تفسير مصارعة يعقوب مع الرب
٥. يعقوب يصارع الله :
"فبقى يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر" [٢٤].
إذ اجتاز يعقوب وأسرته نهر يبوق انفرد للخلوة، وكأنه كان يستعد للقاء عيسو خلال لقائه مع الله، وقد ظهر له إنسان، يرى غالبية الدارسين أنه ملاك على شكل إنسان، وليس كلمة الله، لكنه يمثل الحضرة الإلهية، إذ يقول يعقوب: "لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونجيت نفسي" [٣٠]، كما قيل له: "لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت" [٢٨].
"ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه" [٢٥]. بمعنى رأى الملاك أن يعقوب في جهاده لم يستسلم بل صار يصارع طول الليل... الأمر الذي بدا فيه الملاك كمن هو مغلوب والإنسان كغالب، فضربه على حق فخذه ضربة خفيفة حتى جاءت في بعض الترجمات "لمس حق فخذه"، وكان يعقوب يصر "لا أطلقك إن لم تباركني" [٢٦]. إذ أدرك أنه كائن سماوي.
يعلق القديس أغسطينوس على هذا التصرف فيقول: [لماذا صارع يعقوب معه وأمسك به؟ لأن "ملكوت السماوات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (مت ١١: ١٢). لماذا صارع؟... لكي يمسك به بتعب، فما نناله بعد جهاد نتمسك به أكثر[397]]. كما يقول: [الإنسان غلب والملاك أنهزم. الإنسان الغالب يمسك بالملاك ليقول: لا أطلقك إن لم تباركني. يا له من سر عظيم! فالمهزوم يقف ليبارك الغالب! إنه منهزم لأنه أراد ذلك لكي يظهر في الجسد ضعيفًا، وإن كان بعظمته قويًا، فقس صلب في ضعف وقام في قوة (٢ كو ١٣: ٤)[398]]. وكأن ما حدث مع يعقوب قبيل لقائه مع عيسو ليغلبه بالحب إنما يشير إلى عمل السيد المسيح الذي جاء كضعيف يحمل طبيعتنا، ويحتل آخر الصفوف، فيحصى مع الآثمة، ويحمل عار الصليب كمغلوب، لكنه هو القائم من الأموات يبارك طبيعتنا ويجددها فيه!
ويرى القديس أمبروسيوس أن ما حل بيعقوب حيث انخلع فخذه إنما يشير إلى شركة آلامه مع السيد المسيح الذي يأتي متجسدًا خلال نسله، إذ يقول: [في نسله يتعرف على وارث جسده، وبه يسبق فيعرف آلام وارثه خلال خلع حق فخذه[399]].
انتهى الجهاد بسؤال مشترك، سأل الملاك يعقوب عن اسمه لا لجهله بالاسم وإنما لكي يغيره إلى اسم جديد يليق به كمجاهد، إذ يقول له: "لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت" [٢٨]. وكما يقول القديس أكليمنضس الإسكندري: [قدم له الاسم الجديد للشعب الجديد[400]]، وكأن هذه العطية لم توهب ليعقوب في شخصه وإنما لكل شعب الله علامة جهادهم الروحي.
دعى يعقوب الموضع الذي تم فيه هذا الصراع: "فنيئيل" أي "وجه الله"، إذ حسب نفسه مغبوطًا أن يرى الله وجهًا لوجه وتنجو نفسه... وإذ أشرقت الشمس انطلق يعقوب ليلحق بأسرته متشددًا بهذه الرؤى وهذا الجهاد.
-----------------------------
اخي ليث عندما نتفكر في هذا النص "أحب الناس إلى الله أنفعهم،" الا يوحي الينا ان الرب يريدنا ان نخدم البشريه ونعمر الارض لان البشريه والارض هي بحاجه الى جهودنا لكن الرب يغنى تام عن عبادتنا بشتى الاشكال وفهمت من كلامك اننا لا يجب ان ننسى حق الرب لكن نحن فعلا لم ننساه فعندما نسمع "أحب الناس إلى الله أنفعهم،"افهم من ذلك ان الله يحبنا عندما نخدم بعضنا بعضا ونعمر الارض بجهودنا
ونحن لا نقول للرب ولد من علاقه جنسيه او حيوانيه بل معناها وتفسيرها روحي وليس كبشر نستطيع ان نطبق مفهوم الولد كما هو عندنا على الرب فحسب مفهومنا ان لكل انسان وام لكن الحال مختلف مع الله فلم يوجده احد بل هو من الازل وقدرات عقلنا لا تستطيع ان تفسر كيف الرب ليس له موجد او خالق كما هو الحال مع البشر لان عقلنا يفهم ان لكل شيئ اب او خالق فيكون صعبا ان نفسر وجود الله
وكذلك لا نستطيع ان ننسب الابن الى الله كما ننسب الابن لانفسنا على الاطلاق لان قوانين الرب في شؤوونه وكيفية خلقه للاشياء تختلف عن قوانيننا
وبالنسبه للتشفع بالقديسين ان اتيت لي بدليل ليس من منهجي او طائفتي والخطا مني اني لم اوضح لك طائفتي من البدايه فانا ملتزم مع كنيسه انجيليه بالنسبه للصلوات والمواعظ واخوني الذين اخذ من علمهم في المسيحيه ايضا ملتزمين مع كنائس انجيلية لكن احيانا اراهم يوافقون ببعض الافكار ويختلفون باخرى وارى لهم الحق بذلك فالذين ياخذون منهم الافكار والمعلومات في الكنائس ايضا بشر وممكن ان يخطئو
وبالنسبه للاعتراف ليس كل الطوائف تؤمن بالاعتراف ونحن بكنيستنا نعتبرها طقس دخيل ليس له اساس في المسيحيه وهناك كثير من الاشخاص ممن ينتمون لطوائف اخرى التي تؤمن بالاعتراف اصبحو يرفضو ذلك الطقس ويستغنون عنه وكثير من هم يحولون الى كنائس اخرى لا تؤمن بالاعتراف وقوانينها مرنة
واشكرك والجميع على محاورتكم معي والاجابه عن اسئلتي فهذا شيئ يسعدني جدا بسبب اهتمامكم بي وباسئلتي اشكركم جميعا