حكم قتل الضفدع في التجارب العلمية
جاء في الفتوى رقم 352 لعام 2005م الصادرة عن دار الإفتاء المصرية ردًا على استفسار من مجموعة من الطلاب بصيدلة القاهرة عن حكم قتل وتشريح الضفدع في التجارب العلمية مع وجود البديل من الحيوانات الأخرى، أو حتى إمكانية الاكتفاء بمشاهدة عملية التشريح على ضفدعة واحدة فقط من خلال الفيديو أو الكمبيوتر بدلاً من قتل ما يزيد عن 1200 ضفدع في الأسبوع !! :
(المسلم في الدنيا صاحب قضية ورسالة: عبادة وعمارة، وهو في تحقيقه الرسالة المنوطة به يحترم بني آدم حتى الكافر منهم لآدميته، ويفي له حقه، ويحترم الحيوان والنبات، والجماد والبيئة،
قال :salla-y: : ((فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطبةٍ أجْرٌ)) (رواه الشيخان وغيرهما).
وقال:salla-y: : ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْفِي السَّمَاءِ))(1) (رواه الترمذي والبيهقي، وقال الترمذي حسن صحيح)،
وصح عنه:salla-y: أنه قال: ((إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ عَلَى كُلِّ شَيِءٍ فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحَةَ، وَلْيحِدّ أحَدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)) (رواه مسلم وغيره).
فالمسلم لا يعبث، وليست الغاية عنده مبررة للوسيلة، وتحكمه في سعيه المبارك خليفة في الأرض قواعد وضوابط...
منها: "ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أشدهما"،
ومنها: "الضرورات تبيح المحظورات"،
ومنها: "الضرورة تقدر بقدرها"،
وغيرها مما أخذ من مجموع النصوص المتكاثرة للشريعة الغراء، فصارت هذه القواعد ثوابت تنير للمسلم طريقه، ويهتدي بها في سعيه إلى الله تعالى ورحلته إلى الآخرة.
ولذلك وسعيًا لخدمة بني الإنسان وهو أشرف مخلوقات الله تعالى ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)) (الإسراء:70)وبحثًا عما ينفعه في دينه وبدنه ونفسيته وعقله وماله وعرضه ...
يجوز استخدام ما بَثَّهُ الله تعالى في كونه بغير تَعَدٍّ ولا عدوان، وبقدر الحاجة، من غير زيادة ولا طغيان استنباطًا من قوله تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ)) (الجاثية:13). وغيره من النصوص.
فما الوصول إلى الفوائد المرجوة منه من خلال المعامل والخامات أو الحاسوب والآلات، دون التعرض للأحياء فلا يجوز فيه العدول إلى التعدي على الأحياء،
وما أمكن الاستفادة فيه من الحيوانات والحشرات الفواسق التي سماها الشرع كذلك لضررها – كالفأرة والحدأة والكلب العقور والعقرب والحية لا يجوز الميل عنه إلى غيره من غير الفواسق،
وما يمكن الاكتفاء في حصول المصلحة البحثية منه على الحيوان لا يصلح بحال الانتقال عنه للإنسان،
وما أجزأه في تحصيل المطلوب منه بالقليل لا يقبل فيه استخدام الكثير.
والضفدع خاصة قد ورد فيه النهي عن قتله فمن ذلك:
عن عبد الرحمن بن عثمان أن رجلا من بني تميم قال: (ذكروا الضفدع عند رسول الله :salla-y: لدواء فنهى عن قتلها)2)،
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ))(3) رواه البيهقي.
وعليه فيحرم قتل الضفدع إلا لضرورة، وحيث جاء في سؤال السائل أن الخبراء قد قالوا بوجود بدائل محققة للغرض، متممة للنفع، مغنية عن الضفدع، فتنتفي الضرورة ويبقى أمر قتلها على التحريم) أ.هـ.
سؤال:
هل يجوز تشريح الضفادع بالنسبة لطلبة الكليات الذين يدرسون ذلك ؟
وقد يترتب على عدم تشريحها رسوب الطالب في المادة أو حرمانه من بعض الدرجات التي قد تمنعه من التفوق في الدراسة , فلا يتم تعينه معيداً في الكلية .
الجواب:
الحمد لله
الحكم في هذه المسألة يتطلّب النظر في أمرين مهمّين :
أولاً :
في حكم قتل الضفدع ، وكلام أهل العلم في ذلك .
وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين :
الأول : الكراهة ، وهو مذهب المالكية ، وقولٌ لبعض الشافعية والحنابلة .
انظر : "التمهيد" (15/178) ، "شرح العمدة لابن تيمية" (3/148) .
الثاني : التحريم ، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة ، وابن حزم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
انظر : "مشكل الآثار" للطحاوي (2/35) ، "المجموع" (9/29) ، "المغني" (9/338) ، "المحلى" (7/225) , "الفتاوى الكبرى" (2/139) .
والدليل على ذلك ما جاء عن عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه : أنَّ طَبِيْبًا سَأَلَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَن ضِفْدَعٍ يَجْعلُها فِي دَوَاءٍ ؟ فَنَهَاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِها .
رواه أبو داود (5269 ) وصححه النووي في "المجموع" (9/34) .
وقد سبق اختيار هذا القول في الموقع ، في جواب السؤال (1919) , (10220) .
ثانياً :
إذا دعت الحاجة أو الضرورة لتشريح الضفدع فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى , فقد أجاز العلماء تشريح جثة المسلم لأغراض التحقيق الجنائيّ أوالطبّ الوقائي ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (11962) .
فمن باب أولى جواز تشريح الحيوانات – وهي أقل حرمةً من الإنسان – لأغراض البحث العلميّ إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
وقد سبق في الموقع ذكر فتوى مختصرة في ذلك ، انظر جواب السؤال رقم (8509) .
ومما ينبغي التنبه له : أن على الطالب أن يحسن إلى الحيوان الذي يقوم بتشريحه , فيقوم بتخديره تخديراً كاملاً , ثم يسرع في قتله بعد الانتهاء من التشريح , وذلك لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( إنّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه ، فَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَه ) رواه مسلم (1955) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الحرم المكي" (1166) :
نحن ندرس في إحدى الجامعات بكلية العلوم قسم الأحياء ، وفي أثناء دراستنا نحتاج إلى تشريح بعض الحيوانات ، مثل الضفادع والفئران وغيرها ، لغرض التعليم والدراسة ، فما حكم هذا التشريح ؟
فأجاب :
" التشريح إذا دعت الضرورة إليه فلا بأس به ، ولكن يجب أن يعمل لهذه الحيوانات ما يجعلها لا تحسّ بالألم وقت التشريح ، وكذلك يجب أن يلاحظ أنّ الحيوانات التي تكون نجسةً بعد الموت فإنّه يجب التطهر منها " انتهى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-----------------------------------------------------------
(1) صححه الألباني – انظر صحيح أبي داود (4941).
(2) رواه أبو داود والنسائي – صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2991) وصحيح الجامع (6971).
(3) ضعيف – ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4788).
رد على الاخت الصيدلانية من الاردن
السلام عليكم ورحمة الله
ما معنى ان الصيدلي يأتي في المرتبة الثانية بعد الطبيب؟
كل شخص له مهنته الحلال محترم ولا يوجد رتب أصلا وإلا فما هو ترتيب المهندس والمحاسب والمحامي؟ أما في المجال الطبي فلكل واحد عمله ، فالطبيب لتشخيص المرض ، وهو يوصي بالدواء للمريض ، وهو يأخذا أصلا معلوماته عن الدواء ، خاصة المنتجات الجديدة من الصيادلة الذين ترسلهم شركات الدواء للأطباء لإطلاعهم على الجديد من الأدوية ، كما ان للصيادلة دور في الأبحاث الدوائية لإنتاج مزيد من الانواع الجديدة ، حتى في الصيدليات الأهلية ، الصيدلي له الدور الرئيسي حتى لو استعان بالمساعدين. فأنا كصيدلي صاحب صيدلية يعمل معي العديد من المساعدين الأكفاء تحت إشرافي ، وقد علمتهم التعامل مع الجمهور بنفسي ، ويرجعون لي عند اللزوم ، ولو كان للمريض استفسار فهو يسأل الصيدلي عنه أولا ، ثم أنه ليس من المعقول ان أقف وحدي في الصيدلية واتعامل مع العديد من الزبائن في نفس الوقت ولكل واحد منهم حاجة مختلفة ، أما ان الصيادلة تخلوا عن مهنتهم للمساعدين فهذا ليس صحيحا ، لأنه لا يمكن للصيدليات الإستعانه فقط بالصيادلة لأسباب عديدة ، أولا أسباب اقتصادية لآن الصيدلي راتبه أعلى من المساعدين ، وقد تحتاج الصيدلية لأربعة أو خمسة عاملين . ثانيا ليس هناك عدد كاف من الصيادلة يمكن ان يعوض المساعدين ، ثالثا الصيدلي الشاب لا يقتع ابدا بالعمل في صيدلية أهلية اكثر من بضعة أشهر لآنها لا يمكن ان تحقق له طموحاته ، لذلك فالمساعد أكثر استقرارا ، رابعا لا يمكن للصيدلي ان يسجن نفسه في الصيدلية 14 ساعة يوميا ، لذلك قد يستعين بصيدلي واحد والباقي من المساعدين ،
أخيرا احس انك نادمة على مهنتك ، ولكن تأكدي ان لكل مهنة متاعبها ،
والسلام عليكم