فلم رفض المشركون عبادة الله عز و جل و أصروا على عبادة الأصنام؟
العجيب أن مشركى العرب كانوا يؤمنون بوجود الله عز و جل
و كانوا يعلمون أنه عز و جل هو خالق الكون
و هو من سخر الشمس و القمر
و هو من ينزل الغيث
و هو من يحي و يميت
و أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى
هم لم ينكروا تلك الحقائق
يقول ربنا تبارك و تعالى
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
المؤمنون 84-92
و لكنهم
تركوا عبادة الله عز و جل
و عبدوا الأصنام
لم؟
لتقربهم إلى الله زلفى
و يا له من مبرر عجيب!!!
فالقضية هى أنهم يريدون اتباع أبائهم
و لو لم تكن هناك رسالة و رسول لكان فعلهم عجيبا مستقبحا
أما و قد جاءهم رسول كريم :salla:
ففعلهم أعجب و أضل سبيلا
و الأعجب أنهم هم من شهد للرسول العظيم :salla: بالصدق و الأمانة قبل رسالته
ألم يسموه :salla: الصادق الأمين؟
فلما قال لهم لا تعبدوا إلا الله و أنتم تعلمون أنه خلقكم و رزقكم و أنه صاحب الأمر و تجأرون إليه بالدعاء فى الشدائد و اتركوا عبادة الأصنام
قالوا
ساحر
كاهن
مجنون
مفتر
شاعر
لم تغير الموقف من النبي :salla: ؟
لأنهم يريدون أن يتبعوا أباءهم
تعالوا نقرأ تلك القصة لنرى كيف كان المشركون يؤمنون بالله و يعبدون الأوثان
و كيف كان المعلم :salla: يدعوهم لعبادة الله عز و جل؟
201491 - أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت تعظمه ، فقالوا له : كلم لنا هذا الرجل فإنه يذكر آلهتنا ويسبهم ، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ودخل الحصين ، فلما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : أوسعوا للشيخ – وعمران وأصحابه متوافدون - ، فقال حصين : ما هذا الذي يبلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم ، وقد كان أبوك جفنة وخبزا ؟ ، فقال : يا حصين إن أبي وأباك في النار . يا حصين : كم إلها تعبد ؟ قال : سبعة في الأرض ، وإله في السماء ، قال : فإذا أصابك ضر من تدعو ؟ قال : الذي في السماء ، قال : فإذا هلك المال من تدعو ؟ قال : الذي في السماء ، قال : فيستجيب لك وحده وتشركهم معه
الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم: 278/1
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح
نعم
فيستجيب لك وحده و تشركهم معه
صلى الله و سلم و بارك عليك يا سيدى يا رسول الله
و فيما سبق يقول الله عز و جل
و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون
يوسف106
كل ما فى الأمر أن عقولهم القاصرة رفضت إستيعاب قضية البعث فظنوا أنها أساطير الأولين
و نسوا أن من خلقهم أول مرة قادر على إحيائهم مرة أخري
و كأن عقولهم الضيقة قد استعظمت البعث على قدرة الله عز و جل
و كم من شئ لا يستوعبه عقل الإنسان القاصر و هو حق
فعلى سبيل المثال حين أخبرهم النبي :salla: أنه أسري به فى ليلة إلى بيت المقدس لم تستوعب عقولهم
أما بالنسبة لنا اليوم فهو شئ عادى جدا فى عصر توجد فيه الطائرات
و لنقرأ بعض آيات القرآن الكريم التى تتناول مبررات الكفر بالبعث
يقول الله تبارك و تعالى
وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦)
أَوَلا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (٦٧)
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨
مريم66-68
وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (١
الأحقاف17
بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ (٨١)
قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢)
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (٨٣
المؤمنون81-83
و هناك مبرر آخر
أن الإنسان يريد أن يفعل ما يشاء فى الدنيا
و هو يظن أنه لا يوجد حساب
يريد أن يفجر دون خوف من الله تعالى
بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (٥)
يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦) القيامة 5-6
و حتى لا يتشتت القارئ الكريم
تناولنا فيما قبل
منزلة النبي :salla: فى قومه قبل البعثة (تناولنا قصة الحجر الأسود)
جوهر الدعوة:
الإيمان بالله و توحيده
الإيمان بالبعث
الفضيلة
أسباب رفض المشركين للدعوة
و نبدأ الآن إن شاء الله فى تناول
مظاهر رفض الدعوة و محاربتها و صبر النبي :salla:
و نبدأ بقراءة بعض آيات القرآن الكريم التى صورت لنا الحرب التي شنها المشركون على الرسالة
ثم ننتقل إن شاء الله تعالى إلى كتب السيرة و الحديث
صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع