"2وكانَ يَهوذا الذي أسلَمَهُ يَعرِفُ هذا المكانَ، لأنَّ يَسوعَ كانَ يَجتَمِـعُ فيهِ كثيرًا معَ تلاميذِهِ. 3فجاءَ يَهوذا إلى هُناكَ ... "
إنجيل يوحنا 18 : 2 - 3
أما القبلة فهي علامة قد ُأتفق بخصوصها مع رؤساء الكهنة لتسليم المسيح للجنود الرومان،
" وكان مُسلِّمه قد أعطاهم علامة قائلاً : الذي أقبِّله فهو هو فاقبضوا عليه وساقوه بحذر"
إنجيل مرقس 14 : 44
وذلك لسبب هام :
لأنه بحسب القانون الروماني آنذاك كان لا بد ليهوذا باعتباره المسلمِّ للمسيح _ أي المُدَّعي على المسيح – أن يُعْطي للجموع علامة لتسليمه، فاختار يهوذا (القبلة)، وذلك حتى لا يثير الشبهات حوله، ولا يظهر أمام المسيح وتلاميذه أنه – أي يهوذا – قد سلَّم معلمه ، خاصة وأنها تحية تقليدية طبيعة سائدة في ذلك العصر بين الناس وغير مثيرة للشبهات.
وجواباً على سؤالك :
"أفلم يكن المسيح مشهورا بينهم بالفعل كما يبدو من حواراته العديدة مع الكتبة والفريسيين"؟
أقول :
إن المسيح كان مشهوراً بين اليهود بدليل قوله عندما جاء رؤساء الكهنة وقوَّاد حرس الهيكل والشيوخ الذين أقبلوا للقبض عليه :
" «أعَلى لِصٍّ خَرجتُم بسُيوفٍ وعِصِيٍ؟ 53كُنتُ كُلَ يومِ بَينكُم في الهَيكَلِ، فما مدَدْتُم أيدِيَكُم عليَّ. والآنَ هذِهِ ساعَتُكُم، وهذا سُلطانُ الظَّلامِ«." إنجيل لوقا 22 : 52-53
أما العلامة كانت إشارة لاتهام المسيح، وتسليمه للجنود الرومان، بدليل قول المسيح :
" ... «أبِقُبلَةٍ، يا يَهوذا، تُسَلِّمُ اَبنَ الإنسانِ؟«إنجيل لوقا 22 : 48
وعن قولك :
"فالغريب أن جارية عرفت تلميذ المسيح الذي لم يكن له شأن يذكر قبل رفع المسيح ..فكيف بالله عليكم لا يعرفون المسيح ويحتاجون خائنا ليعرفهم عليه!!!!!
إنجيل متى
26: 69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة و انت كنت مع يسوع الجليلي
26: 70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين
كيف عرفت الجارية تلميذ لم يكن يعرفه أحد ...ولم يعرفوا المسيح وإحتاجوا خائن ليدل عليه؟
وهنا علامة إستفهام كبيرة جدا ؟"
أقول :
إن ما تقوله حُجةٌ لنا لا علينا، فهو يؤكد أن المسيح كان معروفاً بين اليهود، لدرجة أن الجارية قد تعرفت على تلميذ من تلاميذ المسيح، فكيف الحال مع المسيح نفسه؟