ربمّا لا يعلم عابد الإنسان و آكل جيف القدّيسين و مُتبعها بكؤوس الخمرة لتيسير الهضم أنّ تحريم الخمر في الإسلام جاء بالتّدريج زيادة على كون عمر الفاروق رضي الله عنه الذي يتمسّح بردائه لم يكن معصوماً و قد إنتهى عن شرب الخمر بمجرّد نزول الآية الكريمة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } المائدة : 90
:p012:
نقرأ من تفسير السّعدي لسورة البقرة : 219
أي: يسألك - يا أيها الرسول - المؤمنون عن أحكام الخمر والميسر, وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام, فكأنه وقع فيهما إشكال، فلهذا سألوا عن حكمهما، فأمر الله تعالى نبيه, أن يبين لهم منافعهما ومضارهما, ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما, وتحتيم تركهما. فأخبر أن إثمهما ومضارهما, وما يصدر منهما من ذهاب العقل والمال, والصد عن ذكر الله, وعن الصلاة, والعداوة, والبغضاء - أكبر مما يظنونه من نفعهما, من كسب المال بالتجارة بالخمر, وتحصيله بالقمار والطرب للنفوس, عند تعاطيهما، وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما, لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته, ويجتنب ما ترجحت مضرته، ولكن لما كانوا قد ألفوهما, وصعب التحتيم بتركهما أول وهلة, قدم هذه الآية, مقدمة للتحريم, الذي ذكره في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ } إلى قوله: { مُنْتَهُونَ } وهذا من لطفه ورحمته وحكمته، ولهذا لما نزلت, قال عمر رضي الله عنه: انتهينا انتهينا.
أسمعتَ يا عابد الإنسان : ربّ العزّة يقول :
فَاجْتَنِبُوهُ ولم يقل إشربوه !!!!!!
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
أوّلا : عمر بن الخطّاب شرب الخمر في الجاهلية و في أوّل الإسلام ( قبل نزول التحريم و الذي جاء بالتدرج) و ساعتها لم يكن يحمل صفة خليفة بعد .
ثانيا : أفعال و أقوال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه سواء قبل أو بعد إسلامه ليست حجة على الإسلام فهوأوّلاً و أخيراً بشر غير معصوم عن الوقوع في الخطأ و الزّلل
ثالثا: عمر بن الخطّاب رضي الله عنه إنتهى عن شُرب الخمر بمجرّد نزول الآية .
خلّيك إنت بسّ في شُرب " البيرة "و "المسطار" - كما أمركَ بذلك كتابكَ الذي تقدس - و خلّيك من التعلّق و التمسّح برداءالجيل الأوّل من الصّحابة الكرام !!!
كُن معافى !!!!