الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
خامسا فشل محاولات القضاء على الأسلام.
كل عقيدة تعرضت لمحاولات القضاء عليها أو تغييرها ووفقا للمنطق فأن العقيدة التى تثبت
هى الأقوى والأحق بالأتباع. تعرضت اليهودية لموجات من التحريف والتغيير بعدموسى عليه السلام وبعد أنهيار مملكة أسرائيل حتى أننا نجد أختلافا بين الكتب التى مع اليهود والتى مع السامرة. وتعرضت المسيحية الى كل ألوان التغيير والتحريف والتبديل عبر طرق
عدة. عسكرية من خلال الحروب والقهر وفرض المذاهب بالقوة كما فعل الرومان مع الأريوسين . ودينية عبر المنافقين من رجال الدين الذين غيروا وبدلوا فى النسخ القديمة
من الوصايا والرسائل التى عندهم بشكل مستمر ولانزال نراه الى يومنا هذا وحجتهم واحدة هى حلول الروح القدس عليهم وكأن الروح القدس بلاعقل فمرة تقول للمسيح
طبيعة ومرة طبيعتين ومرة مشيئة ومرة مشيئتين!. وتعرضت هذه العقيدة المزورة الى أقسى الأمتحانات على نحو كاد يودى بها من مركز ثقلها فى أوربا ألا وهو أمتحان العلمانية وفترة الشك والعقل والتنوير وكادت هذه الفترة أن تقضى على العقيدة المسيحية تماما لولا أن أصحاب العقول فى هذه البلاد أدركوا حاجة الأنسان للدين ولو
ديكور فقط فتم الفصل بين الدين والدولة.
لماذا هذه المقدمة؟ لأن الأسلام العظيم تعرض لأختبارات أشد قسوة مما تعرضت له
المسيحية ولكنه خرج منها منتصرا كما سنرى.
نلاحظ أن الأسلام عبر تاريخه كان دائما مواجها ومحاربا القوى العظمى فى ذلك الزمن
وكان صراعه مع الشر والتحريف والتزوير والكفر والأحتلال والأستعباد والعنصرية.
1- واجه النبى :salla-s: كفار قريش وهم مركز الثقل فى جزيرة العرب فخرج من بين ظهرانيهم سالما ثم أنتصر عليهم فدخلوا فى دين الله أفواجا.
2- واجه المسلمون الأوائل الروم وفارس (القوتين العظمتين) وقضوا تماما على الدولة الفارسية أما عاصمة الروم فقد كتب لها أن تصبر على الأسلام ثمانية قرون قبل أن تدخلها جيوش محمد الفاتح وقد تنبأ بذلك رسول الله:salla-s:
- لتفتحن القسطنطينية ، فنعم الأمير أميرها ، ونعم الجيش ذلك الجيش
الراوي: بشر الغنوي المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم: 1/250
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
3- واجه المسلمون وهم فى حال الضعف القوتين العظميين أوربا الصليبية ودولة المغول الوثنية فأنتهى حال الثانية الى دخول الأسلام وتحول سيوف التتار الى الدفاع عنه .أما الأولى فلم تتمكن من تحقيق حلمها بالقضاء على الأسلام وأنتهت الحروب الصليبية
فى الشرق بفشل عسكرى ذريع بعد أكثر من ثلاثة قرون.
4- رفضت النخبة الأوربية منذ ظهور الأسلام هذه العقيدة وحاربتها داخل أوربا بمنتهى
القوة فتم طرد المسلمين من جنوب فرنسا وجزيرة صقلية وجنوب أيطاليا وغيرها ثم أعلن الأسبان حرب الأسترداد ضد الأندلس المسلمة وبعد أربعة قرون من أعلان حرب الأسترداد وثمانية قرون من الوجود الأسلامى فى أسبانيا تم القضاء على دولة الأسلام هناك وان بقية قلة من المسلمين.
فهل تمكنت أوربا من طرد الأسلام بما فعلته؟
كلا الأسلام الذى حاربته أوربا وقهرته غربا فى أسبانيا جاءها شرقا مع الجيوش العثمانية الفاتحة التى صالت وجالت حتى فيينا عاصمة النمسا.
ولكن النخبة الصليبية الحاقدة لم تستسلم لذلك وأغلقوا أعينهم عن النور من جديد
وتم التأمر على الدولة العثمانية واحقاقا للحق فأن الأخيرة قد أبتعدت عن الأسلام الصحيح فأصبحت فريسة سهلة للمرض و أصبحت رجل أوربا المريض الذى سقط تماما فى الحرب العالمية الأولى. ثم بمؤامرة يهودية صليبية علمانية ماسونية مشتركة تم
أسقاط الخلافة وللحق أيضا أنها ساعة سقوطها لم تكن تستحق ولم تأخذ من الخلافة
الا الأسم!.
وظنت أوربا أن الأسلام قد أنتهى من قارتها على الأقل وأن الشعب التركى نفسه
سينسى الأسلام وينغمس فى المبادىء العلمانية ولن يمثل مشكلة لهم. ولكن هيهات
لقدرد الله عليهم منذ اربعة عشر قرنا
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
الصف
الأسلام الذى تصورت أوربا أنها قضت عليه بقضاءها على الخلافة عاد اليها من جديد
فى شكل موجات الهجرة فى الخمسينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضى
وعبر أنتشار الأسلام بين الأوربيين بالحكمة والموعظة الحسنة ليصبح الديانة الثانية
فى الغالبية الساحقة من بلدانها وسيكون فى غضون قرن بأذن الله الديانة الأولى
http://zaidabuzaid.jeeran.com/archiv.../6/885733.html
5- الحرب الثقافية والفكرية وحملات التنصير
وهذه سنتكلم فيها بالتفصيل وسنرى أن نتائجها محدودة وأنها الى زوال بأذن الله.
فألى لقاء قريب بأذن الله:98-: