أنظر مثلا ما شرح به الامام النووي رحمه الله الحديث المروي في صحيح مسلم كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هرقل حيث قال:
في هذا الكتاب جمل من القواعد، وأنواع من الفوائد: ومنها: وجوب العمل بخبر الواحد وإلا فلم يكن في بعثه مع دحية فائدة، وهذا إجماع من يعتد به. انتهى.
فعد إرساله تبليغا للاسلام لا إخبارا بخبر يترتب عليه العلم فافهم، إذ أنه عد الفائدة منها وجوب العمل، وذلك لإن إرساله هو عمل تبليغ للدعوة، وطلب النظر في أمر الاسلام.
وقد نقل عنه هذا الرأي الامامُ ابن حجرٍ في شرحه للحديث المروي في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا﴾ حيث قال ابن حجر رحمه الله:
قال النووي: في هذه القصة فوائد، منها جواز مكاتبة الكفار ودعاؤهم إلى الإسلام قبل القتال، وفيه تفصيل: فمن بلغته الدعوة وجب إنذارهم قبل قتالهم، وإلا استحب، ومنها وجوب العمل بخبر الواحد وإلا لم يكن في بعث الكتاب مع دحية وحده فائدة. انتهى
|
يتبع ----