احببت في رسول الله هذا الهدوء العظيم وتلك السكينة السمحاء وتلك الثقة في ربه ...سامحني الله ان قلت اني غبطته في أوائل عهدي على تلك العلاقة التي تربطه برب العالمين غبطته وهو من هو.. نبي يجري الخير على يديه..تساله عائشة لماذا يصر على الوقوف مطولا في الصلاة حتى تتفطر قدماه وقد ضمن أعلى مراتب الجنة فيجيبها نبي الرحمة (أفــلا أكـون عبداً شكــــورًا).. كلام يتقطر من شذى النبوة..يكتب بماء العيون..يتصدى له مشرك بسيفه فيقول من يمنعك مني ومحمد حينها أعزل تحت شجرة. وعندما ينقلب الوضع ويكون السيف بيد رسول الله يقول الرحمة المهداة للمشرك من يمنعك مني؟؟ فيعفو عنه رسول الله ويعود المشرك لقومه فيقول لقد جئتكم من عند خير الناس..
احببت في رسول الله هذه البساطة المتناهية..بسيط في كل شيء..في قوله يكره التعقيد ويتجنب التكلف..يضع الامور ببساطة واختصار شديدين أمام الناس, ولا زلت أذكر كم استوقفتني هذه القولة وأنا ابن الثامنة وهو يخاطب الأنصار: أأوجدتم في انفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا..بلاغة تعجز اللسان..يعرف الحرية ببسيط من القول , بمثال ضربه فقال :salla-y: " إن قومًا ركبوا في سفينةٍ ، فاقتسمُوا ، فصارَ لكلِّ رجل ٍ منهم موضعٌ . فنقرَ رجلٌ منهم موضعَه بفأس ٍ . فقالوا له : ما تصنعُ ؟! فقالَ : هو مكاني أصنعُ فيه ما شئتُ . فإنْ تركوه هلكَ وهلكــُـوا ، وإنْ أخذوا بيدِه نجا ونجوا " هكذا بكل بساطة..ليس بعد قوله استدراك للحق
بسيط في عيشه..لا يأنف ولا يتكبر أن يرافق المسكين و الارملة حتى يقضى غرضهم..بل وقال صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ..)
كان يخيط ثوبه ويخصف نعله بيديه بل ويخصف حذاء المسكين ويخيط ثوب الأرملة
دعيني أنقل من قول العلماء:
على عظمته و مهابته و شجاعته لم يخجل يوما من دموعه و لا أخفاها عن النّاس...
لمّا أصيب زيد بن حارثة زاره صلّى الله عليه و سلّم فبكت ابنة زيد فبكى الحبيب صلّى الله عليه و سلّم حتّى انتحب و قال:" هذا شوق الحبيب الى حبيبه" ... و مرض سعد بن عبادة فحزن الرسول صلّى الله عليه و سلّم و بكى عند زيارته. و لمّا أصيب سعد بن مضعون بكى بكاء طويلا...حتّى حينما كان يسمع من النّاس عن قسوة قلب أو غلظة طبع كان يبكي. حكى رجل مرّة كيف وأد ابنته في الجاهليّة فبكى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى ابتلّت لحيته فصاح الجالسون: "صه أحزنت رسول الله ".
وهبه الله سبحانه ابنه ابراهيم، و رآه يكبر أمامه و كان يحبّه حبّا شديدا، رزق به على شيخوخته فكان تعلّقه به أكبر... ما رزق بذكر غيره و مع ذلك شاء الله أن يموت بين يديه و بكى عليه بكاء شديدا و قال:" انّ العين لتدمع و ان القلب ليخشع و لا نقول نقول الاّ ما يرضي ربّنا و انّا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون".
عن عبد الله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود .
كان صلّى الله عليه و سلّم يداعب حفيديه الحسن و الحسين و يركبان على ظهره فيراهما عمر فيقول: نِعم المطيّة ركبتما، فيضحك الرسول صلّى الله عليه و سلّم و يقول:" بل نِعم الراكبان هما" و يُخرج لهما لسانه الشريف و يحرّكه فيضحكان كثيرا... صلّى الله عليه و سلّم.
أوحى اليه الله سبحانه و عُرج به الى عوالم الملكوت و أثنى الله على خُلقه الكريم و مع ذلك لم يتعالى على النّاس قطّ.
ناداه رجل يا سيّدنا و ابن سيّدنا و خيرنا و ابن خيرنا فقال:" لا يستهوينّكم الشيطان، أنا محمّد بن عبد الله و رسوله لا ترفعوني فوق منزلتي".
أثار عجب الأعاجم حين رأوا أصحابه لا يقومون اليه حين يرونه قادما لأنه نهاهم عن ذلك...
كان اذا مشى أحد أصحابه وراء تعظيما و اجلالا أخذ بيد من يفعل ذلك و يدفعه للسير بجانبه...و كان أن رآه رجل فارتعد فحزن الرسول صلّى الله عليه و سلّم و قال: "هوّن عليك انّما أنا ابن امراة كانت تأكل القديد "... كان اذا ناداه عبد من أقل الناس أجابه.. و كان يقول صلّى الله عليه و سلّم: " أجلس كما يجلس العبد و آكل كما يأكل العبد". صلّى الله عليه و سلّم.
لم يكن له حاجب..بل كل من أراد لقاءه يلقاه
لم يكن له رداءان ةلا قميصان ولا نعلان دائما يكتفي بواحد ويتصدق بالآخر
الأعراب حبنما كانوا ياتون الى النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يتصرفون بسجيتهم وهذا اتي ليبول في المسجد لأنه في عقله لا يملك قدسية للمسجد فالنبي نهاهم ان يقطعوا عليه بوله او يؤذوه كي لا يؤذى الرجل فبعد ان انتهى الرجل قال له النبي عليه الصلاة والسلام المساجد لم تبنى لهذا وامر بدلو ماء فافرغ عليه ’ طريقة دعوة رائعة ’ هذا الصحابي الذي عطس في صلاته وحمد الله تعالى فصار الصحابة يسكتونه فبعد الصلاة قال بأبي هو وامي ما رايت معلما الطف منه عليه الصلاة والسلام والله ما كهرني ولا نهرني وانما قال هذه الصلاة لا يصح ان يكون فيها شيئا من كلام البشر وايضا هذا الأعرابي الذي اعطاه النبي عليه الصلاة والسلام شيئا فقال له هل وفيت فقال الأعرابي لا لا وفيت ولا كفيت ولا جزاك الله عني خيرا فهم الصحابة ان يضربوه فنهاهم واخذه عليه الصلاة والسلام واجزل له العطاء وقال له هل وفيت قال نعم فجزاك الله خير من اهل وعشيرة فقال ما قلت انفا وفي نفس اصحابي شيئ عليك فلو انك قلت ذالك في المسجد فذهب وقال ذلك
احببت النبي في كل التفاصيل...وهذا شيء بسيط من عظمته وان طلبت المزيد فسأزيد