اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجاهد في الله
قليل من العقل يكفي
التلاميذ انفسهم لم يكونوا يفهموا معنى نبوؤة الثلاث ايام والثلاث ليالي الا حين رأوا المسيح حسب نصوص الاناجيل وتقول لي ان اليهود كانوا يفهموها ؟!
وااااعجباه على ردودك يا ديكارت !
فعلاً ، قليل من العقل يكفي ..
فأين العقل في قولك أن تقول بأنه ما دام تلاميذ المسيح لم يفهموا معنى نبوءة الثلاثة أيام والثلاث ليالِ ، فإنه يستحيل على أيٍّ من اليهود البسطاء أو العلماء أن يفهموا معنى النبوءة؟
إن المعادلة خاطئة ، فكل إنسان له إدراك مستقل، وبإمكانه أن يصل بنفسه إلى الحقيقة، كلٌّ بحسب ظرفه.
وإلا فكيف يمكنك أن تفسر لنا قول عمر بن الخطاب عند وفاة الرسول : " إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات"؟
بحسب السيرة النبوية لابن هشام
فهل معنى ذلك أن عمر بن الخطاب لم يفهم معنى قول القرآن :
وهل عدم فهم عمر بن الخطاب للآية يتطلب عدم فهم غيره من الصحابة والناس عموماً؟
ولعل أكبر دليل على أن اليهود قد فهموا معنى قول المسيح دون أن يؤمنوا به هو الشاهد التالي:
62وفي الغدِ، أيْ بَعدَ التَّهيئَةِ لِلسَّبتِ، ذهَبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ إلى بـيلاطُس 63وقالوا لَه: "تَذكَّرنا، يا سيَّدُ، أنَّ ذلِكَ الدَّجالَ قالَ وهوَ حيٌّ: سأقومُ بَعدَ ثلاثةِ أيّـامِ. 64فأصْدِرْ أمرَكَ بِحِراسَةِ القَبرِ إلى اليومِ الثّالِثِ، لِـئلاَّ يَجيءَ تلاميذُهُ ويَسرِقوهُ ويقولوا للشَّعبِ: قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فتكونَ هذِهِ الخِدعَةُ شرُا مِنَ الأولى."
فهُمْ – أي اليهود - فهموا قول المسيح أنه قال بأنه سيقوم في اليوم الثالث ، إلا أنهم لم يؤمنوا به ، ولذلك عللوا طلبهم لدى بيلاطس بحراسة القبر بخشيتهم من سرقة جثمان المسيح .
وهنا كذلك نرى أن اليهود طلبوا من بيلاطس حراسة القبر إلى اليوم الثالث ، دون أن يضطروا إلى طلب حراسة القبر إلى الليلة الثالثة، وهذا عين مناط استدلالي في سفر أستير.
والنتيجة هي :
ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ = ثلاثة أيام
وفي الحقيقة، إذا كنت تريد أن تجعل من قضية (الثلاثة أيام والثلاث ليالٍ) مشكلة، فاعلم أنها ليست كذلك عندنا ولا عند اليهود الذين فهموا الأمر كما قلنا.
وإذا كان اعتراضك على أن (الثلاثة أيام والثلاث ليالٍ) ينبغي أن تساوي 72 ساعة بالتمام ، فهذا يعني أن القرآن – بحسب فكرك – يحتوي على مشكلة في حساب الأيام
فعندما نقرأ الآية التالية بحسب مفهومك :
"وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ
سورة البقرة 51
فإنه لا بد أن نصل إلى النتيجة التالية ، وهي أن الله قد واعد موسى أربعين ليلة فقط ، وليس الأيام ، أي أن الله واعد موسى لمدة 480 ساعة ، وليس 960 ساعة.
بمعنى أن أربعين ليلة لا تساوي (أربعين يوماً) ولا (أربعين يوماً وليلة) !