الحي ,, السِتِيـــــــــر
الحي ,, السِتِيـــــــــر
هذا مأخوذ من قوله صلى الله ليه وسلم:( إن الله حيي يستحي من عبده إذا مد يديه أن يردهما صفرا).""أخرجه أبو داود والترمذي و ابن ماجه""
وقال صلى الله عليه وسلم:(إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل احدكم فليستتر) " أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد""
وهذا من رحمته وكرمه وكماله وحلمه, أن العبد يجاهره بالمعاصي مع فقره الشديد إليه,حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه, والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوه به , فيستره بما يقيض له من أسباب الستر, ويعفو عنه ويغفر له فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي,خيره إليهم بعدد الحظات ,وشرهم إليه صاعد.
ويدعو عباده الى دعائه ويعدهم بالإجابه وهو الحيي الستير يحب أهل الحياء والستر ,ومن ستر مسلما ستر الله عليه في الدنيا والآخره,ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها, بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس,وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصيا والله يستره, فيصبح يكشف ستر الله عليه,وقال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور : 19 ) وهذا كله من معنى اسمه الحليم الذي وس حلمه أهل الكفر والفسوق والعصيان,ومنع عقوبته أن تحل بأهل الظلم عاجلا ,فهو يمهلهم ليتوبوا ولا يهملهم إذا أصروا وأستمروا في طغيانهم ولم ينيبوا( الحق الواضح المبين)
القابض, الباسط, المعطي ,,المقدم والمؤخر
القابض, الباسط, المعطي
قال تعالى:(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة : 245 )
وقال صلى الله عليه وسلم(إن الله هو المسعر القابض الباسط, الرازق..) رواه ابن ماجه والترمذي وأبوداوود والدارمي.
وقال صلى الله عليه وسلم:(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وأنا القاسم..)رواه البخاري
وقال تعالى:((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران : 26 )
هذه الصفات الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يثنى على الله بها إلا كل واحد منها مع الآخر,لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين , فهو القابض للأرزاق والأرواح والنفوس,والباسط للأرزاق والرحمة والقلوب,وهو الرافع لأقوام قائمين بالعلم والإيمان , الخافض لأعدائه, وهو المعز لأهل طاعته وهذا عز حقيقي, فإن المطيع لله عزيز وإن كان فقيرا ليس له أعوان . المذل لأهل معصيته وأعدائه ذلا في الدنيا والآخره, فالعاصي وإن ظهر بمظاهر العز فقلبه حشوه الذل وإن لم يشعر به لانغماسه في الشهوات , قال تعالى:( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج : 18 )
وهو تعالى المانع المعطي , فلا معطي لما منع, ولا مانع لما أعطى.
المقدم والمؤخر
كان من آخر مايقول النبي صلى الله عليه وسلم بين التشهد والتسليم:(اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني, [انت المقدم وأنت المؤخر لا اله ا انت){ رواه مسلم}
المقدم والمؤخر هما من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفردها على الله إلا مقرونا بالآخر,فإن الكمال من اجتماعها فهو تعالى المقدم لمن شاء والمؤخر لمن شاء بحكمته.
وهذا التقديم يكون كونيا كتقديم بعض بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض.وكتقديم الأسباب على مسيياتها والشروط على مشروطاتها.وأنواع التقديم والتأخير في الخلق بحر لا ساحل له, كما فضل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض,وفضل بعض عباده على بعض,وقدمهم في العلم والإيمان, والعمل ولأخلاق, وسائر الأوصاف وأخَر من أخَر منهم بشيء من ذلك وكل هذا تبع لحكمته
الضار ,,, النافع,,,, المبين
الضار ,,, النافع
قال تعالى:(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) (الأنعام : 17 )
وقال تعالى:(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (الفتح : 11 )
وصفة الضر والنفع هما كما تقدم من الإسماء المزدوجة المتقابله,فالله تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية,الضار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك وكل هذا تبع لحكمته وسننه الكونية وللأسباب التي جعلها موصلة الى مسبباتها, فإن الله تعالى جعل مقاصد للخلق وأمورا محبوبة في الدين والدنيا,وجعل لها أسبابا وطرقا, وأمر بسلوكها ويسرها لعباده غاية التسير فمن سلكها أوصلته إلى المقصود النافع ومن تركها أو ترك بعضها أو فوت كمالها أو أتاها على وجه ناقص ففاته الكمال المطلوب فلا يلومن الا نفسه, وليس حجة على الله ,وفإن الله أعطاه السمع البصر والفؤاد والقوة والقدرة وهداه النجدين , وبين له الأسباب والمسببات ولم يمنعه طريقا يوصل إلى خير ديني ولا دنيوي فتخلفه عن هذه الأمور يوجب أن يكون هو الملوم عليها المذموم على تركها .
المبين
[المبين] هو اسم فاعل من أبان يبين فهو مبين إذا أظهر وبيم إما قولا وإما فعلا.
والبينة هي الدلاله الواضحة عقليتة كانت أو محسوسة والبيان هو الكشف عن الشيء وسمي الكلام بيانا لكشفه عنالمقصود واظهاره نحو ( هذا بيان للناس)
فالله عز وجل هو المبين لعباده سبيل الرشاد والموضح لهم الأعمال التي يستحقون العقاب عليها ,وبين لهم ما يأتون وما يذرون.
وقد سمى الله نفسه بالمبين((يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (النور : 25 )
وهو سبحانه الذي بين لعباده طرق الهداية وحذرهم وبين لهم طرق الضلال وأرسل اليهم الرسل وأنزل الكتب ليبين لهم , قال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة : 159 )
وقال تعالى:(وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة : 118 )
قال تعالى:(انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )