تفسير المعوذتين:( من بدائع الفوائد)
تفسير المعوذتين(1):
روى مسلم في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم عن عقبه بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق : 1 ) , (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس : 1 )
وفي لفظ آخر من رواية محمد بن ابراهيم التميمي عن عقبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوَذون؟ قلت:بلى, قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق : 1 ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس : 1 )
وفي الترمذي ايضا من حديث الجريري عن ابي هريرة عن ابي سعيد قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذتان, فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما) وفي الصحيحين عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اوى الى فراشه نفث في كفيه ب( قل هو الله احد والمعوذتين) جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده , قال ت عائشة : فلما أشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به).
وقد اشتملت السورتان على ثلاثة اصول وهي اصول الاستعاذه:
أحدهما: نفس الاستعاذه
والثاني: المستعاذ به
والثالث: المستعاذ منه.
اولا: معنى الاستعاذه
أعلم ان لفظ ( عاذ) وما تصرف منها تدل على التحرز والتحصن والنجاة وحقيقة معناها الهروب من شيء تخافه الى من يعصمك منه, ولهذا يسمى المستعاذ به :مَعاذا, كما يسمى ملجأ و وزرا.
فمعنى أعوذ: التجيء, واعتصم وأتحرز.
ثم يقول ابن القيم ....( فإن قلت : فكيف جاء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر والمأمور به, فقال ( قل اعوذ برب الفلق) و ( قل أعوذ برب الناس) ومعلوم أنه أذا قيل : قل الخمدلله وقل سبحان الله , فإن امتثاله أن يقول : الحمد لله وسبحان الله ولا يقول : قل سبحان الله.
قلت( اي ابن القيم): هذا السؤال الذي أورده ابي بن كعب على النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وأجابه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا قتيبه , ثنا سفيان عن عاصم وعبده عن زر قال سألت ابي بن كعب عن المعوذتين فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( قيل لي فقلت): فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .قلت: مفعول القول محذوف وتقديره قيل لي : قل , أو قيل لي هذا اللفظ فقلت كما قيل لي.
وتحت هذا من السر أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له في القرأن إلا بلاغه لا أنه هو انشأه من قبل نفسه, بل هو المبلغ له عن الله.
أين تدفن النصرانية الحامل من زوج مسلم ؟.
أين تدفن النصرانية الحامل من زوج مسلم ؟.
مسألة عجية غريبة ذكرها الشيخ المغامسي في احدى دروس التفسير
بالفعل الاستماع لدروس التفسير للشيخ فيها من الفائدة والنفع الغزير مالايخفى على احد
تأملوا هذه المسألة التي اوردها الشيخ في محاضرته من فتاوى ابن تيمية
أين تدفن النصرانية الحامل من زوج مسلم ؟.
الجواب:
الحمد لله
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية :
عن امرأة نصرانية ، بعلها مسلم توفيت وفي بطنها جنين له سبعة أشهر ، فهل تدفن مع المسلمين ؟ أو مع النصارى ؟
الجواب : لا تدفن في مقابر المسلمين ، ولا مقابر النصارى ؛ لأنه اجتمع مسلمٌ وكافرٌ ، فلا يدفن الكافر مع المسلمين ، ولا المسلم مع الكافرين ؛ بل تدفن منفردة ، ويُجعل ظهرُها إلى القبلة ؛ لأن وجه الطفل إلى ظهرها ، فإذا دفنت كذلك كان وجه الصبي المسلم مستقبل القبلة ، والطفل يكون مسلماً بإسلام أبيه ، وإن كانت أمُّه كافرةً باتفاق العلماء .
فسبحان الله
لماذا لا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية على عكس بقية الديانات؟
لماذا لا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية على عكس بقية الديانات؟
يقول تبارك وتعالى: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف: 1-2]، هذه الآية تدل على أن للغة العربية دور في التعقل والتدبر والتفكير، ولذلك أنزل الله كتابه بخير لغة هي العربية وهي لغة أهل الجنة.....
إن الحكمة أنه لا تجوز قراءة القرآن إلا باللغة العربية تتلخص في عدة أسباب كما أراها:
1- لأنه كلام الله تعالى، ولا يجوز لنا أن نحرف هذا الكلام أو نغير فيه حرفاً واحداً.
2- لأن تلاوة كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها. ولو تُرجم القرآن لزاد عدد حروفه أو نقص.
3- الله تعالى قد حفظ كتابه من التبديل والتحريف: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9]. ولو سمح الله لكل إنسان أن يقرأ القرآن بلغته الخاصة لأدى ذلك إلى تحريف القرآن، وبالتالي فإن الله تعالى حفظ كتابه من خلال اللغة العربية.
4- إن السماح بقراءة القرآن بعدة لغات سوف يؤدي إلى خلل كبير في معاني القرآن لأن الناس سيختلفون في الترجمة وسيدعي كل واحد منهم أن ترجمته هي الصحيحة وبالتالي يتشتت المسلمون.
5- إن اجتماع المسلمين حول بيت واحد هو بيت الله، وتوجههم باتجاه قبلة واحدة هي الكعبة، وتلاوتهم لكتاب واحد هو القرآن، إن هذه الأشياء تساهم في الحفاظ على وحدة المسلمين، لكي لا يتفرقوا ويختلفوا.
6- إن اللغة العربية هي لغة خير البشر وأفضلهم عند الله ألا وهو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهي لغة أهل الجنة، وهي لغة أبينا آدم، وهي اللغة التي يفهمها العقل، وتؤثر على خلايا الدماغ، وهذه النظرية تحتاج لإثبات علمي، ولكننا نعتقد بها لأن الله تعالى أخبرنا أنه أنزل القرآن باللغة العربية بهدف الإيضاح والفهم وحسن التدبر.
وأخيراً لنتأمل هذه الآيات:
1- يقول المشرعون إن اللغة العربية أفضل لغة في العالم يمكن التعبير بها عن التشريعات والقوانين بدون لبس أو اختلاط، لأنها لغة البلاغة، ولذلك سمى الله القرآن بالحكم، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ) [الرعد: 37].
2- إن اللغة العربية هي من أسباب التقوى، يقول أيضاً: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) [طه: 113].
3- إن لغة القرآن العربية هي وسيلة لزيادة التقوى ولرجوع المؤمن لربه، يقول تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الزمر: 27-28].
4- واللغة العربية هي وسيلة لزيادة العلم، يقول تعالى: (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [فصلت: 1-3].
5- اللغة العربية وسيلة مناسبة للإنذار، بل تتوافر فيها البلاغة والتأثير اللازم لتؤثر في نفوس الناس، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى: 7].
6- اللغة العربية وسيلة للتصديق، لأنها تتميز بتراكيب خاصة، ولو قام العلماء بتجارب لأدركوا ذلك، يقول تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) [الأحقاف: 12].
7- اللغة العربية وسيلة من وسائل الإفصاح والتبيان، يقول تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 192-195].
8- اللغة العربية وسيلة من وسائل التفصيل والشرح: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].
9- وأخيراً اللغة العربية هي وسيلة من وسائل زيادة التعقل، يقول تعالى: (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الزخرف: 1-3].
بعد كل هذه الحقائق هل نبدل هذه اللغة العظيمة بغيرها؟ وهنا أود أن أدعو إخوتي وأخواتي إلى الاهتمام باللغة العربية، في حديثهم وفي دعائهم فلا يدعوا الله باللغة العامية، بل نتعلم اللغة العربية ونتعلم دعاء الأنبياء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وندعو به.