مشاركة سابقة - اكذوبة الخلاص
إذا كانت خطيئة آدم عليه السلام بسببها اجتاز الموت إلي جميع الناس فلماذا ما يزال الموت مستمراً بعد أن فدى المسيح عليه السلام العالم وصالحنا مع الله كما يزعم المسيحيون ؟ لماذا لم تنتهي هذه العقوبات ؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟ ولماذا لم ترفع اللعنة عن التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 عدد 17 - 19 ]
فالواقع والمشاهد أن كل هذه الأغراض لم يتحقق منها شيء، فما زال الإنسان خاضعا للموت ولتأثير الشيطان، وما زال يأكل خبزه بعرق جبينه وتلد المرأة بالألم والوجع. والقول بأن هذه الأغراض كلها سوف تتحقق فيما بعد في الملكوت، يتعارض مع العدل والرحمة. لأن مقتضيات العدل والرحمة تقرر عدم استمرار تطبيق العقوبة بعد تنفيذ الحكم. "أجوبة عن الإيمان – الحلقة الثالثة والثلاثون" ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم يرى الموت كما يقول الكتاب ؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضاً إلي السماء ولم ير الموت ايضا ؟
فاذا كان هناك أنبياء كاخنوخ واليا لم يروا الموت بدون خلاص او فداء الايجب ان يكون البشر الذين حدث من اجلهم الخلاص ولهذا السبب بالتحديد هم اولى من اخنوخ واليا فلا يروا الموت او حتى يسمعوا عنه .
أن التوراة تقول في سفر التكوين [ 4 : 6 ، 7 ] إن الله سبحانه وتعالى قال لقابيل الذي قتل هابيل : (( إنك إن أحسنت تقبلت منك وإن لم تحسن فإن الخطية رابطة ببابك )) وإذا كان الأمر كذلك فقد صار إحسان المحسن من بني آدم مطهراً له ومخلصاً ، فلا حاجة إلي شيء آخر هذا من ناحية من ناحية اخرى قول الرب لقابيل : ((وإن لم تحسن فإن الخطية رابطة ببابك )) فيه بشارة لغير المحسن بعدم الخلاص وذلك يثبت عدم جدوى الفداء او الخلاص فما هى الحاجة اليه اذن ؟.
- ثالثا من المعروف أن الله بطوفان نوح أهلك جميع البشر باستثناء نوح والمؤمنين الصالحين في زمانه ( تكوين 6 : 13 ) أي أن نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء نوح ومن آمن. وبهذا فان الطوفان طهر الأرض في حينه من الفساد والمفسدين وبهذا فلا مجال للحديث عن الخطية الموروثة لان الطوفان كان نقطة فصل بين عصرين أو جيلين.
وبغض النظر عن ذلك يجب ان نسال هذا السؤال ما هو السبب الذى من اجله استحق قوم نوح الهلاك وما هو السبب الذى ادى الى استبعاد المؤمنين ونجاتهم من هذا العقاب
هل هو الخلاص ؟
إذن ما هى الحاجة إلى التناسل و استمرار الحياة وفعل الخير والابتعاد عن الشر بعد خلاص المؤمنين وهلاك المفسدين ؟
.
وبغض النظر عن كل ذلك وجود المغفرة الإلهية يستوجب وجود أخطاء وأوزار تتعامل معها هذه المغفرة بما تقتضيه الإرادة الإلهية فلا معنى لغسل الثوب النظيف الذي لم تشوبه اى اوساخ مكتسبة واذا كان ليس هناك حامل بدون حمل فالطبيعي أيضا ان لا يكون هناك خاطئ بدون خطيئة .
- قال المسيح : (( وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. إذا هناك أناس لن ولم يخلصوا لكذبهم على جبريل فأين الخلاص بالصلب إذاً ؟! يقولون إن المسيح خلص البشرية وأنقذها ولكن المسيح نفسه يقول هناك كاذبون لا يغفر الله لهم .
- قال المسيح : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فهو يبشر هذا الحوارى بعدم الخلاص وهناك شىء اخر كيف يكون الصلب للخلاص و بإرادة المسيح ورغبته حسبما يزعمون ويكون الويل لمن يسهله ؟! من المفروض أن يشكر المسيح ذاك الرجل الذي بسببه تم الوصول إلى الصليب ليتم الخلاص المنشود.! إن تحذير المسيح يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .
- تقول الكنيسة إن صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالإيمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله ؟!
.
- قال المسيح : (( إما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى )) (لوقا 19 : 27 ) لا نريد أن نعلق على تتناقض هذا القول مع قول المسيح : (( طوبى لصانعي السلام )) ( متى 5 : 9 ) ولكن نريد أن نسأل : لماذا يريد المسيح ذبحهم وهو الذي مات من أجلهم ؟ هل هذه لعبه ؟
ويقول بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص مما يعنى ان الخلاص ما هو الا اكذوبة ومحض افتراء.
ويقول ايضا لناكد ذلك : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الأولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الأعمال ولا يمكن ان يقول عاقل غير ذلك بغض النظر عن مقولة بولس. فلماذا كان الصلب إذا ؟! وأين الخلاص المزعوم الحاصل عن طريق صلب المسيح ؟!!
"واخيرا نجد إن جميع النصوص التي يذكرونها في الدلالة على إن الصلب وقع فداء للبشر ليس فيه نص واحد يعين الخطيئة التي يزعم المسيحيين أن الفداء كان لأجلها وهي خطيئة أبينا آدم ، فجميع نصوص الكتاب المقدس لا تعين هذا الأمر ولا تحدده ، مما يدل على إنها من مخترعات النصارى المتأخرين الذين حالوا أن يرقعوا بها فساد القول بالفداء كفارة عن الخطايا .
كما إن جميع الأنبياء السابقين ليس فيهم من ذكر خطيئة آدم وسأل الله أن يغفرها فكيف يكون هناك شىء بمثل هذه الأهمية ويتم تجاهله وعدم التذكير به من قبل الله تعالى على لسان الأنبياء مما يدل على مبدأ الخطيئة المورثة وما صاحبه من أباطيل وأوهام إنما هي من مخترعات المسيحيين" . (عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
وهذا يجعلنا نسال ما هي وظيفة الأنبياء والمرسلين أليست وظيفتهم هي هداية البشر وإرشادهم إلى الطريق الموصلة إلى الغاية المرجوة أو كما يقال الحياة الأبدية
ومن الطبيعي أن هذا الإرشاد اوالهداية المعنى والمنوط به الأنبياء والمرسلين سوف يتمثل في أشياء كثيرة منها التعاليم والوصايا والتبشير والتحذير والتنبيه والتوجيه إلى طريق الخلاص .
فاذ اكان هناك شىء عظيم يسمى بالفداء او الخلاص متمثلا فى المسيح يتوقف عليه مصير الإنسان الابدى فلابد لهذه الاشياء الكثيرة الممثلة لهداية وارشاد البشر والمتمثلة فى معظمها فى تعاليم الكتب المقدسة ان تكون مقدمة لهذا الشىء لتعطى صورة شاملة عنه او تساعد على الاقل فى فهمه من باب المقدمات المتبوعة بالنتائج والعكس صحيح اى اذا كان الخلاص او الفداء هو النتيجة النهائية فلابد ان يكون مسبوقا بمقدمات تدل عليه وتعطى عنه فكرة مسبقة تساعد على فهمه وايستعابه ومن الطبيعى ان يكون محتوى هذه المقدمات هو الكتب السماوية المقدسة
ولكن لو نظرنا الى الحقيقة باعتبار مقدمات الكتب المقدسة نجد انها تدل على نتائج مخالفة تماما لعقيدة الصلب والفداء بدون حتى اى اشارة لها ولو نظرنا الى الحقيقة من جانب اخر اى باعتبار النتيجة التى تمثلت فى فى هذه العقيدة نجد ان المقدمات السابقة لها مخالفة ايضا بحيث يظهر لنا بوضوح تام دلالتها اى المقدمات على اشياء اخرى ليس فيها اى اشارة لاى من مخترعات وضلالات النصارى فيما يتعلق بالخلاص او الصلب او الفداء فكيف تكون هناك عقيدة سماوية بلا مرجعية سابقة والمفروض انها امتداد لما سبقها من عقائد .
.
.