكتاب ومفكرى ثقافة التضليل الذين هم من تلاميذهم ان نابليون هو من سلط مدافعه على انف ابو الهول لخداعنا بانهم محاييدين وطمس الحقائق .. بل كذبوا هؤلاء الافاقين .. نابليون وجيوشه وجهوا مدافعهم الى ساحات الازهر حين تصدى لهم علمائه وثبتوا دين الله على ارضه وثبتوا المصريين على الاسلام رغم انف نابليون وجيوشه وفراعينهم ورغم انف ابو الهول .. الفرنسيون كانوا مولعين بالفراعنة واثارهم .. ولكن الحقيقة عندما افتتن بعض النسوة الجهلة بابو الهول واشاعة ان هناك اسرار الدنيا والحياه تحت قدمه مما استفز احد عباد الرحمن المؤمنين الذى صعد اعلى التمثال وشوه وجه ابو الهول وأطاح بانفه مرددا بقوة انه حجر واثر لقوم ملعونين لا يضر ولا ينفع .. ولم يكن ابو الهول الاثر الوحيد الذى تعرض للتشويه بل كلما حاول المشعوذيين وخاصة من الاقباط الذين يفتخرون بالانتساب اليهم افتتان العامة بامر من امور الفراعنة ردوهم عباد الرحمن بقوة وحطموا هذا الاثر الذى بقائه بغرض الاعتبار وليس للفتنة او الفخر او الالتجاء له والشرك بالله .. وهزم الانجليز جيوش نابليون واحرقوا الاسطول الفرنسى فى ابو قير وخرجت حملته بعد ثلاث سنوات تاركة اشهر قواده مينو الذى اعلن اسلامه وتزوج بمصرية مسلمة وسمى نفسه عبد الله مينو .. خرجت الحملة تاركة وراءها جالية من الفرنسيين قائمة على ترويج الثقافة الغربية والتى وجدت دعم حتى من الانجليز حيث برع الفرنسيون فى مجال تصدير الثقافة الغربية وافتتنان الشعوب الاسلامية بالفنون والعمل بها ولهم فى هذا المجال مهارات تفوق الدول الاخرى .. وما زالت الى الان فرنسا هى حصن ثقافات الفجور والعلمانية وراعية فنون الفسق وفنانيها .. ولكن فشل الاستعمار بكل فئاته وجيوشه وجالياته وفنونه من استبدال مصر الاسلامية بالفرعونية وأبت مصر بشعبها اى يقترن اسمها بأى انتماء فرعونى مخزى ملعون .. حتى انه فى عام 1922 حين اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون كانت البعثات الاستكشافية تجد صعوبة فى اقناع العاملين البسطاء الفقراء للعمل معهم رغم ان الاجور كانت تفوق اجور العاملين فى قطاع البترول حاليا .. بالاضافة الى حرص المستكشفين على المعاملة الحسنة المتميزة فى تعاملهم مع العمال البسطاء لاجتذابهم للعمل فى هذا المجال .. والى اواخر الاربعينيات كان اهل الصعيد رغم فقرهم الشديد يمقتون الفراعنة واماكنهم ويؤمنون بلعنة الله عليهم ولا تمثل لهم معابدهم واثارهم اى اهمية مثلما يحدث الان .. ولم يكن احدا منهم يلتمس الرزق من وراء تلك الحضارة الملعونة .. حتى الاقباط المسيحيين منهم .. اللهم القليل من تجارهم ونابشى القبور .. واستمر هذا الاعتقاد بلعنة الفراعنة على هذا المفهوم سائد بين كل اتباع الديانات السماوية فى مصر وخاصة بين المسلمين الذين يومنون بان الحضارة الفرعونية مستكبرة ملعونة وايه وعبرة لكل من شاهدها ولا يصح تعظيمها او الافتخار بها .. الى ان قامت ثورة 23 يوليو 1952 باشتراكية وقومية ونزعات مضللة فعلت بثقافة وعقول المصريين ما عجزت عنه الجيوش الاستعمارية .. تلتها ثورة تصحيح ألعن وأضل سبيلا .. وتوارثتها نظم علمانية اتقنت فنون واعلام التضليل .. اختلفوا جميعا فيما بينهم فى نظم الحكم واتفقوا على انتزاع حكم الاسلام من ارض مصر الاسلامية .. ماذا فعلت ثورة يوليو لطمس الاسلام ومحاولة استرجاع مصر الفرعونية .. وهيهات تلك امانيهم واحلامهم وكيف لهم وقد اتبع الله فراعينهم بلعنة الى ان يرث الارض ومن عليها
(( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ))