بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الهادي الوهاب والصلاة والسلام على من جاء بالحق وفصل الخطاب أما بعد :
إخواني استجابة لطلب الأخ في توضيح النقطة الخاصة بسفر الشريعة الذي ألفه الكاهن حلقيا بعد العودة من السبي ورغبة في عدم إضاعة الوقت وحتى يعود الزميل أبولوجيست الذي قبل التحدي وننتظر أولى مشاركاته ليثبت عكس الحقائق المذكورة أعلاه فإني سأضع بين يديكم قصة السفر الرهيب (
سفر الشريعة ) ومؤلفة الكاهن حلقيا الرهيب في الهكيل المهيب بعد زواله عدة مرات وفنائه وإحراقه ( أعني الهيكل ) وغياب اليهود عنه لفترات بعيدة كل هذا حدث ولكن هذا السفر ظل مختبئاً حتى اكتشفه الكاهن المذكور وأخرجه ليقرأه على الجمهور فاقرأوا معي قصة هذا السفر العجيب ولكم الحكم يا أصحاب العقول .
فأقول مستعيناً بالله هكذا :
كتب وول ديور أنت المؤرخ صاحب كتاب ( تاريخ الحضارة ) يقول هكذا :
((
كيف كُتبت هذه الأسفار ومتى كتبت ؟ ذلك سؤال برئ لا ضير فيه ولكنه سؤال كتب فيه خمسون ألف مجلد , ويجب أن نفرغ منه هنا في فقرة واحدة , نتركه بعدها بدون الإجابة عليه ؟! ))
لقد ذهب كثير من الباحثين أن خروج موسى من مصر كان سنة
1220 قبل ميلاد السيد المسيح , وأن تلميذه يوشع بن نون الذي خلفه في بني إسرائيل ( اليهود ) مات عام
1130 قبل ميلاد السيد المسيح , ومن هذا التاريخ ظلت التوراة التي أنزلها الله I على موسى u مجهولة حتى عام
444 قبل الميلاد , أي قرابة سبعة قرون (
700 عام ) وفي هذا العام
444 قبل الميلاد فقط عرف اليهود أن لهم كتابا اسمه التوراة ))
قلت : ولكن كيف عرفوه ؟ هذا السؤال يجيب عليه وول ديور انت, و يضع طريقتين للإجابة علي السؤال احداهما تنافي الأخرى يقول بنص كلامه كما يلي :
الطريقة الاولي : أن اليهود هالهم ما حل بشعبهم من الكفر وعبادة آلهة غير الله وانصرافهم عن عبادة إله بني إسرائيل ‘‘ يهوه ‘‘ وأن الكاهن ‘‘
خلقيا ‘‘ أبلغ ملك بني إسرائيل ,,
يوشيا ,, أنه وجد في
ملفات الهيكل ملفا ضخما قضى فيه موسى في جميع المشكلات , فدعا الملك يوشيا جميع الكهنة وتلا عليهم سفر الشريعة المعثور عليه في الملفات , وأمر الشعب بإطاعة ما جاء في هذا السفر !!!
قلت : أي ملفات للهيكل تبقى بعد إحراقه وخرابه ونهب كل ما ينفع فيه وما لا ينفع فقد أحرق وهدم ؟؟ وتشتت بني إسرائيل في السبي لأجيال ؟؟ لابد أن هذه الملفات هي ملفات سحرية حتى تبقى بعد كل هذا !!!
ويعلق وول ديور أنت علي هذا السفر فيقول ((
لا يدري أحد ما هو هذا السِفر وماذا كان مسطوراً فيه ؟ وهل كان هذا هو أول مولد للتوراة في حياة اليهود ؟؟؟
إلى هنا إنتهى كلام وول ديور أنت نقلاً .
قلت وهذا الكلام يؤكده ذلك النص الوارد في سفر الملوك الثاني فيقول الملوك الثاني الإصحاح 22 عدد8-13 : ويليه الملوك الثاني 23 عدد1-3
2ملوك 22 عدد8: فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب.وسلّم حلقيا السفر لشافان فقرأه. (9) وجاء شافان الكاتب الى الملك ورد على الملك جوابا وقال.قد افرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها الى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب. (10) واخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا.وقرأه شافان امام الملك. (11) فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزّق ثيابه. (12) وأمر الملك حلقيا الكاهن واخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا (13) اذهبوا اسألوا الرب لاجلي ولاجل الشعب ولاجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد.لانه عظيم هو غضب الرب اشتعل علينا من اجل ان آباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا. (SVD)
2ملوك 23 عدد1: وارسل الملك فجمعوا اليه كل شيوخ يهوذا اورشليم. (2) وصعد الملك الى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان اورشليم معه والكهنة والانبياء وكل الشعب من الصغير الى الكبير وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب. (3) ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس لاقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر.ووقف جميع الشعب عند العهد. (SVD)
ونفس القصة ورادة في أخبارالأيام الثاني
2أخبار 34 عدد14: وعند اخراجهم الفضة المدخلة الى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب بيد موسى. (SVD)
قلت وهل كان الشعب والكهنة يعلمون بأمر سفر الشريعة هذا من قبل فقدانه ؟ أو سمعوا عنه حتى ؟؟؟
ولماذا لم نجد ولا تنويه واحد في الكتاب المقدس أنه كان هناك سفر للشريعة كتبه موسى وفقده بني إسرائيل ؟؟ أليس هذا السؤال منطقياً ؟؟؟ ألا يحتاج إلى إجابه ؟؟
والسؤال الأهم إذا كان هذا السفر الذي ألفه موسى قد فقد ثم وجده الكاهن خلقيا ( وخلقيا أصح من حلقيا بحسب نطق اليهود ) فلابد أن هذا السفر لم يفقد وحده بل فقد معه أسفار غيره كثيره لا نعلم عنها شيئ .
وهذا واضح إذ أن الكتاب يحكي لنا عن أسفار كثيرة قد فقدت وضاعت كسفر ( ياشر ) وسفر ( حروب الرب ) وغيره الكثير من الأسفار ولنأخذ مثالاً وهو ( سفر ياشر ) على سبيل المثال
وإنتبه للسؤال الذي سأطرحه بعده جيداً , قد جاء عن سفر ياشر في الموسوعة الكاثوليكية وقاموس الكتاب المقدس وغيرهما من المراجع كلام كثير ولكني أنقل من القاموس إختصاراً هكذا :
( ياشــر ) اسم عبري معناه (( مستقيم )) وهو ابن كالب ابن حصرون ( 1 أخبار 2: 18 ).
سفر ياشر ( سفر هياشار ):يلوح للمتعمق في العهد القديم أن ترنيمة يشوع ( يش 10: 13 )، ومرثاة داود لشاول ويوناثان ( 2 صم 1: 18- 27 )،
مقتبسة عن هذا السفر المفقود.
ولربما كان خطاب سليمان عند تدشين الهيكل ( 1 مل 8: 12 الخ. ونشيد دبورة ( قض 5 )
مستقيان منه أيضاً. ويظهر أن هذا السفر كان مجموع قصائد، قُدم له بديباجة نثرية، وتخللته تفاسير وشروحات نثرية، واختتم بها على غرار المزمور 18 و 51، أو كسفر أيوب، الذي يفتتح ( أي 1: 1- 3: 1 ) نثرا ويختتم ( ص 42: 7- 17 ). نثراً. إن جمال هذا السفر الذي نلمسه
في القطع المقتبسة منه في العهد القديم يبعث على الرجاء بأنه
سيعثر عليه كاملاً في النهاية، سيما وأنه لا يمكن أن يكون قد كتب قبل عصر داود وسليمان.
قلت فأين الكلام الأول للقس منيس عبد النور الذي قاله في مطلع رده عن السند المتصل للكتاب المقدس وأنه قد تسلمه السلف عن الخلف ؟؟؟
لو صح كلامه وهو غير صحيح بالطبع لما كان فقد سفر الشريعة ثم وجد , ولما فقدت عشرات الأسفار المذكورة في الكتاب المقدس ولم نرها حتى أو نسمع عنها , فتــــــأمل .
نعود فنكمل قصة سفر الشــــــريعة هذا
ويبدوا أن سفر الشريعة هذا كان كبير الحجم جدا كما جاء في نحميا 8 عدد1-3
نحميا8 عدد1: اجتمع كل الشعب كرجل واحد الى الساحة التي امام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب ان يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب اسرائيل. (2) فأتى عزرا الكاتب بالشريعة امام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم ما يسمع في اليوم الاول من الشهر السابع. (3) وقرأ فيها امام الساحة التي امام باب الماء من الصباح الى نصف النهار امام الرجال والنساء والفاهمين وكانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعة. (SVD)
ويجدر الإشارة هنا إلى أن سفر الشريعة الموجود بين يدينا الآن عدد صفحاته ثمانية وثلاثون صفحة على أقصى تقدير بحسب طبعة الرهبنة اليسوعية وكتاب الحياة المدعوم بالشروحات , فهل قراءة ثمانية وثلاثون صفحة يحتاج من الصباح إلى منتصف النهار حتى تتم قرائته ؟؟؟
وحينما سألنا ما قصة هذا السفر أجابت كتب المراجع أن هذا السفر الذي وجد هو سفر اللاويين الموجود الآن !!!!!
ورداً على هذا أقول إن القساوسة قد استندوا إلى نص واحد جاء في حكاية هذا السفر وربطوه بسفر اللاويين ولكن هذا الربط لا يصح وسأثبت لكم هذا هكذا :
إن استناد القائلين بهذا الكلام هو على الفقرة الوحيدة التي وردت عن هذا السفر على لسان من يحكي قصة هذا السفر الواردة في سفر نحميا الإصحاح 8 عدد14-15 هكذا :
|
|
|
|
نحميا8 عدد14: فوجدوا مكتوبا في الشريعة التي امر بها الرب عن يد موسى ان بني اسرائيل يسكنون في مظال في العيد في الشهر السابع (15) وان يسمعوا وينادوا في كل مدنهم وفي اورشليم قائلين اخرجوا الى الجبل وأتوا باغصان زيتون واغصان زيتون برّي واغصان آس واغصان نخل واغصان اشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب. (SVD) |
|
|
|
|
فهذه بعض الكلمات التي من المفروض أنها وردت في سفر الشريعة أو اللاويين كما يقول العلماء والتي ربطوها بالفقرات الواردة في سفر اللاويين الإصحاح 23 عدد 39-40 والمكتوبة هكذا :
|
|
|
|
لاويين :39 اما اليوم الخامس عشر من الشهر السابع ففيه عندما تجمعون غلة الارض تعيّدون عيدا للرب سبعة ايام.في اليوم الاول عطلة وفي اليوم الثامن عطلة. (40) وتأخذون لانفسكم في اليوم الاول ثمر اشجار بهجة وسعف النخل واغصان اشجار غبياء وصفصاف الوادي.وتفرحون امام الرب الهكم سبعة ايام. (SVD) |
|
|
|
|
قلت وهذا من أوضح الكذب وأبينه إذ أن هناك إختلاف واضح بين ما جاء في نحميا وما جاء في سفر اللاويين وأي صاحب نظر يستطيع إخراج الاختلاف بين النصين على سبيل المثال هكذا :
فكاتب نحميا يقول أنه كما هو مكتوب أن يخرجوا للجبل في الشهر السابع وسكت عن تحديد اليوم.
بينما في اللاويين يخرجوا في الشهر السابع في اليوم الخامس عشر على وجه التحديد بعد الحصاد ويكون أول الأيام السبعة عطلة والثامن عطلة بينما سكت صاحب نحميا عن هذا .
وكاتب نحميا يقول أن ينادوا في كل مدنهم وفي أورشليم قائلين اخرجوا إلى الجبل.
بينما صاحب اللاويين لم يقل بهذا بل سكت عن هذا النداء .
وكاتب نحميا يقول أنهم يجمعون ما هو آت :
وأتوا باغصان زيتون - واغصان زيتون برّي - واغصان آس - واغصان نخل - واغصان اشجار غبياء .
بينما كاتب اللاويين قال أنهم يجمعون ما هو آت :
ثمر اشجار بهجة - وسعف النخل - واغصان اشجار غبياء - وصفصاف الوادي .
فاتفقوا في سعف النخل و شجر الغبياء بينما اختلفوا في ثمر أشجار البهجة وأغصان الزيتون والزيتون البري أغصان الآس بالزيادة عند نحميا وصفصاف الوادي بالزيادة في اللاويين والنقص عند نحميا .
ولم ترد غير هذه الفقرة فقط للمقارنة بالسفر الذي ادعى الكاهن خلقيا أنه وجده ونسبه إلى موسى عليه السلام وبين سفر اللاويين الموجود الآن بين أيدينا , وها قد رأيتم ما بين هذه الفقرة وبين الفقرة التي المقابلة لها في سفر اللاويين .
ولم يقل علماء المسيحية بهذا القول [/COLOR](
أعني أن سفر الشريعة الذي وجده خلقيا هو سفر اللاويين ) [COLOR="blue"]إلا لأنهم وقعوا في مشكلة كبيرة إذ لو أنه لم يكن سفر الشريعة هو سفر اللاويين فأين ذهب سفر الشريعة الذي وجده خلقيا ؟؟؟؟ فقالوا لابد أنه هو سفر اللاويين رجماً بالغيب وظناً وتخميناً وليس يقيناً
يتبع بإذن الله حتى يعود الضيف المحترم .
.