الرد علي المداخلة رقم ( 21 ) الأخ العزيز فكري
تحية طيبة وبعد
قرأت مداخلتك الطويلة ، والتي تقول أن تفند فيها ما قلته عن نبي الله يوسف
أولاً يوسف ليس من الأنبياء . ولو قلت لك ان يوسف من الأنبياء
أقول لك الأسئلة الثلاثة الذين يفرضون نفسهم في هذا المقال .
1 - متي أرسل يوسف الصديق .
2 - إلي أي قوم أو شعب أرسل إليهم .
3 - أين هو كتابه أو رسالته .
من واقع الكتاب المقدس طبعاً لتقنعني فأنا مسيحي .
وأضيف أليهم .
4 - لم يقل القرآن في آياته ولا مرة أن يوسف نبي فمن أين أتيت أنت بلفظ أن يوسف نبي ( إقرأ القرآن كله لن تجد لفظ نبي ) ولكنك ستجد لفظ ( رسول ) في ( سورة غافر34 ) . والرسول كما في شرحي في الموضوع ليس نبي . ولكن النبي هو يكون رسول والعكس غير صحيح .
بل قال عنه القرآن أيضاً أن ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) ( يوسف 46 )
**** ورداً علي موضوع يوسف حيث قلت لي إنك تفند ما قلته أنا عن نبي الله يوسف
يا عزيزي أنا لم أقل بل القرآن قال الآية ( يوسف : 24 ) وفسرها الجلالين ولست أنا
وسأسرد لك الآية وكذلك التفسير . أما إجتهادك فهو ليس من الحق في شئ .
فيا سيدي أنت هنا ترمي تفسيرالجلالين بالإفتراء علي رسول الله . وأنا أظن أن المسلمون كلهم يرفضون هذا . أليس كذلك
إقرأ الآية ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) ) ( يوسف 24 )
والتفسير هو ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
"ولقد همت به" قصدت منه الجماع "وهم بها" قصد ذلك "لولا أن رأى برهان ربه" قال ابن عباس مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها "كذلك" أريناه البرهان "لنصرف عنه السوء" الخيانة "والفحشاء" الزنا "إنه من عبادنا المخلصين" في الطاعة وفي قراءة بفتح اللام أي المختارين
أقرأ التفسير مرة ومرة وتفهم ما لون باللون الأحمر
فهو يفيد معني كلمت هم فقال قصدت منه الجماع ( ولعلك تفهم الجماع ) ثم يقول وهم بها قصد ذلك ( قصد الجماع أيضاً ) .
ولعلك تقرأ أيضاً ( فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها )
الموضوع خلاف ما تقول يا سيدي . فكان يريد منها ان يجامعها وشهوته إشتعلت ولولا أن رأي برهان ربه لكان قام بجماعها إقرأ يا سيدي ( وجواب لولا لجامعها )
يا سيدي لا تلبس نفسك ثوب المفسرين .
فها هو التفسير يخالفك
في معني ( هم بها ) . وحتي برهان ربه جاء البرهان مختلف .
طيب أنا كمسيحي هل أسمع لك أم أسمع للجلالين . سامحني سأسمع للجلالين .
وسأقول أن كلامك هو الغير دقيق .
وليس هذا هو التفسير الوحيد بهذا المعني فإليك تفسير ( إبن كثير ) للآية فيقول
( وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن أبي مودود سمعت من محمد بن كعب القرظي قال رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت فإذا كتاب في حائط البيت " لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا " وكذا رواه أبو معشر المدني عن محمد بن كعب وقال عبد الله بن وهب : أخبرني نافع بن يزيد عن أبي صخر قال : سمعت القرظي يقول في البرهان الذي رآه يوسف ثلاث آيات من كتاب الله " إن عليكم لحافظين " الآية وقوله " وما تكون في شأن " الآية وقوله " أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت " قال نافع : سمعت أبا هلال يقول مثل قول القرظي وزاد آية رابعة " ولا تقربوا الزنا " وقال الأوزاعي : رأى آية من كتاب الله في الجدار تنهاه عن ذلك قال ابن جرير : والصواب أن يقال إنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان هم به وجائز أن يكون صورة يعقوب وجائز أن يكون صورة الملك وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى وقوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " أي كما أريناه برهانا صرفه عما كان فيه )
وها أنك رأيت التفسير لإبن كثير كيف أنه وصف هم بها ( أي أراد أن يزني بها )
وإقرأ ما لونته باللون الأحمر ) .... يا سيدي لا تعطي لنفسك الحق في التفسير علي هواك . فهذه الطاقية . والطاقية حرام لأنها تلبس الحق بالباطل والباطل بالحق
وها أيضاَ تفسير أخر للطبري إذ يقول
( { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ذكر أن امرأة العزيز لما همت بيوسف وأرادت مراودته , جعلت تذكر له محاسن نفسه , وتشوقه إلى نفسها . كما : 14584 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا عمرو بن محمد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ولقد همت به وهم بها } قال : قالت له : يا يوسف ما أحسن شعرك ! قال : هو أول ما ينتثر من جسدي . قالت : يا يوسف ما أحسن وجهك ! قال : هو للتراب يأكله . فلم تزل حتى أطمعته , فهمت به وهم بها . فدخلا البيت , وغلقت الأبواب , وذهب ليحل سراويله , فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت قد عض على إصبعه يقول : يا يوسف تواقعها ! فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق , ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع إلى الأرض لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ; ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه , ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه , فربط سراويله , وذهب ليخرج يشتد , فأدركته , فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه , فخرقته حتى أخرجته منه , وسقط , وطرحه يوسف , واشتد نحو الباب )
أرأيت يا سيدي أن يوسف أراد أن يضاجعها بنفسه وأن فهل الهم ليس كما وصفت أنت
بل هو الإشتهاء لها وشهوته ليضاجعها . أقرأ بأعلي الكلمات التي لونتها باللون الأحمر وكبرت فونطها ( وذهب ليحل سراويله ) وتلك الأخري التي قالها له أبوه يعقوب ( يا يوسف تواقعها )
وبالنسبة لقولك تبريراً لموقف يوسف وأنه لدليل علي أنه لم يهم بها أنه تركها وذهب فأمسكت به من قميصه فقطع من الخلف فها هو التفسير يوضح لك أن هذا لا يعني أنه هم بها أول الأمر وأراد مضاجعتها أو مواقعتها حسب نص التفسير .
في قوله ( فربط سراويله , وذهب ليخرج يشتد , فأدركته , فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه , فخرقته حتى أخرجته منه , وسقط , وطرحه يوسف , واشتد نحو الباب )
أي أنه بنفسه حل سراويله ولما رأي البرهان ربط هو سراويله وذهب ليخرج يشتد ، فأدكته ...... إلي النهاية )
وعليه يكون نقضك لكلامي منقوض وقد سقط الموضوع من بين يديك .
ولكن لي سؤال وهو
ماذا عن كل هذه التفسيرات والأقاويل عن ( برهان ربه )
فأي من هذه الروايات التي قيلت عن برهان ربه هي الرواية الحقيقية ؟ .
وفي النهاية تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق ...
محب حبيب
الرد علي المداخلة رقم ( 32 ) الأخ العزيز فكري
تحية طيبة وبعد
قرأت مداخلتك ولكن لي عليها هذا التعليق وسأرد علي النقاط التي أثرتها
أولا : أقرأ سيدي هذه الجمل من مداخلتك ثم أقرأ شرحك لها
لتجد أن الجمل تقول عكس الشرح تماماً .
وهذه الجمل
1 - ( ومن جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، )
ثم شرحت فقلت ( فكل رسول نبي لأنه يُوحى إليه وأن الله تعالى ينبئه وأن الله تعالى يخبره فهو نبي من هذه الحيثية ولكن من حيثية أنه أرسل إلى المخالفين المكذبين المعاندين فهو رسول )
والشرح يغاير الجملة التي أردت شرحها
فأنت قلت ( النبوة أوسع ) وعليه يفهم فوراً أن كل نبي هو رسول وليس العكس
ولكنك قلت العكس ( فكل رسول نبي ) . إذا أنت شرحت الجملة فنقضتها . وأكملت (لأنه يُوحى إليه وأن الله تعالى ينبئه وأن الله تعالى يخبره فهو نبي من هذه الحيثية ولكن من حيثية أنه أرسل إلى المخالفين المكذبين المعاندين فهو رسول ) وكان كلامك يقصد به شرح النبي وكيف أنه رسول في نفس الوقت . وعليه يكون شرحك موافق للجملة إلا أنه معاكس لما قلته كتعليق في أول الشرح ( فكل رسول نبي ) .
وحاول تقرأ هذا الكلام كقارئ وليس كاتب . فسوف يكون لك نفس التعليق الذي علقته أنا عليك الآن .
وهكذا أيضاً علقت ثانية والتعليق أيضأ عكس ما قلته ( النبوة أوسع ) وكان تعليقك يوضح العكس فقلت ( أوضحنا فى الفقرة الأولى أن يوسف عليه السلام كان رسولا ... فهو بالضرورة نبى من أنبياء الله حسب الفقرة التالية التى يجمع فيها العلماء أن (كل رسول نبى) .... وليس العكس يا جهبذ ) حيث قلت ( يجمع فيها العلماء أن (كل رسول نبى) .... وليس العكس يا جهبذ ) فإن كان العلماء قالوا هذا فقد جعلوا الرسول أوسع من النبي وليس العكس ( النبوة أوسع ) إذ قلت أنت نفسك في نفس المداخلة . ( ومن جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، ) . فقد قلت الكلام وقلت عكسه في نفس الوقت فأين موقفك أنت بالتحديد .
فهل النبوة أوسع ................ أم الرسول هو نبي كقولك ( يجمع فيها العلماء أن ( كل رسول نبي ) . ................ بصراحة أحترت معاك . فأنت تقول وتنقض ما تقول ليس في مداخلتين مختلفتين بل في نفس المداخلة .
وقولك أن الرسول أوسع من نبي فرسول هو نبي وليس العكس صحيح .
هذا قولك ليس نصاً ولكن شرحاً . ثم أردت تبين هذا فقلت وأوردت تعريف النبي لغة
فقلت بالنص ( 1- المنبئ عن الله المبلغ شرعه ـ بالهمز وبدونه ـ وهذا التعريف عليه أكثر أهل اللغة. 2- مشتق من النبو وهو الارتفاع . والنبي على هذا التعريف معناه: المفضل على سائر الناس برفع منـزلته فهو ارتفع على الخلق وعلا قدره فيهم. 3- معناه الطريق ، وسمي النبي به لأنه طريق إلى الهدى . والتعريفات الثلاثة صحيحة ، فإن الأنبياء هم المصطفون بالوحي من الله , المبلغون شرعه , السائرون عليه ) .
***وفي تعريفك أعلق أنا بقولي أنظر ألي ما لونته أنا باللون الأحمر بعاليه .
اي القولين ( المبلغ شرعه ) والقول الأخر ( المبلغون شرعه ) وهذا من تعريف النبي وماذا يعمل . فقلت في الشرح الذي أوردته ( المبلغ شرعه ) يعني هو رسول .
لأن المبلغ يبلغ برسالة من المبلغ عنه إلي المبلغ إليه .
أي أن النبي هو رسول يبلغ رسالة الله ( شرعه ) إلي الناس . أي من تعريفك عن النبي يكون كل نبي رسول . وهذا ما قلته أنا وما ترفضه أنت . حيرتني في أمرك أي القولين تقتنع به هل ( كل رسول نبي . والذي نقضه أنت نفسك ) أم ( أي نبي هو رسول - والذي أثبته من كلامك وترفضه بلسانك ) ...... لست أدري .
لعلك تكون فهمتني ..... وإليك الأخري
( أوضحنا فى الفقرة الأولى أن يوسف عليه السلام كان رسولا ... فهو بالضرورة نبى من أنبياء الله حسب الفقرة التالية التى يجمع فيها العلماء أن (كل رسول نبى) .... وليس العكس يا جهبذ )
**** يعني أنت تقول نفس الكلام ثانية ( أن الرسول نبي - وليس النبي رسول )
وهو يناقض كلامك أولاً حي قلت ( ومن جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، )
ولكنك ها أنت تقول أن الرسول أوسع من النبي .
فهل أنت مع قولك هذا ( ومن جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، ) أم مع قول العلماء ( كل رسول نبي ) .
وقد قلت في معرض ردك علي السابق ( فكل رَسُول نبي، وليس كل نبي رسولا؛ )
معاكساً ماقتله أنا . علي الرغم من أنك اتيت في بادئ الأمر بما يوافق كلامي فقلت
( ومن جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع ) .
وأعود أذكرك بما قلته أنا في الموضوع نفسه إذ قلت أن
الرسل نوعين ( رسول ناقل رسالة ) و ( رسول ناقل شريعة )
وكلاهما يرسلون من الله
والفرق أن الرسول ناقل الرسالة لا الشريعة ( ينقل رسالة إلي شخص ما أو شعب ما )
وقلت ( يونان يمثل أحد الرسل إذ أرسله الله إلي نينوي ليخبرهم عن عقاب الله الذي سوف يحل بهم ولكنه لم يدعوهم للدين بل كانوا وثنيين وظلوا كذلك )
ولكن ( موسي النبي هو رسول إلي فرعون - وأكملت وقلت أن كانت القصة إنتهت هنا لكان موسي رسول ، ولكن القصة لم تتوقف بل إستمرت فأخذ من الله الشريعة . وعليه يكون رسول ناقل شريعة ) وهذا الرسول ينبغي أن يكون نبياً . وقلت الأسباب أقرأها ثانية بعد إذنك .
وعليه قلت أنا أن الرسول يجب أن يكون نبياً بالضرورة بل وصانع معجزات
وأخذت أمثلة من حياة موسي النبي توضح أنه كان رسولاً . وكان نبياً . وكان صاحب معجزات .
وكذلك إيليا . حيث كان رسولاً إلي أخاب الملك ينبؤه بموته أسوة بما فعل بنابوت اليزرعيلي . وأرسل إلي أخزيا إبنه يعلمه أنه سيموت علي فراش مرضه .
وهذه رسالة تحمل نبوة إلا أنها ليست شريعة .
وعليه يا سيدي حتي لا يلف دماغك .
فهناك نوعان من الرسل .
الرسول ناقل رسالة . وهذا لا يفترض فيه أن يكون نبي . أو قد يكون نبياً . ليس شرط .
وعليه يكون الرسول من هذا النوع قد يكون نبياً أو ليس نبياً .
ويكون فيها الرسول أشمل من النبي .
والرسول ناقل الشريعة . وهذا كما قلت ينقل شرعاً . وهذا الشرع هو قانون ( أفعل ولا تفعل ) . وعليه يكون من أعماله أيضاً أن ينبئ عن مجازات الله للسامعين الشريعة التي أرسلها الله للشعب من خلاله . فإن أصابوا نبئ ما قدمه الله لشعبه من بركات ستكون في المستقبل . وأتيت بمثال علي هذا .
وإن كانوا من السامعين المطيعين أنبأهم بما سيعاقبهم به الله في المستقبل .
وعليه قلت أن حينها سيكون نبياً .
وحيث أن هذا الرسول هو رسول شريعة . كان ينبغي أن يكون يتميز بهذه الصفات
ويشترط فيه هذه الشروط .
1 - أن يكون رسولاً حاملاً لشريعة . وليس رسالة بدون شريعة .
2 - أن يكون نبياً . ليبلغ الناس بثواب الطاعة والعقاب للمعصية وهذا سيكون في
المستقبل أي ستكون نبوة علي لسانه فهو نبي .
3 - أن يكون صانع معجزات حتي يدلل أنه من عند الله خرج وكلامه من عند الله مرسل
للعالم كله أو للشعب أو الأمة المبعوث فيها . ووضحت بأكثر من مثال حتمية أن
يكون صاحب معجزات ووضحت أنها هي شرط قبوله من الناس المبعوث فيهم
وعليه فلا تتداخل المفاهيم في رأسك يا أخي .
فكل العلماء الذين أتيت بهم يتكلمون عن الرسول الثاني ( رسول الشريعة ) وعليه قالوا أنه أشمل من النبي وهذا صحيح .
ولكن أن كان الرسول نبي . ولكن يوجد نوع أخر من الرسل هو من قلت عنه أنا في الموضوع أنه رسول ناقل رسالة . وهو ليس بالضرورة أن يكون نبي .
ولكن الرسول ناقل الشريعة فهو بالضرورة يكون نبي .
وعليه يظل قولي قائم . أن النبي هو رسول وليس الرسول نبي حيث أعني بهذا الرسول . الرسول من النوع الأول الناقل للرسالة .
وهكذا وضحنا اللبس بين قولي ( النبي رسول وليس العكس ) وبين قولك أنت ( الرسول نبي وليس العكس )
ولكن لي تعليق أخر حول قولك ( أن النبي ليس رسولاً )
وتستند إلي بعد الأقوال للعلماء ومنه هذا القول نصاً
( وقال ابن عثيمين كما في "مجموع فتاوى" (1/313-314) : (إن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه بل يعمل به في نفسه دون الإلتزام بالتبليغ والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا). |
طيب نأخذ الكلام في عاليه واحدة واحدة فيقول النص ( إن النبي هو من أوحي الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ) .
ياسيدي ما هذا الكلام . فلماذا إذاً أعلمه الله بهذا الشرع .
ثم إن هذا ليس الترتيب الصحيح . المنطقي .
فأنا مثلا وأنت كذلك وكلنا يحدد المرسل إليه الرسالة أولاً
ثم يستفتح الرسالة بتحيته والثناء علي . ثم يقول موضوع الرسالة بعد ذلك
فكيف يكون العكس .
وإن إستلمت مظروف يحتوي علي رسالة لك فبالله عليك ماذا يكون أول ما تقرأ
ستقرأ إسم راسل الرسالة .
وعندما تكتب رسالة إلي أحد فماذا يكون في ذهنك أولاً . الرسالة أم الذي سيترسله له الرسالة .
يا سيدي من المنطقي أن تحدد من سترسل له الرسالة حتي يكون هناك موضوع للرسالة . فلكل من ترسل له رسالة . رسالة خاصة به تتحدد لكونك عرفت أولاً من سترسل له الرسالة . هذا منطقياً أليس كذلك .
فلما تجافي هذه المقولة المنطق ( إن النبي هو من أوحي الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ) .
الله يحدد المرسل إليه الرسالة أولاً ثم يحدد الرسالة ثم يحدد الرسول . وعندما يوحي إليه بالرسالة فهذا يعني تنبليعها فوراً . للمرسله إليه .
وإليك الدليل . بشأن هذا .
1 - تحديد المرسل إليهم الرسالة : ( 5 . ورأي الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض . وان كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم . 6 . فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه . )
( تك 6 : 5 ، 6 )
هؤلاء هم المرسله إليهم الرسالة ( الإنسان في الأرض ) وجاءت أولاً
2 - تحديد الرسالة وهي ثانية : ( 7 . فقال الرب امحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته . الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم . )
كما تري ها هي الرسالة ( إفناء الله للعالم بمن فيه ) ( تك 6 : 7 )
3 - تحديد الرسول ( 12 . فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت أمامي . لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم فها أنا مهلكهم مع الأرض . ) ( تك 6 : 12 )
وها هو الرسول قد جاء مؤخراً .
وهذا هو الترتيب كما رأيت . وكما هو منطقي من واقع الحياة العملية .
وإليك قصة إرسال موسي النبي كذلك ولتري الترتيب ,
1 - تحديد الشعب أو المرسل إليهم أولاً .
( 23 . وحدث في تلك الايام الكثيرة ان ملك مصر مات . وتنهد بنو اسرائيل من العبودية وصرخوا . فصعد صراخهم إلي الله من اجل العبودية . 24 . فسمع الله أنينهم فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحق ويعقوب . 25 . ونظر الله بني إسرائيل وعلم الله . ) ( خر 2 : 23 - 25 )
ها قد تحدد المرسل إليهم أولاً .
2 - تحديد الرسالة ثانياً : ( 7 . إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم . أني علمت أوجاعهم . 8 . فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأصعدهم من تلك الأرض إلي أرض جيدة وواسعة . إلي أرض تفيض لبناً وعسلاً . إلي مكان الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين . )
( خر3 : 7 ، 8 ) ها قد رأيت أن الرسالة هي أن الله سينقذ شعبه من عبوديتهم في أرض مصر وهي جاءت ثانية . بعد الأولي وهي صراخ الشعب إلي الله ونظر الله بني اسرائيل وعلم الله .
3 - تحديد الرسول ثالثاً : ( 10 . فالآن هلم فأرسلك إلي فرعون وتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر ) ( خر 3 : 10 )
وها هي الثالثة ( تحديد الرسول )
وتري أنه قبل أن يقول له الرسالة قال له إلي من سترسل وما هي الرسالة . قبل أن ينهي معه الكلام . )
وفي النهاية في الآية الأخيرة ( خر 3 : 10 )
تتضح رسالة أخري وقد أتي بها الله لموسي معلماً ما هي الرسالة ولمن سيقولها
كلاً في ذات الوقت ، وهذا منطقي فلا يجوز أن أحدد رسالة قبل أن أحدد المرسل إليه الرسالة . ولا يجوز أن أحدد رسول قبل أن أكتب الرسالة ولا يجوز أن أكتب الرسالة قبل أن احدد من سأرسلها له . ................ أليس هذا منطقي .
***** وعليه ومما سبق قد نقضنا القول ( إن النبي هو من أوحي الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ) . فإن المرسل إليهم الرسالة يكونوا ترتيبهم الأول .
وعليه لا يوجد فرق زمني بين الوحي بالرسالة والإرسال فالإرسال يكون فور إستلام النبي للوحي ( الرسالة ) ، وعليه تكون هذه الحالة المفترضة . ساقطة وليس لها وجود
وعليه وحيث أنهم يكملون الكلام فيقولون ( والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه )
وحيث أنه لا توجد الحالة الأولي ( إن النبي هو من أوحي الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ) إفتراض لا محل له . عليه يرفض وتكون الحالة الوحيدة الموجودة
هي الحالة الثانية ( والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه )
وتسقط هنا المفارقة بين النبي والرسول . ويكون التعريف غير ذات معني .
ولكن المفارقة بين الرسول والنبي هي كالآتي لغويا
1 - تعريف الرسول : ( هو شخص حامل رسالة من مرسل إلي مرسل إليه )
ويكون الرسول رسول المرسل إلي المرسل إليه حاملاً رسالة
فإذا كانت الرساله من ملك صار الرسول ( رسول الملك ) وهو ليس نبي
وإن كانت الرسالة من الله صار الرسول ( رسول الله ) وهو قد يكون نبي أو لا
وإذا كانت الرسالة شريعة صار الرسول ( رسول حامل شريحة وليس رسالة ) وهو نبي بالضرورة فهذه الشريعة كما قلت تتكلم عن أوامر ونواهي وعقاب وثواب صار الرسول في هذه الحالة نبي للتنبئ بالثواب لمنفذ الشريعة والعقاب لمن عصي تنفيذ الشريعة .
وإنتهي بالتالي تعريف الرسول .
ونستخلص منه أن الرسول قد يكون نبياً أو لا ولكن الرسول حامل شريعة الله هو نبياً بالقطع
2 - النبي : وهو من يتنبئ أي أن نبي تأتي من فعل أنبئ أو تنبئ وتعني قول ما سيحدث في المستقبل . وهذا لكونه من عند الله علمه - مستثنياً بالطبع المشعوذين الذين يدعون علمهم بالمستقبل وهذا مرفوض في كل الديانات - فعليه فأن هذا الرجل هو رسول من الله . وليس من اخر سواه . وعليه يكون النبي رسول الله
ولكن الرسول قد يكون نبياً إذا كان من عند الله وآتي بالشريعة . وقد يكون ليس من عند الله ولا يمتلك النبوة لأنه ليس من عند الله صاحب النبوة . أو قد يكون من عند الله
ولكنه ليس مرسلاً برسالة فيها نبوة .
كرسالة موسي إلي فرعون فهي ليست بنبوة .
وعليه يظل كلامي صحيح ( كل نبي رسول وليس كل رسول نبي )
وها قد فندت المقولة المعاكسة التي قلتها حضرتك .
ولكني لم أنتهي من الرد علي مداخلتك بعد . فلا تكتب مداخلة حتي أرد علي الباقي
من المداخلة أولاً حتي لا أتوه منك . فأنت سخي جداً في الكتابة .
تمنياتي لك بالتوفيق في حياتك مع الله
محب حبيب