اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم ثاقب
قارن بين هذين النصين أيها الفاضل ديكارت :
41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى
42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».
43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.
44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.
وهذا النص :
21 مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.
22 فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!»
23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
24 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
25 فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
ما رأيك ؟؟؟؟؟
ان الابن يعرف أنه سيتألم كثيرا لعلمه بمخطط الآب ....
فكيف تقول لنا أنه أراد اظهار مدى الآلام التي سيعانيها للآب صاحب المخطط الذي يؤمن به الابن.
وهو : أن يتألم كثيرا ؟؟؟؟؟
نعم. إن الابن عرف أنه سيتألم كثيرا لعلمه بمخطط الآب ....
ولما اقتربت الساعة، وقد أحس بمدى الآلام التي هو مزمع أن يعاني منها ، وباعتباره إنساناً كاملاً أظهر أحاسيسه لأبيه السماوي حيال مدى الآلام تلك التي سيعاني منها.
فالله مع أنه يعلم ببواطن القلوب، إلا أنه يحب أن يسمع طلباتنا، ودعواتنا، وما يختلج في نفوسنا.
والإبن لم يبدِ رفضاً حيال حمل الآلام التي هو مقبل عليها ، وإنما ما فعله هو العكس تماماً ، حيث أنه قد طلب من الآب أن تتم مشيئته، فطلبة المسيح كانت تأكيداً على قبوله لتجرع الكأس التي أعطاها إياه الآب.
أما عن المقارنة بين النصين فإنها بالحقيقة تثبت أن المسيح في كلا الحالتين أراد أن تتم مشيئة الآب السماوي ، وإليك ما يثبت ذلك :
في النص الأول ، قال المسيح : «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ
وفي النص الثاني، قَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ.
أي أن المسيح كان يهتم بأن تتم مشيئة الله وإرادته.
والخلاصة أن المسيح بطلبته أراد أن تتم مشيئة الآب ، أما بطرس الرسول بكلماته كان يقول بعكس ما يريده الآب.