بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي COPTIC MAN
انتبه الآن معي لطالما أردت الدخول في الموضوع ....
قبل الرد حول الاسلام العظيم .... أريدك معي أن تلاحظ أنك وقعت بما يقع به جميع المسيحيين عند التحدث عن المحبة ....
لاحظ عزيزي كيف تجاهلت تماما الرد على سؤال حاسم لم أضعه لك هباءا و هو :
أنت تطالبنا أن نحب أعداءنا .... حتى لو كانوا خاطئين في حقنا ....
و طبعا هذا تعليم غير واقعي أبدا لا يتماشى مع واقع طبيعة البشر ....
فأتاك مني سؤال و هو :
اذا قام أحد بشتم والدتنا و اهانتها و ضربها و عرفت ذلك و ذهب دون أن يتأسف لك باعتبار أن هذه طبيعته : هل تحبه ؟؟؟؟؟؟
طبعا هذا السؤال لن يجرؤ أحد من المسيحيين أن يجيبه و منهم أنت أيها الفاضل حتى لا يسقط شعار أحبوا أعداءكم أمام الواقع .
و لهذا أنت قلت على طبيعتك :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة COPTIC MAN
وبعدين انا مصري مسيحي
ولا احب امريكا ولا احترمها
و بما أنك لست مع الدول الأرضية و تحب أعداءك فأنت لست مؤهل لحمل السلاح أمام أعداء وطنك الا اذا كنت تنوي حمل الورود بدلا السلاح لمن جاء الى وطنك يعلن لك أنه عدوك ....
على كل حال ....
الآن ....
حتى تستوعب خصوصية الاسلام يجب أن تضع خصوصية المسيحية على جهة لأن المسيحية التي جاء بها المسيح ليست للدفاع عنه لأنه جاء يموت و لا يهم المسيحية اذا سيطر الاشرار على الأرض لأن المسيحي لن يقاوم الشر فان مملكته في السماء ( !!!!! )
ما هي خصوصية الاسلام ؟؟؟؟؟؟
الاسلام هو أول تعليم الهي يأتي الى الانسان يحاكي عقله قبل قلبه ....
يرشد الناس الى الله الحقيقي و مقاصده الحقيقية ....
هنا خصوصية غير موجودة في المسيحية باعتبار المسيحية ركزت على العاطفة بشكل متطرف على حساب العقل ( لذا قلت لك لا تضع المسيحية نموذجا ) ....
جاء الاسلام يطلب من الانسان أن يتفكر في الخلق و في نفسه و في الطبيعة بغية الاستدلال على الله .... لأن الله هو أهم شىء في الوجود ....
ومع الله يكون السلام النفسي و المحبة بين المتحابين في الله .....
فكانت الدعوة الى الناس كافة حتى يدخلوا في هذا الحب ....
حب الناس في الله و من هذا الحب يكون حبهم لبعضهم البعض ....
لكن الذين رفضوا رسالة الله ....
رفضوا تلك المحبة ....
و آثروا شعارات غير واقعية متطرفة بالعاطفة أو متطرفة بالقسوة ....
رافضين الاعتدال و الوسطية و الواقعية التي في الاسلام ....
اذا كنتم رفضتم المحبة في الله و تجربة نهج الله بين المتحابين في الله ....
فكيف تذوقون المحبة الحقيقية بدلا من أن تدعوني الى محبة مطلقة حتى للخاطئين بينما الله يحب الخاطئين التائبين في الاسلام .....
و للاستشهاد بمنهج الاسلام مع الانسان بشكل عام نقرأ في القرآن قوله تعالى :
وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ .
=================
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ .
=================
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ .
=================
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ .
=================
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) .
=================
هذه المحاكاة بين الله و خلقه ( الانسان بشكل عام ) لا تجد لها مثيل و هي ربط تفكير الناس في أنفسهم و فيما حولهم للاستدلال على الله ....
العقل ....
هنا تدرك عزيزي لماذا قلت لك ضع كل المسيحية جانبا .... لأننا أمام خصوصية شاملة ....
ثم ....
بعد أن طرق الله باب العقل يأتي الى العاطفة ( للانسان بشكل عام ) و يستدل أيضا بالطبيعة ليرق قلب الانسان الى الله :
قال الله تعالى مرققا للقلوب أمام العقل :
بسم الله الرحمن الرحيم
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
صدق الله العظيم .
كما ترى أن الله الحق يخاطب الانسان بلغة أحكم الحاكمين ....
و كأنه يقول له يا من خلقت ....
أنا أدعوك ....
قد وهبتك النعم ( و هي من وهب محبتي ) ففكر بنعمة العقل ....
و رقق قلبك الى الله ....
اعرف الله من كل شىء حولك ....
الى هنا هذه خصوصية رسالة أتت الى الناس كافة ....
و الآن نأتي على تهذيب الله لكل من آمن به .... كيف نعرف أن لنا رب رحيم .... يمهل و لا يهمل .... رب يعطي الناس الفرص ليعرفوه ....
كيف نستدل ؟
سأجعلك تستدل هذا ليس من بداية الاسلام ....
بل في النهايات ....
بل في ساحة القتال وقت الحرب ....
نعم ....
تخيل الحرب تدور .... و جاء لك من العدو أحد يستجير بك ....
ماذا أوصى الله المؤمن اتجاه ذلك العدو ؟؟؟؟؟
في وسط الحرب .....
قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)
صدق الله العظيم
ياه .... يا الله .... هذه أحد التعاليم التي يتجاهلها كل من أراد ان يشوه الاسلام حين يقول أن الاسلام همجية و دعوة الى القتل .....
بينما تبرز أخلاق التعاليم من وسط ساحة القتال في وقت حرب ....
يأتي المسالم يستجير ....
لا يرده الذي خرج يقاتل في سبيل الله ....
بل يجيره .... يحميه ....
و يسمعه رسالة الله ....
و ماذا بعد ؟؟؟؟
هل يقتله ؟؟؟؟
هل يقول له أما أن تسلم بعد أن تسمع أو أقتلك ؟؟؟؟
لا ....
تعاليم الله أن نبلغه مأمنه .....
و الآن .....
ما هي علاقة المسلم مع غير المسلم للدخول في علاقة محبة حقيقية ؟؟؟؟
الاجابة ....
يؤمن المسلم أن المحبة الحقيقية تكون في ظل الايمان في الله الحق ....
ليكون المتحابين في الله كالجسد الواحد .... أمام الذين لم يقبلوا المحبة في الله ....
فأنت عزيزي الضيف بالنسبة لنا انسان رافض للدخول في محبة الله ....
نحن ندعوك الى المحبة الحقيقية و أنت ترفض الله الحق و ترفض محبته .... بل تقول لنا أن تعليم أحبوا أعداءكم هو الأفضل بينما تتهرب عمليا بتجربة ذلك على الواقع بأن تقول لنا اذا كنا يمكن أن نحب من شتم والدتنا و أهانها و تعرض لها بسوء .... أو كيف يمكن أن نحب رجلا اغتصب بناتنا .... كما ترى الاسلام واقع و ما انت فيه شعارات فقط ( مع الاحترام ) .....
حسنا بعد أن عرفنا أن المسلم في دعاء دائم لتجربوا المحبة الحقيقية في الله الحق الذي لا يحب الخاطئين بل يحب التائبين عن الخطيئة ....
كيف يعامل الاسلام هؤلاء الذين رفضوا المحبة الحقيقية ؟؟؟؟؟؟
يمكن أن نلمس الاسلام العظيم و تعاليمه من خلال علاقة حساسة جدا ....
و قوية جدا .... هي علاقة المسلم بوالديه .....
فلو أن شخص أسلم و كانا والداه مسيحيان .....
ماذا علم الله المسلم في هذه الحالة ....
الله أم والداه المسيحيان ؟؟؟؟؟؟
فكر معنا عزيزي الضيف .....
قال الله تعالى و هو أحكم المعلمين :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .
صدق الله العظيم
هذه أخلاق المسلم .... حكمة في كل أمر ....
و خصوصية لا توجد في سواه ....
لأنه دين واقع ....
أما المتحابين في الله فدخلوا في علاقة محبة بينهم و بين بعضهم .....
و لا زالت الدعوة الى تلك المحبة و الايثار في هذا الحب الذي في الله الى اليوم نقدمها الى كل انسان غير مسلم .....
لأن الكراهية لا تعرف بين المتحابين في الله طريق ....
نعم ....
لأن الله يريد أن نحب بعضنا بعضا في الله و ليس في غير الله ....
لأن الله في الاسلام لا يحب الخاطئين بل يحب التوابين ....
و غيرنا يدعون الى محبة الخاطئين .... و عندما نختبر واقعية الأمر نجده ضد الطبيعة البشرية و ضد طريق الخير ....
و نشكر الله أن الله ربنا الذي هذبنا بقوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } * { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } .
صدق الله العظيم
كما ترى عزيزي ....
لنا رب يلهمنا أن نتوخى الحكمة و نميل الى العفو ....
بسم الله الرحمن الرحيم
إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً .
صدق الله العظيم
الى هنا أتمنى أن تكون قد عرفت خصوصية الاسلام الواقعية و التي لا تقارن بأى شىء آخر غير واقعي .....
و الآن ....
ما قصة الاسلام مع الحروب ؟؟؟؟؟؟
هل جاء الاسلام على مدينة فاضلة فأفسدها ؟؟؟؟؟؟
هل المسيحية هي التي خلصت العرب من فساد الكفر ؟؟؟؟؟؟
ما القصة ؟؟؟؟؟
الحروب و علاقتها في الاسلام ..... ما هي العلاقة ؟؟؟؟؟
ضيفنا الغالي .....
جاء الاسلام يدعو الى الله الواحد لا شريك له ....
في مكة المكرمة ....
فقام الكفار ( الأكثرية ) باعتقال و تعذيب و تهجير و قتل كل من قال ربي الله الذي لا اله الا هو ....
الى هنا أعتقد أن هذا يؤلمك لا شك .... ما رأيك ؟؟؟؟؟
ثم ....
و بعد حوالي 10 سنوات من التعذيب و التضييق و الاهانة و الآلام و القتل و التهجير ( ليست فقط 3 سنوات كدعوة المسيح بل 10 سنوات ) .... لم يقم مسلم خلالها بعمل عملية انتحارية بأن دس نفسه في سوق و قتل الناس من نساء و أطفال و شيوخ مسالمين و اختبأ أو قتل نفسه ....
لا يوجد هذا التعليم أبدا ....
بل صبروا على الظلم ....
حتى جاء أمر الله ليهاجروا ....
الى أين يا مسلمين .... ؟؟؟؟؟؟؟
الى وطن جديد .....
هل تريدوا أن تغتصبوا وطنا جديدا من أصحابه يا مسلمين ؟؟؟؟؟
لا ....
لأن أول دولة في الاسلام قامت على المحبة و الأخوة بين المتحابين في الله ..... ( أرجو أن تذكر هذا لمن جهل هذه المعلومة عزيزي ) ....
هذه بذرة أول دولة اسلامية ..... بذرة محبة و تآخي في الله ....
و بدأت قوانين أول دولة اسلامية ....
قانونها قانون الله ....
ليس فيها فساد و لا خطايا مقبولة ....
لأن الشرع الذي على الأرض هو شرع الله ....
هذا ما أحبه الله حين مكن اليهود في الأرض بينما خانوا أمانة الله فنزعها منهم ....
و لكن هل الاسلام هو الذي أشعل المنطقة بالحروب ؟؟؟؟؟؟
بالنسبة للمسيحيين ....
كان المسيح ( حسب كتبكم عزيزي ) قد تنبأ أن زمن الحروب قادم ....
و كان يتنبأ لهم أنهم سيكونون معذبين بين أشرار الأرض .....
فكان نيرون أول من أشعل بفئة منهم النار و عذبهم .....
ذاقوا على يده ما لا يمكن مقارنته بأحد .....
يقتلونهم فقط لأنهم مسيحيون .... هذا هو السبب ....
لا تعايش و لا غيره .... قتل و تنكيل و حرق و تعذيب ....
ثم ....
بينما المسلمون أقاموا دولتهم .....
كانت دولتهم في بيئة حرب ....
لدرجة أن أعظم دول المنطقة كان دينها المسيحية ....
فالزمان زمن حروب .... و تلك هي النبوءة .....
لكن الاسلام بخصوصيته ....
كان لمواجهة تلك القوة الباطلة باعلاء راية الله الحق ....
فكان اذن الله لهم بأن يخوضوا في تلك البيئة ....
فكان قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)
صدق الله العظيم
نلاحظ مما سبق في الآية الكريمة ....
أن الله أذن لمن كانوا في وضع المعتدى عليهم في بيئة يظلم فيها القوى كل ضعيف حتى لو قال ربنا الله ....
لذا الله تعهد بنصرهم على أن يكونوا هم أتباع الله الحق و بحق ....
و ذكر الله السبب أنهم ما ظلموا أحدا اذ قالوا ربنا الله ....
لكن الله لم يشأ أن يخوضوا بين الأمم القوية ليظلموا ....
بل له شرط ....
ما هو ؟؟؟؟
هل هو شرط خير ؟؟؟؟؟
نعم ....
هذا هو الشرط :
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)
هل هذا من الخير ....
تخيل قوة و سلطة للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر .....
و ذلك أيضا من التحابب في الله .....
نحن أمة مستأمنة من الله على خير ....
فهذا أمر الله لنا :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .
صدق الله العظيم
فهل تجد هذا يا ضيفنا شيئا من الشيطان ؟؟؟؟؟؟
و بالفعل ....
يخوض المسلمين بيئة الحرب التي هي واقع زمانهم .....
يراسل النبي :salla: جميع الأباطرة و الملوك وزعماء المنطقة العظام ....
و بعد اذن الله له بالقتال لا يخشى شيئا .....
يخاطبهم برسائل مهذبة لا مجاملة فيها ....
أنه رسول الله و يدعوهم الى الله الحق .....
هكذا أراد الله و تلك الأمانة يجب أن تصل الى الناس ....
ليكون كل الناس متحابين في الله ....
و أنت تعرف كم هي علاقة المؤمن بالمؤمن من خلال الاسلام قوية ....
و عظيمة .... و هي نموذج عظيم .... لكنها محبة في الله و لاشىء غير الله .... الله الذي أحب التائبين عن الخطيئة و لا يحب الخاطئين ....
و هذا الفرق بين الاسلام و المسيحية .....
الاسلام و المسيحية عرفوا أن واقعهم حلول الحرب ....
المسيحية كانت مرحلة التنبؤ و البشارة و الوعظ فقط ....
و لم يخوضوا غمار تلك الحرب حتى لو سيطر على الأرض أشرارها ....
لكن الاسلام عاش بيئة الحرب مظلوما ثم أذن الله للمؤمنين الخوض ....
بشرط أن يقيموا ما أحب الله و هو الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ....
و سقطت أعظم قوتان عظمتان في المنطقة ....
برغم قلة الخبرة عند المسلمين و قلة السلاح و العدد و العتاد ....
لكنهم سقطوا أمام كلمة الله ....
وما يهمنا الآن .... بخصوصية الاسلام العظيم ....
ما دور الاسلام القوى أمام المسيحيين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد بقيت دعوة الله أمام كل مسيحي ....
تقبل كل من قبل الاسلام ليصبح كما لو كان مواطنا من الدرجة الاولى ....
لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى ....
لا تفرق المسلمين الاعراق و الاجناس و لا الأصول ....
فقط تعالوا أيها المسيحيين .....
اتركوا محبة الخاطئين الا اذا تابوا .....
أحبوا الدعوة لهم أن تصل اليهم لكن لا تحبوا الخاطئين ....
بل أحبوهم تائبين مؤمنين ....
بقيت الدعوة قائمة ....
لتجربة المحبة الواقعية .....
لتجربة المحبة الحقيقية ....
محبة الله ....
المحبة في الله فيما بين المؤمنين ....
انها أروع علاقة محبة .....
هذه خصوصية الاسلام بعيدا عن المسيحية التي تعتبرها نموذجا و أنت لا تتجاهل الاجابة عن امكانية محبة المؤمن لمن قام بالاعتداء على والدته او ابنته .....
الاسلام الواقع ....
و الآن ....
و بعد أن عرفت أن الاسلام ظهر في بيئة حرب اذن الله لهم بعد ظلمهم بالقتال بشرط أن يقوموا في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ....
يجب ان تعرف ....
أن هناك آيات و أحاديث كثيرة ....
تعكس فرق المعاملة بين المؤمنين بين بعضهم البعض ....
و بين الذين ما أحبوا تجربة المحبة في الله التي دعوناهم لها .....
نعم ....
هناك فرق ....
عندما تكون معاملتنا لهم تناسب رفضهم لله و رفضهم للحق ....
لن نقتلهم مثل نيرون .....
و لن نسلب حقوقهم ....
يعيشوا في أمان لطالما اختاروا الحماية و الأمان ....
لكن من باب العدل ....
لا نعاملهم كما نعامل المؤمن الذي تحابب معنا في الله .....
لأن دخولنا عليهم في معاملتنا جعل من كل الدنيا هيكل ....
ومن رفضهم لله و رسالته انما هو بيعهم و شرائهم في الهيكل ....
و ليس الهيكل أعظم من الله ....
لذا تبقى المعاملة تفرق بين المتحابين في الله و بين الذين رفضوا التحابب في الله لأنهم عاشوا الشعارات دون الواقع .....
و يقومون بتأدية الجزية بما يناسب رفضهم لله ....
الى أن يعلنوا عظيم الايمان ....
لأنهم سيكونوا بالنسبة لنا كلهم صورة المرأة الكنعانية ( الصاغرة ) ....
الى أن ينطقوا بالايمان الذي يستحسنه الله و يقبله ....
لينالوا بعد ذلك ليس الفتات بل من قمة ما هو على المائدة ....
لذا كان الاسلام هو الواقعية و الوسطية قياسا بمن تطرفوا بالمحبة لدرجة عدم الواقعية .... الذين لم يفرقوا بين الخاطئين و التائبين ....
لم تكن محبتنا الى الخاطئين سوى أننا لم نكل عن دعوتهم الى أن يتحاببوا في الله .... أما أن نحبهم .... لا .... بل نحبهم تائبين ....
و الا كنا أحببنا الذي اعتدى على أمهاتنا و بناتنا .... و هذا ليس واقعا ....
و الى الآن ....
أقول لك ....
افهم خصوصية الاسلام ....
انه يدعوك للمحبة ....
و لكن ان تكون متحاببا في الله و ليس بما لا يرضي الله ....
هذه خصوصية الاسلام ....
فرجاءا لا تسوق لي حكمك المتأثر بالمسيحية بينما المسيحية فيها نقص أكمله الاسلام وعدم واقعية بينما الاسلام هو الواقعية في تعاليمه .....
كان الاسلام عادلا ....
فهل يمكن لأب أن يعامل ابنه المحسن مثل ابنه الرافض لتعاليمه .... ؟
لكن الأب لا يمل عن الارشاد و الدعوة و التربية الى أن يستقيم الولد و هذه المحبة العملية ....
و هذا هو الاسلام .....
لهذا .....
خصوصية الاسلام أمامك ....
تعال لنتحابب في الله ....
اذا أبيت ....
فلا يمكن أن أعاملك مثل الذي تحابب معي في الله ....
مسألة بسيطة .....
لا يعترض عليها الا من تأثر بلا موضوعية فيما اعتاد عليه دون أن يدرك ضعف ما اعتاده .....
هذا الاسلام عزيزي ....
و هذه خصوصية المحبة فيه ....
انها محبة في الله ....
بين المتحابين في الله تجد قمة المحبة ....
أما أن أحب الذي اعتدى على أمهاتنا و بناتنا .... فلا و ألف لا ....
الحمد لله على الاسلام العظيم ....
و لا زلت ادعوك الى أن نتحابب .... و لكن لن تكون المحبة العظيمة الا في الله .... عندما تكون مثلي شاهدا بايمان عظيم أحبه الله على ذاته ....
بانتظار ردك الكريم .... و رجاءا أن لا تقارن الأمر بالمسيحية لأن الاسلام له خصوصية في زمانه و أحكامه و نهجه و تاريخه .....
لنرى كيف تكون الموضوعية الآن منك .... انسى المسيحية تماما .... و هذا طلبك .... أنا قمت بالاستشهاد ببعض من المسيحيات لتفهم الفرق ....
و لكن حكمك يجب أن يكون فقط على خصوصية الاسلام ....
لا تحكم حكما عام ....
لكن لا تقل أن الاسلام خالي من المحبة ....
لأنك اذا قبلت التحابب في الله ستجد المحبة بيننا ليس لها مثيل ....
أما أن أعاملك نفس معاملة المؤمن و أنت لا تحب أن تشهد لله فيما أحب على ذاته .... فذلك ليس عدلا و لا انصافا ....
و الآن ....
هل ستقبل المحبة في الله كيف تكون بين المؤمن و المؤمن ....
أم أنك ستبقى تحب الذي اعتدى على أمهاتنا و بناتنا و تبقى لا تحب الشهادة لله بما أحب من الحق ثم تطالبنا بذات المعاملة التي نعامل بها من تحابب معنا في الله و شهد بالحق الذي أحبه الله ؟؟؟؟؟
بانتظار ردك الكريم .....
أطيب الأمنيات لك من نجم ثاقب .
[/SIZE]