السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي وأخي الحبيب عبد الرحمن حفظك الله ورعاك
لولا أن بيان الحق واجب وأن كتم الحق ينذر بالعقاب لما كتبت أرد عليك أيها الحبيب
مع العلم أنني لست أهلا للإفتاء
ومن جهة أخرى فانني لم أعترض على تفسير إيات الله التي ذكر فيها أن الله قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام
( الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا )( الفرقان 59)
كل ما وجدته في تفسير تلك الأيام أنه لا يفيد القطع في تعيين مدة الأيام السته التي ذكرها ربنا في كتابه
وهذه خلاصة كلام علمائنا الأجلاء في تفسيرها
قيل : هي من أيام الآخرة
وقال الجمهور ـ وهو الصواب ـ : بل من أيام الدنيا .
وقال اخرون أن كل يوم من الأيام السته هو خمسين ألف سنة
حكى الطبري عن مجاهد أن اليوم كألف سنة،
قال سيد قطب قد تكون ستة أطوار مرت بها السموات والأرض
أو ستة مراحل في النشأة والتكوين،
أو ستة أدهار لا يعلم ما بين أحدها والآخر إلا الله....
ولعل هذه الأيام الستة من أيام الله التي لا يعلم مقدارها إلا هو،
وكل التفاسير في نفس السياق
قد تكون - قال - سمعت - حَدث - حُدِثت
وقد تكون من أيام الله فإن يوما
وقال آخرون: بل معنى ذلك
سمعت أبـا معاذ يقول
سمعت الضحاك يقول
وحدثت عن الحسين
كل هذا في اعتقادي لا يفيد اليقين ولا الجزم ولا القطع أيها الحبيب
فالأيام الستة غيب من غيب الله الذي لا مصدر لإدراكه إلا هذا المصدر ( آيات القرآن الكريم ) فعلينا أن نقف عندها ولا نتعداها
وهذا قول سيد قطب - وكل ما يقال عنها لا يستند إلى أصل مستيقن ...
وكذلك يقول سيد قطب عن أقوال علماء المادة الذين يقدرون عمر الأرض
حتى استقرت وصلبت قشرتها، وأصبحت صالحة للحياة التي نعلمها،
وهذه قد استغرقت فيما تقول النظريات التي بين أيدينا - نحو ألفي مليون سنة من سنوات أرضنا.
وهذه مجرد تقديرات علمية مستندة إلى دراسة الصخور وتقدير عمر الأرض بواسطتها،
ونحن في دراسة القرآن الكريم لا نلجأ إلى تلك التقديرات على أنها حقائق نهائية ،
فهي في أصلها ليست كذلك ، وما هي إلا نظريات قابلة للتعديل ، فنحن لا نحمل القرآن عليها،
إنما نجد أنها قد تكون صحيحة إذا رأينا بينها وبين النص القرآني تقارباً، ووجدنا أنها تصلح
أي أننا نصصح العلم إذا توافق مع القرآن
ولا نصحح آيات القرآن إذا توافقت مع العلم
ولا نحملها ونلوي أعناق الآيات لتتوافق مع العلم
أرجوا أن يكون كلامي واضحا
أما عن مشارك الأخ ( أنا أعبد الله )
أتمنى عليك أيها الأخ الحبيب أن تكون أنت الحكم فيها
لقد وافقت الأخ الكريم على كل ما طرح دون أن يأتيني بالدليل واكتفيت بما قاله هنا
اقتباس:
وبما ان العلم اثبت انه لا يمكن ان يكون العالم خلق فى 6 ايام
وما قاله هنا أيضا
اقتباس:
الله دائما فى القران لا يقصد ايام كأيامنا فالله لم يقل فى اى ايه ان اليوم عنده كأيامنا واذا بحثت فى التفاسير ستجد انه لا يقصد اليوم كأيامنا
وأصبح جل اهتمامي الآن
أن يعود الموضوع إلى مربعه الأول يتحدث عن أخطاء البايبل ولكن دون أن أسلم أوراق إدانتي للخصم
وقد ضربت مثالا الأخ الكريم أعيده عليك هنا
اقتباس:
كما أن عليك أن تتذكر جيدا أنك عندما تطرح أمرا كهذا أمام مخالفيك من المسيحيين
فيرد عليك أحدهم بقوله إن كان هذا خطأ وعيبا في كتابنا فالخطأ والعيب ذاته في قرآنكم الذي يقول أنها ستة أيام أيضا
بالله عليك هل تستطيع أن تقول له أن القرآن لا يقصد ستة أيام بل يقصد ستة مراحل ؟
هل يرضى أي عاقل بهذه الإجابة منك ؟
ألا تعلم أنك ستخرج من حوارك مغلوبا إن لم تخرج كافرا ببعض الآيات
فهل لي أن أقول أن من أخطاء البايبل أنه يقول ان الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وأغض الطرف عن قوله تعالى في صريح القرآن ؟؟ أو أن أكتفي بقولي إن الله لا يقصد ستة أيام ؟ وهذا رأي بعض المفسرين ؟
يتطلب الحق والعدل والعقل مني أن لا أزن بمكيالين
فأنا عندما ألزم القوم بما في كتابهم من نصوص وأرفض التفسير الروحي لحزقيال وللنشيد وغير ذلك
علي أن لا أجد غضاضة إن هو ألزمني بنصوص آيات ربي عز وجل
أيها الأخ الحبيب الأمر كما ترى لا يحتاج كل هذا الشرح والعناء
هل غاب عنا أن الله على كل شيء قدير
أرشدني بماذا أرد لو سألني أحدهم هذا السؤال
( هل باستطاعة ربك أن يخلق السماوات والأرض في يومين من أيامنا؟؟ )
أأقول له هذا مستحيل عليه ؟؟
أعتقد بهذا جازما وألزمه
ولا أكذب بكلمة أو بحرف من كتاب ربي فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين