الامور الغيبيه لا تتعارض مع العقل وتثبت بالنص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتى الكرام / أعضاء المنتدى وطلاب العلم
إسمحولى أن أوضح أمر مهم بالنسبه للقبر وما يحدث فيه من عذاب ونعيم والذى هو من الامور الغيبيه والتى يدخل ضمن الايمان باليوم الاخر وهو ركن من أركان الايمان .
أخى الحبيب / نجم ثاقب
وفقك الله ورعاك وسدد خطاك وبارك فيك . فأنت حقاً مدرسه خلقيه رائعه نستفيد من إسلوبك الحوارى الاكثر من رائع ونتعلم منه ونتمنى أن تقبلنا طلاب علم فى مدرستك .
الضيف العزيز / بهاء يعقوب
لكم منى التحيه على إستمرارك معنا حتى الان فى الحوار الذى ندعوا الله لك فيه بالخير كله إنه ولى ذلك والقادر عليه ويجب أن تعلم أن إخلاص النيه فى البحث عن الحق يؤدى إلى سرعة وضوح الرؤيا فالامر كما تعلم ينتهى إما للجنة ( الملكوت ) أو للنار ( الموت الابدى ) التى لاموت فيها أبداً . أعاذنا الله منها . وعليك أن تختار بنفسك مكانك فى أيهما قبل أن يأتى اليوم الذى لا هروب منه حين ينقضى الاجل .
وأرجو منك أن تتحملنى فى تلك الدقائق حتى يتضح لك الامر فما سأقوله لك من أهم الامور التى نؤمن بها نحن المسلمون وأنا أقدر عدم إيمانك به كمسيحى وفى عجاله سأشرح لك :-
فإن الدّور التي يمُرُّ بها الإنسان ثلاث وهى كالاتى :
1- دار الدنيا ( حياة الدنيا )
2- دار البرزخ ( حياة البرزخ )
3- الدار الآخِرة ( دار القرار إما جنة أو نار)
وهناك من أضاف دار رابعه وهى رحم الام حيث بداية نفخ الروح فى الجنين ولكل دار خصائصها وأحكامها التي تميزها عن غيرها .
ومعنى كلمة البرزخ فى اللغة هو ما حجز بين شيئين كالقطعه من الارض التى تفصل بين بحرين أو نهرين مثل عندنا فى مصر قديماً برزخ السويس مثلاً الذى كان يفصل بين البحر الاحمر والمتوسط
ومعناه عندنا فى الدين هو الحياة التى تفصل بين الحياة الدنيا والاخرة .
:007: " وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون " َ المؤمنون 100
وعليه فإن دار البرزخ ، وهي مرحلة متوسطة بين الدنيا والآخرة ، والإنسان مركب من الروح والجسد .وينتقل من دار إلى أخرى
ففى دار الدنيا تسرى الاحكام على الأبدان والأرواح تبعاً لها .
وفى دار البرزخ تسرى الاحكام على الأرواح والأبدان تبعاً لها .
وفي الآخرة يكون النعيم أو العذاب على الأرواح والأبدان جميعاً .
وثبوت عذاب القبر ونعيمه لا يتعارض مع العقل و ليس مما يستحيل على رب الارباب مثلما نقول كيف يعذب إبليس المخلوق من النار بالنار ... وهذا ببساطه مثلما يجرح الانسان المخلوق من الطين عندما يقع عليه حجر مخلوق أيضاً من طين . فالله قادر وهذا لا يستحيل عليه
فإعلم أن الروح بعد أن تغادر الجسد لا تفنى ولكن تكون متواجده وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعّمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحيانا ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب ، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الأرواح إلى الأجساد وقاموا من قبورهم لرب العالمين .
والادله موجوده من القرأن والسنه وسوف أختصرها لك ولانك لا تؤمن بالقرأن ولا بالسنه فنرجو منك عدم الاعتراض على النصوص حيث أنها ليست محلاً لذلك فالنصوص هى حق واضح فهو إخبار لنا من الله ومن رسول الله :salla: بأمر من أمور الغيب التى نؤمن بها نحن المسلمين . وانتم أيضاً كمسيحيون تؤمنون بالغيبيات عن طريق النصوص فلا يوجد على وجه الارض من يستطيع أن يجزم بالامور الغيبيه إلا من خلال النصوص فالغيب هو ما غاب عن الحواس ومصدر العلم به يكون ما اخبرتنا عنه الرسائل السماويه ولابد لنا من الايمان به كما هو .
وأما الادله من القرآن الكريم :
:007: " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " غافر 46
وهذا إخبار من الله لنا عن أل فرعون وأنهم يعرضون على النار صباحَ ومساء يومياً ويروا منازلهم التى سيدخلونها يوم القيامه ولاحظ النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ... ويوم القيامه ... فهذا يوضح لك الامر
:007: " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُون " الانعام 93
ِ
أنظر كلمة اليوم تجزون عذاب الهون أتت بعد أن قبضتهم الملائكه
:007: " سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ " التوبة 101
والعذاب هنا مرة أولى فى الدنيا والثانية فى القبر .. ثم يردون إلى عذاب عظيم وهو فى الاخرة
** وأما الأحاديث الواردة في عذاب القبر فهي كثيرة منها :
أحاديث الاستعاذه بالله من عذاب القبر ومنها هذا الحديث عن زيد بن ثابت قال : بينما النبي :salla: في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه ، إذ حَادَتْ به فكادت تُلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال : مَنْ يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال : رجل أنا . قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك ، فقال : إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تَدَافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : تعوّذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار ، فقال : تعوّذوا بالله من عذاب القبر قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر رواه مسلم .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال نبي الله :salla: « إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : أنظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله :salla: فبراهما جميعاً »
وهنا سؤال قد يتبادر إلى ذهنك وهو كيف يٌعذب من مات وأكلته السباع أو مات حريقاً فهنا حكم الله الذى يسرى على الارواح ويكون السؤال كيف تعذب الروح وهى روح وهنا نقف لامر بسيط أن هذا علم الله :007: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " الاسراء85
وهنا أقول لا يعلم أحد حقيقة الروح ولن يعلم أحد أكرر لن يعلم أحد حقيقتها برغم بلوغ العلم ذروته فى عصر الذرة ذلك لان علمها عند الله وهذا تحدى من الله لكل العلماء فى كل زمان ومكان . وعموماً فالروح تتنعم وتتعذب والبدن تابع لها .وإعلم أن ما يحدث فى القبر ليس من جنس المعهود للناس فى عالم الدنيا ولا الذى سيحدث فى الاخرة فكل حياه من الثلاثة تختلف عن الاخرى والامر لا ينكره عقل العقلاء وأحسبك منهم ولا تستعجل فالايام تمضى سريعاً وسوف نشاهده بأنفسنا إما عذاب وإما نعيم ولقد أسلم أحد الاخوة الذين أعتز بمعرفتهم وتصلنى أخباره من وقت لاخر والسبب هو عذاب القبر وما رأه بعينيه من هلع أصاب القط الذى كان بين يديه فى أحد المقابر وهذا الهلع حدث بشكل مفاجئ بعد خروج أهل المقبور من المقابر وسبحان الله كان هذا هو سبب فى بحثه عن الحقيقه وأسلم الحمد لله .
وعن النعيم فى تلك الحياة البرزخيه نذكر :-
:007: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)آل عمران.
:007: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة
هاتان الآيتان دالتان على أن الشهيد منعم في حياة البرزخ.
@ وسؤال هام هنا هو من أين نعلم بأمر من أمور الغيب ونقصد هنا ما يحدث فى القبر؟؟؟ والاجابه أننا نعلمها من كلام ربنا وكلام نبينا :salla: ولانزيد عليهما .
@ ولكن لماذا لا نسمع هذا العذاب حتى نتعظ ؟؟؟
فإعلم أن عذاب القبر مسموع للبهائم :-
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَتْ عَلَىَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِى قُبُورِهِمْ. قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ :salla: فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَىَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِى قُبُورِهِمْ فَقَالَ « صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ ». قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِى صَلاَةٍ إِلاَّ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ." متفق عليه .
ولم يجعل الله سبحانه عذاب القبر مسموعا لدى الإنسان لحكم بليغة منها ما لا نعلمها و منها ما نتوقعه من أننا لو سمعنا ذلك لمتنا أو أغشي علينا ومن قدر له البقاء على قيد الحياة بعد ذلك فإنه سيعيش حياة مكدرة منغصة لا يستطيع من خلالها تناول الطعام والشراب ولا السعي في الأرض لطلب المعاش ولا التمتع بما في الدنيا من الطيبات والزينة وأيضاً سنتواصى بعدم التدافن وتترك الجثث فوق الارض خشيتاً من هذا العذاب وهذا لن يمنع ذلك ولك أن تتخيل لو لم نتدافن ماذا سيحدث
فى النهايه أقول لك كلمه هامه : - إن الامور الغيبيه لا تتعارض مع العقل وتثبت بالنص
أتمنى أن ألا أكون قد أضعت وقتكم الثمين وأدعوا الله للجميع بالتوفيق ومتابع ،،،،،،،