هاتلي حتة من الأنبا إبرام يا خوليو !!
وصيلي على لحمة راس :image5:
عرض للطباعة
هاتلي حتة من الأنبا إبرام يا خوليو !!
وصيلي على لحمة راس :image5:
الأن ننتقل الى مضووع الروح القدس
و نبين لمادا استحى ضيفنا ضلام العالم أن يجيب عن السؤالين :
متى تم تأليه الروح القدس؟
لمادا لا يوجد لفظ صريح لتأليه الروح القدس ؟
فنقول :
حقيقة الروح القدس عند اليهود :
إن العهد القديم كتاب اليهود ذكرت الروح مضافة إلى القدس وإلى الله وبدون إضافة ، فجاءت الروح بمعنى الوحي بالإلهام ، إذ جاء في سفر الخروج: (( وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة )) ، وجاء في سفر حزقيال : (( وحل عليّ روح الرب وقال لي : قل هكذا قال الرب )) ، وفيه أيضاً : (( وأجعل روحي في داخلكم ، وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها )) .
وجاءت الروح بمعنى الثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، إذ جاء في سفر التكوين عن يوسف عليه السلام : (( فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا، ليس بصير وحكيم مثلك)) ، وجاء في سفر المزامير على لسان داود عليه السلام : (( لا تطرحني من قدام وجهك ، وروح قدسك لا تنزعه مني )) ، وقـول النبي أشعياء : (( أين الذي جعل في وسطهم روح قدسه ، الذي سير ليمين موسى ذراع مجده )) .
وجاءت الروح بمعنى جبريل ـ عليه السلام ـ إذ جاء في سـفر أشعياء : (( ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) . وجاء عن داوود عليه السلام : (( روح الرب تكلم بي، وكلمته على لساني )) ، وجاء في سفر دانيال : (( وسمعت صوت إنسان بين أولادي فنادى وقال يا جبرائيل فَهِّم هذا الرجل الرؤيا )) ، وفيه أيضاً : (( إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء ... وقال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم )) .
وجاء أن الروح تهب القوة والنشاط ، إذ جاء في سفر القضاة : (( فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شىء)) ، وفيه أيضاً :
(( وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم )) ، وفيه أيضاً : (( فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب )) .
كما جاءت الروح بمعنى الريح ، وبمعنى روح الإنسان ، وبمعنى الخلق والإحياء ، وبغير ذلك من المعاني .
والروح سواء أكانت مضافة إلى الله ، أم إلى القدس ، أم بدون إضافة ، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى ، كما تبين لنا ذلك من النصوص السابقة الدالة على معنى حقيقة الروح ، وأنها لا تعني سوى ذلك .
واليهود أهل التوراة يعرفون حقيقة معنى الروح ، ويعرفون أن الروح القدس هو الذي يأتي بالوحي إلى الأنبياء ، وأنه جبريل عليه السلام ، وأنه ينفذ أوامر الله، لا يأتي بشيء من عنده ، وما هو إلا عبد الله ورسوله ، وأحد خلقه من ملائكة الله المقربين ، ولكنهم مع كثرة نزوله بالعقاب عليهم لكثرة عصيانهم لله ، ومخالفة أمره ، كرهوا ملاك الله جبريل ، وكرهوا اسمه ، واعتبروه عدواً لهم ، ومحارباً لهم ، فقد ذكر سفر أشعياء هذه العداوة التي ملأت قلوبهم ، ونطقت بها أفواههم ، إذ جاء فيه : (( إحسانات الرب ، اذكر تسابيح الرب حسب كل ما كافأنا به الرب ، والخير العظيم لبيت إسرائيل الذي كافأهم به حسب مراحمه وحسب كثرة إحساناته ، وقد قال حقاً إنهم شعبي ، بنون لا يخونون ، فصار لهم مخلصاً ، في كل ضيقهم تضايق ، وملاك حضرته خلصهم ، بمحبته ورأفته هوفكَهم ، ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة ، ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) .
هذه العداوة من اليهود للروح القدس جبريل ـ عليه السلام ـ جعلتهم يكرهون ذكر اسمه ، لذلك فقد اهتم اليهود بسؤال الأنبياء عن الروح الذي يأتي بالوحي من السماء ، فإن كان جبريل قاطعوا النبي ولم يسمعوا له ، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : سمع عبد الله ابن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في أرضٍ يخترف ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ، فما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام أهل الجنة ؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : أخبرني بهن جبريل آنفاً ، قال : جبريل ؟ قال : نعم ، قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : (( من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) ... الحديث .
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشيـاء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه ، إذ قالوا : الله على ما نقول وكيل ، قال : هاتوا ـ الحديث ـ إلى أن قالوا : صدقت ، إنما بقيت واحدة ، وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها ، فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر ، فأخبرنا من صاحبك ؟
قال :جبريل ـ عليــه السلام ـ قالوا : جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان ، فأنزل الله عز وجل : (( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) إلى قوله : (( فإن الله عدوٌ للكافرين )) .
وساق ابن جرير بسنده نحواً من هذا الحديث ، ثم ذكر روايات أخرى جاء فيها زعم اليهود أن جبريل عدوهم ، وأنه يأتيهم بالشـدة وسفك الدماء ، والحـرب والقتال .
فتبين أن هؤلاء اليهود يعرفون حقيقة الروح القدس وأنه جبريل عليه السلام وهو المذكور في كتبهم المنزلة على أنبيائهم .
يـــــــــــــــتـــــــــــــــبـــــــــــــــــــع
حقيقة الروح القدس عند النصارى :
النصارى يعتقدون بقدسية كتب اليهود ، وهي جزء من كتابهم المقدس ويسمونه بالعهد القديم ، ويؤمنون به كإيمانهم بالعهد الجديد (الأناجيل والرسائل) وهو حجة عليهم فيـما ورد فيه عن حقيقة الروح القـدس ، فقد جـاء في الأناجيل والرسائل ما يصدق ما جاء في التوراة عن حقيقة الروح القدس ، فقد ذكرت تلك الكتب أن الروح القدس كان مع داود عليه السلام :
(( لأن داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي )) ،
وأن المسيح ـ عليه السلام ـ قال لهم عنه : (( فكيف يدعوه داود بالروح )) ،
وأنه نزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل ، إذ جاء في سفر أعمال الرسل : (( فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض لما قال بولس كلمة واحدة إنه حسناً كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبي ، قائلاً اذهب إلى هذا الشعب ))
وجاء في رسالة بطرس الثانية : (( لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ))
وذكر سفر أعمال الرسل عداوة اليهود للروح القدس جبريل ـ عليه السلام ـ إذ جاء فيه : (( يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون روح القدس ، كما كان آباؤكم كذلك أنتم ، أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم ))
ومن صفاته أنه روح الله الحي إذ جـاء في رسالة بولس الثانية إلى أهـل كورنثوس : (( جبرائيل روح الله الحي ))
وفي الإنجيل أنه بشر زكريا بميلاد يوحنا عليهما السلام : (( فظهرله ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور ، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف ، فقال له الملاك : لا تخف يا زكـريا لأن طلبتك قد سمعت ))
وأخبره في هذه البشارة أن امرأته ستلد له ابناً وتسميه يوحنا ، ويكون له فرحاً وابتهاجاً : (( لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ، ومـن بطن أمه يمتلئ مـن الروح القدس ))
كمـا أن مـريم أم المسيح وجدت حبلى من الروح القدس : (( و لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس ))
وهنا نسأل :
لو كان الثلاثة واحد كما يزعم النصارى
فهل نقول أن مريم وجدت حبلى من الأب و الأبن و الروح القدس ??
كما نزل الروح القدس على المسيح عليه السلام ، واستمر معه بعد أن عمده يوحنا المعمدان في ماء الأردن : (( ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضاً ، وإذ كان يصلى انفتحت السماء ونزل عليه الروح القـدس بهيئـة جسمية مثل حمامة ))
وقال يوحنا المعمدان : (( إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه ، وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس ))
وجاء في الكتاب المقدس : (( وفي تلك الأيام جاء يسوع ... واعتمد من يوحنا في الأردن ، وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه ))
كما أن الروح القدس مؤيدٌ للمسيح في دعوته ومعجزاته : (( أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان يقتاد بالروح في الـبرية )) ،
وجـاء أيـضاً : (( ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل ..... وكان يعلم في مجامعهم ))
وهنا نذكر قول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه :
وءاتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس سورة البقرة من الآيه (74 ) الى الآيه (88 )
ويقول المسيح عليه السلام : (( روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب ))
ويتحدث سفر أعمال الرسل عن المعجزات التي أيد الله بها المسيح بواسطة الروح القدس ، إذ يقول : (( يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه ))
ففي هذين النصين نجد أن الروح القدس مرادفاً للفظ القوة ، أي أنه القوة التي أيد الله بها المسيح ـ عليه السلام ـ واستطاع بهذه القوة شفاء الأمراض ، وإجراء المعجزات ، بإذن الله تعالى ، وهي القوة التي أيد الله بها أنبياءه ورسله ، ومن شاء من عباده المؤمنين .
كما أخبر المسيح ـ عليه السلام ـ تلاميذه ورسله ، بأن الروح القدس سيلهمهم ويؤيدهم ، فقال : (( ولكن احذروا من الناس ، لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس ، وفي مجامعهم يجلدونكم وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي، شهادة لهم وللأمم ، فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به ، لأن لستم أنتم المتكلمين ، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ))
وقال عليه السلام : (( ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أوبما تقولون ، لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة مايجب أن تقولوه )) .
وعند سؤال اليهود للمسيح ـ عليه السلام ـ عن الملاك الذي يؤيده الله به ، أخبرهم أنه الروح القدس ، فردوا على المسيح رداً قبيحاً ، وزعموا أنه روح نجس ، ومرة أخرى زعموا أن الروح القـدس (( بلعزبول )) يعني رئيس الشياطين، ففي الكتاب المقدس : (( أما الفريسيون فلما سمعوا ( أي عن شفاء المسيح للمجنون ) قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببلعزبول رئيس الشياطين ، فعلم يسوع أفكارهم ، وقـال لهم ... إن كنت أنا ببلعزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ، لذلك هم يكونون قضاتكم ، ولكن إن كنت أنا بروح الله أخـرج الشيطان فقـد أقبـل عليكم مـلكوت الله )) .
ثم حذرهم ـ عليه السلام ـ من القول على الروح القدس إنه روح نجس ، فقال : (( لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي ))
وقال أيضاً : (( الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها ، ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد ، بل هو مستوجب دينونة أبدية ، لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً )) .
و نسأل مرة اخرى :
ان كان الثلاثة واحد كما يزعم النصارى
فلمادا يغفر لمن يجدف على ابن الأنسان ولا يغفر على من جدف على الروح القدس ??
كما أن يوحنا المعمدان أخبر اليهود أن الذي سيأتي من بعده يعمد بالروح القدس ، فقال : (( والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة ، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار ، أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني ، لذلك لست أهلاً أن أحل حذاءه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ، الذي رفشه في يده ، وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن ، وأما التبن ، فيحـرقه بنـار لا تطـفأ)) .
وهذا الخبر يحمل بشارة ، ويظهر أنها دلالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ ورد الكثير من البشارات به في التوراة والإنجيل ، ولكن النصارى لما جعلوا المسيح ـ عليه السلام ـ محوراً لكل الأحداث ، قالوا إن يوحنا يتكلم هنا عن المسيح ، علماً بأن المسيح كان معاصراً ليوحنا ولم يأت بعده ، وكان بنفس السن بفارق ستة أشهر في الميلاد ، بدليل أن المسيح تعمد بالماء على يد يوحنا ، كما ورد في النصوص السابقة من أناجيل متى ولوقا ومرقس .
كما أن ( يوحنا) يحيى ـ عليه السلام ـ عرف العلامة على المسيح من نزول الروح القدس عليه مثل حمامة ، إذ قال : (( إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه ، وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس ))
وهذا يدل على أنه أمين الوحي جبريل عليه السلام بدليل قوله : (( فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السموات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ، وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ))
وهذا الصوت من السموات هو الوحي الذي جاء به جبريل ، وهو قوله : (( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)) ،
والبنوة في هـذا النص وفي غيره مـن النصوص الإنجيلية لا يقصد بها البنوة التناسلية ، وإنما يقصد بها الأيمان بالله ورعايته له وقـربه من الله ، بدليل أن الأناجيل تطلق على تلاميذ المسيح وكل الناس المؤمنين بالله بأنهم أبناء الله . و صناع السلام دعيوا بأنهم أبناء الله
ونزول الروح القدس على المسيح -عليه السلام- على هيئة حمامة ، أو نزول غيره من الملائكة على أي هيئة كانت ، معلومة عند الأنبياء وأتباعهم ، فقد ذكر الله تعالى نزول الملائكة على إبراهيم عليه السلام على هيئة رجال ، قال تعالى : (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون ، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ، فقربه إليهم قال ألا تأكلون ، فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ، فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ، قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم ، قال فما خطبكم أيها المرسلون ، قالوا إنا أرسلنا إلى قـوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة مـن طين مسومة عـند ربك للمسرفين )) .
وكذلك كان نزول الروح القدس جبريل عليه السلام ، على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كان ينزل بعض المرات على هيئته التي خلقه الله عليها ، وينزل في مرات أخرى على هيئة الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي .
وبهذا يتبين لنا من هذه النصوص حقيقة الروح القدس ، وأنه كان مع داود ـ عليه السلام ـ وأنه بشر زكريا ، ومريم ، وأن يحيى والمسيح ـ عليهما السلام ـ وكذلك تلاميذ المسيح ورسله كان يعضدهم الروح القدس ، ويحل عليهم ، ومنه يمتلئون ، ويؤيدهم بالنصر ، كما بينت تلك النصوص أن المسيح ـ عليه السلام ـ حذر اليهود من ألفاظ السوء التي يقولونها على الروح القدس ، وأن من يفعل ذلك فلن يغفر له لا في الدنيا ولا في الآخرة .
كما بينت تلك النصوص ، أن الروح القدس ورد ذكره بمعنى جبريل ـ عليه السلام ـ وبمعنى الوحي الإلهي ، وبمعنى النصر والتأييد للمؤمنين ، ويبدو أن هذا هو الاعتقاد الذي كان عليه النصارى في حياة المسيح وحواريوه والقرون الثلاثة الأولى لميلاده ، بدليل أن الشواهد من مصادرهم الدينية ـ الآنفة الذكر ـ لاتعني سوى ذلك ، لأن اعتقادهم ألهيته لم يتقرر إلا بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بأربعة قرون ، أي في مجمع القسطنطينية سـنة 381م ، كما سيــأتي بيانه .
يــــــــــتـــــــــــبــــــــــــــــــــع
مراحل إقرار النصارى ألوهية الروح القدس
بعد أكثر من ثلاثة قرون من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ اجتمع الخـلف مـن النصارى في نيقية سنة 325 م ، وصدر عن هذا الاجتماع أول قانون إيمان مقـدس لهم ، أقروا فيه اعتقاد ألوهية المسيح ـ عليه السلام ـ كما أشاروا فيه إلى الـروح القدس بقولهم : (( ونؤمن بالروح القدس )) دون أن يذكروا حقيقته والأعمـال الموكولة إليه ، وإنما أعلنوا إيمانهم به فقط ، ولعل عدم ذكرهم لحقيقته لأجل تبـرئة أنفسهم من الافتراء اليهودي على الروح القدس .
وبعد أكثر من خمسين سنة عقدوا مجمعاً آخر في مدينة القسطنطينية سنة 381 م ، فأقروا قانون الإيمان السابق في نيقية ، ثم أضافوا الاعتقاد بألوهية الروح القـدس ، مع بيان بعض صفاته ، فقالوا : (( ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق مـن الآب ، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد ، الناطق في الأنبـياء )) ، وجاء أيضاً عن صفات الروح القدس حسب تعبير أحد قديسيهم القدماء قوله : (( الناطق بالناموس ، والمعلم بالأنبياء الذي نزل إلى الأردن ونطق بالرسل ، وهو يحل في القديسين ، وهكذا نؤمن به أي أنه الروح القدس روح الله )) ، كما جاء في قاموس كتابهم المقدس : (( ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس ، وعن ألوهيته ، فنسب إليه أسماء الله كالحي ، ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم ، ونسب إليه الأعمال الإلهية كالخلق ، ونسب إليه العبادة الواجبة لله ، وإذ حبلت السيدة العذراء حبل بالمسيح فيها من الروح القدس ، ولما كتب الأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس ، كانوا مسوقين من الروح القدس ، الذي أرشدهم فيما كتبوا ، وعضدهم وحفظهم من الخطأ ، وفتح بصائرهم في بعـض الحـالات ليكتبوا عـن أمور مستقبلة )) .
وبعد أن أقروا في مجمع القسطنطينية قانون مجمع نيقية السابق المتضمن اعتقاد ألوهية المسيح ، ثم إضافتهم اعتقاد ألوهية الروح القدس ، فقد اكتملت عند النصارى الأقانيم الثلاثة ، لكن ذلك لم يحل دون وجود من ينكر بعض هذه الاعتقادات المنافية للتوحيد ، فقد كان سبب عقد مجمع القسطنطينية ـ الآنف الذكر ـ الذي أضافوا فيه الاعتقاد بألوهية الروح القدس ، أن أسقف القسطنطينية البطريرك مكدونيوس ينكر ألوهية الروح القدس ، ويعتقد أنه كسائر المخلوقات ، وخـادم للابن كأحد الملائكة ، وقد ناقشه المجـمع ، ثم أصدر قراراً بحرمانه وحـرمان دعـوته ، وتجـريده مـن رتبته الدينية ، وهذا يدل على وجود دعاة التوحيد ، ومعارضتهم للاعتقادات المنافية له ، التي تنسب الألوهية لغير الله .
ثم ظهر الاختلاف حول أم المسيح ـ عليه السلام ـ حيث ظهر من يدعو بأن مريم لاتدعى أم الإله ، بل أم الإنسان ، وأحدث هذا نزاعاً شديداً بين كنائس النصارى ، لأن صاحب هذه الدعوة هو البطريرك نسطور بطريرك كنيسة القسطنطينية .ولأجل حل النزاع في هذه القضية عقدوا مجمع أفسس الأول سنة 431 م ، وصدر عنه القرار الآتي : (( نعظمك يا أم النور الحقيقي ، ونمجدك أيتها العذراء المقدسة ، والدة الإله ، لأنك ولدت لنا مخلص العالم ، أتى وخلص نفوسنا ، المجد لك ياسيدنا وملكنا المسيح ، فخر الرسل ، إكليل الشهداء ، تهليل الصديقين ، ثبات الكنائس ، غفران الخطايا ، نبشر بالثالوث المقدس ، لاهوت واحد ، نسجد له ونمجده )) .
ثم ظهر الاختلاف حول طبيعة المسيح بعد اعتقادهم ألوهيته ، فعقدوا مجمعاً في خلقدونية سنة 451 م ، فقرر الكاثوليك الاعتقاد أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين ، طبيعة إنسانية كاملة ، وطبيعة إلهية كاملة ، ومشيئة إنسانية كاملة ، ومشيئة إلهية كاملة، وأن الأب مستقل بأقنومه ، والمسيح مستقل بأقنومه ، وهما متساويان في اللاهوت فقط ، وقد رفض الأرثوذكس هذه العقيدة وزعموا أن المسيح هو الله ( تعالى الله عن قولهم ) ، وقالوا : إن للمسيح طبيعة إلهية واحدة ومشيئة إلهية واحدة ، فقرر أساقفة روما مع بعض أساقفة الشرق الحكم بعزل بطريرك الإسكندرية ونفيه ؛ لأنه كان يدعي أن للمسيح طبيعة واحدة ، ثم نادوا بعقيدة الطبيعتين والمشيئتن ، وبعدها رفضت كنيسة الإسكندرية قرارات مجمع خلقدونيه ، كما رفضت قرارات المجامع التي عقدت في القسطنطينية بعد ذلك سنة 553 م ، وسنة 610 م ، وسنة 786م ، لمخالفة الذين اشتركوا فيها مع عقيدتهم بأن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .
ثم ظهر نزاع آخر بين النصارى بسبب الاختلاف بينهم حول انبثاق الروح القدس ، هل هو من الأب فقط ، أم من الأب والابن ؟ فعقدوا لذلك مجمعاً لحل النزاع في هذه القضية في طليطلة بأسبانيا سنة 589م ، فأقروا فيه نفس قانون الإيمان السابق ، ثم أضافوا الاعتقاد بانبثاق الروح القدس من الابن أيضاً ، وقد أصبحت هذه الزيادة هي عقيدة الكنائس الغربية الكاثوليكية والإنجيلية التي تنص على انبثاق الروح القدس من الأب والابن ، ورفضت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية هذه الزيادة ،وظلت متمسكة باعتقاد أن الروح القدس منبثق من الأب وحده .
ويلاحظ المتتبع لمراحل تكوين العقائد النصرانية كثرةعقد المجامع الدينية التي تصدر قرارات جديدة بإضافات حول العقيدة ، وسبب ذلك كثرة المعارضين للعقائد الدخيلة من أنصار دعوة التوحيد ، أو من الذين ما زالوا على بقايا من دعوة المسيح ، أو من الذين لم يعتقدوا هذه العقيدة أو تلك ، فمنهم من ينكر لاهوت المسيح ، ومنهم من ينكر لاهوت الروح القدس ، ومنهم من ينكر وجود الأقانيم الثلاثة ، ومنهم من ينكر عقيدة الصلب والفداء ، ويعتقد أن خطيئة آدم قاصرة عليه ، ولم تنتقل إلى نسله ، وهذه الظاهرة هي السبب في تعدد عقد المجامع ، لأن أنصار كل فريق يعقدون اجتماعاً للرد على أنصار الفريق الآخر وإبطال قوله ، والنتيجة تنتهي ليس بكثرة العدد وقوة الحجة وموافقة الحق ، وإنما بقرار من رجال الدين الذين تدعمهم السلطة السياسية ، بما تتفق أهواؤهم ومصالحهم عليه ، ثم يحسم الأمر ويتقرر في النهاية أي الفريقين يفوز بالتأييد ، وفي كثير من الأحيان تتدخل السلطة السياسية بحسم الأمر حسب ماتراه محققاً لوحدة الا مبراطورية من التمرزق والانقسام.
وشاهد ذلك أن الامبراطور قسطنطين قد أعلن ميوله وعطفه على النصارى من أجل الحفاظ على مقومات النصر على خصمه ، فأعلن دفاعه عن مذهب أثناسيوس القائل بالتثليث حينما كانت عاصمة دولته في روما ، ومن أجل ذلك رأس مجمع نيقية سنة 325م ، وتذكر مصادر النصارى أن أولئك الثلاثمائة والثمانية عشر لم يكونوا مجمعين على القول بألوهية المسيح ، ولكن اجماعهم كان تحت سلطان الإغراء بالسلطة الذي قام به قسطنطين بدفعه إليهم شارة ملكه ليتحكموا في المملكة ، فقد دفعهم حب السلطان إلى أن يوافقوا هوى قسطنطين الذي ظهر في عقد مجلس خاص بهم دون الباقين ، لاعتقاده إمكان إغرائهم ، فأمضى أولئك ذلك القرار تحت سلطان الترغيب أو الترهيب ، أوهما معاً ، وبذلك قرروا ألوهية المسيح ، وقسروا الناس عليه بقوة السيف ورهبة الحكام .
وحينما صدر قرار مجمع نيقية ضد أريوس وحرمانه ، وتجريده من رتبته الدينية ، صدَق قسطنطين على ذلك القرار .
فلما عزم الامبراطور قسطنطين على نقل عاصمة دولته من روما إلى القسطنطينية ، والتي يوجد فيها أكثرية نصرانية تعتنق مذهب أريوس ، أحضره وعفا عنه ، يقول فاسيــليف : (( عندما شرع قسطنطـــين في نقل عاصمته إلى الشرق ، وأحس بالحاجة إلى استرضاء سكان القسم الشرقي من الامبراطورية لم يجد غضاضة في تغيير عقيدته أوميوله نحو المذهب الأريوسي )) .
فاستدعى أريوس من منفاه سنة 327م ، وعقد له مجمع صور سنة 334م ، وألغى قرار الطرد .
ويقال : إن أول امبراطور تعمد باسم الثالوث حسب عقيدة النصارى ، هو الامبراطور ثيودوسيوس الكبير الذي رعى عقد مجمع القسطنطينية ، وأنه وقادة الكنيسة تنفسوا الصعداء وشعروا كما شعر الامبراطور قسطنطين وقادة الكنيسة بعد قبول قانون الإيمان النيقوي في سنة 325 م ، بسرور وارتياح عظيمين ؛ لأنهم ظنوا بأن مجمع نيقية استطاع أن يستأصل الهرطقة من جذورها ، وأن يعيدوا الوحدة إلى الامبراطورية وإلى الكنيسة المهددتين بالانقسام والاضطراب .
وعندما تقرر رسمياً إقرار الاعتقاد بألوهية الروح القدس في مجمع القسطنطينية سنة 381م ، أصدر الامبراطور ثودوسيوس الكبير مرسوماً أعلن فيه : (( حسب تعليم الرسل وحق الإنجيل ، يجب علينا أن نؤمن بلاهوت الأب والابن والروح القدس ، المتساوي في السلطان ، وكل من يخالف ذلك يجب عليه أن ينتظر منا العقوبات الصارمة التي تقتضي سلطتنا بإرشاد الحكمة السماوية أن نوقعها به ، علاوة على دينونة الله العادل )) .
ويستنتج زكي شنودة في آخر البحث الخامس الذي عقده للحديث عن المجامع : (( أن هذه المجامع كانت في بداية أمرها وسيلة للدفاع عن الإيمان المسيحي ، ثم لم تلبث أن أصبحت بعد ذلك أداة في يد الامبراطور لتنفيذ أغراضه ، مستغلاً في ذلك مطامع الأساقفة وطموحهم إلى الجاه والنفوذ والسلطان ، وهكذا أصبحت المجامع أداة هدم بعد أن كانت أداة بناء ، وقد فتحت الباب على مصراعيه للخصومة بين المسيحيين في البلاد المختلفة )) .
ولكن استنتاجه هذا يرفضه سرده هو للأحداث ، فإن المجامع من أول لحظة عقدت فيها وهي تحت سلطان الدولة ، وشواهد ذلك من كلامه إذ يقول : (( وقد عقد في نيقية عاصمة بثينية بآسيا الصغرى في 20 مايو سنة325 ميلادية بأمر الامبراطور قسطنطين الكبير وقد حضره بنفسه )) ، ويقول : (( وعند افتتاح جلسات المجمع دخل الامبراطور قسطنطين وتصدر الاجتماع ، ثم ألقى خطاباً حض فيه على فض المشاكل بالحكمة )) ، وقال في مجمع القسطنطيـنية سنة 381 م : (( وقد عقد في مدينة القسطنطينية بأمر الامبراطور ثاؤدوسيوس الكبير )) ، وقال في مجمع أفسـس الأول سنة 431 م : (( وقد عقد في مدينة أفسس بأمر الامبراطور ثاؤدوسيوس )) ، وقال في مجمع أفسس الثاني سنة 449 م : (( وقد عقد مجمع أفسس الثاني سنة 449 ميلادية بأمر الامبراطور تاؤدوسيوس )) .
أما في مجمع خلقدونية سنة 451 م فلم يذكر اسم الامبراطور الذي أمر بانعقاده ، فدلت هذه الشواهد على أن ما قاله زكي شنودة ليس مستقيماً ؛ لأن المجامع كلها التي تعترف بها الكنيسة القبطية كانت بأمر الامبراطور، والمؤرخون السياسيون يقررون أن الأباطرة جميعاً استخدموا الدين سلاحاً لكسبهم السياسي ، ولو كانت المجامع حقاً للدفاع عن الإيمان لما تركت الدين القويم الذي جاء به المسيح عليه السلام ، ولما تركت أعمال الحواريين الذين كانوا على الدين الحق ، التي لا يوجد شىء منها في قانون الإيمان المقدس عندهم ، ولا في وقائع عمل المجامع خاصة فيما يتعلق بالعقيدة التي هي لب الإيمان (102) .
وبعد هذا العرض لمراحل إقراراعتقاد ألوهية الروح القدس عند النصارى نستنتج مايأتي :
1ـ إقرارهم في مجمع نيقية سنة 325 م ، الإيمان بروح القدس ، فقالوا : (( ونؤمن بالروح القدس )) دون أن يذكروا حقيقته والأعمال الموكولة إليه .
2 ـ إقرارهم في مجمع القسطنطينية سنة 381 م ، إضافة الاعتقاد بألوهية الروح القدس ، مع إضافة بعض صفاته ، فقالوا : (( ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب ، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد ، الناطق في الأنبياء )) ، كما جاء عن أحد قديسيهم ، وكذا في قاموس كتابهم المقدس تفصيلات أكثر وضوحاً عن صفات الروح القدس ، والأعمال الموكولة إليه ، كما سبق الإشارة إلى ذلك .
3 ـ أن من النصارى من ينكراعتقاد ألوهية الروح القدس ، كأسقف القسطنطينية البطريرك مكدونيوس ،الذي يعتقد أنه كسائر المخلوقات ، وخادم للابن كأحد الملائكة.
4 ـ اختلاف النصارى حول طبيعة المسيح ، بعد إقرارهم اعتقاد ألوهيته ، هل هو ذو طبيعتين ومشيئتين إلهية وإنسانية ، أم ذو طبيعة واحدة ومشيئة واحدة إلهية وإنسانية ؟ واختلافهم أيضاً حول انبثاق الروح القدس ، هل هو من الآب فقط ، أم من الآب والابن ؟ وكان هذا الاختلاف حول طبيعة المسيح وانبثاقه ، سبب انقسام النصارى إلى طوائف متعددة ، كل طائفة تنكر ما عليه الطائفة الأخرى .
5 - كثرة عقد المجامع في مراحل تكوين العقائد النصرانية التي تصدر عنها قرارت أخرى بإضافة عقائد جديدة ، وذلك بسبب كثرة المعارضين للعقائد الدخيلة من أنصار دعوة التوحيد ، أومن الذين مازالوا على بقايا من دعوة المسيح عليه السلام .
6- اضطراب ميول الأباطرة بين تأييد أصحاب العقائد التي تتفق مع وثنيتهم السابقة ، وبين ما يحقق الوحدة إلى إمبراطوريتهم ويجنبها الانقسام والاضطراب ، بدليل دعوتهم لعقد هذه المجامع ورعايتهم لها ، وتأييدهم ما يرونه محققاً لأهدافهم الشخصية والسياسية .
ومن هذا يتبين ضلال النصارى واختلافهم في مراحل إقرار ألوهية الروح القدس ،وأنهم ليسوا على شئ ، حتى يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم ، إذ قد أقروا ببعض الحق وضلوا عن أكثره ، فحين أقروا ببعض الأعمال والوظائف الموكولة إلى الروح القدس ، والصفات التي وصفوه بها ، وهي قولهم : الناطق في الأنبياء ، الناطق بالناموس ، والمعلم بالأنبياء ، الذي نزل إلى الأردن ونطق بالرسل ، روح الله ، الذي حبلت منه السيدة العذراء ، الذي يؤيد الله به من يشاء من عباده ، ويعضدهم ويحفظهم ، ويلهمهم ، فهذه من صفات الروح القدس جبريل ـ عليه السلام ـ وهذا هو الحق الذي دلت عليه نصوص كتبهم المقدسة من التوراة والإنجيل ، وهو الذي يجعله الله في قلوب الأنبياء ، هذا إذا كان الروح القدس ليس صفة الله حسب اعتقادهم ألوهيته ، لأن صفة الرب القائمة به لاتنطق في الأنبياء ، ولاتقوم بتلك الأعمال التي ذكروها ، بل هذا كله صفة جبريل ـ عليه السلام ـ وهو الروح القدس كما هو مذكور في الكتب الإلهية ، الذي يجعله الله في قلوب الأنبياء بإلهام الوحي الإلهي، وبالقوة والثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين
كما تبين لنا أن مراحل إقراراعتقاد النصارى ألوهية المسيح ـ عليه السلام ـ وألوهية الروح القدس ، وما تمخض عن هذه العقائد من إضافات عقدية واختلافات حولها في أروقة مجامعهم المقدسة ، كانت بدافع الرغبة في السلطان من قبل رجال الدين ، بإغراء من سلطة الأباطرة ، الذين يؤيدون ما يتفق مع رغباتهم وميولهم ، وما يتصورون أن يحقق الأمن والاستقرار لوحدة دولتهم من التمزق والانقسام ،الذي ينتج عن الاختلافات العقدية ، فكانت تلك القرارت العقدية تحت سلطان الترغيب والترهيب ، الذي أدى إلى انحراف النصرانية عن مسارها الصحيح كما أنزلها الله على عبده ورسوله عيسى بن مريم ، وآمن به أتباعه من بعده .
أما مرحلة اعتقادهم ألوهية الروح القدس بعد مراحل إقرار ألوهيته في مجمع القسطنطينية ، بعد هذه المدة التي تجاوزت أكثر من ثلاثة قرون من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ فهو مردود وباطل ، كما سنعرف ذلك
يـــــــــــــــــتــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــع
:p015: :p015: :p015: جزاك الله خيرا موضوع جميل:p012: :hb: :hb:
انا تعجب اربع اصول مختلفين واكثر من اربع ايضا واكثر من ستين طائفة ولدى كل طائفة معتقدات معينة وكلها خاطئة والا عجب ان كل طائفة لديها كتا ب مقدس يختلف الكتاب الزى لديهم عن الكتاب الزى يمتلكة الفرق الا خرى كيف يكون مقدس لو فكروا جيدا لنطق العقل اة لا بد ان يكون كتاب واحد هو الصحيح ولو فكروا اكثر سيجدون ايضا الكتاب الصحيح هو خاطىء ايضا
اعوز بالله وكمان بيعبدوا ابرام طب ابرام بيعبد مين ومن الزى يشفية ازامرض يارب العالمين اجعل ابرامهم مصحوب دائما بمرض اكثر من الصرع واشد من الجنون يكون مرافقا لة فى كل شىء هو ومن اتبعة وطلب منة ان يشفية فانت وحدك تعلمهم وتعلم الكفر الزى يعيشون فية وفية سؤال للنصارى هل من الا فضل ان تزهب لا ابرام وحرام وكافر تطلب منة الشفاء ولا تطلب الشفاء من رب العزة الزى بيدة الشفاء وان كنت تزهب لا ابرام فاعتقد انة زعيم ابرام فى الكفر والفساد مش لا قى لنفسة علاج فهو مريض بالا يدز
قداسة الكفر والضالين شنو دة فمن الزى يشفية وان كان ابرا م بيدة الشفاء هوة متاخر لية على صا حبة فى الكفر:image5: :image5: :image5: :image5:
:p012: :p012: :p012:
مرحلة إعتقاد النصارى ألوهية الروح القدس
تقررت عقيدة ألوهية الروح القدس عند النصارى في الاجتماع الذي عقد لهذا الغرض ، في القسطنطينية سنة 381م ، وأصبحت هذه الإضافة الجديدة التي لم تكن في قانون الإيمان الصادر عن مجمع نيقية سنة 325م ، من أصول الإيمان في عقيدتهم ، وبه اكتملت الأقانيم الثلاثة المكونة من الآب والابن والروح القدس ، وأصبحت عقيدة التثليث دين النصرانية حسب قانون إيمانهم المقدس ، واعتبره النصارى : (( هو القانون المعبر عن الإيمان المسيحي الحقيقي ، وبناء على ذلك فمن يخالف تعاليم هذا القانون يخالف الإيمان المسيحي ويجب حرمانه )) .
يقول زكي شنودة : (( وقد أجمع المسيحيون فيما عقدوه إبان القرن الرابع من مجامع عالمية ـ أو مسكونية كما اعتادوا أن يسموها ـ على وضع قانون للإيمان يتضمن المعتقد الصحيح لكل المسيحيين ، ويقطع السبيل على كل من يحاول تغيير أمر أو تفسير أمر على غير مقتضى هذا القانون ، وقد درج المسيحيون جميعاً منذ وضع هذا القانون في القرن الرابع الميلادي إلى اليوم على التمسك به وتلاوتة أثناء الصلاة في كل كنائس العالم دون استثناء)) .
ثم تحدث عن اعتقاد ألوهية الروح القدس فقال : (( هو الأقنوم الثالث من اللاهوت الأقدس ، وهو مساوٍ للآب والابن في الذات والجوهر والطبع وكل فضل اللاهوت ، وهو روح الله ، وحياة الكون ومصدر الحكمة والبركة ، ومنبع النظام والقوة ، ولذلك فهو يستـحق العبـادة الإلهية ، والمحبة والإكرام والثـقة مع الآب والابـن )) .
كله استنتاجات في استنتاجات
هل فيه نص يطلب عبادة الروح القدس ???
ويقول القس يسي منصور : (( إن الروح القدس هو الله الأزلي ، فهو الكائن منذ البدء قبل الخليقة ، وهو الخالق لكل شيء ، والقادر على كل شـيء ، والحاضر في كل مكان ، وهو السرمدي غير المحدود )) , ويقـول في موضع آخـر : (( إن الروح القدس هو الأقنوم الثالث في اللاهوت ، وهو ليس مجرد تأثير أو صفة أو قوة ، بل هو ذات حقيقي ، وشخص حي ، وأقنوم متميز ولكنه غير منفصل ، وهو وحدة أقنومية غير أقنوم الآب وغـير أقنوم الابن ، ومسـاوٍ لهما في السـلطان والمقـام ، ومشترك وإياهما في جوهر واحد ولاهوت واحد )) .
فالأقانيم الثلاثة ـ على زعمهم ـ هي : الذات والنطق والحياة ، فالذات هو الآب ، والنطق أو الكلمة هو الابن ، والحياة هي الله روح القدس ، ومعنى ذلك في عقيدتهم : أن الذات والد النطق أو الكلمة ، والكلمة مولودة من الذات ، والحياة منبعثة من الذات حسـب اعتقاد الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ، أو منبعثة من الذات والكلمة حسـب اعتقاد الكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية .
ويزعم النصارى أن دليلهم على اعتقاد ألوهية الروح القـدس مستمدة من كتابهم المقدس، وأن كل النصوص التي ورد فيها ذكر الروح القـدس دليـلاً على ألوهيتـه ، وقد سـبق ذكر بعض هذه النصوص ومناقشتها في شواهد سابقة ، وسيأتي ذكر بعضها ومناقشتها في شواهد لاحقة ، إن شاء الله
ولكن الناظر والمدقق في منطوق هذه النصوص ومفهومها يلاحظ أنه لا يوجد فيها ما يؤيد معتقدهم ، فقد ضلوا في الوصول إلى الحق المراد منها ، فكان ذلك سبب ضلالهم ، لأنهم اعتمدوا على الألفاظ المتشابهة المنقولة عن الأنبياء ، وعدلوا عن الألفاظ الصريحة المحكمة وتمسكوا بها ، وهم كلما سمعوا لفظاً لهم فيه شبهة تمسكوا به وحملوه على مذهبهم ، وإن لم يكن دليلاً على ذلك ، والألفاظ الصريحة المخالفة لذلك ، إما أن يفوضوها ، وإما أن يتأولوها ـ كما يصنع أهل الضلال ـ يتبعون المتشابه مـن الأدلة العقـلية والسمعية ، ويعـدلون عن المحـكم الصريح من القسـمين .
وسنذكر بعض الأمثلة عن تأويلهم قضايا عقدية أخرى غير قضية الروح القدس ، تبين منهجهم في التأويل وصرف المعنى عن دلالته الصريحة الواضحة ، إلى تأويلات باطلة ، ولكنها حسب منهجهم صحيحة طالما أنها تؤدي إلى مطلوبهم كما يعتقدون ، ومن هذه الأمثلة على تأويلهم لنصوص كتابهم المقدس ، ما يأتي :
تأويل نصوص التوراة
يزعم القس بوطر في رسالة صغيرة ، سماها الأصول والفروع ، ان الله عز وجل ـ بعد أن خلق الإنسان ـ لبث حيناً من الدهر لا يعلن له سوى ما يختص بالوحدانية لله من خلال التوراة ، ويزعم أن المدقق فيها يرى إشارات وراء الوحدانية ، يعني ـ على زعمه ـ أنها تدل على عقيدتهم في التثليث ـ الأب والابن والروح القدس ـ وغير ذلك من المعتقدات التي تأولوا نصوص التوراة للتدليل عليها.
يقول القس بوطر: (( بعدما خلق الله العالم ، وتوج خليقته بالإنسان ، لبث حيناً من الدهر لا يعلن له سوى ما يختص بوحدانيته ، كما يتبين ذلك من التوراة ، على أنه لا يزال المدقق يرى بين سطورها إشارات وراء الوحدانية ، لأنك إذا قرأت فيها بإمعان تجد هذه العبارات : (( كلمة الله أو حكمة الله ، أو روح القدس )) ولم يعلم من نزلت إليهم التوراة ما تكنه هذه الكلمات من المعاني ، لأنه لم يكن قد أتى الوقت المعين الذي قصد الله فيه إيضاحها على وجه الكمال والتفصيل ، ومع ذلك فمن يقرأ التوراة في ضوء الإنجيل يقف على المعنى المراد ، إذ يجدها تشير إلى أقانيم في اللاهوت ، ثم لما جاء المسيح إلى العالم أرانا بتعاليمه وأعماله المدونة في الإنجيل أن له نسبة سرية أزلية إلى الله ، تفوق الإدراك ، ونراه مسمى في أسفار اليهود : (( كلمة الله )) وهي ذات العبارة المعلنة في التوراة ، ثم لما صعد إلى السماء أرسل روحاً ، ليسكن بين المؤمنين ، وقد تبين أن لهذا الروح أيضاً نسبة أزلية إلى الله فائقة ، كما للابن ، ويسمى الروح القدس ، وهو ذات العبارة المعلنة في التوراة كما ذكرنا ، ومما تقدم نعلم بجلاء أن المسمى بكلمة الله ، والمسمى بروح الله في نصوص التوراة هما المسيح والروح القدس المذكوران في الإنجيل ، فما لمحت إليه التوراة صرح به الإنجيل كل التصريح ، وإن وحدة الجوهر لا يناقضها تعدد الأقانيم ، وكل من أنار الله ذهنه وفتح قلبه لفهم الكتاب المقدس لا يقدر أن يفسر الكلمة بمجرد أمر من الله أو قول مفرد ، ولا يفسر الروح بالقوة التأثيرية ، بل لابد له أن يعلم أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم متساوين في الكلمات الإلهية ، وممتازين في الاسم والعمل ، والكلمة والروح القدس إثنان منهم ، ويدعى الأقنوم الأول الآب ، ويظهر من هذه التسمية أنه مصدر كل الأشياء ومرجعها ، وأن نسبته للكلمة ليست صورية بل شخصية حقيقية ، ويمثل للأفهام محبته الفائقة ، وحكمته الرائعة ، ويدعى الأقنوم الثاني الكلمة ، لأنه يعلن مشيئته بعبارة وافية ، وأنه وسيط المخابرة بين الله والناس ، ويدعى أيضاً الابن ، لأنه يمثل العقل نسبة المحبة ، والوحدة بينه وبين أبيه ، وطاعته الكاملة لمشيئته ، والتمييز بين نسبته هو إلى أبيه ، ونسبة كل الأشياء إليه ، ويدعى الأقنوم الثالث الروح القدس ، الدلالة على النسبة بينه وبين الآب والابن ، وعلى عمله في تنوير أرواح البشر ، وحثهم على طاعته ... وبناء على ما تقدم يظهر جلياً أن عبارة الابن لا تشير كما فهم بعضهم خطأ إلى ولادة بشرية ، ولكنها تصف سرية فائقة بين أقنوم وآخر في اللاهوت الواحد ، وإذا أراد الله أن يفهمنا تلك النسبة لم تكن عبارة أنسب من الابن للدلالة على المحبة والوحدة في الذات )).
يقول الشيخ محمد أبو زهرة ـ رحمه الله ـ ونجد كاتب هذا الكلام يحاول ثلاث محاولات :
أولاها : إثبات أن التوراة وجد فيها أصل التثليث ، لوحت به ولم تصرح ، أشارت إليه ، ولم توضح.
وثانيها : أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم ، وهي في شعبها متغايرة وإن كانت في جوهرها غير متغايرة.
وثالثها : أن العلاقة بين الآب والابن ليست ولادة بشرية ، بل هي علاقة المحبة والاتحاد في الجوهر.
ومن الأمثلة على تحريف نصوص التوراة قول القس يسي منصور: (( إذا قالت التوراة : (( وقال الله نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا )) ، كان ضمير الجمع (نا) الذي تحدث به الله عن نفسه ، فإن الله لم يتكلم بصيغة الجمع إلا باعتباره ثلاثة في واحد )) .
وإذا قالت التوراة : (( فقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا ، عارفاً الخير والشر )) ، كان المتكلم هو الله ممثلاً في أقانيمه الثلاثة وإذا قالت التوراة : (( منذ وجوده أنا هناك .. ولأن السيد الرب أرسلني وروحه )) ، فمفهوم هذا أن ضمير ( نا) يشير إلى الابن ، و (( السيد الرب )) يشير إلى الأب ، (( وروحه)) هو روح القدس.
وإذا قالت التوراة على لـسان موسى مخاطباً الأسباط الإثنى عشر ، معلناً فيهم وصايا الله لهم : (( وهكذا تباركون إسرائيل قائلين لهم : يباركك الرب ويحرسك ، يضئ الرب بوجهه عليك ويرحمك ، يرفع الرب بوجهه عليك ويمنحك سلاماً ، فيجعلون اسمي على بني إسرائيل وأنا أباركهم )) ، كان تأويل هذا هكذا : (( الله الأب يظهر محبته ويحرسهم ، وربنا يسوع المسيح يظهر نعمته ويرحمهم ، والروح القدس يظهر شركته ويمنحهم سلاماً )) ، وهذا التأويل ـ لا شك أنه ـ من الضلال عن الحق ، إذ ليس في تلك النصوص التي استشهد بها ما يشير إلى الأقانيم الثلاثة ـ حسب زعمهم ـ بل إن جميع أسفار العهد القديم لا يوجد فيها ما يؤيد معتقدهم في التثليث ، بدليل اعترافهم أنفسهم بذلك ، إذ يقول أحدهم : (( إن التعليم عن الروح القدس كأقنوم إلهي في الثالوث القدوس لم يرد في العهد القديم بشكل واضح ، شأنه شأن التعليم عن الثالوث الإلهي نفسه ، ولكن الروح القدس ذكر في العهد القديم في عدة مواضع )) ، وهذا يعني أن تأويلهم للنصوص بما يوافق معتقدهم من الظن والقول بغير علم ، والدليل إذا دخله الاحتمال بطل به الاستدلال .
ومن تأويلهم للنصوص زعمهم أن ما تحدثت به التوراة عن (( ملاك الرب )) المقصود به الرب ذاته ، يقول عوض سمعان : إن كلمة ملاك أو ملاك الرب وردت في الكتاب المقدس مراد بها اسم الرب أو الله ، فقد قال زكريا النبي :
(( مثل الله مثل ملاك الرب )) ، وقال الوحي عن يعقوب : (( جاهد مع الله، جاهد مع الملاك )) ، وقال يعقوب عندما رأى ولدي يوسف : (( الله الذي رعاني ، الملاك الذي خلصني ، يبارك الغلامين )) ، ثم يعلق عوض سمعان على هذه النصوص بقوله : إن كلمة ( ملاك ) ليست في الأصل اسماً للمخلوق الذي يعرف بها ، بل إنها اسم للمهمة التي يقوم بها ، وهذه المهمة هي تبليغ الرسائل ، فالاصطلاح (ملاك الرب ) معناه حسب الأصل : (( المبلغ لرسائل الرب )) ولما كان الرب هو خير من يقوم بتبليغ رسائله ؛ لأن كل ما عداه محدود ، والمحدود لا يستطيع أن يعلن إعلاناً كاملاً ذات أو مقاصد غير المحدود ، لذلك يحق أن يسمى الرب من جهة ظهوره لتبليغ رسائله ( ملاك الرب ) بمعنى المعلن لمقاصده أو المعلن لذاته ، وبالحري بمعنى (( ذاته معلناً أو متجلياً )) لأنه لا يعلن ذات الله سوى الله .
هذا التأويل الباطل الذي جاء به النصارى لنصوص التوراة بعد أكثر من ألفي سنة من نزولها على موسى عليه السلام ، وعلى الأنبياء من بعده ، لم يكن هذا التأويل معروفاً عند من نزلت عليهم ، بل كانوا على علم أن الذي يأتيهم بالوحي ويتحدث إليهم هم ملائكة الله ، وليس الله ذاته ، وكذلك لم يكن هذا التأويل معروفاً عند اليهود وهم أهل التوراة الذين لم يفهموا منها سوى ما بلغهم به أنبياؤهم ، بدليل ماسبق ذكره عند الحـديث عن حقيـقة الروح القـدس عند اليهود
وكذلك أناجيل النصارى التي تحدثت عن وجود الملائكة ، وعددهم ووظائفهم ، ورسالتهم ، لم يأت فيها ذكر أنهم هم ذات الله ، يقول المسيح عليه السلام : (( لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء )) ، ويقول أيضاً : (( أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثنى عشر جيشاً من الملائكة )) ، وجاء في الإنجيل : (( وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين ، المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة )) . ونصوص أخرى ذكرت أن ملاك الله بشر زكريا بميلاد يوحنا ( يحيى عليه السلام ) ، وبشر مريم بميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ ، وعن السبعة من الملائكة ووظائفهم ، وغير ذلك من النصوص ، التي تدل على أن المـلائكة خلق من خلق الله ، وأنـهم رسـله إلى من يشاء مـن خـلقه .
وحسب تأويلهم للنصوص ، يمكن القول إن تأويل المراد من الملائكة في هذه النصوص الآنفة الذكر هم ذات الله أيضاً ، وإذا كان كذلك فهذا يدل على أنهم لا يفرقون بين الله وملائكتة ، ولا بين الخالق والمخلوق .
تأويل نصوص الإنجيل :
ومن أمثلة تأويل نصوص الإنجيل ، ما جاء في خاتمة إنجيل متى : (( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس )) ، فزعموا أن تأويل المراد من هذا النص أنه يشير إلى الأقانيم الثلاثة ، وأن كل أقنـوم منها إلهٌ بـذاته .
لكن تأويلهم هذا من التأويل الباطل الذي ضلوا فيه عن الحق ، إذ مراد المسيح ـ على فرض صحته عنه ـ خلاف المراد الذي يعتقده النصارى ، وللعلماء في تأويل المراد من هذا النص عدة احتمالات : فإما أن يكون مراد المسيح
ـ كما يقول الإمام ابن تيمية ـ أي : (( مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذي أرسله ، وبالملك الذي أنزل عليه الوحي الذي جاء به ، فيكون ذلك أمراً لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وهذا هو الحق الذي يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول ))
وإما أن يكون مراد المسيح ـ كما يقول المهتدي نصر بن يحيى المتطبب ـ : (( إن كان صحيحا ً، فيحتمل أن يكون قد ذهب فيه بجميع هذه الألفاظ : أن يجتمع له بركة الله ، وبركة نبيه المسيح ، وبركة روح القدس ، التي يؤيد بها الأنبياء والرسل ، وأنتم إذا دعا أحدكم للآخر قال له : صلاة فلان القدس تكون معك ، وإذا كان أحدكم عند أحد الآباء مثل جاثليق ومطران أو أسقف ، وأراد أن يدعو له ، يقول له : صلي علي ، ومعنى الصلاة : الدعاء ، واسم فلان النبي أو فلان الصالح الذي هو يعينك على أمورك ، ويجوز أن يكون المسيح ذهب فيه إلى ما هو أعلم به ، فكيف حكمتم بأنه ذهب إلى هذه الأسماء لما أضافها إلى الله تعالى ، صارت إلهية ، وجعلتم له أسماء ، وهي : الأقانيم الثلاثة ، وقد عبرتم في لغتكم أن الأقنوم : الشخص ، فكيف استخرجتم ما أشركتموه بالباري تعالى ذكره عما تصفون بالتأويل الذي لا يصح )) .
وإما أن يكون مراد المسيح ـ كما يقول الإمام القرطبي ـ أي :
(( عمدوهم على تركهم هذا القول ، كما يقول القائل : كل على اسم الله ، وامش على اسم الله ، أي على بركة اسم الله ، ولم يعين الآب والابن من هما ؟ ولا المعنى المراد بهـما ؟ فلعله أراد بالآب هنا : الملك الذي نفخ في مريم أمه الروح ، إذ نفخه سبب علوق أمه وحبلها به ، وأراد بالابن : نفسه ، إذ خلقه الله تعالى من نفخة الملك ، فالنفخة له بمثابة النطفة في حق غيره ، ثم لا يبعد أيضاً في التأويل ـ إن صح عن عيسى عليه السلام أنه كان يطلق على الله لفظ الأب ـ أن يكون مراده به : أنه ذو حفظ له ، وذو رحمة وحنان عليه ، وعلى عباده الصالحين ، فهو لهم بمنزلة الأب الشفيق الرحيم ، وهم له في القيام بحقوقه وعبادته بمنزلة الولد البار ، ويحتمل أن يكون تجوز بإطلاق هذا اللفظ على الله تعالى ، لأنه معـلمه وهـاديه ومرشده ، كما يقال : المعلم أبو المتعلم ، ومن هذا قوله تعالى في كتابنا : (( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل )) ، على أحد تأويلاته ، ومن هـذين التأويلين : يصح حل ما وقع في أناجيـلهم من هذا اللفـظ ، بل هـذان التأويلان ظاهران وسائغان فيـها )) .
ثم ذكر القرطبي شواهد من أناجيلهم ، تدل على أن التأويل الذي ذهب إليه ، هو الحق في بيان مراد المسيح من قوله لحوارييه عمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس .
ومن الشواهد من أناجيلهم التي ترد تأويلهم الباطل وتبطله ، ما يأتي :
أولاً : إن ذكر الأب في الأناجيل معناه الله سبحانه وتعالى ، يقول المسيح ـ عليه السلام ـ في إحدى وصاياه لتلاميذه: (( أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم ، وأحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات )) ، ويقول المسيح أيضاً : (( احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم ، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات )) ، وغير ذلك الكثير من النصوص التي تشير إلى أن الله عز وجل يطلق عليه لفظ الأبوة . وليس في هذا معنى الأبوة التناسلية أو المفهوم الذي يفهم منه أنه إذا أطلق على الله لفظ الأب أن يكون له ولد ، تعالى الله عن ذلك .
ثانياً : أن كلمة الابن وردت في عدة نصوص من الأناجيل مضافة إلى الله وبدون إضافة ، ومن هذه النصوص ، أن إبليس يقول للمسيح : (( إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً )) ، وأنه قال له مرة أخرى : (( إن كنت ابن لله فاطرح نفسك إلى الأسفل )) ، وفي الإنجيل أن المسيح سأل تلاميذه مرة قـائلاً : (( من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان ؟ فقالوا : قوم يوحنا المعمدان وآخرون ، إيليا وآخرون ، أرميا أو أحد من الأنبياء ، قال لهم : وأنتم من تقولون إني أنا ؟ فأجاب سمعان بطرس : أنت هو المسيح ابن الله الحي )) ، وهناك الكثير من النصوص الإنجيلية التي تنسب المسيح أنه ابناً لله ، ولكن هناك نصوص أخرى تبين أن هذه النسبة ليست خاصة بالمسيح ، بل تلاميذ المسيح وكل المؤمنين هم أبناء الله ، وهذا يدل على أن لفظة الابن في الأناجيل المراد بها رعاية الله وعنايته ، وقربه من الناس ، وحفظه ورحمته لهم ، وليست صلة قرابة جسدية ، ومن هذه النصوص قول المسيح : (( وصلوا للذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات )) ، وأمرهم عليه السلام أن يقولوا في صلاتهم : (( أبانا الذي في السموات )) ، وغير ذلك من النصوص .
والمراد من هذه النصوص التي تطلق على المسيح ـ عليه السلام ـ وعلى تلاميذه وعلى المؤمنين أنهم أبناء الله ـ على فرض صحتها ـ المراد منها المجاز وليس الحقيقة .
ونظير هذا ما أخبر الله عز وجل في القرآن الكريم ، أن اليهود والنصارى قالوا : (( نحن أبناء الله وأحباؤه )) ، (( أي نحن منتسبون إلى أنبيائه وهم بنوه ، وله بهم عناية ، وهو يحبنا ، ونقلوا عن كتابهم أن الله قال لعبده إسرائيل : أنت ابني بكري ، فحملوا هذا على غير تأويله وحرفوه ، وقد رد عليهم غير واحد ممن أسلم من عقلائهم وقالوا : هذا يطلق عندهم على التشريف والإكرام ، كما نقل النصارى عن كتابهم أن عيسى قال لهم : إني ذاهب إلى أبي وأبيكم ، يعني ربي وربكم ، ومعلوم أنهم لم يدعو لأنفسهم من البنوة ما ادعوها في عيسى ـ عليه السلام ـ وإنما أرادوا من ذلك معزتهم لديه ، وحضوتهم عنده ، ولهذا قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه ، قال الله تعالى رداً عليهم : (( قل فلم يعذبكم بذنوبكم )) ، أي لو كـنتم كما تدعون أبنـاء الله وأحـباؤه ، فلم أعـد لكم نار جـهنم على كـفركم وكذبكم وافترائكم ؟ )) .
ثالثاً : أما الروح القدس فإن النصارى يتأولون اعتقاد ألوهيته من عدة نصوص من العهـد الجديد ، ففي الإنجيـل عن الحمل بعيسى ـ عليه السلام ـ أن أم المسـيح : (( وجدت حبلى من الروح القدس )) ، وفي الإنجيل أيضاً ، أن مريم : (( حبل به فيها من الروح القدس )) ، وفي الإنجيل أيضاً أن السيح قال لتلاميذه : (( فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا ، بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا ، لأن لسـتم أنتم المتكلمين بل الروح القـدس )) ، وفي أعمل الرسل قول بطرس لحنانيا: (( يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتـكذب على الروح القـدس ، أنـت لم تكذب على النـاس بل على الله )) .
كما يتأول النصارى اعتقاد ألوهية الروح القدس من أقوال من يسمونه بولس الرسول ، الذي نسب إلى الروح القدس مايمكن أن ينسب إلى ذات الله وصفاته وأعماله وعبادته ، كما ذكر ذلك قاموس الكتاب المقدس ، مستدلاً بأقوال بولس الرسول التي وردت في هذا المقام ، إذ يقول : (( أما تعلمون أن هيكل الله وروح الله يسكن فيكم )) ، وقوله : (( إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائته أيضاً بروحه الساكن فيكم )) ، وغير ذلك من النصوص التي يستشهدون فيها على أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث من لاهوتهم المقدس ، وأنه ـ على زعمهم ـ مساوٍ للأب والابن في الذات والجوهر ، وغير ذلك من الصفات التي يزعمون أنها أدلة على إثبات ألوهيته واستحقاقه للعبادة الإلهية ، تعالى الله عن قولهم .
لكن اعتقادهم ألوهية الروح القدس باطل ومردود ، ودليل ذلك مايأتي :
1 ـ أن نصوص العهد القديم والعهد الجديد التي ورد فيها ذكر الروح مضافاً إلى الله وإلى القدس وبدون إضافة ، جاءت بمعنى الوحي بالإلهام ، وبمعنى الثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، وبمعنى ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ وبمعنى المسيح ـ عليه السلام ـ كما سبق ذكر الشواهد على ذلك عند الحديث عن حقيقة الروح
كذلك فإن حقيقة الروح حسب تعبير النصارى أنه : (( الناطق في الأنبياء ، الناطق في الناموس والمعلم بالأنبياء ، الذي نزل إلى الأردن ونطق بالرسل ، وأنه الروح القدس روح الله )) فكل هذه المعاني تدل على أن حقيقة الروح القدس لاتدل على مرادهم باعتقاد ألوهيته ، إذ لو كان إلهًا ، لكان كذلك منذ أن خلق الله تعالى الخلق حتى قيام الساعة ، لكن ذلك لم يكن .
2 ـ أن عقيدة ألوهية الروح القدس لم تكن معروفة في عصر المسيح ـ عليه السلام ـ ولا في عصر حوارييه ، ولا في القرون الثلاثة بعد رفع المسيح ، بدليل أنهم في قانون إيمانهم المقدس سنة 325م قالوا : (( ونؤمن بالروح القدس )) ، دون أن يذكروا اعتقادهم ألوهيته ، وبعد أكثر من نصف قرن حينما اجتمعوا في القسطنطينية سنة 381م ، صدر عنهم قانون آخر أضافوا فيه اعتقادهم ألوهية الروح القدس ، فقالوا : (( ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب ، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد ، الناطق في الأنبياء )) أي أن اعتقادهم ألوهية الروح القدس جاء بعد أكثر من ثلاثة قرون من رفع المســيح ، إضافة إلى أن قولهم هذا متناقض وباطل عقلاً ونقلاً ، يقول الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : (( قلتم في أقنوم روح القدس الذي جعلتموه الرب المحيي أنه منبثق من الآب مسجود ممجد ، ناطق في الأنبياء ، فإن كان المنبثق رباً حياً ، فهذا إثبات إله ثالث ، وقد جعلتم الذات الحية منبثقة من الذات المجردة ، وفي كل منهما من الكفر والتناقض ما لا يخفى ، ثم جعلتم هذا الثالث مسجود له ، والمسجود له هو الإله المعبود ، وهذا تصريح بالسجود لإله ثالث مع ما فيه من التناقض ، ثم جعلتموه ناطقاً بالأنبياء ، وهذا تصريح بحلول هذا الأقنوم الثالث بجميع الأنبياء ، فيلزمكم أن تجعلوا كل نبي مركبًا من لاهوت وناسوت ، وأنه إله تام وإنسان تام ، كما قلتم في المسيح ، إذ لا فرق بين حلول الكلمة ، وحلول روح القدس ، كلاهما أقنوم ، وأيضاً فيمتنع حلول إحدى الصفتين دون الأخرى ، وحلول الصفة دون الذات ، فيلزم الإله الحي الناطق بأقانيمه الثلاثة حالاً في كل نبي ، ويكون كل نبي هو رب العالمين ، ويقال مع ذلك هو ابنه ، وفي هذا من الكفر الكبير والتناقض العظيم ما لا يخفى ، وهذا لازم للنصارى لزوماً لا محيد عنه ، فإن ما ثبت لنظيره ، ولا يجوز التفريق بين المتماثلين ، وليس لهم أن يقولوا : الحلول أو الاتحاد في المسيح ثبت بالنص ، ولا نص في غيره لوجوه : أحدها : أن النصوص لم تدل على شيء من ذلك )) .
الثاني : أن في غير المسيح من النصوص ما شابه النصوص الواردة فيه كلفظ الابن ، ولفظ حلول روح القدس فيه ، ونحو ذلك . الثالث : أن الدليل لا ينعكس فلا يلزم من عدم الدليل المعين عدم المدلول ، وليس كل ما علمه الله وأكرم به أنبياءه أعلم به الخلق بنص صريح ، بل من جملة الدلالات دلالة الالتزام ، وإذ ثبت الحلول والاتحاد في أحد النبيين لمعنى مشترك بينه وبين النبي الآخر وجب التسوية بين المتماثلين ، كما إذ ثبت أن النبي يجب تصديقه ، لأنه نبي ، ويكفر من كذبه لأنه نبي ، فيلزم من ذلك تصديق كل نبي وتكفير من كذبه. الرابع : هب أنه لا دليل على ثبوت ذلك في الغير ، فيلزم تجويز ذلك في الغير إذ لا دليل على إنتفائه ، كما يقولون : إن ذلك كان ثابتاً في المسيح قبل إظهاره الآيات على قولهم ، وحينئذٍ فيلزمهم أن يجوزوا في كل نبي أن يكون الله قد جعله إلهاً تاماً وإنساناً تاماً كالمسيح وإن لم يعلم ذلك . الخامس : لو لم يقع ذلك ، لكنه جائز عندهم ، إذ لا فرق في قدرة الله بين اتحاده بالمسيح واتحاده بسائر الآدميين ، فيلزمهم تجويز أن يجعل الله كل إنسان إلهاً تاماً وإنساناً تامًا ، ويكون كل إنسان مركباً من لاهوت وناسوت ، وقد تقرب إلى هذا اللازم الباطل من قال بأن أرواح بني آدم من ذات الله ، وأنها لاهوت قديم أزلي فيجعلون نصف كل أدمي لاهوتاً ، وهؤلاء يلزمهم من المحالات أكثر مما يلزم النصارى من بعض الوجوه ، والمحالات التي تلزم النصارى أكثر من بعض الوجوه .
3 ـ ويدل على فساد عقيدتهم أن سبب عقد مجمع القسطنطينية ـ الآنف الذكر ـ أن هناك الكثير من النصارى الذين ما زالوا على عقيدة التوحيد ، ينكرون ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس ، كأسقف القسطنطينية البطريرك مكدونيوس الذي يعتقد أنه كسائر المخلوقات ، وخادم للابن كأحد الملائكة ، كما أن اختلاف النصارى حول طبيعة المسيح ، وحول انبثاق الروح القدس ، وغيرها من أصول العقيدة ، التي عقدوا من أجلها المجامع المتعددة لتقرير أصولها وما حدث بينهم من انقسامات وما نتج عنها من ظهور طوائف متعددة ، كل طائفة تنكر ما عليه الطائفة الأخرى ، كل ذلك وغيره يدل على أنهم ضلوا عن الوحي الإلهي الذي أنزله الله تعالى على المسيح ـ عليه السلام ـ وعلى النبيين من قبله ، إذ لو تمسكوا بالوحي لهدوا إلى الصراط المستقيم ، الذي من أجله أرسلت الرسل ، وأنزلت الكتب .
4 ـ كما أن نصوص الإنجيل وأقوال بولس الرسول التي تدل ـ بزعمهم ـ على ألوهية الروح القدس باطلة بنصوص الإنجيل نفسه ، وبأقوال بولس نفسه أيضاً ، ودليل ذلك مايأتي :
أ ـ أن ملاك الله جبريل عليه السلام ، بشر زكريا ـ عليه السلام ـ بميلاد يوحنا المعمدان ـ يحيى عليه السلام ـ وأنه يكون عظيماً أمام الرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، إذ جاء في الإنجيل : (( فقال الملاك : لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك إليصابات ستلد لك ابناً ، وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته ، لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم )) ، هذا النص يفيد أن جبريل ملاك الله بشر زكريا بمولد ابنه ، وأنه يكون عظيماً أمام الله عز وجل ، عفيفاً عن المسكرات ، ويؤيده الله بروح القدس ، وأنه يرد بني إسرائيل إلى الرب إلههم .
وهذا النص لا يستشهد به النصارى دليلاً على اعتقادهم ألوهية الروح القدس ، ضمن شواهدهم التي يستدلون بها على ألوهية الروح القدس ؛ لأنه ضد عقيدتهم هذه ، ولا أحد من النصارى زعم أن الروح القدس الذي أيد الله به يوحنا ، أنه إلهاً بذاته ، لأنه كيف يكون إلهًا ، ويوحنا نفسه ـ كما في النص ـ يكون عظيماً أمام الله ، فلو زعموا أن الروح القدس في هذا النص إلهاً مستقلاً ، لانكشف لهم فساد معتقدهم في تأليه الروح القدس .
ب ـ أن ملاك الله جبريل عليه السلام ، بشر مريم بميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ إذ جاء في الإنجيل : (( وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة ، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف ، واسم العذراء مريم ... فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً ، وتسمينه يسوع ... فقالت مريم للملاك : كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ، فأجاب الملاك ، وقال لها : الروح القدس يحل عليك )) ، وفي الإنجيل أيضاً : (( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا ، لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس ، فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً ، ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع )) .
والمراد من الروح القدس الذي حل على مريم في هذين النصين ، أحد أمرين : إما أن يكون المراد به جبريل عليه السلام ، وهذا يتفق مع ما ذكره الله عز وجل عن مـريم في قوله : (( فاتخـذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليـها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً )) ، والروح كما قال المفسرون : هو جبريل عليه السلام .
أو أن يكون المراد به الروح التي هي مـن الله ، وهـذا يتفـق مع قـوله تعـالى : (( وكلمته ألقاها إلى مـريم وروح منه )) ، ومعنى (( وروح منه)) أي : أن الله أرسل جبريل فنفخ في درع مريم فحملت بإذن الله ، وهذه الإضافة للتفضيل ، وإن كان جميع الأرواح من خلقه تعالى ، وقيل : قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحاً ويضاف إلى الله ، فيقال هذا روح من الله : أي : من خلقه ، كما يقال في النعمة أنها من الله ، وقيل (( روح منه)) أي : من خلقه ، كما قال تعالى: (( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه )) ، أي : من خلقه ، وقيل : (( روح منه )) أي : رحمة منه ، وقيل : (( روح منه)) أي : برهان منه ، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه ، وقوله : ( منه) متعلق بمحذوف وقع صفة للروح ، أي : كائنة منه ، وجعلت الروح منه سبحانه وإن كانت بنفخ جبريل لكـونه تعالى الآمر لجـبريل بالـنفخ ، ومثله قوله تعالى : (( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين )) ، وقــوله تعالى : (( ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربـها وكتبه وكانت من القانـتين )) .
ت ـ وفي الإنجيل أيضاً أن مريم حينما زارت إليصابات أم يحيى ـ عليه السلام ـ وسلمت عليها : (( فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلأت إليصابات من الروح القدس )) ، وفي الإنـجيل أيـضًا :
(( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس ، وتنبأ قائلاً ، مبارك الرب إله إسرائيل )) ، وفي الإنجيل أيضاً : (( وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان ، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل ، والروح القدس كان عليه ، وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب)) ، فهذه النصوص تدل : إما على أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام ، أو أنه البرهان الذي يؤيد الله به أولياءه من عباده المؤمنين .
ث ـ أن نصوص أناجيلهم ذكرت أن المسيح ـ عليه السلام ـ بعد أن تعمد على يد يحيى ـ عليه السلام ـ : (( وإذا السموات قد انفتحت له فرأي روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه )) ، وأن يحيى شهد أن العلامة التي يعرف بها المسيح ، أن يرى أن روح القدس نازلاً ومستقراً عليه : (( قائلاً إني قد رأيت الروح القدس نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقرت عليه ، وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس )) ، ونزول الروح القدس من السماء يدل على أنه ملك من الملائكة ، حيث دلت النصوص أن هذا النازل من السماء هو ملاك الله جبريل عليه السلام .
كما أن هذه النصوص قد وصفت الروح بالنزول مثل حمامة ، ومن المعلوم أن الروح القدس في عقيدة النصارى ، هو الأقنوم الإلهي الثالث ، في الثالوث المقدس ، فالعجب كيف يرضى النصارى أن يكون الروح النازل بهذه الصفة إلهاً يستحق العبادة مع الله ؟ وكيف يكون إلههم ومعبودهم جسماً بهذه الصفة من الطيور المخلوفة ؟ إن هذا الاعتقاد ـ لاشك ـ أنه مسبة لمقام الألوهية ، إذ لم يعرفوا الله حق المعرفة ، ولو عرفوا الله لما أشركوا معه آلهة أخرى ، فالله وحده هو المعبود بحق ، لا إله غيره ولا رب سواه ، وعيسى عبد الله ورسله ، والروح القدس هو ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ المبلغ وحيه إلى أنبيائه ورسله ، والواجب عليهم الاعتقاد أن هذا الروح النازل مثل حمامة على المسيح ـ عليه السلام ـ هو ملاك الله جبريل أمين وحي الله إلى المسيح وإلى جميع الأنبياء عليهم السلام ، ويدل على ذلك ـ إضافة إلى ما سبق الاشارة إليه من مصادرهم ـ أن من يسمونه بولس الرسول أخـبر أن:(( جبرائيل روح الله الحي )) .
ج ـ أن في قول نبي الله يحيى بن زكريا في إنجيل متى : (( أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي من بعدى هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار )) ، وقوله أيضاً في إنجيل لوقا : (( أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار )) ، فهذه النصوص تدل على أن التعميد لم يكن باسم الثالوث المقدس ـ كما يعتقد النصارى ـ بل هو بروح القدس فقط ، وهذا هو الذي اتفقت عليه نصوصهم المقدسة ، أن يحيى ـ عليه السلام ـ شهد وبلغ بني إسرائيل بأن المسيح سيعمدهم بروح القدس ، وهذا يدل على بطلان اعتقاد النصارى أن المسيح أمر تلاميذه ـ على زعمهم ـ أن يعمدوا الناس باسم الثالوث المقدس حين قال : (( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمـدوهم باسم الأب والابـن والـروح القـدس )) ، علماً أنه لم يرد عن المسيح ـ عليه السلام ـ في الأناجيل والرسائل أنه عمد أحداً من أتباعه باسم الروح القدس ، أو بأي واحد من الأقانيم الثلاثة ، ولو كان هذا هو الاعتقاد الحق لأمر أتباعه بذلك ، بل لقد صرح أن الروح القدس الذي يعلمهم كل شيء لم يأت بعد ؛ لأنه سيأتي في وقت لاحق ، إذ قال عليه السلام : (( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي ، فهو يعلمكم كل شيء ، ويذكركم بكل ما قلته لكم )) ، وقال عليه السلام : (( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به )) ، وقوله أيضاً : (( ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي )) ، فكيف يكون الروح القدس إلهاً ثالثاً وهو لم يأت بعد ؟ وكيف يتعمدون باسم الثالوث المقدس وهم ليسوا على يقين هل جاء كما أخبر المسيح ، أم أنه ما زال منتظراً ، وأي حاجة لهم بانتظار من يأتي من بعده ، وهم قد غفرت ذنوبهم بموت المسيح على الصليب ـ كما يعتقدون ـ يقول المهتدي عبد الأحد داود : إن الاعتقاد بأن موت عيسى على الصليب قد فدى المؤمنين من لعنة الخطيئة الأصلية ، وأن روحه وبركته وحضوره في القربان المقدس سيبقى معهم إلى الأبد ، هذا الاعتقاد تركهم دون حاجة إلى عزاء أو مجئ معزٍّ ، ومن ناحية أخرى فإنهم إذا كانوا بحاجة إلى معزٍّ كهذا فإن جميع الادعاءات والمزاعم النصرانية حول تضحية المسيح وتحمله آلام الصلب ، تتهافت وتصبح باطلة ... إن فكرة وسيط بين الله والناس هي أكثر استحالة حتى من فكرة المعزي ، إذ لا يوجد وسيط بين الخالق والمخلوق ، ووسيطنا أو شفيعنا المطلق هو وحدانية الله فقط ، إن المسيح كان ينصح بالصلاة إلى الله سراً والدخول في مقصوراتهم وإقفال الأبواب عليهم عند أداء الصلاة ـ لأنه تحت هذه الظروف فقط يستمع (( أبوهم الذي في السماء )) لصلواتهم ويمنحهم بركته وغوثه ـ فإن المسيح لم يستطع أن يعدهم بوسيط أو شفيع، فكيف نستطيع التوفيق بين هذه المتناقضات .
أما نحن المسلمين فإننا على يقين أن بشارات المسيح بالمعزي الروح القدس الآتي ، هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر ذلك بعض المهتدين من النصارى ، وغيرهم من الباحثين المسلمين .
ح ـ إن الروح القدس كان معروفاً في كلام الأنبياء المتقدمين والمتأخرين ، وليس له مراد يخالف ظاهر ما دلت عليه نصوص الكتب الإلهية التي ورد الاستشهاد بعدة نصوص منها ، يؤكد ذلك الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إذ يقول : وأما روح القدس : فهي لفظة موجودة في غير موضع من الكتب التي عندهم ، وليس المراد بها حياة الله باتفاقهم ، بل روح القدس عندهم تحل في إبراهيم وموسى وداود وغيرهم من الأنبياء والصالحين ، والقرآن قد شهد أن الله أيد المسيح بروح القدس ، كما قال الله تعالى : (( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )) ، في موضعين من البقرة ، وقال تعالى : (( يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس )) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : (( إن روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه )) ، وقال : (( اللهم أيده بروح القدس )) ... وروح القدس قد يراد بها الملك المقدس كجبريل ، ويراد بها الوحي ، والهدى والتأييد الذي ينزله الله بواسطة الملك أو بغير واسطته ، وقد يكونان متلازمين فإن الملك ينزل بالوحي ، والوحي ينزل به الملك ، والله يؤيد رسله بالملائكة وبالهدى .. قال تعالى : (( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ، لينذر يوم التلاق )) ، وقال تعالى : (( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه )) ... وإذا كان روح القدس معروفاً في كلام الأنبياء المتقدمين والمتأخرين أنها أمر ينزله الله على أنبيائه وصالحي عباده سواء كان ملائكة تنزل بالوحي والنصر ، أو وحياً وتأييداً مع الملك وبدون الملك ، وليس المراد بروح القدس أنها حياة الله القائمة به ، كما قال (المسيح) : (( عمدوا الناس باسم الأب والابن وروح القدس )) ، ومراده مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذي أرسله ، وبالملك الذي أنزل عليه الوحي الذي جاء به ، فيكون ذلك أمراً لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وهذا هو الحق الذي يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول ، فتفسير كلام المعصوم بهذا التفسير الذي يوافق سائر ألفاظ الكتب التي عندهم ويوافق القرآن والعقل أولى من تفسيره بما يخالف صريح المعقول وصحيح المنقول ، وهذا تفسير ظاهر ليس فيه تكلف ، ولا هو من التأويل الذي هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره ، بل هو تفسير له بما يدل ظاهره عليه باللغة المعروفة والعبارة المألوفة في خطاب المسيح وخطاب سائر الأنبياء .
خ ـ أن ما جاء في رسائل بولس من عبارات تنسب إلى الروح القدس مايمكن أن ينسب إلى أسماء الله وصفاته وأعماله وعبادته ، وبالأخص قوله :
(( نعمة ربنا يسوع المسيح ، ومحبة الله ، وشركة الروح القدس مع جميعكم ، آمين )) ، هذه العبارات هي التي حملت النصارى على الاعتقاد بألوهية المسيح وألوهية الروح القدس ، وهي التي فتحت الباب إلى القول بالتثليث ، ومع ذلك فإن استدلالهم بهذه العبارات باطل ومردود ، للأدلة الآتية :
1 ـ أنه ليس فيها مايدل على أن لفظ الروح القدس معناه الإله ، وليس فيها مايدل على مايمكن أن ينسب إليه من أسماء الله وصفاته وأعماله وعبادته ، وأنه ـ على زعمهم ـ الأقنوم الثالث في ثالوثهم المقدس ، بل الحق أنها تدل على معنى القوة والثبات التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص العهد القديم والعهد الجديد ، فلفظ الروح القدس لاتخرج عن هذا المعنى الذي سبق بيانه في الفقرات السابقة ، ولاعن المعاني التي سبق بيانها عند الحديث عن حقيقة الروح القدس في المبحث الأول .
2 ـ أنه ـ على فرض ـ أن بولس يعني بهذه العبارات ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس ، فإنه يكون قد خالف أقوال المسيح ـ عليه السلام ـ التي تدل على بطلان هذا الزعم الباطل ، ويكون قد دعا إلى عقيدة تخالف العقيدة التي دعا إليها المسيح ، وشرع خلاف شريعة المسيح ، علماً أنه ليس من تلاميذ المسيح ولا من رسله ، ولم يشاهد المسيح إطلاقاً ، ولا سمعه يبشر بدعوته ، بل كان من أشد اليهود عداء للمسيح وأتباعه ، فقد كان يسافر من القدس إلى دمشق ليأتي بالنصارى لعقابهم وإنزال الأذى بهم ، ثم بعد زعمه الانضواء تحت ظل النصرانية ، ظل موضع شك تلاميذ المسيح في صدق دعواه ؛ لأنهم رأوا منه مايخالف دين المسيح ـ عليه السلام ـ فقد اختلف بولس مع برنابا أحد تلاميذ المسيح ، كما أن بطرس رئيس الحواريين أنكر على بولس دعوته التي خالف بها دعوة المسيح ، كما قامت ضده طوائف النصارى في آسيا ، ورفضت تعاليمه وإنجيله كما اعترف بذلك في رسالته الثانية إلى تيموثاوس ، وحين يئس من قبول نصارى الشرق في عصره لتعاليمه الغريبة ، فقد التجأ إلى الشعوب الأوربية ، وصار يبث بينهم تعاليمه شيئا
فشيئا ، حتى تمكن منهم ، فأباح لهم كافة المحرمات ، ورفع عنهم جميع التكاليف من الشريعة الموسوية التي جاء بها المسيح ـ عليه السلام ـ فوافق مذهبه مشارب الوثنيين في أوربا ، فكثر تابعوه ومقلدوه في حياته وبعد مماته ، التي خالفوا فيها عقيدة المسيح وأتباعه ، كما دل على ذلك رسالته إلى أهل رومية التي أبطل فيها شريعة التوراة .
وبهذا يتبين أن بولس هو الذي وضع البذور التي نقل بها النصرانية من التوحيد إلى التثليث ، ووافقت فكرة التثليث الجماهير التي كانت قد نفرت من اليهودية لتعصبها ، ومن الوثنية لبدائيتها ، فوجدت في الدين الجديد ملجأ لها ، وبخاصة أنه أصبح غير بعيد عن معارفهم السابقة التي ألفوها وورثوها عن أجدادهم .
وهذا التحريف لدين المسيح الحق الذي أحدثه بولس ، اعترف به بعض علماء النصارى قديماً وحديثاً ، يقول جورجيا هاركنس من علمائهم : (( وهذا التثليث افترضه بولس في نهاية رسالته الثانية إلى كورنثوس ، حيث يعطي الكنيسة بركته بقوله : (( نعمة ربنا يسوع المسيح ، ومحبة الله ، وشركة الروح القدس مع جميعكم ، آمين )) ، وتستعمل هذه الكلمات كبركة في ختـام خدمات العبـادة لقـرون عـديدة )) .
وهذا الباب الذي فتحه بولس على النصرانية ، ظل ـ كما يقول الدكتور أحمد شلبي ـ : (( مفتوحاً ، واستطاع بعض أتباع بولس أن يصيروا من آباء الكنيسة وذوي الرأي فيها ، وتم امتزاج تقريباً بين آراء مدرسة الإسكندرية وبين المسيحية الجديدة )) ، ثم ذكر الدكتور شلبي قول ( ليون جوتيه) : (( إن المسيحية تشربت كثيراً من الآراء والأفكار الفلسفية اليونانية ، فاللاهوت المسيحي مقتبس من المعين الذي صبت فيه الإفلاطونية الحديثة ، ولذا نجد بينهما مشابهات كثيرة ))...)) .
وهكذا فإن بولس سواء قال بألوهية المسيح وألوهية الروح القدس أولم يقل ، وسواء قال بالتثليث أولم يقل ، فإن أقواله تلك حملت النصارى من بعده على القول بالتثليث ، وأصبحت كلماته التي جاء بها في رسائله كتاباً مقدساً ، له ماللإنجيل من حرمة واحترام ، فتناولها الشراح والدارسون من رجال الدين بكل مايملكون من طاقات البحث والنظر ، وخرجوها على كل وجه ممكن أو غير ممكن ، فكانت منها تلك الفلسفة اللاهوتية التي شغلت العقل النصراني ولاتزال تشغله ، فكانت سبباً من أكبر الأسباب في نقل ديانة المسيح ـ عليه السلام ـ من التوحيد إلى الشرك .
ومع صريح ما تدل عليه ظاهر نصوص كتبهم المقدسة بشأن حقيقة الروح القدس ، وبطلان اعتقاد النصارى ألوهيته ، وأنه الأقنوم الإلهي الثالث في ثالوثهم المقدس ، فإنهم يعتقدون أنه غير ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ كما يعتقدون خصوصية حلول الروح القدس على المسيح وعلى المؤمنين من أتباعه وأنه يلهمهم ، وبيان ذلك والرد عليه في المداخلات القادمة ان شاء الله
يــــــــــــــــتـــــــــــــــــبــــــــــــــــع
الروح القدس والمسيح عند النصارى
علمنا فيما سبق حقيقة الروح في الكتاب والسنة وفي العهد القديم وفي العهد الجديد ، وأنه ورد ذكرها فيها مضافة إلى الله ، وإلى القدس ، وبدون إضافة ، وأنها قد تكون المراد منها الوحي الإلهي ، أو القوة والثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، أو جبريل ـ عليه السلام ـ أو المسيح ـ عليه السلام ـ حسب مناسبة ورودها في التوراة والإنجيل والقرآن ، التي تقدم ذكر شواهد منها للدلالة على ذلك .
وفي هذه المشاركة سيكون الحديث ـ إن شاء الله ـ في الرد على اعتقاد النصارى أن الروح القدس غير جبريل ـ عليه السلام ـ وعلى اعتقادهم خصوصية حلول الروح القدس على المسيح وعلى المؤمنين من أتباعه وأنه يلهمهم ، وبيان ذلك فيما يأتي :
جبريل والروح القدس :
يعتقد النصارى أن ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ غير الروح القدس ، ويستدلون على الفرق بينهما ببعض النصوص من كتابهم المقدس ، التي تذكر ملاك الله جبريل أنه يأتي بالبشارة لمن يرسله الله إليهم ، وأنهم بعد هذه البشارة يحل عليهم الروح القدس ، وهذا هو دليلهم على الفرق بينهما .
واستناداً على هذا الفرق بينهما فإن جبريل في تعريفهم هو : (( ملاك ذي رتبة رفيعة ، أرسل ليفسر رؤيا لدانيال ، وبعث مرة في زيارة لنفس النبي ليعطيه فهماً ، وليعلن له نبوة السبعين أسبوعاً ، وقد أرسل إلى أورشليم ليحمل البشارة لزكريا في شأن ولادة يوحنا المعمدان ، وأرسل أيضاً إلى الناصرة ليبشر العذراء مريم بأنها ستكون أماً للمسيح ، وقد وصف جبرائيل نفسه بأنه واقف أمام الله )) .
ومن النصوص التي ذكرت بشارة ملاك الله جبريل لمن أرسله الله إليهم ، ثم حلول روح القدس عليهم ، بشارة جبريل لزكريا بميلاد يوحنا وقوله له :
(( ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس )) ، وبشارة جبريل لمريم بميلاد المسيح وقوله لها : (( الروح القدس يحل عليك )) ، وحينما قامت مريم بزيارة إليصابات زوجة زكريا وسلمت عليها : (( فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنــين في بطنها ، وامتلأت إليصــابات من الروح القدس )) ، وكذلك زكريا : (( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس )) .
فهذه النصوص من أدلتهم على الفرق بين جبريل والروح القدس ، ثم بعد حين من الزمن اعتقدوا ألوهيته وقالوا في قانون إيمانهم إنه : (( الرب المحيي المنبثق من الآب ، المسجود له والممجد مع الآب والابن ، الناطق في الأنبياء )) ، واستدلالهم بتلك النصوص مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول ، وبيان ذلك :
1 ـ أن الروح القدس في عقيدتهم هو الإله الذي حبلت منه العذراء مريم ببشارة جبريل لها لتلد المسيح (الابن) ، فالأقنوم الثالث حل في بطن مريم لتلد الأقنوم الثاني (الابن) .
وهذا الاعتقاد ظاهر البطلان ؛ إذ كـيف يكون الروح القـدس جبريل ـ عليه السلام ـ وهو أحد الملائكة المخلوقين من الله ـ كما عرفنا حقيقته ـ يبشر مـريم الإنسان المخلوق ، بحلول الإله الروح القدس عليها ، لتلد الإله المسيح ، فهـذا يتنافى مع مقام الإله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر ، وهذا افتراء على الله ، تعـالى الله عن قولهم .
2 ـ ثم ـ على فرض صحة قولهم ـ كيف يتجسد الإله الأعلى الأقنوم الثاني وهو المسيح ، من الإله الأدنى الأقنوم الثالث وهو الروح القدس ، في بطـن الإنسـان المخلوق مريم ، وهـذا أيضاً من الافتراء والقول على الله وعلى رسـله وملائكته بغير علم
3 ـ كما أن الروح القدس الإله ـ على زعمهم ـ هو الذي حل في أناس مختارين لكتابة الوحي الإلهي ، فكيف يكون الوحي الإلهي من الله الأب ، إلى الله الروح القدس ، ومن ثم إلى أناس مختارين ؟ وهذا أيضاً من التناقض والافتراء .
4 ـ كما أن في الإنجيل أن أبا يحيى امتلأ من الروح القدس : (( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس )) , وكذلك أم يحيى حين زارتها مريم أم المسيح وسلمت عليها : (( فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلأت إليصابات من الروح القدس )) ، فهل يعني هذا أن الروح القدس ، وهو الإله ـ حسب عقيدتهم ـ حل أيضاً في هؤلاء ؟ تعلى الله عن قولهم .
5 ـ وإذا كان الروح القدس الإله في عقيدتهم ، له كل هذه الأفعال والأعمال ، فما هي فائدة وجود إله ثان هو المسيح ، وما هو أثره في حياتهم ؟ أليس من الواجب على النصارى حينئذ أن يتوجهوا في دعائهم إلى الروح القدس بدلاً من المسيح الذي على زعمهم : (( صعد إلى السموات وجلس عن يمين الأب )) ، والذي على زعمهم أيضاً : (( يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء )) ، وزعمهم هذا يخالف صريح المعقول ، وصحيح المنقول ، فالمسيح ـ عليه السلام ـ أمرهم أن يتوجهوا في صلاتهم إلى الله وحده الذي له الملك والقـوة والمجد إلى الأبد ، قال عليه السلام :(( فصلوا أنتم هكذا : أبانا الذي في السموات ، ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ، كما في السماء كذلك على الأرض ، خبزنا كفانا اعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير ، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين )) .
ثم قال لهم المسيح : (( فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم )) ، وفي الإنجيل : (( ونعـلم أن الله لا يسمع للخطاة ، ولكن إن كان أحـد يتقي الله ويفعـل مشيئته فلهذا يسمع )) ، وقال المسيح عليه السلام : (( ليس كل من يقول لي يارب يا رب يدخل ملكوات السموات ، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات )) .
هذه النصوص وغيرها ، تفيد أن المسيح ـ عليه السلام ـ كان يأمر تلاميذه بالتوجه إلى الله في الصلاة وطلب المغفرة ؛ لأن الله لا يستجيب لأحد مالم يتقه ويفعل مشيئته ، ولا أحد يدخل ملكوت السموات ما لم يفعل إرادة الله وحده .
ولو كان المسيح نفسه ، أو الروح القدس ، لهم شيء من هذه الصفات الإلهية ، لكان المسيح أولى بها من الروح القدس ، فكيف وأن المسيح نفسه يأمر تلاميذة وكل المؤمنين به أن يكون توجههم لله دون سواه ، قال المسيح عليه السلام : (( لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد )) ، وقال أيضاً : (( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ، أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته )) .
فالمسيح ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسوله ، وكذلك الروح القدس هو ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ فهو رسول الله بالوحي للأنبياء ، وبالنصر والتأييد لهم ولغيرهم من أولياء الله الصالحين ، كما تبين لنا ذلك عند الحديث عن حقيقة الروح القدس .
6 ـ كما أن في قولهم في قانون إيمانهم : إن الروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب ـ حسب عقيدة الارثوذكس ـ أو المنبثق من الأب والابن ـ حسب عقيدة الكاثوليك والبروتستانت ـ قولهم هذا فيه تناقض واضطراب ، فكيف يكون الروح القدس رباً محيياً وهو منبثق من موجد الحياة وهو الله سبحانه وتعالى ، أو منبثقاً من الآب والابن ، والابن ـ حسب زعمهم ـ مولود من الآب ، ومعلوم أن الابن متأخراً عن وجود الآب ، وهذا يعني أن الانبثاق من الابن جاء متأخراً ، فهل هذا الانبثاق جاء على مرحتلين ـ هذا على فرض صحة معتقدهم ـ الواقع أنهم لن يجيبوا على ذلك بأفضل مما جاء في قانون إيمانهم المقدس .
7 ـ ثم إن الروح القدس المنبثق من الآب ، أو من الآب والابن ، والابن هو المسيح عندهم مولود من الآب ، فهل الانبثاق والولادة شيء واحد أم يختلفان ؟ ، وهم لن يقولوا إن المسيح مولود من الآب ولادة تناسلية من الله ، ولا يعتقدون ذلك ، بل سيقولون إن الولادة روحية ، لأن المسيح ـ حسب أعتقادهم ـ هو الكلمة التي خرجت من الذات ـ وهو الله ـ فصارت الكلمة ابناً للذات ، وصارت الذات أباً للكلمة ، وصارت كلاً مـن الذات والكلمة أقنوماً قائماً بـذاته ، يـدعى الأول الله الأب ، ويـدعى الثاني الله الابن .
والروح القدس ـ عندهم ـ يمثل عنصر الحياة في الثالوث المقدس ، ويعتبر أقنوماً قائماً بذاته ، وإلهاً مستقلاً بنفسه ، والثالوث المقدس ثلاثة أقانيم هي : الذات والنطق والحياة ، فالذات هو الله الآب ، والنطق أو الكلمة هو الله الابن، والحياة هي الله الروح القدس ، ويعتقدون أن الذات والد النطق أو الكلمة ، والكلمة مولودة من الذات ، والحياة منبثقة من الـذات أو من الذات والكلـمة على خـلاف بين الكنـائس .
ويتضح أنه لا يوجد فرق بين معنى الانبثاق ، ومعنى الولادة ، إذا كانت روحية ، فكلاهما : الابن ـ وهو الكلمة ـ مولود من الله ، والروح القدس ـ وهو الحياة ـ منبثق من الله ، فيلزم أن يكون الابن والروح القدس أخوين ، وأن الله أبوهما ، تعالى الله وتقدس عن ذلك .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
(( فقولهم : المنبثق من الآب الذي هو مسجود له وممجد ، يمتنع أن يقال هذا في حياة الرب القائمة به ، فإنها ليست منبثقة منه كسائر الصفات ، إذ لو كان القائم بنفسه منبثقاً لكان علمه وقدرته ، وسائر صفاته منبثقة منه ، بل الانبثاق في الكلام أظهر منه في الحياة فإن الكلام يخرج من المتكلم ، وأما الحياة فلا تخرج من الحي ، فلو كان في الصفات ما هو منبثق لكان الصفة التي يسمونها الابن ، ويقولون : هي العلم والكلام أو النطق والحكمة أولى بأن تكون من الحياة التي هي أبعد عن ذلك من الكلام ، وقد قالوا أيضاً : إنه مع الآب مسجوداً له وممجد ، والصفة القائمة بالرب ليست معه مسجوداً لها ، وقالوا : هو ناطق في الأنبياء وصفة الرب القائمة به لا تنطق في الأنبياء ، بل هذا كله صفة روح القدس الذي يجعله الله في قلوب الأنبياء ، أو صفة ملك من الملائكة كجبريل ، فإذا كان هذا منبثقاً من الأب ، والانبثاق الخروج ، فأي تبعيض وتجزئة أبلغ من هذا . وإذا شبهوه بانبثاق الشعاع من الشمس كان هذا باطلاً من وجوه ، منها : أن الشعاع عرض قائم بالهواء والأرض ، وليس جوهراً قائماً بنفسه ، وهذا عندهم حي مسجود له ، وهو جوهر . ومنها : أن ذلك الشعاع القائم بالهواء والأرض ليس صفة للشمس ، ولا قائماً بها وحياة الرب صفة قائمة به . ومنها : أن الانبثاق خصوا به روح القدس ، ولم يقولوا في الكلمة إنها منبثقة ، والانبثاق لو كان حقاً لكان الكلام أشبه منه بالحياة ، وكلما تدبر أجهل العقلاء كلامهم في الأمانة وغيرها وجد فيه من التناقض والفساد ما لا يخفى على العباد ، ووجد فيه من مناقضة التوراة والإنجيل ، وسائر كتب الله ما لا يخفى على من تدبر هذا وهذا ، ووجد فيه من مناقضة صريح المعقول ما لا يخفى إلا على معاند أو جهول ، فقولهم متناقض في نفسه ، مخالف لصريح المعقول ، وصحيح المنقول عن جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين ))
المسيح والروح القدس : ثبت ـ كما علمنا ـ بالأدلة الصريحة ، أن الروح القدس هو جبريل ، وجبريل هو الروح القدس ، وعليه فإن زعم النصارى حلول الروح القدس على المسيح وحلوله على الملهمين من أتباعه دون سواهم باطل ، وبيان ذلك :
1 ـ أنه قد ثبت بالأدلة الصريحة ، أن الروح القدس هو ملاك الله الذي ينزل بالوحي الإلهي ، وهو الذي يؤيد الله به أنبياءه ورسله ، ومن يشاء من عباده وأوليائه الصالحين وأهل التوراة وهم اليهود يعلمون أن روح القدس هو جبريل عليه السلام : (( ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) ، لذلك حرصوا على سؤال الأنبياء عن الروح الذي يأتي بالوحي من السماء ، فإن كان جبريل أعرضوا عن النبي ولم يسمعوا دعوته ، وقد سبق الحديث في بيان عداوتهم له وعن سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الذي يأتيه بالوحي ، فلما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل ، قالوا : ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال ، ذاك عدونا ، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك ، فأنـزل الله تعالى : (( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) إلى قوله : (( فإن الله عـدو للكافرين )) .
2 ـ أن جبريل عليه السلام هو روح الله الذي جاء في الإنجيل أن مريم :
(( وجدت حبلى من الروح القدس )) ، وهو العلامة التي عرف بها يحيى عليه السلام المسيح أنه يرى : (( الروح القدس نازلاً ومستقراَ عليه )) ، وهو الذي أخبر الله عنه أنه أيد به المسيح عليه السلام ، قال تعالى : (( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )) ، وقوله تعالى: (( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس )) ، وهو الذي بأمر الله نفخ الروح في مريم ، قال تعالى : (( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها مـن روحنا وجعـلناها وابنها آية للعالمين )) .
وهو أيضاً الذي نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسـلم ، قال تعـالى: (( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) ، وقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ، وغير ذلك من الأعمال التي أوكل الله بها جبريل عليه السلام ، كما تقدم بيان ذلك .
3 ـ أن الروح القدس يسمى أيضاً روح الله ، ويسمى الروح ـ بـدون إضافة ـ ورد ذكر ذلك في التوراة والإنجيل والقرآن :
1. ففي التوراة أنه يهب القوة : (( فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب )) ، وجاء أيضاً : (( فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء )) ، وجاء أيضاً : (( وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم )) ، وأنه يهب الحكمة والفهم والمعرفة : (( وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة )) ، وأنه يهـب قلباً جديداً وروحاً جديداً : (( وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جـديداً في داخـلكم ... وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها)) ، وغير ذلك من النصوص .
2. كما جاء في الإنجيل أن الروح القدس مؤيد للمسيح في دعـوته ومعجزاته ، إذ جاء فيه : (( وأما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس ، وكان يقتاد بالروح في البرية )) ، وجاء فيه : (( ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل... وكان يعلم في مجامعهم )) ، ويقول المسيح عليه السلام : (( روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب )) ، وأن الروح هو الذي أيد المسيح في إجراء المعجزات ، ففي سفر أعمال الرسل : (( يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه )) ، فالروح القدس في هذه النصوص هي القوة التي أيَّد الله بها المسيح ـ عليه السلام ـ والتي استطاع بها صنع المعجزات وشفاء الأمراض ، وهذه القوة العلوية التي تسمى الروح القدس ليست قوة مادية منظورة ، وليست إلهاً قائماً بذاته ـ كما يعتقد النصارى ـ وإنما هي قوة روحية قدسية من لدن الله تعالى ، كما أيد بها من سبقه من أنبيائه ورسله وأوليائه الصالحين ، وهذا هو المعنى الذي دل عليه قول المسيح عليه السلام : (( إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله )) ، فالمسيح ـ عليه السلام ـ يشفي الأمراض ويخرج الشياطين بروح الله ، أي بقوة من الله، ولا يتصور أحد أن روح الله التي يقصدها المسيح هنا هي الله ذاته ، أو أنها جزء من الله .
كما جاء في الإنجيل أن المسيح ـ عليه السلام ـ أخبر تلاميذه أن روح الله يهب القوة والتأييد فقال : (( وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه )) ، وأنه يهب العلم : (( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم )) ، وأنه الذي يلهم للحق : (( لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم )) ، وأنه يجب الإيمان به وعدم الكفر به : (( لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس ، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي )) .
فهذه النصوص من التوراة والإنجيل تفيد أن حلول الروح القدس ليس خاصاً بالمسيح ـ عليه السلام ـ ولا بمن يزعم النصارى أنه يلهمهم ويحل عليهم ، وإنما الروح هو الذي يؤيد الله به من يشاء من عباده ، وهذا دليل على أن الروح ليس إلهاً كما يعتقد النصارى ، وإنما هو ملاك من ملائكة الله ، وهو جبريل عليه السلام .
3. كما جاء في القرآن الكريم ما يصدق ما جاء في الكتب الإلهية السابقة عن حقيقة الروح القدس ، وصفاته ، والأعمال الموكولة إليه ـ كما سبق الاستشهاد بهذه الآيات في مواضع سابقة ، كما ثبت في السنة النبوية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لحسان بن ثابت : (( إن روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه )) ، وقوله : (( اللهم أيده بروح القدس )) ، ويستشهد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في هذا الحديث على عدم خصوصية المسيح بتأييد الروح القدس له دون سواه ، فيقول : (( فهذا حسان بن ثابت واحد من المؤمنين لما نافح عن الله ورسوله ، وهجا المشركين الذين يكذبون الرسول أيده الله بروح القدس وهو جبريل عليه السلام ، وأهل الأرض يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن يجعل اللاهوت متحداً بناسوت حسان بن ثابت ، فعلم أن إخباره بأن الله أيده بروح القدس لا يقتضي اتحاد اللاهوت بالناسوت ، فعلم أن التأييد بروح القدس ليس من خصائص المسيح ، وأهل الكتاب يقرون بذلك ، وأن غيره من الأنبياء كان مؤيداً بروح القدس ، كداود وغيره ، بل يقولون : إن الحواريين كانت فيهم روح القدس ، وقد ثبت باتفاق المسلمين واليهود والنصارى أن روح القدس يكون في غير المسيح ، بل في غير الأنبياء )) .
كما بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعد أن ذكر قول داود عليه السلام :
(( وروح قدسك لا تنزعه مني )) ، عدم خصوصية الروح القدس بالمسيح عليه السلام فقال : (( هذا دليل على أن روح القدس التي كانت في المسيح من هذا الجنس ، فعلم بذلك أن روح القدس لا تختص بالمسيح ، وهم يسلمون ذلك ، فإن ما في الكتب التي بأيديهم في غير موضع أن روح القدس حلت في غير المسيح ، في داود ، وفي الحواريين ، وفي غيرهم ، وحينئذٍ فإن كان روح القدس هو حياة الله ، ومن حلت فيه يكون لاهوتاً ، لزم أن يكون إلهاً ، لزم أن يكون كل هؤلاء فيهم لاهوت وناسوت كالمسيح ، وهذا خلاف إجماع المسلمين والنصارى واليهود ، ويلزم من ذلك أن يكون المسيح فيه لاهوتان : الكلمة ، وروح القدس ، فيكون المسيح من الناسوت : أقنومين أقنوم الكلمة ، وأقنوم روح القدس ، وأيضاً فإن هذه ليست صفة لله قائمة به ، فإن صفة الله القائمة به ، بل وصفة كل موصوف لا تفارقه وتقوم بغيره ، وليس في هذا أن الله اسمه روح القدس ، ولا أن حياته اسمها روح القدس ، ولا أن روح القدس الذي تجسد منه المسيح ، ومن مريم هو حياة الله سبحانه وتعالى ، وأنتم قلتم : إنَّا معاشر النصارى لم نسمه بهذه الأسماء من ذات أنفسنا ، ولكن الله سمى لاهوته بها ، وليس فيما ذكرتموه عن الأنبياء أن الله سمى نفسه ، ولا شيئاً من صفاته روح القدس ، ولاسمى نفسه ولا شيئاً من صفاته ابناً ، فبطل تسميتكم لصفته التي هي الحياة بروح القدس، ولصفته التي هي العلم بالابن . وأيضاً فأنتم تزعمون أن المسيح مختص بالكلمة والروح ، فإذا كانت روح القدس في داود عليه السلام والحواريين وغيرهم بطل ما خصصتم به المسيح ، وقد علم بالاتفاق أن داود عبد الله عز وجل ، وإن كانت روح القدس فيه ، وكذلك المسيح عبد الله وإن كانت روح القدس فيه ، فما ذكرتموه عن الأنبياء ، حجة عليكم لأهل الإسلام ، لا حجة لكم )) .
ويدل أيضاً على عدم خصوصية الروح القدس بالمسيح ـ عليه السلام ـ ولا بغيره ، أن النصارى يقرون أن الروح القدس ناطق في الأنبياء ، إذ قالوا في قانون إيمانهم المقدس : (( الناطق في الأنبياء )) ، ويسمى ـ في زعمهم ـ حياة الله ، وإذا كان كذلك فهذا باطل ، إذ يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : (( وحياة الله صفة قائمة به لا تحل في غيره ، وروح القدس الذي تكون في الأنبياء والصالحين ليس هو حياة الله القائمة به ، ولو كان روح القدس الذي في الأنبياء هو أحد الأقانيم الثلاثة لكان كل من الأنبياء إلهاً معبوداً قد اتحد ناسوته باللاهوت كالمسيح عندكم ، فإن المسيح لما اتحد به أحد الأقانيم صار ناسوتاً ولاهوتاً ، فإذا كان روح القدس الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة ناطقاً في الأنبياء كان كل منهم فيه لاهوت وناسوت كالمسيح ، وأنتم لا تقرون بالحلول والاتحاد إلا للمسيح وحده مع إثباتكم لغيره ما ثبت له ))
وقال ـ رحمه الله ـ في موضع آخر : (( وهم إما أن يسلموا أن روح القدس في حق غيره ليس المراد بها حياة الله ، فإذا ثبت أن لها معنى غير الحياة ، فلو استعمل في حياة الله أيضاً لم يتعين أن يراد بها ذلك في حق المسيح ، فكيف ولم يستعمل في حياة الله في حق المسيح ، وأما أن يدعوا أن المراد بها حياة الله في حق الأنبياء والحواريين ، فإن قالوا ذلك لزمهم أن يكون اللاهوت حالاً في جميع الأنبياء والحواريين ، وحينئذٍ فلا فـرق بين هـؤلاء وبين المسيح )) .
وبهذا يتبين حقيقة الروح القدس وأنه جبريل ـ عليه السلام ـ وبطلان اعتقاد النصارى ألوهيته ، وبطلان اعتقادهم خصوصية المسيح بحلول الروح القدس عليه أو على غيره دون سواهم .
وبهذا نأتي على ختام هذا البحث في هذه الدراسة العلمية النقدية عن اعتقاد النصارى ألوهية الروح القدس وأنه الرب المحيي ، وقد توصلت إلى ما يلي :
ـ أن الروح القدس في الكتب الإلهية هو ما يؤيد الله به أنبياءه ورسله وعباده المؤمنين من النصر والتأييد ، ويأتي بمعنى الوحي الإلهي ، وبمعنى جبريل عليه السلام ، لكن أهل الكتاب لا سيما اليهود حرفوا معنى الروح القدس عن جبريل عليه السلام لزعمهم أنه عدوهم ، ثم تابعهم النصارى ، وبعدها اختلفوا في تأويله ، وآل أمرهم في نهاية الأمر إلى تأليهه ، لأن تأليههم للمسيح ـ عليه السلام ـ هو الذي قادهم لتأليه الروح القدس ، لأنهم تصوروا أنه حين حبلت مريم بحلول الروح القدس فيها ، أنها حبلت بالإله المسيح من الإله الروح القدس .
2 ـ إن إقرار ألوهية الروح القدس ، حدث بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بعدة قرون ، وهو من ابتداع الأحبار والرهبان الذين قاوموا عقيدة التوحيد التي جاء بها المسيح عليه السلام ، وكان إقرارهم لهذا الاعتقاد على مراحل عديدة وبعد النزاع والصراع بين التوحيد والوثنية التي تؤيدها الأباطرة الذين كانوا ما زالوا على وثنيتهم ، فجاءت قرارات مجامعهم تبعاً لبدعهم وأهوائهم التي ضلوا فيها عن الحق .
3 ـ أن اعتقادهم ألوهية الروح القدس نتيجة لتأويلهم النصوص المتشابهة وجعلها دليلاً على معتقدهم ، وتركهم النصوص المحكمة التي ترد باطلهم وإعراضهم عنها، رغم أنها صريحة في معانيها تؤيدها نصوص الكتب الإلهية السابقة ، وأناجيلهم المقدسة، وشهادة القرآن الكريم لما ورد فيها من الحق ، ورده لما فيها من الباطل .
4 ـ أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام ، وكان سبب ضلالهم أنهم زعموا أن الروح القدس غير جبريل ، لأنهم حينما رأوا نصوصهم تارة تذكر الروح القدس، وتارة تذكر جبريل ظنوا أنهما شيئان مختلفان ، فنسبوا إلى الروح القدس الصفات الإلهية التي جعلتهم يعتقدون ألوهيته ، ولو تدبروا الأمر لوجدوهما شيئاً واحداً كما تشهد بذلك نصوصهم المقدسة .
5 ـ أن الروح القدس ليس خاصاً بالمسيح فقط ولا بمن زعموا حلوله عليهم ، بل إن الله أيد به الأنبياء والرسل السابقين وعباده المؤمنين ، ونصوصهم شاهدة في أن روح القدس حل في كثير من الأنبياء ، وفي الحواريين وفي غيرهم ، وأن روح القدس يأتي بمعنى القوة والنصر والتأييد، وبمعنى
الوحي ، وهو أيضاً اسم لجبريل عليه السلام ، وهذا يرد باطلهم في الاعتقاد بألوهيته خلاف ما أخبر الله عنه في الكتب الإلهية .
وفي ختام هذه الخاتمة أرجو الله أن أكون قد وفقت للصواب ، وأن يكون عملي خالصاً لوجه الله ، وبالله التوفيق وهو المستعان ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
انتهى
عزيزى حينما قلت لك ان المفسر لا يجتهد فى تفسيره كنت اعنى انه لا يأتى بشئ من عندياته ولكنه يقتبس مما سبقه فلا تجد تفسير بدون قال فلان عن فلان عن فلان ...الخ او قيل كذا وكذا اى ان المفسر مجرد ناقل لاقوال السابقين
اما المفسرين للكتاب المقدس فأنهم فى المقام الاول يعتمدون على الكتاب المقدس ذاته فأن الكتاب يفسر ذاته
وحينما يقتبس المفسر لاقوال الاباء يريد بذلك ان يعرض كيف فسروا الكتاب معتمدين ايضا على الكتاب وليس على قصص خارجية واسباب نزول غير واضحة
الانبا بيشوى لم يكفر من يقول ان المسيح هو الله
كان محور الحديث مع نيافة الأنبا بيشوي الذي نُسج حوله هذا القول هو الخلاف الذي حدث في التعبيرات اللاهوتية بين البابا كيرلس الأول (الكبير) بابا الإسكندرية ونسطوريوس بطريرك القسطنطينية حول طبيعة المسيح، فقد كان نسطور يرى أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح هي علاقة مصاحبة وليس اتحاد، وكانت الكنيسة تؤمن بناء على ما جاء في الإنجيل وما تسلمته من الآباء، خاصة رسل المسيح وتلاميذه، بالاتحاد بين اللاهوت والناسوت في شخص واحد أو أقنوم واحد هو المسيح. والاتحاد هنا مقصود به تجسد المسيح وتأنسه وظهوره على الأرض كالإله المتجسد، كقول الإنجيل: " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله 000 والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا " (يو1 :1و14)، وقوله أيضاً " ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد " (رو9 :5)، و " الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً " (كو2 :9)، و " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي3 :16)، وأيضا " الذي كان من البدء (أي المسيح كلمة الله) الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح " (1يو1:1-3). وكان تعليق نيافة الأنبا بيشوي حول هذه النقطة مستخدما تعبيرات القديس كيرلس الكبير بالمضمون المذكور أعلاه.
وفيما يلي النص الإنجليزي الذي تم توزيعه في مكتبة الإسكندرية
Bibliotheca Alexandrina
Fourth International Manu****** Centre Conference
29 May – 1 June 2007
Difficulties in Understanding
the Christian Theological Expressions
between the Syriac, Greek, Latin, and Arabic Languages
Metropolitan Bishoy of Damiette
Coptic Orthodox Church
Definitions of the Theological Terms
ouvsi,a (ousia): The term ousia is derived from the Greek verb einai, “to be”. It is usually translated “substance” or “essence” (Lat. substantia, essentia), but carries an ample series of meanings not completely expressed by these words.
Essentia: essence; the whatness or quidditas of a being, which makes the being precisely what it is; e.g., the essence of Peter, Paul, and John is their humanity; the essence of God is deity or divinity.
Substantia: substance; the underlying “stuff,” material or spiritual, of things; that which exists. Emphasis here is on concrete reality as distinct from essential, which indicates simply what a thing is. In the Aristotelian perspective, substantia indicates a union of form and matter. Form is the idea or actuality of a thing; matter (materia) is the underlying corporeal substratum. Neither by itself is a thing or a substance, since substantia is the stuff of actual, individual things and is neither an abstract genus nor an unidentifiable, indeterminate material. Thus, substance is distinguished from essence, since it is not a universal considered in the abstract. Nonetheless, substantia can indicate the formal and material reality held in common by all members of a genus as well as the formal and material reality of an individual.
Subsistentia: subsistence or subsistent; indicating a particular being or existent, an individual instance of a given essence. In this latter sense, the Latin equivalent of hypostasis, and a more technical and philosophically adequate term than persona for indicating the Father, Son, and Spirit in the Trinity.
Modus Subsistendi: mode of subsistence; used in Trinitarian language as a synonym for subsistentia and as a Latin equivalent for hypostasis; modus subsistendi is more technical and precise than persona. The term can be used generally to indicate the mode or manner of the individual existence of any thing.
Nature: is the total sum of the characteristics of a thing or a being. For example the nature of gold is that it does not rust, is a good conductor of electricity, its color or yellowish, etc.
u`po,stasij (hypostasis): A Greek noun formed from the verb hyphist?mi (stand under, support, stand off or down from). The Hypostasis is the intellectual person together with the essence or the nature that he carries.
pro,swpon (prosopon): A Greek word combining pro,j (pros) meaning “towards” with w;y (ops) meaning “face”, therefore the term means “towards face”: “kai. (kai ) o` (o) lo,goj (logos) h=n (ein) pro.j (pros) to.n (ton) qeo,n (theon)” (John 1:1). The person is the carrier of the essence and the owner of the capabilities of his nature. He is the possessor of the decision, and the one who exchanges relations with another, knows him and exchanges love with him, as Christ said to God the Father “for You loved Me before the foundation of the world” (John 17: 24). The person is morally responsible of his actions. He is distinguished from another of the same nature or essence in regards to species. The person is what distinguishes between Archangel Michael and Gabriel, between the Apostles Peter and Paul. The person is the one who is capable and responsible of his actions.
Problems of Terminology [ fu,sij (physis) & u`po,stasij]:
In the past Chalcedonian theologians insisted that Saint Kyrill of Alexandria was using the term fu,sij in the meaning of u`po,stasij but the Coptic, Syrian and Armenian non-Chalcedonian Churches refused this interpretation as shown below in this paper. But recently agreed statements on (Feb. 1998, June 1989, Sept. 1990) brought together the two divided parties to eliminate these problems of terminology. Also there was a debate concerning the Christology of Saint Severus of Antioch. Although Saint Severus use the term u`po,stasij in a wider meaning, yet his Christology is the same as the Christology of Saint Kyrill of Alexandria as we shall present in this paper.
fu,sij, u`po,stasij, Hypostatic Union in the Teaching of Saint Kyrill of Alexandria:
Saint Kyrill spoke about “Hypostatic Union” and refused completely the term “Prosopic Union” although for him a hypostasis cannot exist without its own prosopon.
For him to speak about two hypostaseis means speaking about two persons. That is why he wrote to his friend Acacius Bishop of Melitene:-
“Behold, those who fashion the confession of the true faith clearly name two natures, but maintain that the expressions of those inspired by God are divided according to the difference of the two natures. Then, how are these assertions not opposite to yours? For you do not allow the attributing of expressions to two persons, that is, to two hypostaseis.
But, my dear friends, I would say, I have written in the propositions:
If anyone attributes to two persons, that is, to two hypostaseis, the sayings and ascribes some to a man considered separately from the Word of God, and ascribes others, as proper to God, only to the Word of God the Father, let him be condemned.”
Saint Kyrill also wrote against the Nestorians in his letter to Valerian Bishop of Iconium refusing the concept that Christ was formed out of two hypostasis:
“If they should say that God and man by coming together in one constituted the one Christ with the hypostasis of each obviously preserved unblended but distinguished by reason, it is possible to see that they are thinking and saying nothing accurate in this.”
But it is clear that he didn’t refuse that Christ is formed out of two natures as stated in his letter to bishop Acacius of Meletene:
“Wherefore, we say that the two natures were united, from which there is the one and only Son and Lord, Jesus Christ, as we accept in our thoughts; but after the union since the distinction into two is now done away with, we believe that, there is one physis of the Son”.
Saint Kyrill showed his refusal to prosopic union in his second letter to Nestorius (epistula dogmatica – letter 4) and wrote:
“In no way will it be profitable that the true account of the faith mean this even if some admit the union of persons (prosopic union). For the ******ure has not said that the Word united the person of a man to himself, but that he became flesh.”
But on the other side Saint Kyrill wrote in the same epistle:
“We say rather that the Word by having united to himself hypostatically (Kath Hypostasin) flesh animated by a rational soul, inexplicably and incomprehensibly became man.”
Saint Kyrill further explained :
“But if we reject the Hypostatic unity as either unattainable or improper, we fall into saying that there are two sons.”
The question now is to interpret the difference between the term “prosopon” (person) and the term “hypostasis” for Saint Kyrill.
The term hypostasis for Saint Kyrill meant always the personalised nature i.e. the person together with the nature he possessed.
The composite hypostasis for Saint Kyrill does not mean a composition of prosopons but rather a composition of natures in one single prosopon (person).
The term hypostatic union (e[nwsij kaqV u`po,stasin) for him always meant the union of natures in one single person (prosopon).
This is why to speak about “hypostatic union” (hypostatical union) is automatically speaking about “natural union” (physical union).
That is what Saint Kyrill wrote in his third letter to Nestorius (letter 17):
“We do not think that, being made flesh, the Word is said to dwell in Him just as in those who are holy, and we do not define the indwelling in Him to be the same. But united according to nature “kata physin” kata fu,sin and not changed into flesh, the Word produced an indwelling such as the soul of man might be said to have in its own body.”
Again in the same letter he wrote:
“The Word of God united, as we already said before, to flesh according to hypostasis “kath hypostasin” kaqV u`po,stasin is God of all and is Lord of all, and neither is he servant of himself nor master of himself.”
For the same reason Saint Kyrill used both the expressions (Mia Physis tou Theou Logou sesarkomene) and (Mia Hypostasis tou Theou Logou sesarkomene), since hypostatic union for him always meant natural union.
In the second letter to Succensus Bishop of Diocaesarea in Isauria Saint Kyrill wrote:
“If we call the Only-begotten Son of God become incarnate and made man ‘one’, that does not mean he has been ‘mingled’, as they suppose; the Word’s nature has not transferred to the nature of the flesh or that of the flesh to that of the Word--no, while each element was seen to persist in its particular natural character for the reason just given, mysteriously and inexpressibly unified he displayed to us one nature (but as I said, incarnate nature) of the Son. ‘One’ is a term applied properly not only to basic single elements but to such composite entities as man compounded of soul and body. Soul and body are different kinds of thing and are not mutually consubstantial; yet united they constitute man’s single nature despite the fact that the difference in nature of the elements brought into unity is present in the composite condition. It is therefore idle for them to claim that if there is one incarnate nature of the Word it follows there must have been a mingling and merger, with the human nature being diminished by its removal. It has neither got smaller nor is it being removed (to use their terminology); for to state that he is incarnate gives completely adequate expression to the fact that he has become man. Had we kept silence on that point, their captious criticism might have had some ground; as it is, seeing that the fact that he is incarnate has of course been added, how can there be any suggestion of diminution or illicit removal?
‘If the self-same is seen as fully God and fully man, as consubstantial in Godhead with the Father and consubstantial with us in manhood, what about the fullness if the manhood no longer exists? What about the consubstantiality with us, if our substance.. no longer exists?’
The answer, or explanation, in the preceding paragraph adequately covers this further point. If we had spoken of the one nature of the Word without making the overt addition ‘incarnate’, to the exclusion apparently of the divine plan, there might have been some plausibility to their pretended question about the complete humanity or the possibility of our substance’s continued existence. In view, though, of the fact that the introduction of the word ‘incarnate’ expresses completeness in manhood and our nature, they should cease leaning on that broken reed. There would be good grounds for charging anybody who deprives the Son of his complete manhood with casting overboard the divine plan and denying the incarnation; but if, as I said, to speak of his being incarnate contains a clear, unequivocal acknowledgement of his becoming man, there is no problem to seeing that the same Christ, being one and unique Son, is God and man as complete in Godhead as he is in manhood. Your Perfection expounds the rationale of our Saviour’s passion very correctly and wisely, when you insist that the Only-begotten Son of God did not personally experience bodily sufferings in his own nature, as he is seen to be and is God, but suffered in his earthly nature. Both points, indeed, must be maintained of the one true Son: the absence of divine suffering and the attribution to him of human suffering because his flesh did suffer.”
In this passage Saint Kyrill explained both facts that the two natures with all its properties continued to persist in the union which formed one incarnate nature or one composite united nature.
But it should be noticed that the one nature mentioned in the teaching of Saint Kyrill does not mean that the Holy Trinity became incarnate, since the three persons of the Trinity are completely distinct from each other yet one in essence (co-essential) and one in divine nature.
The union of natures of the incarnate Word of God are the union of individualized nature, in one single person and thus forming one composite hypostasis of the Incarnate Logos.
Christology of Saint Severus of Antioch
Saint Severus strongly defended the Kyrillian Alexandrine Christology and skillfully brought into unity the Antiochene and Alexandrine teachings concerning the incarnation of the Logos.
(i) The Double Consubstantiality
Saint Severus of Antioch wrote:
“Since the one Christ is one nature and hypostasis of God the Word incarnate from Godhead and manhood, it necessarily follows that the same is known at once as consubstantial with the Father as to Godhead and consubstantial with us as to manhood. The same is the Son of God and the Son of man. He is not, therefore, two sons, but he is one and the same son.”
(ii) The Composite Hypostasis and Single Prosopon
V. C. Samuel in his book “The Council of Chalcedon Re-Examined” wrote the following:
“The non-Chalcedonian theologian affirms that the union of Godhead and manhood in Jesus Christ was not a union of two natures understood as abstract realities, but of God the Son with the manhood which became individuated in the union. Though the manhood was not an independent hypostasis over against God the Son, it is hypostatic in the union. Accordingly, Severus and almost all other theologians recognized by the non-Chalcedonian side insist that the one hypostasis is not ‘simple’; but it is ‘composite’. As we have noted, this is a Cyrilline idea, which shows that the ‘one nature’ expression, as it is conserved in Alexandrine tradition, does not lend itself to be described as ‘monophysite’.
The one hypostasis of Jesus Christ is not simply the hypostasis of God the Son, but it is the hypostasis of God the Son in his incarnate state. So Severus writes in his contra Grammaticum.
The natures and the hypostases, of which he has been composed are perceived irreducibly and unchangeably in the union. But it is not possible to recognize a prosopon for each of them, because they did not come into being dividedly either in specific concretion or in duality. For he is one hypostasis from both, and one prosopon conjointly, and one nature of God the Word incarnate.”
For Saint Severus of Antioch a human hypostasis can be an individuated human nature and not a personalised nature but not in a separate existence in Jesus Christ. That is why he said that the hypostases of which the incarnate Logos has been composed “are perceived irreducibly and unchangeably in the union. But it is not possible to recognize a prosopon for each of them.”
He explained that the prosopon of the hypostasis of God the Word is shared by both the divine and the human hypostases of our Lord Jesus Christ, because as he wrote, “they did not come into being dividedly either in specific concretion or in duality. For he is one hypostasis from both, and one prosopon conjointly, and one nature of God the Word incarnate.”
The concept of assuming an individuated human nature can be seen in thought alone in the formation of Eve from Adam and also in the incarnation of the Word of God from Saint Mary the Mother of God (Theotokos).
Controversy over the Term Hypostasis u`po,stasij during the time of Saint Athanasius:
A Synod was convened in Alexandria in the year 362 AD and addressed a synodical letter to the Antiochenes from Saint Athanasius Tomus ad Antiochenos.
5 - THE CREED OF SARDICA NOT AN AUTHORIZED FORMULA. QUESTION OF ‘HYPOSTASIS.’
And prohibit even the reading or publication of the paper, much talked of by some, as having been drawn up concerning the Faith at the synod of Sardica. For the synod made no definition of the kind. For whereas some demanded, on the ground that the Nicene synod was defective, the drafting of a creed, and in their haste even attempted it, the holy synod assembled in Sardica was indignant, and decreed that no statement of faith should be drafted, but that they should be ******* with the Faith confessed by the fathers at Nicaea, inasmuch as it lacked nothing but was full of piety, and that it was undesirable for a second creed to be promulged, lest that drafted at Nicaea should be deemed imperfect, and a pre**** be given to those who were often wishing to draft and define a creed. So that if a man propound the above or any other paper, stop them, and persuade them rather to keep the peace. For in such men we perceive no motive save only *******iousness. For as to those whom some were blaming for speaking of three Subsistences, on the ground that the phrase is un******ural and therefore suspicious, we thought it right indeed to require nothing beyond
the confession of Nicaea, but on account of the *******ion we made enquiry of them, whether they meant, like the Arian madmen, subsistences foreign and strange, and alien in essence from one another, and that each Subsistence was divided apart by itself, as is the case with creatures in general and in particular with those begotten of men, or like different substances, such as gold, silver, or brass; — or whether, like other heretics, they meant three Beginnings and three Gods, by speaking of three Subsistences. They assured us in reply that they neither meant this nor had ever held it. But upon our asking them ‘what then do you mean by it, or why do you use such expressions?’ they replied, Because they believed in a Holy Trinity, not a trinity in name only, but existing and subsisting in truth, ‘both a Father truly existing and subsisting, and a Son truly substantial and subsisting, and a Holy Spirit subsisting and really existing do we acknowledge,’ and that neither had they said there were three Gods or three beginnings, nor would they at all tolerate such as said or held so, but that they acknowledged a Holy Trinity but One Godhead, and one Beginning, and that the Son is coessential with the Father, as the fathers said; while the Holy Spirit is not a creature, nor external, but proper to and inseparable from the Essence of the Father and the Son.
6 THE QUESTION OF ONE SUBSISTENCE (HYPOSTASIS). OR THREE, NOT TO BE PRESSED.
Having accepted then these men’s interpretation and defense of their language, we made enquiry of those blamed by them for speaking of One Subsistence, whether they use the expression in the sense of Sabellius, to the negation of the Son and the Holy Spirit, or as though the Son were non-substantial, or the Holy Spirit impersonal. But they in their turn assured us that they neither meant this nor had ever held it, but ‘we use the word Subsistence thinking it the same thing to say Subsistence or Essence;’ ‘But we hold that there is One, because the Son is of the Essence of the Father, and because of the identity of nature. For we believe that there is one God. head, and that it has one nature, and not that there is one nature of the Father, from which that of the Son and of the Holy Spirit are distinct.’ Well, thereupon they who had been blamed for saying there were three Subsistences agreed with the others, while those who had spoken of One Essence, also confessed the doctrine of the former as interpreted by them. And by both sides Arius was anathematized as an adversary of Christ, and Sabellius, and Paul of Samosata, as impious men, and Valentinus and Basilides as aliens from the truth, and Manichaeus as an inventor of mischief. And all, by God’s grace, and after the above explanations, agree together that the faith confessed by the fathers at Nicaea is better than the said phrases, and that for the future they would prefer to be ******* to use its language.
It is also worthy to note that Saint Athansius was flexible in using terminology so that he was able to reconcile two different formularies in the usage of the term hypostasis by the interpretation of each terminology brining together the two parties to refuse the Arian heresy and confess the Nicean Creed.
It is historically recognized that “later the Cappadocians adopted for the formula “three hypostases, but one ousia”, which became the normal orthodox expression”.
Problems Concerning The Term Persona Pro,swpon
This term was used in the west in the meaning of hypostasis, the thing which cannot be reconcilable with the Christology of Saint Kyrill of Alexandria.
“In the early sixth century, persona was finally given ****physical and philosophical definition by Boethius. In this classic definition, a person is “an individual substance of a rational nature” (rationalis naturae individua substantia). Boethius and his contemporary, Cassiodorus, were also responsible for the determination of subsistentia as the proper translation of hypostasis. Whereas this latter point of definition would ultimately clarify Trinitarian usage, the definition of persona retains, now at the ****physical level, the original problem of the Western reaction to the theological use of hypostasis. The latter term had caused discussion because of its original translation as substantia; and, here, persona, which Latin usage had juxtaposed with substantia, is defined as an individual substantia rather than as the Cappadocians had defined hypostasis, an individual instance of a substance or essence. This definition, with its internal problems, was inherited by the medieval doctors as the normative philosophical meaning of persona.”
“Thomas Aquinas… proposes also his own explanation of the term “person”: Persona significant in divinis relationem, ut rem subsistentem in natura divina (“Person signifies a relation in the divine, as a thing subsisting in the divine nature”)… This solution to the problem, with its use of the term suppositum, or as frequently given, suppositum intelligens, an intelligent individual, becomes typical to medieval discussion of persona.”
“In brief, the term has traditionally indicated an objective and distinct mode or manner of being, a subsistence or subsistent individual, not necessarily substantially separate from other like personae. Thus, in trinitarian usage, three personae subsist in the divine substantia or essentia without division and, in christological usage, one persona has two distinct naturae, the divine and the human. This can be said while nonetheless arguing one will in God and two in Christ-since will belongs properly to the essence of God and to the natures in Christ, and in neither case to persona as such. Thus, in language of the scholastics, persona indicates primarily and individuum, an individual thing, or a suppositum, a self-subsistent thing, and more specifically still, an intelligent self-subsistent thing (suppositum intelligens).”
The non-Chalcedonians believe in one united incarnate divine-human nature in Christ, which is a composite nature and also in one personal will for the Logos incarnate. They do not deny that this composite nature is out of two natures united together without confusion, with all their properties and functions including natural will and natural energy. Recently it was possible to reconcile Chalcedonian and non-Chalcedonian Christology in the agreed statement of Sept. 1990 (Chambesy – Switzerland).
“The real union of the divine with the human, with all properties and functions of the uncreated divine nature, including natural will and natural energy, inseparably and unconfusedly united with the created human nature with all its properties and functions, including natural will and natural energy. It is the Logos incarnate who is the subject of all willing and acting of Jesus Christ.”
Two natural wills were united without confusion or separation in one person. The natural wills of both divinity and humanity continued to exist in the union. The natural will is an expression of the natural desire. i.e. the desire of the nature.
The personal will is an expression of the decision i.e. the decision of the person.
Since Jesus Christ is composed only of one single free person (prosopon). That is why He always had one decision i.e. one personal will. In this decision He was one with the Father and the Holy Spirit according to His divinity, at the same time He was obedient to the Father according to His humanity.
Our human nature was blessed in Jesus Christ, being the head of the Church, He became a cause of salvation to all who obey Him.
The Nestorian Heresy:
It was a great tragedy in the history of Christianity that Nestorius the condemned patriarch of Constantinople taught during his ministry that Christ is a man given the glory of God, saying that since the second person of the holy trinity, God the Logos, dwelled in the man Jesus Christ, this man should be worshipped with God, and that God the Logos gave his authority, honor and names to the man Jesus. By doing so he entered the heresy of deification of man which is refused by the true orthodox. He also separated the two natures of Christ but unified the will, and he spoke about personal (prosopic) union that is the union of two persons in Christ and that the Son of God is one and the Son of man is another. The prosopic union for Nestorius meant an external union of images, the image of man and the image of god. He absolutely refused the natural and hypostatic union. Orthodox Christianity believes that “great is the mystery of godliness: God was manifested in the flesh” (1Timothy 3:16) and refuses to separate Christ Who is the Word of God from God the Father as if another god can be worshipped since God said in the holy ******ures, “My glory I will not give to another” (Isaiah 42:8), and we believe in one God.
Although Nestorius became Patriarch in the year 428 AD and Saint Athanasius departed in peace in the year 373 AD, yet Saint Athanasius in his synodical letter to the Antiochenes 362 AD Tomus ad Antiochenos wrote the following against the Nestorian heresy before it became a real danger faced by the third Ecumenical Council in the year 431 AD in Ephesus. This defense expressed the faith handled once to the Church:
“But since also certain seemed to be contending together concerning the fleshly Economy of the Savior, we enquired of both parties. And what the one confessed, the others also agreed to, that the Word did not, as it came to the prophets, so dwell in a holy man at the consummation of the ages, but that the Word Himself was made flesh, and being in the Form of God, took the form of a servant, and from Mary after the flesh became man for us, and that thus in Him the human race is perfectly and wholly delivered from sin and quickened from the dead, and given access to the kingdom of the heavens. For they confessed also that the Savior had not a body without a soul, nor without sense or intelligence; for it was not possible, when the Lord had become man for us, that His body should be without intelligence: nor was the salvation effected in the Word Himself a salvation of body only, but of soul also. And being Son of God in, truth, He became also Son of Man, and being God’s Only-begotten Son, He became also at the same time ‘firstborn among many brethren.’ Wherefore neither was there one Son of God before Abraham, another after Abraham: nor was there one that raised up Lazarus, another that asked concerning him; but the same it was that said as man, ‘Where does Lazarus lie;’ and as God raised him up: the same that as man and in the body spat, but divinely as Son of God opened the eyes of the man blind from his birth; and while, as Peter says, in the flesh He suffered, as God opened the tomb and raised the dead. For which reasons, thus understanding all that is said in the Gospel, they assured us that they held the same truth about the Word’s Incarnation and becoming Man.”
وفيما يلي ترجمة الجزء الخاص بنسطور
قدم نيافة الأنبا بيشوى ورقة باللغة الإنجليزية فى المؤتمر الدولى الرابع لمركز المخطوطات بمكتبة الأسكندرية بعنوان "مشكلات فهم مصطلحات اللاهوت المسيحى بين اللغات الأربعة: السريانية، اليونانية، اللاتينية، :والعربية" ورد فيها ما يلى فى صفحة 10 بخصوص الهرطقة النسطورية
The Nestorian Heresy:
It was a great tragedy in the history of Christianity that Nestorius the condemned patriarch of Constantinople taught during his ministry that Christ is a man given the glory of God, saying that since the second person of the holy trinity, God the Logos, dwelled in the man Jesus Christ, this man should be worshipped with God, and that God the Logos gave his authority, honor and names to the man Jesus. By doing so he entered the heresy of deification of man which is refused by the true orthodox. He also separated the two natures of Christ but unified the will, and he spoke about personal (prosopic) union that is the union of two persons in Christ and that the Son of God is one and the Son of man is another. The prosopic union for Nestorius meant an external union of images, the image of man and the image of god. He absolutely refused the natural and hypostatic union. Orthodox Christianity believes that “great is the mystery of godliness: God was manifested in the flesh” (1Timothy 3:16) and refuses to separate Christ Who is the Word of God from God the Father as if another god can be worshipped since God said in the holy ******ures, “My glory I will not give to another” (Isaiah 42:8), and we believe in one God.
وترجمة ذلك
الهرطقة النسطورية
كانت مأساة عظمى فى تاريخ الكنيسة أن نسطوريوس بطريرك القسطنطينية المدان علَّم فى أيام خدمته بأن المسيح هو إنسان أُعطى مجد الله، قائلاً بأنه حيث أن الأقنوم الثانى من الثالوث القدوس، الله الكلمة، سكن فى الإنسان يسوع المسيح، فإن هذا الإنسان يجب أن يُعبد مع الله، وأن الله الكلمة أعطى للإنسان يسوع سلطاته وكرامته وألقابه. وبذلك أدخل هرطقة تأليه الإنسان التى ترفضها الأرثوذكسية الحقيقية. كما أنه فصل بين طبيعتى المسيح، لكنه وحّد المشيئة، وتكلم عن إتحاد أشخاص (شخصانى) أى إتحاد شخصين فى المسيح، وأن إبن الله هو واحد وابن الإنسان هو آخر. إن الاتحاد الشخصانى بالنسبة لنسطور يعنى إتحاد خارجى فى الصورة، صورة الإنسان وصورة الله. ورفض تماماً الإتحاد الطبيعى والاتحاد الأقنومى. إن المسيحية الأرثوذكسية تؤمن بأنه "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى 3: 16) وترفض فصل المسيح الذى هو الله الكلمة عن الله الآب، وكأن إله آخر يمكن أن يُعبد مع الله لأن الله قال فى الأسفار المقدسة "مجدى لا أعطيه لآخر" (اش 42: 8)، ونحن نؤمن بإله واحد.
أنتهى
انا لا اشتت الموضوع ولكن كلامى هو فى صميم الموضوع
فقد قلتم اننا نعبد العذراء والقديسين
فقلت لكم لا بل نتشفع بهم
فقلتم هذا اشراك مثل الوثنيين الذين كانوا يشركون بالله الاصنام ويتشفعون بهم
فقلت لكم ان الله يقبل الشفاعة ويأمر بها
وهذه الشفاعة مقبولة بشهادة القرآن ايضا
مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ( البقرة 255 )
مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ( يونس 3 )
وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَه ( سبأ 22 ، 23 ).
اذن هناك من يأذن الله لهم بالشفاعة ويقبل منهم
فقلتم ان الشفاعة يوم القيامة
فقلت لكم ان الشفاعة يوم القيامة لا تجدى
ان الشفاعة يوم القيامة لا تجدى
لان يوم القيامة هو يوم الحساب
الشفاعة تجدى والانسان يعيش على الارض فى فترة اختباره فالشفاعة تسنده وتقويه اما حينما تنتهى فترة الاختبار ويغلق الباب ويسدل الستار عن حياة الانسان فلا شئ يصاحبه غير اعماله
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يونس 27
هم فيها خالدون تناقض الحديث القائل ان الشفاعة تخرج الناس من النار
أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ الجاثية 21
وحتى التوبة وقت الموت غير مقبولة عند الله
وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ ٱلآنَ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً النساء 18
فهل لا يقبلها عند الموت ويقبلها يوم القيامة بالشفاعة ؟؟؟!!!
اذن يوم القيامة يوم الحساب لا يوم الشفاعة
من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة البقرة 254
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه ُفَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ القارعة 6 ـ 11
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } الحاقة 19 ـ 37
واخيراً تقول ان ذلك تشتيت للموضوع ام ليس عندك رد
أ- قصة ابينا ابراهيم وابيمالك الملك :اقتباس:
و أسألك سؤالا بسيطا اتمنى ان اجد عندك الأجابة :
أين يدعوك كتابك أن تتشفع بالقديسين و العدراء مريم ??
هل يمكنك أن تبين لنا نصا من كتابك يدعوك لذا الأمر ??
لقد اخطأ ابيمالك واخذ سارة زوجة ابراهيم وضمها الى قصره وفعل ذلك بسلامة قلب لان ابراهيم كان قد قال عنها انها اخته فظهر له الرب فى حلم وانذره بالموت ثم قال له فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا ( تك 20 : 7 ) وهكذا نرى ان الله اشترط وطلب شفاعة ابراهيم فى ابيمالك
ب- قصة ايوب الصديق واصحابه الثلاثة
بنفس الطريقة اشترط الرب شفاعة ايوب الصديق فى اصحابه الثلاثة وصلاته من اجلهم لكى يغفر لهم الرب
حيث امرهم الله قائلاً خذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب. ( اى 42 : 8 )
ج ــ ومكتوب و ان وقف موسى و صموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا (ار 15 : 1)
وكان الاثنان قد ماتا ايام ارمياء النبى اى انه يقبل شفاعتهم فى من على الارض وهم فى السماء
د ــ وكثيراً ما قال الله من اجل فلان عبدى افعل كذا وكذا
فظهر له الرب في تلك الليلة و قال انا اله ابراهيم ابيك لا تخف لاني معك و اباركك و اكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي (تك 26 : 24)
و يكون له سبط واحد من اجل عبدي داود و من اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من كل اسباط اسرائيل (1مل 11 : 32)
و احامي عن هذه المدينة لاخلصها من اجل نفسي و من اجل داود عبدي (2مل 19 : 34)
ولذلك يقول المرتل من اجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك. ( مز 132 : 10 )
ان صلوات البشر بعضهم لاجل بعض ( منتقلين ومجاهدين ) دليل على المحبة المتبادله بين البشر ، ودليل على ايمان الاحياء بأن الذين انتقلوا ما زالوا احياء يقبل الله صلواتهم كما هو مكتوب
و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء (لو 20 : 38)
و دليل على إكرام الله لقديسيه
ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب (يو 12 : 26)
ومكتوب ايضا و الان يقول الرب حاشا لي فاني اكرم الذين يكرمونني و الذين يحتقرونني يصغرون (1صم 2 : 30)
ايضا الشفاعة هى شركة حب بين اعضاء الجسد الواحد
الكنيسة هى جسد واحد ، المسيح رأسه وكلنا اعضاءه
من اجل هذا سمح الله بهذه الشفاعات ، لفائدة البشر .
وهذه الشفاعة اقامت جسراً بين سكان السماء وسكان الارض .
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=140
انت حينما اثبت ان روح القدس كما جاء بالقرأن هو جبريل لم تأتى بنص صريح يبين ذلك لانه لا يوجد نص صريح وقلت
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=174اقتباس:
لا تتكلم بجهالة يا ضلام العالم و لا تعلن عن جهالتك جهرا فان بليتم فاستتروا.
ونستطيع إثبات تلك الحقيقة من خلال الإستنباط القرآنى والبحث والتقصى فى آيات الله الكريمة
وهذا الكلام يرد على كلامك القائل
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=177اقتباس:
لمادا لا يوجد لفظ صريح لتأليه الروح القدس في الكتاب المقدس
يعني نص زي الروح القدس و الأب واحد
انا في الروح القدس و الروح القدس فيا
رغم انها ليست الفاظ تصرح بالألوهية لكن معلش نتسامح معاك
وهذا الاستنباط والاستنتاج لاثبات لاهوت الروح القدس هو ما اتبعناه
ويمكنك ان تقرأه مرة اخرى لعلك تفهم
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=161
وهناك عدة ملاحظات
حينما بشر الملاك جبرائيل زكريا بميلاد يوحنا المعمدان قال له
لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك إليصابات ستلد لك ابناً ، وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته ، لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلاههم
( لو 1 : 13 ـ 15 )
وهذا دليل على ان الملاك جبرائيل ليس هو الروح القدس
و حينما بشر الملاك جبرائيل مريم العذراء بميلاد السيد المسيح قال لها : لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً ، وتسمينه يسوع ... فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ، فأجاب الملاك ، وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس الولود منك يدعى ابن الله
اذن الملاك جبرائيل يقول لها ان الروح القدس يحل عليك اى انه يتكلم عن شخص اخر غائب
اذن الروح القدس هو الله
والقران يقول عن ولادة السيد المسيح من العذراء
كذلك يخلق الله ما يشاء اذ قضى امراً فأنه يقول له كن فيكون ال عمران 46
اى ان معجزة حبل العذراء بالسيد المسيح هى امر من الله وليس له علاقة بملاك او برئيس ملائكة
و أيضاً مكتوب أن مريم حينما زارت إليصابات أم يوحنا وسلمت عليها فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلأت إليصابات من الروح القدس ( لو 1 : 40 )
وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس ، وتنبأ قائلاً ، مبارك الرب إله إسرائيل
و أيضاً مكتوب ( لو 1 : 68 )
وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان ، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل ، والروح القدس كان عليه ، وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب
وهنا ملاحظة هامه نجد ان الروح القدس حالل على اكثر من شخص فى وقت واحد
فهو حالل على العذراء مريم وحالل على يوحنا المعمدان من بطن امه وحالل على امه اليصابات
وحالل على زكريا وحالل على سمعان الشيخ
وهذا لايجوز ان يكون من شخص محدود كالملاك جبريل وهذا يعنى ان روح الله القدوس هو الله
ويبقى السؤال معلقاً بلا اجابة
لما لم يكفر القرأن المسيحيين بنص صريح قائلاً
كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
مثلما قال
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة
ومثلما قال
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( التوبة 31 )
ومثلما قال
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( المائدة 116 )
او مثلما قال
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( المائدة 73 )
والاجابة المنطقية هى ان القرآن لم يكن يعرف من هو اله المسيحية !!!
اذا دخلت الحكمة قلبك و لذت المعرفة لنفسك فالعقل يحفظك و الفهم ينصرك. ( ام 2 : 10 ، 11 )
( ومن له اذنان للسمع فليسمع )
يعني ربك حمامة :p018: .اقتباس:
اذن الروح القدس هو الله
مرة خروف ومرة حمامة ومرة إنسان .. لم ينقصه إلا التجسد في جماد :p012:
إللي يعيش ياما يشوف
مت 3:16 واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه :p018:
ربك عندما تجسدك في حمامة كانت هذه الحمامة male or female
حخلي الموضوع ده بعدين و سأبين لك ما ليس لك به علم
ما هو مسطر باللون الأحمرلا يعد رأيك الشخصي عزيزي
أنا اوردت لك تقسيما للشفاعة في المشاركة :
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=166
فقمت بتوضيح أقسام الشفاعة بأختصار الى :
القسم الأول: نصوص ترجع الشفاعة لله،
{ قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون }
القسم الثاني: نصوص تنفي الشفاعة بإطلاق،
{ فما تنفعهم شفاعة الشافعين }(المدثر: 48)
القسم الثالث: نصوص تنفي انتفاع الكافرين بالشفاعة
{ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }(مريم: 87 )
القسم الرابع: نصوص تثبتها بقيود وتشترط لها شروطا،
{ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }(مريم: 87 )،
في حين أن كلامك هو رأيك الشخصي و لم يرد أي نص صريح بوجوب الشفاعة في الدنيا كما تدعي
أما ما تقدمت بوضعه من نصوص تنفي الشفاعة في يوم القيامة فقد تم توضيحه في المشاركة السابقة و قلت قبلا أني لا أحب التكرار فالمرجو مطالعته مرة أخرى
و أظنني سألتك سؤالا فيما يخث هذا الموضوع فقلت لك :
أين نجد في كتابك نصوصا تدعو للتشفع بالقديسة مريم و القديسين وهم أموات ??
لم أجد لك أجابة عن هذا السؤال
هل كان ميتا حينها ام حيا ??
نحن ننكر التشفع بالأموات يا ضيفنا أما التشفع بالأنبياء وهم احياء فلم أعارضه أبدا و لا تحور الى نقطة بعيدة عن تساؤلي
فأين ما يوضح من نصوص كتابك التشفع بالأموات
فهمت سؤالي أم أنك تحترف اللف و الدوران ??
هل الأن القديسة مريم هي على قيد الحياة لتجعل أمر تشفعك بها مقارن بالتشفع بالأنبياء وهم أحياء ??
أعطيني ما يشبه القرينة الحالية بالتشفع بالأموات ليكون كلامك مبنيا على اساس سليم
السؤال مرة أخرى :
هل نجد في كتابك نصوصا تدعو للتشفع بالقديسة مريم و القديسين وهم أموات ??
أعود معك مرة اخرى الى المشاركة :
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=174
و منه نأخد قوله تعالى :
(( و َإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101} قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {102}))
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُّواً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهُِ - البقرة 2 :97 - .
الى متى تغمض بصيرتك ??
صدقني أنني أكره التكرار و اعادة ما قيل من قبل فحاول ان تقرأ كل ما يتم كتابته حتى لا تحرج نفسك أكثر من ذلك
تم ابطال ادعاءك و تم وضع اية صريحة تبين أن من انزل الوحي على رسول الله هو روح القدس الذي هو جبريل حسب ما جاءت به الأية :
(( و َإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101} قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {102}))
فأين القرينة من كتابك التي تترتب عليها اقرار الألوهية للروح القدس ??
و هل الألوهية يتم استنتاجها يا عزيزي ??
أصحاب العقول في راحة
حينما استشهدت أنا بهذه النصوص لم أقل أن الروح القدس هنا هو جبريل و لا تقولني ما لم أقله
ما قمت بتوضيحه من هذه النصوص هو كما جاء في كلامي بالحرف :
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=193اقتباس:
فهذه النصوص من أدلتهم على الفرق بين جبريل والروح القدس ، ثم بعد حين من الزمن اعتقدوا ألوهيته وقالوا في قانون إيمانهم إنه : (( الرب المحيي المنبثق من الآب ، المسجود له والممجد مع الآب والابن ، الناطق في الأنبياء )) ، واستدلالهم بتلك النصوص مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول ،
أبين لك تدليسا اخر من تدليساتك في قوله تعالى :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
فدعك من تدليسات اباءك المحترفين في تقطيع النصوص كما يحلو لهم
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=165
لا احب التكرار كما قلت لك عزيزي
متى اتخذ النصارى العذراء إلاها ؟؟
اولا من كتاب زكريا بطرس يتكلم عن هرطقة المريميين و اليك المقال :
عبادة العذراء و علاقتها بكنيسة روما –دراسة بروتستانتية
http://www.ianpaisley.org/article.asp?ArtKey=virgin
يقول موقع كلمة الحياة عن فساد كنيسة روما
*القرن الثامن: دخلت عبادة الأيقونات وانتشر السجود للتماثيل والصلاة لها وتقبيلها، وتحليتها بالجواهر.
*القرن التاسع: إدخال عقيدة الاستحالة "ثم تثبيتها بعد ذلك في مجمع لاتيران في القرن الثالث عشر". وكذلك حكاية الماء المقدس.
*القرن العاشر: الطقس الخاص بمسحة المرضى.
*القرن الحادي عشر: عبادة العذراء وتثبيت ذلك رسمياً على يد البابا إربان الثاني في مجمع كليرمينت عام 1095م.
http://www.kalimatalhayat.com/church...rch_trip_7.htm
طائفة الكرمليين و عبادة العذراء
http://www.carmes-liban.org/SAINTS/STJUILLET.htm
فإلى هذا المعْلم التاريخي والروحي، أي هذا المعبد المكرّس على اسم السيّدة العذراء على قمّة الكرمل، تعود تسمية اولئك النسّاك "بإخوة العذراء مريم". وعلى ذلك، فإنَّ تعبّد الكرمليّين نحو أمهم العذراء لم تقتصر على تشييد الكنائس والمعابد على اسمها، وعلى اتخاذهم إياها شفيعة ونموذجاً لحياتهم، بل كرّسوا لها أنفسهم، وذلك في الصيغة القانونية لنذورهم بالذات؛ بحيث تكون نذور الراهب الكرملي فاسدة إن لم تشتمل صورة إبرازه النذور على تكريسه لمريم العذراء، وبذلك يصبح الراهب حقاً في عداد "إخوة العذراء سيّدة الكرمل".
هذا عبارة من موقع كاثوليكى
بقدر ما نظهر لها من تعبدات لا نَفِهَا هذا الجميل الذي صنعته مع الإنسانية ومع البشرية، لا نَفِهَا الجميل الذي أعطته للكنيسة لأنها ما زالت تحافظ على الكنيسة بوجودها بظهوراتها بعجائبها وتقوي المسيحيين.
http://syrcata.org/index.php?module=...age&pageid=370
الى الأن :
تم اثبات عبادة الأيقونات و الأصنام و بالصور و المقالات المأخودة من مواقع مسيحية
كما تم اثبات عبدة الأحبار و الرهبان و اتخادهم الهة من دون الله
و أخيرا تم اثبات موضوع عبادة القديسة مريم
كما تم ابطال عقيدة تأليه الروح القدس بدراسات في زمنية اتخاد الروح القدس الها و ظرفيتها
و نسأل الأن :
من هو اله المسيحية يا ترى و هل سيتم عقد مجمعات اخرى لتحديده كما قاموا بذلك مسبقا
هل تحديد الأله يتم عبر مجامع يعقدها بشر ??
ما هذه العقيدة ?,
تم وبحمد الله و اتمنى ان أجد من ضيفنا نقدا لما تم تقديمه بدلائل قطعية و بدون كلام مرسل و استنتاجات شخصية لا علاقة لها بما تصرح به النصوص
اختلاف النصارى حول طبيعة المسيح
إليك أيها القارئ الكريم ما جاء في كتيب صادر عن منشورات كلية البابا كيرلس السادس اللاهوتية للكرازة المرقسية ، وهو بعنوان (تعليم كنيسة الإسكندرية فيما يخص طبيعة السيد المسيح) وهو عبارة عن نص الكلمة التي ألقاها الأرشيدياكون وهيب عطا الله جرجس ، ممثلاً لوجهة نظر كنيسة الإسكندرية في المؤتمر العالمي الذي عقد بمدينة القدس القديمة في المدة من 12_15 أبريل 1959 . وسيتضح لك أيها القارئ الكريم أن المسيحيين أنفسهم ، وبعد عشرين قرناً من المسيح ، لم يستطيعوا بعد أن يتفقوا على تصور واحد لإلوهية المسيح المزعومة .
والتزاماً بالأمانة الكاملة ، ننقل هنا ما ورد في هذا الكتيب ، في شأن طبيعة المسيح عليه السلام :
يقول الأرشيدياكون وهيب عطا الله جرجس :
( إني أجرؤ على أن أقرر أن الخلاف ، كل الخلاف ، بين الكاثوليك ومن يقول بقولهم من أصحاب الطبيعيتين كالبروتستانت وبعض الأرثوذكس الذين يعترفون بمجمع خلقيدونية من جانب ، وبين القائلين بالطبيعة الواحدة في السيد المسيح وممن لا يؤمنون بقانونية مجمع خلقيدونية من جانب آخر ، أقول إن الخلاف بين هؤلاء وأولئك خلاف فلسفي صرف يقوم على أساس التعبير الصحيح الذي ينبغي أن يعبر به عن الاتحاد الكائن بين لاهوت السيد المسيح وناسوته .
أما نحن في الشرق ، فإننا نتخوف كل التخوف من استخدام مصطلحات فلسفية في تعريف أو تحديد معنى أو حقيقة من الحقائق اللاهوتية ، فالكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية ( وهي كنيسة الإسكندرية والكنيستان السوريانية والأرمينية ) تؤمن بلاهوت المسيح كما تؤمن أيضاً بناسوته . ولكن المسيح عندهم طبيعة واحدة مع ذلك . وقد يبدو في هذا نوع من تناقض . ولكن على الرغم مما يبدو في هذا من تناقض منطقي عقلي ، إلا أن كنيستنا لا ترى فيه شيئاً من التناقض لأنها تنظر إلى طبيعة السيد المسيح نظرة صوفية روحانية ينحل فيها كل ما يبدو أمام الفكر البشري أنه متناقض أو محال ! . هذه التجربة الصوفية أو الروحانية تعلو على كل تناقض عقلي أو فلسفي . فيها لا يسأل المسيحي لم ؟ أو كيف ؟ ، إن في ديانتنا أسراراً نؤمن بها ونقبلها بكل يقين وإيمان لا شيء إلا لأنها قد أعلنت لنا من الله . ونحن نؤمن بها على الرغم من معارضتها لحواسنا ومناقضتها لعقلنا المادي ، لا لشيء إلا لأننا أيقنا أنها من الله . وكما نؤمن بوجود الله وأنه قادر على كل شيء ، كذلك نؤمن بأسرار ديانتنا من دون أن نكون في حاجة إلى أن نسأل ، لم ؟ أو كيف ؟ ، ولا شك أن العقل الفلسفي لا يستطيع أن يقبل هذا الإيمان الصوفي . ولكن العقل الفلسفي ليس في الواقع عقلاً روحياً على الحقيقة . إنه عقل لا يؤمن إلا بقدراته ومقاييسه وحدها . والديانة بالنسبة إلى العقل الفلسفي هي علم يمكن أن يوضع على قدم المساواة مع أي فرع آخر من فروع المعرفة الإنسانية . والعقل الفلسفي يحاول أن يخضع الديانة لذات المنهج العلمي الذي تخضع له كل فروع المعرفة المادية . ومن هنا فقد يدخل إلى الدين مناهج التحليل والتصنيف والاستنباط والاستقراء وما إليها من أجل أن تجعله أكثر إساغة وقبولاً للعقل الفلسفي .
ويا للأسف ، أننا لا نستطيع بهذا المنهج في معالجة المسائل الدينية والحقائق اللاهوتية ، أن نفهم روح الديانة ، فعندما يتدخل العقل ، تقف التجربة الروحية الصوفية ، بل تختفي . إن لنا أن نستخدم عقولنا إلى حد معين ، وحينئذ يجب أن يقف العقل ويسلم قياده للتجربة الروحية الصوفية .
الإيمان الأرثوذكسي في طبيعة السيد المسيح
إن الإيمان الأرثوذكس كما نعترف به في كنيستنا هو أن ربنا يسوع المسيح كامل في لاهوته ، وكامل في ناسوته . ومع ذلك لا نجرؤ على القول إنه إله وإنسان معاً . لأن هذا التعبير ينطوي على معنى الانفصال بين اللاهوت والناسوت . وإنما نقول بالحري أنه ( الإله المتجسد ) . فاللاهوت والناسوت متحدان فيه اتحاداً تاماً في الجوهر ، وفي الاقنوم ، وفي الطبيعة . ليس هناك انفصال أو افتراق بين اللاهوت والناسوت في ربنا يسوع المسيح . بل أنه منذ اللحظة التي حل كلمة الله في رحم السيدة العذراء ، اتخذ الاقنوم الثاني من الثالوث القدوس ، من دمها ، أي من دم العذراء ، جسداً بشريا ذا نفس إنسانية ناطقة عاقلة ، واتحد بالناسوت الذي أخذه من القديسة مريم العذراء . فالمولود من القديسة مريم إذن هو الإله المتجسد ، جوهر واحد ، شخص واحد ، أقنوم واحد ، طبيعة واحدة . أو قل هو طبيعة واحدة من طبيعتين ، وبعبارة أخرى يمكن أن نتكلم عن طبيعتين من قبل أن يتم الاتحاد ، أما بعد الاتحاد فهناك طبيعة واحدة لها صفات وخصائص الطبيعتين . !!
وعلى ذلك فالاتحاد الذي تقول به الكنائس الأرثوذكسية التي لا تعترف بمجمع خلقيدونية يختلف اختلافاً جوهريا وأساسياً عن نوع الاتحاد الذي يقول به يوطيخيا .
يقول يوطيخيا إن ربنا يسوع المسيح له طبيعة واحدة ، ولكن على أساس أن ناسوت المسيح قد تلاشى تماماً في لاهوته ، اختلط به وانعدم فيه ، مثله مثل نقطة الخل عندما تختلط بالمحيط ، فيوطيخيا ينكر في الحقيقة ناسوت السيد المسيح إنكاراً تاماً .
وتقول الكنائس الأرثوذكسية التي لا تعترف بمجمع خلقيدونية بأن السيد المسيح ذو طبيعة واحدة تجتمع فيها جميع الصفات والخصائص الإنسانية أو الناسوتية وجميع الصفات والخصائص اللاهوتية ، بدون اختلاط ، وبدون امتزاج ، وبدون تغيير . وهذا هو الإيمان الذي يجهر به الكاهن في القداس القبطي عندما يتلو الاعتراف الأخير ، وهو يحمل الصينية المقدسة على يديه قائلا ً :
(( آمين ، آمين ، آمين ، أؤمن ، أؤمن ، ، وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا هو الجسد المحيي الذي أخذه ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ( أخذه ) من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم ، وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ، ولا امتزاج ، ولا تغيير . . . بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين )) .
وعلى ذلك فصفات اللاهوت باقية ، وصفات الناسوت باقية ، ولكن في طبيعة واحدة .
(( المسيح إذن من طبيعتين ، ولكنه ليس هو طبيعتين بعد الاتحاد )) كما يقول البابا ديوسقورس . فلا اللاهوت امتزج بالناسوت ولا اختلط به ، ولا استحال أحدهما إلى الآخر . إنما اللاهوت والناسوت قد اتحدا . واتحادهما ليس من قبيل الاجتماع أو الاقتران أو المصاحبة ، ولكنه اتحاد بالمعنى الحقيقي لكلمة اتحاد . وإذا كان اللاهوت والناسوت قد اتحدا ، فقد صارا واحداً ، ولا محل للقول بعد ذلك أن هناك طبيعتين ، وإلا فلا يكون الاتحاد صحيحاً أو حقيقياً ! .
ولكن كيف صار هذا الاتحاد ، أو كيف يكون لطبيعة السيد المسيح الواحدة صفات اللاهوت وصفات الناسوت معاً بدون اختلاط وبدون امتزاج وبدون تغيير ، أو كيف يكون للسيد المسيح صفات الطبيعتين ولا تكون له الطبيعتان ، هذا ما لا نعرفه !!
إنه سر من الأسرار الإلهية ، لا يمكن أن نفهمه أو نعيه أو نحتويه في عقولنا . من هنا سمي في الاصطلاح الكنسي بسر التجسد الإلهي . فنحن نؤمن بنوع من الاتحاد يفوق كل فهم بشري وكل تصور .
قد تكون هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للعقل الفلسفي أو للعقل المادي ، وقد يكون فيها تناقض ، وقد يكون فيها ما يتعارض مع قوانين العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية . كل هذا قد يكون صحيحاً ، ولكننا نصدق ونؤمن بتجربة باطنية روحية صوفية عالية على كل منطق وعقل . أن هذا أمر ممكن ، ذلك لأن الله أراده ، وإذا أراد الله شيئاً فهو ممكن ، وحتى لو كان هذا غير معقول للعقل فإنه معقول للعقل الروحاني الذي لا يعرف لقدرة الله حدوداً . وهذا هو (( الإيمان الذي بلا فحص )) الذي يصرخ من أجله الكاهن القبطي في القداس الإلهي .
قد نتكلم أحياناً عن الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية ، لكن هذه التفرقة تفرقة ذهنية بحته لا وجود لها في الواقع بالنسبة للسيد المسيح ، الإله المتأنس . ذلك أنه لم يحدث بتاتاً أن الناسوت واللاهوت كانا منفصلين أو متفرقين في الخارج ثم اتحدا معاً بعد ذلك . إن ما حدث هو هذا :
أن الاقنوم الثاني من اللاهوت القدوس نزل وحل في أحشاء البتول مريم ، وأخذ من لحمها ودمها جسداً إنسانية ناطقه عاقلة ) [ صفحة 13 _ 18 ]
( أما بعد ، فيبدو أن الخلاف بين الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية مجرد خلاف في التعبير ، ذلك لأن كل فريق يقر بالاتحاد بين اللاهوت والناسوت .
وإني أرى أن هذا صحيح إلى حد بعيد ، وأن الخلاف بين الفريقين هو خلاف في الحقيقة على التعبير الصحيح الذي ينبغي أن يعبر به المسيحيون عن إيمانهم بحقيقة الاتحاد القائم بين اللاهوت والناسوت .
ومع ذلك فلكنيستنا المرقسية الأرثوذكسية وللكنائس الأرثوذكسية الأخرى التي لا تقر بقانونية مجمع خلقيدونية أسباب تحدوها إلى أن تتمسك بالتعبير (( طبيعة واحدة للكلمة المتجسدة )) أو (( طبيعة واحدة من طبيعتين )) ، أو (( طبيعة واحدة لها صفات وخصائص الطبيعتين بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير )) . وهي الأسباب عينها التي نرفض من أجلها الإقرار بتعبير الغربيين (( طبيعتان متحدتان )) .
هذه الأسباب يمكن تلخيصها في النقاط الآتية :
أولاً : ليس هناك نص إنجيلي واحد يدل بوضوح على أن للسيد المسيح طبيعتين بعد الاتحاد .
على العكس تماماً فإن هذه النصوص المقدسة تساند التعبير (( طبيعة واحدة لها صفات وخواص الطبيعتين ))
ثانياً : إن التعبير القائل بطبيعتين متحدتين للسيد المسيح _ وهو التعبير الذي تقول به الكنائس الخلقيدونية _ تعبير خطر لأنه يشمل على معاني ، أو على الأقل على احتمالات بمعاني ، تتعارض مع حقائق ديانتنا المسيحية .
1 _ إنه يتضمن الثنائية في السيد المسيح . والثنائية نوع من الافتراق والانفصال بين لاهوت السيد المسيح وناسوته . وإلا فلماذا تصر الكنائس الخلقيدونية على القول بطبيعتين متحدتين ، ولا يقولون بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد .
2 _ إن تعبير الكنائس الخلقيدونية القائل (( بطبيعتين متحدتين )) يحمل التصريح بأن هناك طبيعتين للسيد المسيح كانتا مفترقتين ثم اجتمعتا معاً . وهذا يفتح السبيل للمذهب النسطوري بعينه ، وهو المذهب الذي ترفضه الكنائس الخلقيدونية رفضاً باتاً وتعتبره هرطقة فاسدة .
3 _ إن تعبير (( الطبيعتين المتحدتين )) تعبير هادم لقضية الفداء والخلاص الذي قام به السيد المسيح من أجل الجنس البشري . لأنه إذا كانت للسيد المسيح طبيعتان بعد الاتحاد ، فمن المنطقي أن عمل الفداء قام به جسم السيد المسيح ، لأنه هو الذي وقع عليه الصلب ، وعلى ذلك ففداء المسيح ليست له أي قوة على خلاص الجنس البشري ، إذ يكون الذي مات من أجل العالم هو إنسان فقط ، ومع أن الفداء يأخذ كل قيمته في أن الذي صلب عنا هو بعينه الكلمة المتجسد ! . حقاً إن اللاهوت لم يتألم بآلام الصليب التي وقعت على ناسوت المسيح ، ولكن اللاهوت هو الذي أعطى فعل الصليب قيمته اللانهائية لفداء جميع أفراد النوع الإنساني . !!
إن التعبير (( طبيعة واحدة لها صفات وخصائص الطبيعتين )) تعبير سليم ينقذ قضية الفداء من الانهيار ، بينما أن القول بطبيعتين متحدتين يقبل الاحتمال بأن الصليب كان صلباً لجسد يسوع فقط ، ولم يكن صلباً للمسيح باعتباره الاله المتجسد ، وهذا يفقد الخلاص كل قيمته التي يتعلق عليها فداء الجنس البشري بأسره . وهو معنى تعارضه كل نصوص الكتاب المقدس التي تتكلم عن الفداء . ولسنا في حاجة إلى أن نكرر مرة أخرى ما قاله الرسول القديس بولس من أن الدم الذي سفك لفداء البشرية هو دم الله عينه (( كنيسة الله التي افتداها بدمه )) [ أعمال 20 : 8 ]
4 _ إن تعبير الطبيعتين المتحدتين لا يستطيع أن يفسر اعتقاد الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية ، في أن القديسة مريم هي والدة الإله .
لست أدري كيف يستطيع الكاثوليك والأرثوذكس الخلقيدونيون ، أن ينقذوا أو يبرروا اعتقادهم في أن السيدة العذراء هي والدة الإله ، إذا كانوا يصرون على القول بأن للسيد المسيح طبيعتين متحدتين .
أما التعبير القائل بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد ، فهو وحده الذي يمكن أن يفسر في أن العذراء والدة الإله ، من حيث أن الذي ولد من مريم هو الإله المتجسد . ولو كان في المسيح طبيعتان لكانت العذراء والدة الإنسان يسوع فقط ، ولا يصح تلقيبها بوالدة الإله ، لأنها ليست أصلاً للاهوت . فالقول بطبيعتين في المسيح يسلم إلى الاعتقاد النسطوري الذي يؤيده البروتستانت بكافة نحلهم ومذاهبهم ، وهو أن العذراء ليست والدة الإله ، وإنما والدة الإنسان يسوع . ) [ صفحة 20 _ 27 ] من الكتيب
( هذا هو الوضع اليوم ، الوضع الصحيح للمشكلة القائمة بين القائلين بالطبيعة الواحدة والقائلين بالطبيعتين ، وهي مشكلة التعبير الصحيح الذي يجب أن يعبر به المسيحيون عن اعتقادهم في لاهوت السيد المسيح وناسوته في نفس الوقت .
ولا شك أن الكنائس الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية التي تقر بمجمع خلقيدونية ليست نسطورية على الإطلاق . كما أن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة التي لا تقر بمجمع خلقيدونية ليست بأوطاخية على الإطلاق .
عزيزي القارئ :
إن هذه العبارات التي أوردناها من هذا الكتيب تلقى بعض الضوء على الخلافات بين المذاهب المسيحية في هذا الخصوص ، ومنها نعرف أن هناك العديد من هذه المذاهب ، بل إن المذهب الواحد يتفرع بدوره إلي نحل ومذاهب ، فقد قرأنا في الكتيب إشارة إلي البروتستانت بكافة نحلهم ومذاهبهم ، وحتى المذهب الأرثوذكسي وجدناه ليس واحداً ، فهناك كنائس أرثوذكسية خلقيدونية ، وأخرى غير خلقيدونية ، ومن هذه الأخيرة ، الكنيسة المرقسية الإسكندرية وأحسب إن في هذا الكتيب الكفاية لبيان أن المسيحيين أنفسهم ، وبعد نحو عشرين قرن من رفع المسيح ، لم يستطيعوا أن يتفقوا على تصور واحد لهذه الإلوهية المزعومة.
[COLOR="DarkRed"][SIZE="4"]ان سبب ::
ان سبب اتهام البروتستنت للطوائف الاخرى مثل الارثوذكسية والكاثوليكية بانها تعبد العذراء مريم بسبب
اولاً انها بعيدة عن البيت ... وماذا يعنى بعيدة عن البيت ؟؟؟
اى انها تحكم عليهما ـ كما يفعل اخواننا المسلمين ـ حسب الظاهر، من بعيد الى بعيد ، وبذلك لا تدرك ماهية الممارسات ، التى لطائفتى الارثوذكس والكاثوليك ، و لا تعى حقيقة الامور ، فأنهم يصدروا اتهاماتهم واحكامهم ، بدون علم او دراية فاننا لا نعبد العذراء او القديسين ولكن نكرمهم ونطوبهم
وها العذراء تقول فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني. لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس.
( لو 1 : 48 ، 49 )
وتقول تطوبنى وليس تعبدنى
فنحن نطوب العذراء ونمدحها لانها استحقت ان تلد الله المتجسد
وهذا التطويب والمديح الذى نقدمة للعذراء وللقديسين يرضى عنه الله
فيقول اكرم الذين يكرمونني (1صم 2 : 30)
والعذراء والقديسين اكرموا الله ، فأكرمهم الله ، واكرام الله للعذراء مريم وللقديسين ،هو قبوله لصلواتهم وتشفعاتهم ، عن الذين يلجأون اليهم ، ويتشفعون بهم .
وليس ذلك اشراك بل يقول الله تبارك اسمه
ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب (يو 12 : 26)
ويقول السيد المسيح
من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي ارسلني (مت 10 : 40)
ثانيا لانهم ينكرون شفاعة العذراء مريم والقديسين معتمدين على ايات فى الكتاب المقدس تقول
يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار
(1يو 2 : 1)
لانه يوجد اله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس الانسان يسوع المسيح (1تي 2 : 5)
و لاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي (عب 9 : 15)
وللرد عليهم وعليكم نقول
ان وساطة و شفاعة السيد المسيح هى شفاعة كفارية لا تجوز لاحد غيره لانه الذى فدى العالم بموته على الصليب
ولذلك مكتوب
و لاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي (عب 9 : 15)
هذه الشفاعة لاتجوز الا للسيد المسيح فقط وتسمى الشفاعة الكفارية
ولذلك مكتوب
فراى انه ليس انسان و تحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه و بره هو عضده
(اش 59 : 16)
اى انه حينما وجد الله ان الانسان لا يقدر ان يشفع فى غيرة كفادى فدى الله البشر بنفسه
ولعل هذه الشفاعة التى كان يقصدها القرآن حينما قال
قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( الزمر 44 )
اما شفاعة العذراء والقديسين فهى شفاعة توسلية
على الارض وفى السماء
أ- قصة ابينا ابراهيم وابيمالك الملك :
لقد اخطأ ابيمالك واخذ سارة زوجة ابراهيم وضمها الى قصره وفعل ذلك بسلامة قلب لان ابراهيم كان قد قال عنها انها اخته فظهر له الرب فى حلم وانذره بالموت ثم قال له فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا ( تك 20 : 7 ) وهكذا نرى ان الله اشترط وطلب شفاعة ابراهيم فى ابيمالك
ب - شفاعة ابراهيم فى سدوم وعمورة
كان شعبى سدوم وعمورة اشرار جدا وكان الله تبارك اسمه قد اصدر حكماً عليهما بالافناء ولكنه اراد ان يعلن ذلك الى خليله ابراهيم
فقال الله تبارك اسمه
17- فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله.
18- و ابراهيم يكون امة كبيرة و قوية و يتبارك به جميع امم الارض.
19- لاني عرفته لكي يوصي بنيه و بيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا و عدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به.
20- و قال الرب ان صراخ سدوم و عمورة قد كثر و خطيتهم قد عظمت جدا.
21- انزل و ارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الاتي الي و الا فاعلم.
22- و انصرف الرجال من هناك و ذهبوا نحو سدوم و اما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب.
فأبتدأ ابونا ابراهيم يتشفع فى اهلى سدوم وعمورة قائلاً
23- فتقدم ابراهيم و قال افتهلك البار مع الاثيم.
24- عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان و لا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه.
25- حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم حاشا لك اديان كل الارض لا يصنع عدلا.
26- فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم.
27- فاجاب ابراهيم و قال اني قد شرعت اكلم المولى و انا تراب و رماد.
28- ربما نقص الخمسون بارا خمسة اتهلك كل المدينة بالخمسة فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة و اربعين.
29- فعاد يكلمه ايضا و قال عسى ان يوجد هناك اربعون فقال لا افعل من اجل الاربعين.
30- فقال لا يسخط المولى فاتكلم عسى ان يوجد هناك ثلاثون فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين.
31- فقال اني قد شرعت اكلم المولى عسى ان يوجد هناك عشرون فقال لا اهلك من اجل العشرين.
32- فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط عسى ان يوجد هناك عشرة فقال لا اهلك من اجل العشرة.
33- و ذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم و رجع ابراهيم الى مكانه
وهنا نجد شفاعة ابراهيم فى اهلى سدوم وعمورة
وايضا نجد شفاعة اخرى هى شفاعة الابرار فى مدينتى سدوم وعمورة
فأنه لو وجد حتى عشرة ابرار كانوا قادرين ان يرفعوا الحكم الالهى بشفاعتهم ولاجل خاطرهم عن الجميع
ج - شفاعة موسى فى بنى اسرائيل
صعد موسى الى الجبل لياخذ الشريعة من الله ومكث اربعين يوما ولكن بنى اسرائيل استبطأوا موسى فأخطأوا خطية عظمى بأن صنعوا لهم عجلاً وصاروا يعبدونه قائلين هذه هى الهتك يا اسرائيل التى اخرجتك من ارض مصر
فقال الله تبارك اسمه لموسى
7- فقال الرب لموسى اذهب انزل لانه قد فسد شعبك الذي اصعدته من ارض مصر.
8- زاغوا سريعا عن الطريق الذي اوصيتهم به صنعوا لهم عجلا مسبوكا و سجدوا له و ذبحوا له و قالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.
9- و قال الرب لموسى رايت هذا الشعب و اذا هو شعب صلب الرقبة.
10- فالان اتركني ليحمى غضبي عليهم و افنيهم فاصيرك شعبا عظيما.
11- فتضرع موسى امام الرب الهه و قال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة و يد شديدة.
12- لماذا يتكلم المصريون قائلين اخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال و يفنيهم عن وجه الارض ارجع عن حمو غضبك و اندم على الشر بشعبك.
13- اذكر ابراهيم و اسحق و اسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك و قلت لهم اكثر نسلكم كنجوم السماء و اعطي نسلكم كل هذه الارض الذي تكلمت عنها فيملكونها الى الابد.
14- فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه.
وهنا نجد شفاعة مزدوجة
اولاً شفاعة موسى فى بنى اسرائيل ( وهو حى )
ثانياً شفاعة ابراهيم واسحق ويعقوب فى قول موسى اذكر ابراهيم و اسحق و اسرائيل ( وهؤلاء ماتوا )
د - قصة ايوب الصديق واصحابه الثلاثة
بنفس الطريقة اشترط الرب شفاعة ايوب الصديق فى اصحابه الثلاثة وصلاته من اجلهم لكى يغفر لهم الرب
حيث امرهم الله قائلاً خذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب. ( اى 42 : 8 )
شفاعة القديسين فى السماء
هـ ــ ومكتوب و ان وقف موسى و صموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا (ار 15 : 1)
وكان الاثنان قد ماتا ايام ارميا النبى اى انه يقبل شفاعتهم فى من على الارض وهم فى السماء
و ــ وكثيراً ما قال الله من اجل فلان عبدى افعل كذا وكذا
فظهر له الرب في تلك الليلة و قال انا اله ابراهيم ابيك لا تخف لاني معك و اباركك و اكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي (تك 26 : 24( وكان ابراهيم انذاك فى السماء
و يكون له سبط واحد من اجل عبدي داود و من اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من كل اسباط اسرائيل (1مل 11 : 32) وكان داود انذاك فى السماء
و احامي عن هذه المدينة لاخلصها من اجل نفسي و من اجل داود عبدي
(2مل 19 : 34) وكان داود انذاك فى السماء
وكان الناس يتشفعون بالقديسين الذين بالسماء
ولذلك يقول المرتل من اجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك ( مز 132 : 10 )
وشفاعة العذراء والقديسين فى السماء كما هى على الارض لانهم فى الحقيقة ليسوا امواتاً
ومكتوب
انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء
(مت 22 : 32)
ليس هو اله اموات بل اله احياء فانتم اذا تضلون كثيرا (مر 12 : 27)
و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء (لو 20 : 38)
وان كان هؤلاء القديسين يتشفعون بالبشر وهم احياء على الارض فكم بالحرى شفاعتهم وهم احياء عند الله
ويقول القران ان الشهداء ليسوا اموات بل هم احياء عند ربهم يرزقون
وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
( ال عمران 169 )
وهذه الشفاعة تكون سارية المفعول طالما يعيش الانسان على الارض اما ان مات فيغلق الباب ويسدل الستار فلا تقبل من اجلة شفاعة
والقرآن ايضا يقول ذلك
يقول ان الذى يعمل السيئات جزاءة النار
بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
( البقرة 81)
مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ( الانعام 160 )
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
( يونس 27 )
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( النمل 90 )
اما ما يشفع فى الانسان هو اعماله وليس الا
ومكتوب فى القرآن
وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ( غافر 40 )
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ البقرة 82
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً النساء 124
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ الاعراف 42
لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يونس 26
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ هود 23
ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ النحل 32
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً مريم 60
وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ الشعراء 90
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ العنكبوت 58
أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ الاحقاف 14
ولذلك فأن يوم القيامة لا تجوز فيه الشفاعة
من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة البقرة 254
وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ البقرة 48
وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ البقرة 123
وماذا يكون هذا اليوم سوى يوم القيامة ؟؟؟
فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ المدثر 48
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه ُفَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ القارعة 6 ـ 11
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } الحاقة 19 ـ 37
كل هذه الايات تثبت انه لا شفاعة يوم القيامة
ولا تقول لى هذا رأيك لانه مبنى على القرآن ولم ات به من عندياتى
ولكى ابين لك انك لست واقفاً على ارض صلبة وتناقض نفسك فى هذا الموضوع
اقرأ ماكتبت بنفسك
وبعدها بعدة اسطر قليلة قلتاقتباس:
في حين أن كلامك هو رأيك الشخصي و لم يرد أي نص صريح بوجوب الشفاعة في الدنيا كما تدعي
فكيف لا تعارض تشفع الانبياء وهم احياء برغم انه لم يرد اى نص صريح بوجوب الشفاعة فى الدنيا ؟؟؟!!!اقتباس:
نحن ننكر التشفع بالأموات يا ضيفنا أما التشفع بالأنبياء وهم احياء فلم أعارضه أبدا و لا تحور الى نقطة بعيدة عن تساؤلي
واليك المفاجئة الكبرى ان شفاعة محمد غير مقبولة
ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ التوبة 80
وان كانت شفاعة محمد غير مقبولة على الارض فكم بالحرى فى السماء
اما ما ورد من عبارات مثل
اقتباس:
فإنَّ تعبّد الكرمليّين نحو أمهم العذراء لم تقتصر على تشييد الكنائس والمعابد على اسمها
لا يعنى ذلك انهم يعتبرونها الهة وانما سيدة ولذلك يقولون سيدة جبل الكرملاقتباس:
بقدر ما نظهر لها من تعبدات لا نَفِهَا هذا الجميل الذي صنعته مع الإنسانية ومع البشرية
والكرمليين الذين اشرت لهم ليسوا طائفة وانما هم اعضاء كنيسة جبل الكرمل فلذلك دعوا كرمليين
ولقد اقتبست انت من قبل من موقع كاثوليكى دفاع المشرف عن انهم لا يعبدون العذراء
اما عن بدعة المريميين فكانت فى القرن الخامس وانتهت قبل ظهور الاسلام
واخيراً اود ان اعرض بعض الحان القداس الالهى التى تطوب العذراء مريم وللقارئ ان يحكم حكماً عادلاً هل هذه عبادة ام لا
هذه المجمرة الذهب النقي الحاملة العنبر التي في يدي هرون الكاهن يرفع بخور على المذبح المجمرة . الذهب هي العذراء وعنبرها هو مخلصنا ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا
بشفاعات والدة الإله القديسة مريم يا رب انعم لنا بمغفرة خطايانا نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لنك أتيت وخلصتنا رحمة السلام ذبيحة التسبيح
افرحي يا مريم العبدة والأم لأن الذي في حجرك الملائكة تسبحه والشاروبيم يسجدون له باستحقاق والسيرافيم بغير فتور ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا السيدة والدة الإله
+ وأنت أيضاً يا مريم حملت في بطنك المن العقلي الذي آتي من الآب.
+ ولدتيه بغير دنس وأعطانا جسده ودمه الكريم فحيينا إلى الأبد.
+من أجل هذا نعظمك باستحقاق بتماجيد نبوية.
+ لأنهم تكلموا من أجلك باعمال كريمة أيتها المدينة المقدسة التي للملك العظيم.
+ نسأل ونطلب أن نفوز برحمة، بشفاعتك عند محب البشر.
اخيراً
انت سألتنى قائلاً
أين نجد في كتابك نصوصا تدعو للتشفع بالقديسة مريم و القديسين وهم أموات ??
وقد جاوبتك
وانا اود ان اسألك سؤالاً
اين فى الكتاب المقدس ما يدعو الى عبادة العذراء مريم ؟؟؟
فأن الكتاب المقدس هو الحجة وغيره غير مقبول ...
فجاوبنى ان استطعت !!!
( ومن له اذنان للسمع فليسمع )
يا عزيزي ارحمونا شوية
المفروض إنكم أعلم منا في عقيدتكم ولا اعرف ما هو سبب الأكاذيب ؟
موقع الأنبا تكلا الأرثوذكسي يقر بأن الكاثوليك يعبدون ام الرب وانت تُنكر هذه العبادة ، فمن منكم الكاذب ؟
اقتباس:
اين فى الكتاب المقدس ما يدعو الى عبادة العذراء مريم ؟؟؟
فأن الكتاب المقدس هو الحجة وغيره غير مقبول ...
إخرج انت الأول لنا من الكتاب المقدس أنه يجوز تغيير الأحد بدلاً من السبت...
ألا يكفي 21 صفحة من مراوغات الضيف نور العالم و إنكاره للحق ؟؟
متى سينتهي هذا الموضوع ؟؟
نأتى الى موضوع الروح القدس
الاخ خاليليو
اجهدت نفسك فى اثبات ان الروح القدس حسب ما جاء بالقرآن هو الملاك جبريل واقول لك ان ذلك لا يعنينى فى شئ
انما ما يعنينى هو ان الكتاب المقدس يعلن ان الروح القدس هو الله والمسيحيين يؤمنون بذلك وهو ما موضح فى
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=161
الذى علقت عليه قائلاً
وانا اسئلكاقتباس:
و هل الألوهية يتم استنتاجها يا عزيزي ??
وكيف يتم معرفة الله بدون الاستنتاج والاستنباط ؟؟؟
كان يجب ان يشير القرآن الى هذا الخطأ الايمانى الرهيب الذى يقع المسيحيون فيه بخصوص عبادة الروح القدس
فكان يجب ان يكفر المسيحيين قائلاً مثلاً
كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
مثلما قال كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم
ومثلما قال كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة
فلماذا لم يشر ان كفر المسيحيين لانهم يعبدون الروح القدس ؟؟؟
الاجابة التى لم اجد لها رد الى الان
ان القرآن لم يقدر ان يحدد من هو اله المسيحية !!!
( ومن له اذنان للسمع فليسمع )
يعني حضرتك بتعبد حمامة ؟ :p018:
لو 3:22
ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة
يعني معبودك تجسد في إنسان وحيوان (خروف) وطير (حمامة) ولم يتبقى له غير الجماد .:image5:
حاجة حلو خالص
هوا دا الإله إللي جي تكشفه لنا ... طيب متشكر يا استاذ .
سؤال لو سمحت : ما هو لون جلد يسوع ؟ هل أبيض أم أسمر أم برونزي ؟ وما هو لون شعره ؟ هل كان أشقر أم أسود ؟ وهل كان شعره خشن أم ناعم ؟
أستأذن من أساتذتي الكرام ان ارد على هذا الضيف ..
و هو في الحقيقة ليس ردا بل فقط تذكير بصلب الموضوع و اقتباس لردود الاخوة التي لا أظن الضيف قد قرأها, حيث انه راوغ بما فيه الكفاية و تكبر و عاند و انكر الحق و هو واضح امامه .. و من له أذنان فليسمع ...
الاستنتاج يا استاذ اجتهاد بشري , و البشر يُصيب و يُخطئ .. و الاستنتاجات تختلف من شخص لآخر .. فلا يمكن ان تجعلها مصدرا للايمان !!!!اقتباس:
وكيف يتم معرفة الله بدون الاستنتاج والاستنباط ؟؟؟
و معرفة الله لا تحتمل الاستنتاج بل تحتاج نصا صريحا محكما لا تأويل فيه ..
بعد اذن الاخ خوليواقتباس:
اجهدت نفسك فى اثبات ان الروح القدس حسب ما جاء بالقرآن هو الملاك جبريل واقول لك ان ذلك لا يعنينى فى شئ
انما ما يعنينى هو ان الكتاب المقدس يعلن ان الروح القدس هو الله والمسيحيين يؤمنون بذلك
أمركم غريب يا نصارى .. مرة تقولون في تدليسة غبية ان القرآن اقر بأن الروح القدس هو الله في محاولة يائسة للقول ان القرآن تحدث عن الوهية المسيح ...
و بعد الرد عليكم و اثبات ان الروح القدس هو جبريل عليه السلام تأتينا بتدليسة جديدة مفادها :
هل اقتصارك على السؤال عن الروح القدس معناه اقرار و اقتناع بأن القرآن وصف عقيدتكم بكل طوائفها و طقوسها على مر العصور, و أن الاشكال الذي بقي هو فقط عن الروح القدس ؟؟؟؟؟؟!!!!اقتباس:
كان يجب ان يشير القرآن الى هذا الخطأ الايمانى الرهيب الذى يقع المسيحيون فيه بخصوص عبادة الروح القدس
فكان يجب ان يكفر المسيحيين قائلاً مثلاً
كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
مثلما قال كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم
ومثلما قال كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة
فلماذا لم يشر ان كفر المسيحيين لانهم يعبدون الروح القدس ؟؟؟
نعم هو كذلك !
و قد تم اثبات هذا الكلام في اولى المداخلات و على مدار الـ 20 صفحة بفضل الله ثم الاساتذة الكرام خصوصا الاخ الحبيب عبد الله القبطي و الاخ الحبيب خوليو .. و هذا عيب كبير عليك ان تدخل الحوار في موضوع دون ان تدرسه من كل جوانبه !! :p018:
كان الاحرى بك اولا دراسة طوائف عقيدتك قبل التطرق الى الاسلام ... ما علينا !
و اكاد اجزم انك لم تقرأ الردود التى كُتبت لك و تجاهلتها فقط لتتمادى في التدليس و الخداع !! و الا لكنت انهيت الحوار منذ زمن لانه اصلا قد انتهى ..
و من له أذنان فليسمع .. و من له عقل فليعقل ..
وأصدق تعبير قاله اخي الحبيب Blackhorse
يغيب و يغيب ثم يعود خاويا !!
عودة للموضوع :
من هو الروح القدس؟؟اقتباس:
كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
روح القدس هو جبريل عليه السلام ، قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القُدس ) هو جبريل على الأصح ، ويدل لذلك قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين ) الشعراء/193 وقوله ( فأرسلنا إليها روحنا ) مريم/17
أخرج ابن أبي حاتم عن أحمد بن سنان .... حدثنا أبو الزعراء قال : قال عبدالله : روح القدس جبريل ، ثم قال : وروي عن محمد بن كعب القرظي وقتادة وعطية العوفي والسدي والربيع بن أنس نحو ذلك .
ويؤيد هذا القول ما تقدم وما رواه الشيخان بسنديهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
التفسير المسبور للدكتور حكمت بشير 1/192- 193
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال جماهير العلماء إنه جبريل عليه السلام فإن الله سماه الروح الأمين وسماه روح القدس وسماه جبريل . دقائق التفسير ج: 1 ص: 310
وعقد فصلاً في ذلك فقال :
فصل في معنى روح القدس قال تعالى : ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس ) ... فإن الله أيد المسيح عليه السلام بروح القدس كما ذكر ذلك في هذه الآية وقال تعالى في البقرة : ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) وقال تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) وهذا ليس مختصا بالمسيح بل قد أيَّد غيره بذلك وقد ذكروا هم أنه قال لداود روحك القدس لا تنزع مني ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : " اللهم أيده بروح القدس وفي لفظ روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه " وكلا اللفظين في الصحيح
وعند النصارى أن الحواريين حل فيهم روح القدس وكذلك عندهم روح القدس حدث في جميع الأنبياء وقد قال تعالى سورة النحل : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) وقد قال تعالى في موضع آخر : ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) وقال : ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) فقد تبين أن روح القدس هنا جبريل . .. قال : ولم يقل أحد أن المراد بذلك حياة الله ولا اللفظ يدل على ذلك ولا استعمل فيه .
و في المداخلة رقم 153 , في السطر 38 كتب لك الاخ الحبيب عبد الله القبطي ما يلي
اقتباس:
الكارت الأخير One for the Game!!!
ما هو الروح القُدس؟ ...... أو ما هو التعريف القرآنى للروح القُدس؟ :
نجد أن القرآن تكلم عن الروح القُدس فى أربعة مواضع ...ثلاث منها خاصة بعبد الله و رسوله عيسى بن مريم :
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
و مرة واحدة خاصة بالرسول مُحمد (صلى الله عليه و سلم):
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل102
و الروح القُدس فى القرآن تعنى كبير الملائكة ، سيدنا جبريل عليه السلام ..... فهو رفيق الأنبياء فى كل زمان و كل مكان ...... و فى حالة عبد الله و رسوله عيسى بن مريم ، نظراً لطبيعة رسالته و طبيعة مُعجزاته، فإنه كان مُلازماً للمسيح عيسى بن مريم ..... و هذا ما يعنيه الله بالتأييد..... أى التعضيد .......و لا ننسى أن مُعجزات عبد الله و رسوله عيسى بن مريم ، فى قوم كان هو بمثابة الإنذار الأخير إليهم بأنهم لم يعودوا شعب الله المُختار بعد الآن و أن العهد بينهم و بين الله قد أوشك على الإنتهاء ....و أن الرسالة سوف تخرج من بينهم إلى مكان آخر (الفرع الإسماعيلى فى أسرة إبراهيم (عليه السلام).... هذه الرسالة و هذا البلاغ الذى حمله عبد الله و رسوله عيسى بن مريم كانت تتطلب تدخل قوة أعظم من القوة البشرية (و ليس الناسوت ) ...لذلك فقد أيده الله بملاك ، هو عظيم بين الملائكة ، و هو جبريل عليه السلام، ليكون مُلازماً له و مُنفذاً للمُعجزات الخارجة عن إطار البشر ......و لكن جبريل لم يكن ليقوم بتلك المُعجزات التى تُنسب للمسيح دون إذن من الله .... لأنه كملاك مُسير و مأمور و ليس له الخيار فى فعل الشيئ كما البشر .....و لهذا كانت كلمة بإذن الله مُرادفة دائماً لمُعجزات المسيح عيسى بن مريم !!!
و لا ننسى أن الملائكة لديهم قوى خفية لا نعلم عنها شيئاً ...بل أن التراب الذى داست عليه أقدام الرُسل إلى موسى جعلت عجل بنى إسرائيل الذهبى يخور ، و كأن به حياة :
طه : 87 - 96
{87} فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ{88} أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً{89} وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي{90} قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى{91} قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا{92} أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي{93} قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي{94} قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ{95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{96}
فما بالكم بالمعجزات التى تتم على يد الملاك بذاته ؟!!!!
و جبريل مذكور فى القرآن بإسمه .....جبريل ......و بإسم الروح القُدس و بالإسم المُجرد ....الروح
جبريل :
{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97
{مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }البقرة98
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4
الروح:
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }الشعراء193
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }القدر4
و الله عندما لام المشركين على عبادتهم الأصنام لم يُعدد كل آلهتهم ....بل إكتفى ببعض منها .....فنجده يذكر اللات و العُزى و مناة .....و لم يذكر مثلاً هُبل أو إساف أو نائلة ..... لأن التعدد يُفيد الشرك و ليس هناك من داع لذكر كل الآلهة لكل المُشركين .....و إلا مش ها نخلص !!! ..... و ها يبقى القرآن كله تفصيل لكل شيئ يذكره .....و كل واحد عايز حتة لازم القرآن يذكرها علشان يؤمن (و برضه مش ها يؤمن!!) .... و فى النهاية مش ها نخلص زى سلامات إلهك بولس فى رسالته إلى رومية (16)
النجم : 19 - 20
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{20}
و المُدلس الصغير يدّعى أنهم لا يعبدون آلهة مُتعددة .....فالثلاثى لديهم إله واحد ..... و أنهم لا يعبدون مريم بل يتشفعون لها و للقديسين و للآباء المُباركين (نيافتهم و نياحتهم ) ..... هكذا كان قول المُشركين أيضاً ....فهم أيضاً كانوا يعبدون الله ، أما هذه الآلهة أو الأصنام فلتقريبهم من الله و للشفاعة لدى الله .....
بالضبط كما تدّعون ايها المُدلسون ، كباراً و صغاراً !!!
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3
و هذه الآية نزلت فى كُفار مكة الذين أنكروا أنهم مُشركون ، بل الأصنام للشفاعة و التقرب من الله .....و هم كُفار بالضبط مثلكم أيها النصارى الصليبيون اليسوعيون
و نعود لموضوع الروح القُدس ..... فجبريل ملاك ....و عبادة الروح القُدس هى عبادة لهذا الملاك ..... تعالوا لنرى ماذا قال القرآن عمن يعبدون الملائكة :
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران80
الله أكبر
إخسأ و دارى وجهك فى التراب أيها المُدلس !!
من هم الملائكة ..... أليس منهم جبريل أو الروح القُدس؟!!!
و من هم النبيين ..... أليس منهم المسيح عيسى بن مريم؟!!!
أى :
لا يأمركم الله أن تتخذوا من الروح القُدس و المسيح عيسى بن مريم أرباباً..... أفهل يرضى الله لكم الكفر بعد أن أسلمتم ؟!!!
لا يأمركم الله أن تتخذوا من الروح القُدس و المسيح عيسى بن مريم أرباباً..... أفهل يرضى الله لكم الكفر بعد أن أسلمتم ؟!!!
الله ينهاكم يا نصارى عن عبادة المسيح و عبادة الروح القدس
و معنى هذا الكلام بكل بساطة و بدون لف و لا دوران :
لقد كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
و من له أذنان فليسمع !!!!!!!!!!
تلخيص لكل ما سبق :
ملاحظة : الكلام هنا عن النصرانية بكل طوائفها ! فلا تقل لي انك ارثذكسي و لا تعترف بالاخرين !
1- ثبت بالدليل و البرهان مما سبق انكم تعبدون ثلاثة آلهة تسمونها بالاقانيم كما توضح الصورة
http://www.e-loader.net/upload/18022007_003745_trin.JPG
و اليك تعليق متواضع و بسيط مني عليها !!
اضغط هنا
و هذا ما أكده الله تعالى في قوله :
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة
2- ثبت بالدليل و البرهان و بالصور مما سبق بأنكم تعبدون احباركم و رهبانكم من دون الله
و هذا ما أكده الله تعالى في قوله :
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة)
3- ثبت بالدليل و البرهان و باعترافاتكم انكم تعبدون المسيح و مريم امه
و هذا ما أكده الله تعالى في قوله :
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) المائدة
4- ثبت بالدليل و البرهان انكم تعبدون الروح القدس الذي هو جبريل عليه السلام
و هذا ما أكده الله تعالى في قوله :
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران80
5- محور عقيدة كل طوائف النصارى ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد
و هذا ما يؤكده الله تعالى في قوله
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة
6- النصارى يعتقدون ان الله تعالى (و هو الذي يؤمن به المسلمون ايضا) خالق الكون و خالق كل شيئ , قد تجسد في جسد المسيح .. و منه فقد صار المسيح الها عبدوه على انه الله الظاهر في الجسد , فأصبحوا بذلك مشركين
و الله تعالى يوجه الكلام الى المسلمين ليقولوا للنصارى أن الله الذي يعتقدون انه تجسد هو الهنا جميعا و انه لم يتخذ جسدا بشريا و لم يُصلب ..
وذلك في قوله تعالى :
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) العنكبوت
اعتقد بعد كل هذا ان الصورة قد وضحت ,
و من له أذنان فليسمع ....
و أوجه اليك نداءا حارا بعد هذا الموضوع الطويل ..
كفاكم تدليسا ايها النصارى
اقتباس:
الاجابة التى لم اجد لها رد الى الان
ان القرآن لم يقدر ان يحدد من هو اله المسيحية !!!
و هل حددت المسيحية نفسُها و بكل طوائفها من هو إلهها ؟؟؟؟!!!
:p018:
سؤال يحتاج الى جواب
أوجه الخلافات بين المذاهب :
1 – الإلــه :
- تعتقد الأرثوذكسية بإله واحد ذى ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر، متميز كل منهم في الخواص .
- وتختلف شهود يهوه فيعتقدون أن التثليث عقيدة وثنية ثبتت للمسيحية في القرن الثاني ، وفرضها قسطنطين بالقوة ، وهي بدعة شيطانية ضد الله .
2 – الابن و لاهوته :
- وتتفق الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بأن الابن لاهوته هو لاهوت الآب وأزليته مثله ، فهو مولود من الآب ومساوٍ للآب في الجوهر .
- وتختلف الأدفنتست بأن المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل ، لكنه ليس ملاكاً ، وليس هو الله بطبيعته ، بل كان نائباً عنه في الخلق.
- وتختلف شهود يهوه : فتعتقد بأن يسوع كان إنساناً كاملاً ولد بشرياً مباشرة من الله .
3 – طبيعته ومشيئته :
- تعتقد الأرثوذكسية باتحاد لاهوته مع ناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ؛ إذ لم يعد له طبيعتان منفصلتان بعد الاتحاد .
- يختلف الكاثوليك والبروتستانت مع الأرثوذكس فيعتقدان أن الابن له طبيعتان ومشيئتان متميزتان .
4 – الروح القدس :
- تعتقد الأرثوذكسية أنه منبثق من الآب .
- يختلف الكاثوليك والبروتستانت فتعتقدان أنه منبثق من الآب والابن .
______________________________
المصادر :
من كتاب – الفروق العقيدية بين المذاهب المسيحية وطائفتي الأدفنتست وشهود يهوه القس إبراهيم عبد السيد – بطريركية الأقباط الأرثوذكس –
كنيسة مار جرجس - المعادي - القاهرة - طبعة سبتمبر 1991م . وطبعة الأنبا رويس ( الأوفست ) العباسية القاهرة من صـ12 إلى صـ37 .
و من له أذنان للسمع فليسمع .. و من له عقل في رأسه فليعقل ..
هذا من وجهة نظرك أنت ... لأن المسيحي يقول : فكان يجب ان يكفر المسيحيين قائلاً مثلاً كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله ........ وعابد البقر يقول : فكان يجب ان يكفر عابد البقر قائلاً مثلاً كفر الذين قالوا ان الله بقرة ...... وعابد النار يقول : فكان يجب ان يكفر عابد النار قائلاً مثلاً كفر الذين قالوا ان الله نار....... إلخ .اقتباس:
كان يجب ان يشير القرآن الى هذا الخطأ الايمانى الرهيب الذى يقع المسيحيون فيه بخصوص عبادة الروح القدس
فكان يجب ان يكفر المسيحيين قائلاً مثلاً
كفر الذين قالوا ان الروح القدس هو الله
ولكن الله عز وجل انهى كل هذه التخاريف وقال :
:kaal:
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير
الشورى11
فلا هو يسوع ولا روح قدس ولا بقرة ولا نار ولا حمامة ولا خروف .. فليس كمثله شيء .
إذن لا يمكن أن تتخيله ولا يخطر على بالك كينونته إلا للمجانين فقط .
فهمت ؟
ألا تكفي 22 صفحة من مراوغات الضيف نور العالم و إنكاره للحق ؟؟
متى سينتهي هذا الموضوع ؟؟