بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله :salla:
أختنا الفاضلة
الاخوه الافاضل – الاخوات الفاضلات
الحمد لله الذى أنزل القرأن الكريم فى أحسن لفظ وأعجز أسلوب فمصدرية القرآن دليل إعجازه فهو كلام الله الذى يصل فضله على كل الكلام كفضل الله على سائر الخلق. و هو الذى تحدى الله به البشرية عامة وتحدى به المشركين خاصة وما زال التحدى قائماً إلى يوم القيامة:007:" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " الاسراء 88 . ومع أن العرب فصحاء و أشتهرت بلاغتهم وشعرهم فكان يقام لهم سوق للمبارزة بالشعر فنزل القرآن بلغتهم وبالحروف التي يتكلمون بها :007:"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف 2 :007:" وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ(192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)" الشعراء 192-195 لكنهم عجزوا فخفف الله عنهم إلى عشر سور :007:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍمِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ" هود 13 فعجزوا فخفف الله التحدى إلى أقل درجاته فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة مثل سور القرآن فعجزوا :007: " قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)" يونس 38 :007:" وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ( 24)" البقرة 23-24
فعجزوا ولن يفعلوا تدل على الاستمراريه . وبرغم أنهم كانوا حرصون على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم فلو كان باستطاعتهم أن يعارضوا هذا القرآن، لما ادخروا وسعًا في ذلك، فلما عجزوا عن ذلك دل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فهو الكتاب المعجز المنزل على النبى الامى محمد :salla: شاهداً بصدقه ولا يزال القران بحراً زاخراً بأنواع العلوم والمعارف . وعلم التفسير علم متجدد فمن الذى يستطيع أن يحيط علماً بكلام رب العزه ويدرك كل أسراره وإعجازه فى زمان واحد أو مكان واحد فلكل عقل حدوده ولكل زمان حدوده ولكل مكان حدوده والقرأن الكريم ليس له حدود فهو المعجزة الخالدة الباقية إلى قيام الساعة ولذا نجد أن القرأن بين الحين والاخر يطالعنا بما يبهر العقول ويحير الالباب . واشرف ما يقدمه المؤلفون لانفسهم فى بحوثهم هو ما كان فى خدمة القران العظيم وعلومه ولان عصرنا هو عصر السرعه فقد اعتاد أهله على الملخصات ويصعب عليهم الرجوع للتفاسير الكبيرة. لذا يريد أهل هذا العصر الخلاصة من أقوال العلم بأسلوب مبسط وعبارات ميسرة . وذلك لانشغال المسلمين وواجب العلماء أن يبذلوا جهدهم لاختصار تلك الكتب النفيسه والأسفار الضخمه وهو بالفعل ما يعكف عليه العلماء الان وهناك إصدارات مطبوعه بالفعل متاحه لكل المسلمين فى كل البلاد وعلى مواقع النت لمن أراد ذلك .
** ولقد كان الاتجاه السائد فى العصور الاولى لتأليف الكتب الاسلاميه هو جمع واستيعاب لكل ما قيل ورُوى فى الموضوع فكانت الكتب فى التفسير وغيره من فروع العلم أشبه بموسوعات علميه وكانت تكتب فى المجلدات مكتوبه بأسلوب العصر الذى تصدر فيه . وكان ذلك هو الاسلوب الشائع فى تلك العصور وكان له فؤائد عديده أهمها صيانة الثروة العلميه من الضياع واتاحة الفرصة للقارئ أن يختار الاقرب لفهمه من حيث الاسلوب دون الخلل بالاصل . ونجد طلاب العلم المبتدئين أحياناً يتشتت ذهنه ويمل من كثرة القراءة . وعلى ذلك اتجه العلماء فى كل عصر إلى الانتقاء من تلك الكتب الموسوعيه التى ذكرناها واختيار اقرب الاقوال واقواها وجمعها فى كتب أصغر وابسط تكتب بلغه معاصره دون تفريط فى الماده العلميه وتجذب القراء وكما ذكرنا فهذا العصر أحوج العصور الى هذا الاسلوب لقصر الوقت وضعف الهمم وقد ظهر الكثير من الشبهات وذلك لعزوف عموم المسلمين عن تعلم العلم الشرعى ولذا ننصح بأن يجتهد كل المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها لتعلم العلم الشرعى من المصدر الاصلى له ( القرأن الكريم والسنه )
* ملحوظة هامه :- ننصح هنا الطالب المبتدئ أو القارئ أن يتدرج فى القراءة فلا يبدء بأمهات الكتب والموسوعات وإنما يبدأ بالابسط ثم يتصاعد
وتعلم التفسير واجب :007:"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُإِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوالْأَلْبَابِ" ص 29
:007:" أَفَلا يَتَدَبَّرُونَالقرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد 24
وهنا بين الله تعالى أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك ، أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها. والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
وكان سلف الأمة يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي :salla: عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
قال الشيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم، أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة :007: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُمِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاتَكْتُمُونَهُ" آل عمران 187 وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فتفسير القرآن هنا كما يتضح هو العهد الذى أخذ الله على أهل العلم فى كل زمان ببيانه.
** وإليكم نبذه عن اصول التفسير:
التفسير لغة: من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى
وفي الاصطلاح: بيان معاني القرآن الكريم.
** ملحوظة :- أنظروا هنا الكلمة لها معنى لغتاً وأخرى أصطلاحاً فقد يكون للكلمة معنى وعندما توضع فى الجملة يكون لها معنى أخر و تلك ميزه فى اللغة العربيه التى نزل بها القرأن وهو ما جعله صالح لكل زمان ومكان وهو من إعجازه اللغوى والبيانى
فكلمة حديث مثلاً ماذا تعنى لكل منا لو لم تعّرف أو توضع فى جمله ؟ ستعنى معانى كثيره .
* والغرض من تعلم تفسير القران :- هو الوصول إلى التصديق بأخباره . والانتفاع باياته وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله . ليعبد الله بها على بصيره .
** المرجع الأصلى في تفسير القرآن( التفسير الموحد موجود بالفعل)
** يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
ب - كلام رسول الله :salla-y: : فيفسر القرآن بالسنة لأن رسول الله :salla: مبلغ عن الله تعالى فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى وكلامه:007:" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" النحل 44
:007:" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" ال عمران 164
فالذى يشرح ويعلم هنا هو النبى :salla:
ولذلك أمثلة منها حديث هام يؤكد على أن اللغة العربيه وحدها لا تكفى فى تفسير القرأن برغم أهميتها بل تحتاج إلى أحاديث النبى :salla: فى التفسير وهو ما حدث بالفعل ففى الصحيحين:
( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ :007:"الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ" شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ :salla-y: وَقَالُوا أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُبِظُلْمٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :salla-y: " إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ ( وفى لفظ أخر لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ) لُقْمَانَ لاِبْنِهِ"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" )
-- فكان المفهوم العربى للتفسير هنا أن أى كلمة نكرة تأتى بعد النفى تفيد الشمول مثل كلمة ( ظلم ) التى جاءت بعد ( لم ) فى الايه وفهم الصحابه رضى الله عنهم من هذه الايه عموم الظلم صغيره وكبيره وبذلك يشمل مثقال ذرة فأكثر وهو فهم صحيح من جهة اللغة العربية ولكن فسر النبى :salla: للصحابة المقصود من ذلك وهو الذى لا ينطق عن الهوى وقال لهم مفسراً ليس بذلك ووضح لهم ما هو الظلم المقصود هنا . وهناك بالقراءن أمور كثيرة مجملة بينها النبى :salla: بالتفصيل
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم: وخاصه المهتم منهم بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب وهم ليسوا معصومين ولكنهم عدول . ولذلك أمثلة كثيرة جدًا منها:
د- كلام التابعين :- الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم . ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [مجموع الفتاوى] إذا أجمعوا (يعني التابعين)على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك. وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤة، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا.
** والاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول : اختلاف تنوع وهو الاختلاف المحمود وينقسم إلى:
1- اختلاف في اللفظ دون المعنى :-
فهذا لا تأثير له في معنى الآية.
** وهذه التفسيرات معناها واحد، او متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية .
2- اختلاف في اللفظ والمعنى :-
فالآية هنا تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذك على وجه التنويع لما تعنيه الآية .
قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل.
وعن ابن عباس: أنه رجل من أهل اليمن. وقيل: رجل من أهل البلقاء.
** والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
ومثال آخر :007:"َكَأْسًا دِهَاقًا" النبأ 34
قال ابن عباس: دهاقًا مملوءة .
وقال مجاهد: متتابعة.
وقال عكرمة: صافية.
** ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعًا ويكون كل قول لنوع من المعنى.
الثانى : اختلاف تضاد وهو المذموم:-
وهو اختلاف اللفظ والمعنى، فالآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.
** الخلاصه :- قد تجد بعض الايات تحتمل أكثر من معنى وهنا إما يكون المعنيان متضادين والارجح هنا لا يؤخذ بالاهواء وإنما الرجوع للتفسير الوحيد الاصلى . وإما المعنيان متكاملين فهذا من الاعجاز البيانى واللفظى للقرأن وهو ما يجعل القرأن صالحاً لكل زمان ومكان برغم الاختلافات فى الالسن واللهجات والثقافات فهذا من اسباب الاختلافات مع اتساع الرقعه الاسلاميه أن اللغة العربية التى هى شائعه بين الناس فى أى زمان تتغير عن الزمان الاخر وأيضاً تتغير من مكان لاخر
** ودراسة اختلاف المفسرين ومعرفة أسبابه وأنواعه وضوابطه من الأمور الضرورية التي لا غني عنها ؛ لمعرفة كيف نتعامل مع كتب التفسير ، لاسيما ما ورد فيها من أقوال متعددة متنوعة ، ومعرفة كيف نميز بين الاختلاف المحمود وبين الاختلاف المذموم ، وكيف نرد على أعداء ديننا الذين جعلوا من الاختلاف ذريعة للطعن في كتاب الله تعالى بل وجعلوا من الأقوال الشاذة والروايات الواهية مُدَّخلا لمطاعنهم وأباطيلهم .
وهناك كتب ممتازه فى هذا المجال ننصح بها من يريد ذلك
ملاحظة : |

ملحوظه:- لكل سؤال عند أهل العلم إجابه ، ولا أدعى أنى منهم ، ولكى تتعرف على الاجابة لاى سؤال يجب أن تبحث عنها .
|