أولا : يتضح من الموضوع أن العضو النصراني فعلا لا يعرف الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الأنصاري ويعتبره شخصية غامضة وهذا شيئ طبيعي فالإسلام كله في عيون النصارى غامض بسبب تلك الغشاوة التي تحجب عيونهم .
ثانيا : القصة هذه يعرفها أطفال الاعدادية المسلمين جميعا .... بدون استثناء إلا غير المطلعين على دينهم طبعا .
وقد درسنا هذه القصة وحفظنا هذه الرواية أيام كنا تلاميذ في المدرسة لأن هذا الصحابي الجليل شهد للنبي صلى الله عليه وسلم حتى بدون أن يراه وفيه دلالة على قوة إيمانه بمحمد حين قال :
صدقناك فبما أتيت به من رب العالمين أفلا نصدقك أمام هذا الأعرابي الخبيث ؟
والواقع أن العضو النصراني شرح لنا الرواية شرحا خبيثا كاذبا لا مصدر له ... وهو يعارض الرواية التي أتى بها تماما ... مما يدل على أنه لا قرأ ولا فهم ولا بحث كما يزعم وإنما نقل هذه الشبهة - كالعادة مع النصارى - بدون حتى أن يقرأها ... مجرد انه وضع تعليقه السقيم في آخرها وزعم أنه ابتدعها من عنده .
فالعضو يقول :
اقتباس:
ملخص القصة هو ان محمد كان يشترى فرسا من اعرابى و اراد الا يدفع ثمن الفرس و حين قال له محجاء الاعرابى ليأخذ حقه مد انه اشترى الفرس منه فى حين ان الاعرابى قال له لا لم تشتريه منى
ولا ادري بصراحة من أين جاء هذا العضو بهذا التفسير العجيب ...
فالرواية الأولى تقول :
اقتباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس
واضح أن الاتفاق على البيع تم بالفعل ...
ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الأعرابي أن يتبعه إلى البيت ليعطيه ماله ... ولكن الأعرابي أبطأ المشي فتلقفه المنافقون يساومونه ويعرضون عليه مبلغا أكبر مما سيعطيه له النبي محمد صلى الله عليه وسلم ... فما كان من الأعرابي الطماع إلا أن تنكر للبيع وزعم أن النبي لم يشتريه منه .
وهذه الجزئية واضحة في الرواية الأخرى التي وضعها لنا العضو النصراني الذي لم يفهمها :
اقتباس:
فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومون بالفرس لا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا مخالف للشرع ...وللحديث الشريف الذي يقول فيه نبينا وحبيبنا محمد : ""
لا يبع بعضكم على بيع بعض " ، "
لا يسوم أحدكم على سوم أخيه "
يعني إذا اتفق الطرفان على البيع بثمن معلوم فليس للبائع الحق في الرجوع عن بيعه لانه قد تلقى عرضا أفضل منه إلا برضى الطرفين .. حتى ولو لم يكن قد قبض الثمن بعد .
ولكن الأعرابي في القصة كذب وحلف بالكذب . وادعى أنه لم يبع الفرس لمحمد . وقال :
اقتباس:
فقال الأعرابي لا والله ما بعتكه
فتجمع الناس وتجمهروا حولهما وكل واحد منهما يروي روايته ...
محمد يقول : لقد ابتعته منه واستتبعته ليقبض ثمن فرسه .
والاعرابي يقول : لم يشتريه بعد (يقصد أنه لم يقبض ثمنه)
ولكن الاتفاق على البيع قد تم . وهذا بيع في حد ذاته ... كما جاء في الحديث الشريف (
لا يبع أحدكم على بيع بعض) يعني الاتفاق على البيع هو بيع في حد ذاته ولا يجوز ان يساوم أحد آخر على ثمنه ... لان هذا يورث العداء والضغينه في نفوس المسلمين .
فشهد خزيمة بان البيع قد تم . وأي عاقل سيشهد بذلك .
ضع نفسك مكان خزيمة ...
الامير العربي اشترى سيارة من النور والظلمة بعشرين ألف دولار . والفلوس في البيت .. فذهب معه النور والظلمة ليقبض ثمن السيارة ... وفي الطريق خرج علينا العضو فادي يعرض على النور والظلمة ثلاثين ألف مقابل السيارة .
فرجع النور والظلمة في كلامه معي وطلب السيارة لأنه قد جاءه عرض أفضل . وأنا تمسكت بحقي .. الاتفاق على البيع تم خلاص .
تجمع باقي الأعضاء ..
الأمير العربي يقول : اشتريته .
النور والظلمة يقول : لا ... لم يشتريه .
لصالح من سوف تشهد ؟
المسألة مش محتاجة ذكاء .
نختم الرد بتلك الرواية لنفس القصة ... وهي مذكورة في الفروع من الكافي - الجزء السابع :
595، 14 - 1 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية بن وهب قال:
كان البلاط حيث يصلى على الجنائز سوقا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسمى البطحاء يباع الحليب والسمن والاقط وإن أعرابيا أتى بفرس له فأوثقه فاشتراه منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم دخل ليأتيه بالثمن فقام ناس من المنافقين فقالوا: بكم بعت فرسك؟ قال: بكذا وبكذا قالوا: بئس مابعت، فرسك خير من ذلك وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إليه بالثمن وافيا طيبا فقال الاعرابي: ما بعتك والله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سبحان الله بلى والله لقد بعتني، و ارتفعت الاصوات فقال الناس: رسول الله يقاول الاعرابي فاجتمع ناس كثير فقال أبوعبدالله (عليه السلام): ومع النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه إذ أقبل خزيمة بن ثابت الانصاري ففرج الناس بيده حتى انتهى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: أشهد يا رسول الله لقد اشتريته منه فقال الاعرابي، أتشهد ولم تحضرنا؟ وقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أشهدتنا؟ فقال له: لا يا رسول الله ولكني علمت أنك قد اشتريت أفأصدقك بما جئت به من عندالله ولا اصدقك على هذا الاعرابي الخبيث قال: فعجب له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا خزيمة شهادتك شهادة رجلين.
فبهت الذي كفر