بسم الله الرحمن الرحيم
في المداخلة الماضية أثبتت إستحالة تجسد الله عقلياً وإن أراد الزميل أن أثبته نقلياً فعلت ولا مشكلة عندي بل على الرحب والسعة مع أنه خارج عن الموضوع الأساسي لكن لا مشكلة فهو ضيفنا ووجب علينا إكرامه , ثم أقول :
لقد كتب الزميل سائلاً عن نبوءة أخرى ميخا 1 عدد 3 وهي أضعف كثيراً عن سابقتها إشعياء 9 : 6 ولا عجب في هذا ولكني أقول هذا تقريباً ينهي المناظرة إذ أن الزميل العزيز ( أبولوجيست ) لو كان عنده أدلة حقيقة أقوى من هذه النصوص التي جاء بها ليبطل الحقيقة الثابتة الراسخة (
أن يسوع الناصري ليس بإله وليس هو الله ) أو على الأقل يشكك فيها لفعل , ولكنه على ما يتضح لا يملك إلا بعض هذه النصوص التي لا تثبت أي شيئ بخصوص موضوعنا .
ويتضح لي أنه يجب أن أوضح تلك الحقيقة الثابتة قليلاً التي تقول أن يسوع الناصري ليس هو الله وليس بإله وهذا ثابت عقلياً ونقلياً فمن المستحيل عقلاً أن يكون الله هو الله ذاته وهو آخر في نفس الوقت ومهما أتيت بنصوص مع كونها حتى لا تلمح بكون المسيح إله فحتى لو جئت بنصوص تقول أن يسوع هو الله صراحة (
وهذا مستحيل أن تفعله لأنه لا يوجد نص بهذا المعنى ) فهذا لا يفيد إذ أنك لو جئت لي بنص تقول فيه أن الشمس الموجودة في السماء هي نفسها ذات القلم الذي أضعه في جيبي فلن أصدقك ولن يصدقك غيري فكما أن الشمس من المستحيل أن تكون هي ذاتها وهي القلم الموضوع في جيبي في نفس الوقت
كذلك من المستحيل أن يكون الله هو الله ذاته وهو المسيح في نفس الوقت .
فالنصوص في هذه الحالة لا تفيد إبتداءً لأنك تحتاج
أولاً أن تثبت أنه من الممكن عقلاً أن يكون المسيح هو الله ثم بعد ذلك تدعمه بالنصوص والشواهد , هذا إن كان عندك شواهد أو نصوص تقول بهذا الأمر بعد أن تثبته عقلاً .
هل إتضح لك سبب رسوخ وثبات هذه الحقيقة الآن ؟؟؟
هل إتضح لك لماذا هي حقيقة ثابته ولا يمكن أن يشكك فيها أحد ؟؟ لأنها حقيقة عقلية ثابته مدعومة عقلياً ومدعومة بالنصوص والشواهد وبديهي بعد ذلك أن عكس هذه الحقيقة مستحيل عقلاً فضلاً عن أنه لا يوجد نصوص صريحة تقول بعكسها مع العلم كما سبق وأشرت لك أنه حتى لو وجد نص صريح يفيد عكسها لا ينفع (
وهو غير موجود ) لأنه يجب عليك إثباتها عقلاً أولاً .
ثم نأتي لما أشرت إليه من نبوءة ميخا 3 : 1 حيث قلت في مداخلتك هكذا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Apologist
لذا أيضا أطلب منه التعقيب على نبوءة ميخا النبى
+ هوذا الرب يخرج من مكانه و ينزل و يمشي على شوامخ الأرض (ميخا 1 : 3)
قلت : وبماذا سيفيدك تعليقي في هذا الموضوع ؟؟؟
هل تريد أن تقول أن الكاتب هنا كان يعني أن الله سينزل إلى الأرض ويتخذ جسداً بشرياً ويمشي بين الناس ؟؟:p018:
رجاء لاحظ أن موضوعنا الأساسي ليس هو التجسد بل موضوعنا الذي اخترته أنت هو (( يسوع الناصري ليس هو الله وليس بإله )) فلتراعي ذلك .
ثم نأتي لنبوءة ميخا التي ليس لها علاقة بيسوع أصلاً وأعتقد أنك لا تخالفني الرأي في هذا ولكن كما ترى فكاتب النبوءة يقول هكذا :
 |
|
 |
|
ميخا 1 عدد : 3 فانه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الارض. (SVD) |
|
 |
|
 |
فكما هو واضح أن صاحب النص لم يصرح أو حتى يلمح أن الرب عندما يخرج من مكانه سيتخد حينها جسد بشري :p018: عزيزي عفواً إن هذا التصور هو تصور وثني قطعاً ولم يفهمه أنبياء بني إسرائيل كما تحاول أنت تصويره ولم يفهمه اليهود كما تقول أنت وليس له أدنى علاقة بالتجسد ولا يوجد أي تفسير لليهود يقول أن النص في ميخا يعني أن الله سينزل ويتخذ جسداً بشرياً .
ثم أن الرب قد خرج كثيراً جداً من مكمنه في الكتاب المقدس ليفعل أشياء أخرى أهم من أن يتمشى بين الناس ولم يثبت أنه في احدى هذه المرات قد تجسد واتخذ جسداً بشرياً , مع أن الأمور التي خرج من أجلها في كل مرة بحسب مفهومك أدعى لتجسده وإتخاذه جسداَ بشرياً ولن يتجسد فقط من أجل أن يتمشى على شوامخ الأرض .
فانظر مثلاً قوله في إشعياء هكذا :
 |
|
 |
|
اشعياء 26 عدد : 21 لانه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب اثم سكان الارض فيهم فتكشف الارض دماءها ولا تغطي قتلاها في ما بعد (SVD) |
|
 |
|
 |
فكما ترى خرج هنا ونزل ليعاقب إثم سكان الأرض وقد فعل هذا فهل عندما فعل هذا لزم عليه إتخاذ جسد بشري ؟؟؟؟؟؟ الإجابة أتركها للعقلاء .
ولو تأملت الفقرة الواردة في سفر زكريا التي تقول :
 |
|
 |
|
زكريا 14 عدد:3 فيخرج الرب ويحارب تلك الامم كما في يوم حربه يوم القتال. (SVD) |
|
 |
|
 |
فهل يفهم من هذا أن الرب خرج واتخذ جسداً بشرياً يشبه المحاربين ويقاتل الأمم التي يريد بني إسرائيل إهلاكها وإغتصاب أراضيها ؟؟؟
ستكون الصورة على حسب مفهومك هكذا :
الله محارب عملاق ضخم الجثة لدرجة أننا لا نكاد نرى رأسه ويمسك في يده سيف عملاق ( يمكن طول برج الجزيرة بالقاهرة ) وإذا تحرك تشعر بزلزلة عظيمة وإذا صرخ يصم الآذان من شدة الصوت , , , , إلخ من الصور الوثنية التي كانت راسخة في عقول الوثنيين عن آلهتم أنهم أجساد ضخمة أضخم من البشر بآلاف المرات وأنهم أصحاب قوة عظيمة لو ضربوا الجبل بقضبة يد لحطموا الجبل ومنهم من يخرج من أنفه نار هكذا :
 |
|
 |
|
صموائيل الثاني 22 عدد:8 فارتجت الارض وارتعشت.أسس السموات ارتعدت وارتجت لانه غضب. (9) صعد دخان من انفه ونار من فمه اكلت.جمر اشتعلت منه. (SVD) |
|
 |
|
 |
أو أنه رجل عملاق يركب السحاب في أسفاره ومغامراته هكذا :
 |
|
 |
|
إشعياء19 عدد1: وحي من جهة مصر.هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها. (SVD) |
|
 |
|
 |
وغيره من الأمور والصور الخيالية والتي يقول اليهود أن كل هذه الأوصاف لا تستدعي أبداً أنه يتخذ جسداً بشرياً ولا أنه يتجسد أساساً فلا أدري ما تقول أنت .؟؟
ولكن دعنا فقط ننظر في أمر الفقرة التي أتيت أنت بها من ميخا 1: 3 هل تسمح لي أن أنقل للإخوان هنا باقي الفقرات من نفس الاصحاح حتى نفهم ما تريد قوله ؟؟؟
شكرا أنك سمحت لي :hb: :p012:
أنظر باقي فقرات الإصحاح الأول من ميخا والتي تقول هكذا :
 |
|
 |
|
ميخا 1 عدد: 3 فانه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الارض. (4) فتذوب الجبال تحته وتنشقّ الوديان كالشمع قدام النار.كالماء المنصب في منحدر. (5) كل هذا من اجل اثم يعقوب ومن اجل خطية بيت اسرائيل.ما هو ذنب يعقوب.أليس هو السامرة.وما هي مرتفعات يهوذا.أليست هي اورشليم. (6) فاجعل السامرة خربة في البرية مغارس للكروم والقي حجارتها الى الوادي واكشف أسسها. (7) وجميع تماثيلها المنحوتة تحطم وكل اعقارها تحرق بالنار وجميع اصنامها اجعلها خرابا لانها من عقر الزانية جمعتها والى عقر الزانية تعود (8) من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا.اصنع نحيبا كبنات آوى ونوحا كرعال النعام. (SVD) |
|
 |
|
 |
هل تقول أن فقرة ميخا 1/3 تعني أن الله يتجسد ؟؟ هل تحاول إستخدامها كدليل من العهد القديم على التجسد ؟؟
سأترك التعليق لإخواني في صفحة التعليقات أما بالنسبة لي فأقول :
:p018: لا تعليق :p018: