يتبع 3- مورخون ورحاله
ابن سرور المقدسي:
هو الشيخ الحافظ المحدِّث جمال الدين أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي الخواص، الشافعي مذهبًا، كان واحدًا من المؤرخين العلماء، ألف مؤلفات جليلة القدر اهتم فيها بالنواحي الدينية اهتمامًا كبيرًا.
محمد ثابت (الرحالة):
رحالة مصري، كان يهوى السفر والرحلة، ويعشق الجغرافيا، عمل في التعليم ببعض المدارس الثانوية بمصر، وعين مراقبا للنشاط الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم عقب الثورة المصرية، ودرس العلوم الاجتماعية في إحدى الكليات. كان يقوم برحلة كبيرة في الصيف كل سنة، ويدون مشاهداته في البلاد التي يرحل إليها، وأكثر كتبه من نواتج هذه الرحلات، مثل: "جولة في الشرق الأدنى"، و"رحلات في مشارق الأرض ومغاربها" ، و "العالم العربي كما رأيته".
وتوفي مصابا بنزيف في المخ سنة 1958م، وتاريخ مولده مجهول.
شمس الدين المقدسي
هو محمد بن أحمد بن أبي بكر البنّاء، المَقْدِسِيّ، ويقال له البشاري، يلقب بشمس الدين، ويكنى أبا عبد الله، ولد في القدس سنة 336 هـ ـ 947م، ونشأ بها، وحينما تفرغ لتتبع أحوال البلاد تتبع أحوال مدينة القدس وأحصى صفاتِها، وقد عدّها من أفضل البلاد؛ فقال: هي طيبة الهواء، لا باردة ولا شديدة الحر، حسنة البنيان، فيها نعيم الدنيا وزاد الآخرة، جمع الله ـ تعالى ـ فيها فواكه الأغوار والسهل والجبال، والأشياء المتضادة، لا تجد أكبر من مسجدها، ولا أكثر من مشاهدها، ولا تخلو كل يوم من غريب..
وقد احترف المقدسي التجارة، فكثرت أسفاره حتى صار رحَّالة جغرافيًا، وهيأت له رحلاته الاطلاع على غوامض أحوال البلاد، فتفرغ وانقطع لتتبّع ذلك، وطاف أكثر بلاد الإسلام، وصنف كتابَه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم".
"وقد امتاز المقدسي عن سائر علماء البلدان بكثرة ملاحظاته، وسعة نَظَرِهِ".
"ولم يتجول سائح في البلاد كما تجول المقدسي، ولم ينتبه أحد أو يُحْسِنْ ترتيب ما علم به مثله".
توفي ـ رحمه الله ـ في نحو سنة 380هـ ـ 990م.
وِلْيَم الصُّورِيّ:
مِن صليبيِّي بلاد الشام، خَتَمَ حياته رئيسًا لأساقفة صُور، وكانت إقامته في بلاد الشام وفلسطين في فترة احتدام الصراع بين المشرق الإسلامي المدافِع، والغرب الصليبيّ المعتدي، وكان الصوري إذْ ذاك شابًا، فألَّف كتابه: "الحروب الصليبية" في أجزاء، مؤرِّخًا لهذه الحِقْبة، وقد أفاض في حديثه عن مهاجمة الصليبيين للقدس وصمود وصلابة المسلمين المدافعين عن المدينة، حتى سقوطها، كما أفاض في حديثه عن فظاظة الصليبيين ووحشيتهم وهمجيتهم، مستحسنًا ما فعلوا بالمسلمين من سفك دماء عشرات الألوف منهم بعد احتلال بيت المقدس، حيث راح يلتمس لهذه الوحشية الأعذار والمبررات، كما أقر في كتابه بأن الانتصار الصليبي كان راجعًا إلى تَخَاذُلِ المسلمين وتَشَرْذُمِهِمْ، وعجزِهم عن توظيف الشِّقَاق الصليبي لصالحِهم، وإضاعتِهم فرصًا كثيرة لاحَتْ لهم.
تمت الحمدلله (3) مورخون ورحاله
ان شاء الله نبدأ في (4) كواكب المجموعة الشمسية
يتبع