بسم الله الرحمن الرحيم
شواهد جديدة على الرؤية المطروحة
كنت قد وعدت من قبل بطرح مزيد من الشواهد على صحة الفكرة التى عرضتها لأدحض بها شبهة وجود تعارض بين مواضع تكرار القصة فى القرآن الكريم بوجه عام وقصة موسى بوجه خاص ، وقد وفقنى الله وله الحمد الى اكتشاف تفرد مواضع التكرار بألفاظ وعبارات خاصة بكل موضع من مواضع التكرار ، بمعنى أنه يتم ذكرها فى القصة ذاتها فى سورة من السور ثم يتكرر ذكرها فى نفس السورة مرة ثانية ولا نجد لها ذكر بعد ذلك فى أى سورة أخرى من سور القرآن كافة !!!
وفى هذا أقوى دلالة على أن كل موضع من مواضع تكرار القصة فى القرآن انما يرتبط ارتباطا وثيقا وفريدا من نوعه بالسورة التى ورد فيها ، وانها لمعجزة !
واليكم بعضا من تلك الشواهد والتى توصلت اليها باستخدام المنهج الاحصائى المقترن بالتدبر والتأمل الواعى
الشاهد الأول :
جاء فى قصة موسى فى سورة غافر قوله تعالى عن موسى عليه السلام :
" فوقاه الله سيئات ما مكروا ، وحاق بآل فرعون سوء العذاب " الآية 45
وبالتدبر والاحصاء معا نكتشف أن تعبير ( وقاه ... سيئات ) أو الحديث عن وقاية السيئات بوجه عام لم يأت فى أى سورة أخرى غير سورة غافر على الاطلاق
الى هنا والأمر عادى بالمرة ، ولكن الشىء العجيب والغير عادى بالمرة أن نكتشف أن هذا التعبير الذى جاء فى قصة موسى تحديدا كان قد تردد من قبل فى السورة ذاتها ( سورة غافر ) وذلك فى الاية التاسعة منها ( وكم هى بعيدة عن الآية 45 ) حيث نجد هذا التعبير قد ورد حكاية عن حملة العرش المجيد وهم يستغفرون للذين آمنوا ويدعون الله لهم قائلين :
" وقهم السيئات ، ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته "
ومن هنا نرى كيف أن الأسلوب البيانى فى قصة موسى بسورة غافر قد ارتبط بالأسلوب البيانى المتفرد لهذه السورة والذى لم تشاركها فيه أى سورة أخرى على الاطلاق !!
والأمر لم يقتصر على هذا الشاهد ولا على هذه السورة ، بل انها كما بدت لنا تمثل ( ظاهرة ملحوظة ) ، والشاهد الثانى يأتيكم ان شاء الله فى المداخلة التالية