الفصل الرابع
الجذور التاريخية للغة العبرية ومنابع تطورها
مقدمة
قبل أن أتحدث عن ذلك الموضوع يجدر الإشارة إلى الحديث عن إحدى اللغات المندثرة والتي يتحدث بها بعض من مواطني سلطنة عمان.. إنها اللغة الشحرية.
حدث معي بالفعل:
كنت اشغل منصباً كبيرا في سلطنة عمان لمدة عشرين عاماً، وتحديداً في صلالة محافظة ظفار حيث تمتاز بجو جميل وتحيط بها الجبال والتي تكسوها الخضرة في الخريف فتضفي عليها سحرا من الجمال حتى أنهم هناك-في دول الخليج- يطلقون عليها سويسرا الخليج..
https://www10.0zz0.com/2020/07/01/16/834302074.png
وأهل محافظة ظفار ينقسمون إلى ثلاثة أقسام..
أهل الجبل وأهل البدو وأهل الحضر..
فأهل الجبل والذين يعتبرون أنفسهم أهل البلد الأصليين لهم لغتهم الخاصة بهم والتي يتحدثون بها وهي مقصورة عليهم وحدهم -كلغة أهل النوبة عندنا هنا في مصر- وهي لغة منطوقة وغير مكتوبة ولها قواعد شفوية خاصة وتحتاج إلى تمرين منذ الصغر ولا يفهمها غيرهم، خذ عندك مثلاً كلمة (خبور) والتي تعني ما هي أخبارك بلغاتهم، وتطلب من صاحب لك أن يقرأها فسوف يقرأها مثله كمثل أي قارئ لها فلسوف ينطقها بلسانه هو والذي بلا شك يختلف عن لسان أصحابها الحقيقيين، في حين أنك لو استمعت إليها من فم صاحبها الأصلي (الجبالي: أي الذي يعيش في الجبل) فسوف يكون لها جرس وإيقاع معين لا تخطئهما الأذن أبداً ،وهكذا في سائر الجمل والكلمات.
ولو حاولت تعلمها فلن تستطيع أبداً ما دمت كبيراً فهي لغة يتلقاها الأبناء عن الآباء عن الأجداد وهكذا يتوارثونها ويتكلمون بها فيما بينهم ولا يعرفون غيرها لغة لهم أبدا، فهي لغة محلية تعتمد على التدريب والمهارة اللسانية ولقد تعلمت منهم بعض المفردات التي فهمتها ولكنني لم أستطع نطقها بلسانهم أبداً والتي كانت تعين في بعض المواقف مثل:
خبور: يعني أيش اخبارك / خبور خر: يعني أخبار سعيدة أو اخبار خير / من هوطن زحمك: يعني من أين أتيت / عك إينه: ماذا تريد؟ / أرحمون: يعني يا الله او يارحمان / مشيرد: غشيم او مجنون / تث: حرمة / غج: رجل / أمبيرا: ولد / غيبجوت: بنت / نيصان: صغير/ أيب: كبير أو كبير السن/ شاخر: شايب/ شيخريت: عجوز / شوجع: شجاع/ ظحلون: جبان/رحييت: جميل/حن نغاد آشحر: نحن ذاهبون الى الجبل /هات نوذل: أنت نذل/كحصف: الصباح/نهيرا: وقت الظهر/خدر: قار أو خدر للبقر
حآر: قمة/شعب: وادي/جحرير: مسيلة/إينه عاك: ماذا تريد؟ /آخورش: يعني اسأل عن أحوال فلان/ فكح عصر: آخر الليل/إن فات عصر: بداية الليل.
وصف جسم الأنسان
إيرش: رأس/ثوف: شعر/ثيعي: العين/حجر: حواجب/إيذان: أذن/أنخرير: انف/قفرور: شفاة / خوه: فم /آيد: يد/فعم: رجل/إيرك: الركبة/شوفل: البطن/شينو: أسنان.
الحيوانات
يت: نافة (بالمفرد)/ياء: أكثر من ناقة/جوم: جمل (بالمفرد)/جمه: جمال (بالجمع)/ليل: بقرة (بالمفرد)/
الهوتي: أبقار/أوز: شاة (بالمفرد)/آرون: أكثر من شاة/ثيرين: الضبع/هوت: الافعى / حنش/
هوي: أفاعي/قضر: أسد/إيثعيل: ثعلب/كوب: كلب/سينورت: سنارة/ قط/آصفور: طير/
صيقر: صقر/ثيت: ظانه.
المعاملات والسلوكيات الاجتماعية
عرس او زفاف : كيلنت/العريس : غيج كلون/العروسة : تيث كلون/خيمة العرس : خوييات/
الاهازيج والرقصات في العرس بالنسبة للرجال : هبوت/وبالنسبة للحريم : نحج أو طال/
الموت : اييت/الاجتماع في خيمة العزاء : نحيرت/انسان توفى : خوروج/مرض : جولا/
اصابه نتيجة وقوع على الارض : جعار/الإصابة نتيجة تصادم : دعام أو دعمت/عملية الشراء : ثوتام/
وعملية البيع : ثام/عملية الوضؤ : امتسح/الصلاة : صولوت/عملية العراك او الهواشه : منحوت ويطلق على الانسان المشترك في عملية العراك : شينيح/اصابه في الراس : فوطخ/عملية كسر عضو معين : ثبريت/الذهاب : اغاد/سوف اذهب : الغاد/النوم : شونوت/سوف انام : الشاف/المجيء او القدوم : نيكع.
سوف احضر : النكع/الطعام : قييت/اريد اتناول طعام : عك ليت قييت/الماء : ميه/العطش : خاات/انا عطشان : هي خيتك/الجوع : تووف/انا جائع : هي تلفك/شبعت : ثيعك/بعيد : رحق/قريب : غيريب/مجنون : منشيرد/عاقل : ذهين/هذا الانسان مجنون : ذنه منشيرد/هذا الانسان عاقل : ذنه ذهين بيش حس/الكلام : غروو/تكلم : هراج/اسكت : غف/ثرثار : مكثر غرو ؛ بيش غرو/ضحك : ضحيك/يضحك : يضحووك/يبكي : بيكي/مازال يبكي : دعود ديووك/الاكل الحار : هار/الاكل اللذيذ : مطاق/المُر : طوف/جميل : رحيم/بشع : ديفر/هذا الشاب جريء واسلوبه حلو : غيج ذنه منغيل/هذا الشاب بايخ جدًا : غيج ذنه علزيت بديفر/نحيف : غطينان/سمين : كشيش/مدينة : حلت/جبل : ثحير/وادي : شعب/اعشاب : هيروم/خوف : فرقت/انا خائف : هي فيرقك/عملية الذبح : حزيز/اذبح البقرة : حزاز ايلي/الجمل : جوول/الناقه او البوش : للمفرد : ييت ؛ وللجمع : يال/البقره : ايلي ؛ وللجمع : لهوتي/صغير البقره : فعور/ذكر البقره او الثور : غوضب/كبير : ايب/صغير : نيصان/حليب : نوثب/لبن حامض : حولوب/لحم : تي/انا اريد اشرب حليب : هي عك لثخوف نوثب/انا اريد اكل لحم : هي عك ليت تي/رز : حيطمرق : ميراق/خبز : خُبز ؛ وللمفرد : خبزت/سكر : سكار/ملح : ميذحوت/البس ملابسك : لبس ملابساك/قميص : غيس/ثوب الحرمه : خطيك/ماتغطي به الحرمه راسها : لوسي/دشداشه : دشدشت/كوفيه او قبعه : كوفييت/حذاء خفيف : نعال/حذاء رياضي : جوتي/وزار : فوطت/فلوس : اقروش ؛ ديرهم/انا معاي فلوس : هي شي اقروش/انا لا املك فلوس : هي اشي ثي اقروش لو/نعم : اها/لا : اوب/اريد : عك/لا اريد : عك لو/انا اريد : هي عك/هات : اندوه/امسك او تفضل : حوك/شمس : شووم/قمر :آريت/قوي : حراد/ضعيف او هزيل : غبكون.
ولقد قام الباحث العماني علي بن أحمد الشحري على مدار ما يزيد على 26 عاما بتأصيل اللغة (الجبالية)الشحرية وعلاقتها باللغة العربية وهي اللغة التي عرفت بأنها اللغة الجبالية وهي لغة أهل جنوب سلطنة عمان الحالية وظفار تحديدا. كما أنها إحدى اللغات السامية وتنسب إلى قبائل الشحرة سكان ظفار الأصليين، ويطلق عليها أيضا الجبالية، ويعتبر المختصين والأكاديميون أن اللغة الشحرية مشتقة من اللغة الحميرية الأم.
وتحتوي هذه اللغة على عدة لهجات حسب المنطقة ولكن الاختلاف بسيط.
كما أنها تحتوي على الكثير من الكلمات ذات الاصل العربي والتي لم تعد موجودة إلا في الشعر القديم.
وأكثر من 82% من سكان محافظة ظفار يتحدثونها ولكنها لغة منطوقة غير مكتوبه وتحتوي على كل حروف اللغة العربية ما عدا (ص، ق، ض) هذا بالإضافة 8 حروف أخرى، وكذلك يتم عكس بعض الكلمات مثال على ذلك كلمة (قتل) بالعربية بمعنى القتل، أما في الشحرية فيقول (لتق) ونفس المعنى، ويعتبر كتاب "لسان ظفار الحميري" لمحمد بن سالم المعشني وكتاب "'لهجة مهرة وآدابها'" لعلي محسن آل حفيظ وكتاب "لغة عاد" لعلي أحمد محاش الشحري من المصادر المهمة لدراسة اللغة الشحرية.
وما زالت هي اللغة الدارجة في محافظة ظفار حتى الآن.
كما يتم الاعتقاد بأنها تعود إلى فترة قوم عاد وثمود وإنها أقدم من اللغة السبئية والحميرية، وقد أُطلق عليها اسم اللغة الشحرية نسبةً إلى قبائل الشحري سكان ظفار الأصليين، وإلى بلاد الشحر التي تمتد من غربي حضرموت إلى شرقية عمان، وقد انشقت من اللغة الشحرية لغتان أو لهجتان وهما اللهجة البطحرية في شرقية ظفار واللهجة السقطرية في جزيرة سقطرة في اليمن. وأقرب اللغات القديمة إلى اللغة الشحرية هي اللغة الآرامية. واللغة الشحرية حالياً لغة منطوقة وليست مكتوبة"..
والبحث جاء بعنوان "لغة عاد لغة العرب الأوائل في أرض الأحقاف: ظفار لغة وكتابات ونقوش" حيث أن الباحث على بن أحمد الشحري قد اعتمد على رافدين مهمين الأول: "ما وقر في ذاكرة الباحث حيث بلغ السابعة الستين من عمره، وإن كان المشروع في مخيلة الباحث قبل هذه الحقبة، فجمع ما حوته ذاكرته واستعماله اليومي للغة الشحرية فكوّن لديه معجما لا يستهان به.
أما الرافد الثاني: وهو المهم، الجلوس إلى المسنين الذي عاشوا هذه اللغة دون أي دخيل من اللغة العربية بكل مفرداتها العادية أو اليومية أو الأدبية من نثر وشعر وعادات وتقاليد ومعتقد وملبس ومأكل.. إلخ.
وعلى عِظَمِ هذين الرافدين وما لهما من أهمية فإن الحقيقة لن تنجلي بالطريقة السابقة وحدها، فعمد الباحث علي الشحري إلى ما يقيد هذه اللغة وهي الحروف فوجد أن اللغة الشحرية تنطق بخمسة وعشرين حرفا من الأبجدية العربية ذات الثمانية والعشرين حرفا بالإضافة إلى ثمانية حروف خاصة باللسان الشحري وبهذا تكون حروف اللغة الشحرية 33 حرفا وأثناء البحث عن ما يثبت هذه الحروف ماديا كان اللقاء بالنقوش الظفارية في أحد الكهوف في ريف ظفار كان ذلك بتاريخ 5/3/1988، ويعد علي الشحري هذه النقوش المفتاح لكنزه الموعود وهي التأصيل لفرضيته التي نذر حياته لها.
قام علي الشحري بمسح ما يقارب 60% من الريف الظفاري، وما يقارب 20% من منطقة النجد الصحراء في محافظة ظفار، وما يقارب 10% من المنطقة الساحلية في ظفار، حيث عمد خلال هذا المسح إلى تجميع الحروف المختلفة من كمية الكتابة المتوفرة التي وصل عدد حروفها إلى أكثر من 10 آلاف حرف، ومن ثم حصر الحروف المختلفة التي تشكل أبجدية لغة هذه الكتابة، ومن ثم قام بفرز الحروف المتشابهة على اختلاف طرق كتابتها حسب تصوره، وقارنها ببقية الأبجديات السامية العربية الأخرى، بصرف النظر عن أشكالها المختلفة قليلا عن بعضها، وعليه فإن الحروف التي يعتقد بأنها متشابهة، وأنها تشكل حروف تلك الابجدية حصرها لوحدها، حيث اختار من كل مجموعة الحرف الذي تكرر بكثرة وجعله يمثل مجموعته، وهكذا مع بقية الحروف وفي النهاية أصبح عنده 33 حرفا، كل واحد يختلف عن الآخر، وهو العدد الذي يشكل الأبجدية الشحرية أو بالأحرى الحروف التي تنطقها اللغة الشحرية.
إن أصل الأُمة العربية هي من الجزيرة العربية وبالتحديد من جنوبها، وإن حضارتهم هي من أقدم الحضارات، وقد ثبتت هذه النظرية العربية عندما أكد القرآن الكريم على أن قوم عاد في بلاد الأحقاف قد جعلهم الله خلفاء من بعد نوح، فالخلق الأول آدم والخلق الثاني نوح والذين أسند الله إليهم الخلافة من بعد نوح هم قوم عاد، وقوم عاد في الأحقاف، والأحقاف تقع من غربي حضرموت إلى رأس الحد في شرقية عمان إلى الخليج العربي، وتعتبر ظفار عمق الأحقاف، وسُميت فيما بعد بأرض الشحر والأشحار.
وإن المتبقي من اللغة العادية الأولى لا تزال في جذور اللغتين الشحرية والمهرية. وإن لغة قوم عاد بها عدد كبير من الحروف المنطوقة، وإن عدد حروف تلك الأبجدية أكثر من كل الأبجديات الأخرى والتي تناقصت كلماتها وحروفها بمرور الزمن بسبب الهجرات، ولكن ظفار احتفظت بلغة وحروف قوم عاد وبقت حروفها ثابته في موطنها الأصلي (الأحقاف)، (ظفار)، حيث اللغة الشحرية المنطوقة في ظفار حالياً يوجد بها "33 حرف أبجدي و6 حروف صوتية"، وهذا هو السبب الذي ظهر في عدد الحروف الظفارية من ناحية ومن ناحية أُخرى, وجود كل أشكال الحروف العربية القديمة المعروفة بالسامية في كتابات ظفار لأن اللغة الشحرية والمهرية وهما من جذر واحد.
https://www10.0zz0.com/2020/07/01/16/616510632.png
https://www10.0zz0.com/2020/07/01/16/546680102.jpg
وهي لغة شاعرة، والأشعار تكون موزونة وذات قافية، وأنقل لكم من التليفزيون العماني جماعة يتغنون بأشعار شحرية ومرفق بها ترجمة باللغة العربية..