يقول زكريا بطرس ما لا يدهش العارف ذكائه المفرط
((
القسم الثالث: لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟
يتساءل الدكتور النجار عن سبب قسم الله بمواقع النجوم، وحاول أن يلبس كلمة مواقع ثوبا علميا حديثا. وأحب أن أسأله ببساطة إن كان يدري سيادته عن مواقع عبادة النجوم بالجزيرة العربية أم يتجاهل ذلك؟ إذن فليسمع قول الإمام الشهرستاني في (كتاب الملل والنحل) أن النجوم والكواكب كانت معبودات للأمة في الجزيرة العربية كلها ، فقد كان لكل قبيلة واحد منها: فكانت قبيلة حمير تعبد الشمس، وجزام تعبد المشترى، وقيس تعبد الشعرى، وأُسْد تعبد عطارد، وقد كانت الكعبة معبدا لزحل.
ألا يدري الدكتور العالم النجار سبب القسم بمواقع النجوم في قول القرآن الكريم "فلا أُقْسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75و76) الواقع أن محمدا في بداية دعوته أراد أن يجذب سكان الجزيرة لدعوته بالتقرب إلى النصارى واليهود وأتباع المعبودات الأخرى الموجودة في الجزيرة العربية))
أولا
: لاحظ أنه جاء بقول بنى عليه شبهة والقول لا أصل له
قال في -كتاب الملل والنحل- وعلى غير عادته لم يذكر الصفحة ليسهل عليَ فضحه... فرحت أبحث في النسخة الإلكترونية فلم أجد شيئا !!
أه
....وجدت شيئا
يقول الشهرستاني ((أصنام العرب وميولهم: فيعبدون الأصنام التي هي وسائل وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً. وكان ود لكلب وهو بدومة الجندل، وسواع لهذي وكانوا يحجون إليه وينحرون له، ويغوث لذحج ولقبائل من اليمن، ويعوق لهمدان، ونسر لذي الكلاع بأرض حمير. وكانت اللات لثقيف بالطائف، والعزي لقريش وجميع بني كنانة وقوم من بني سليم، ومناة للأوس والخزرج وغسان. وهبل أعظم الأصنام عندهم؛ وكان على ظهر الطعبة، وأساف ونائلة على الصفا والمروة وضعهما عمر بن لحي وكان يذبح عليهما نجاة الكعبة، وزعموا: أنهما كانا من جرهم: أساف بن عمرو، ونائلة بنت سهل تعاسقا ففجرا الكعبة، فمسخا حجرين، وقيل: لا بل كانا صنمين جاء بهما عمرو بن لحي فوضعهما على الصفا.))
معلومة صغيرة لأبوجهل المدلس الكذاب
: العرب كانوا عابدي أصنام وعابدي الملائكة وعابدي الصالحين–فالعرب أغلبهم وثنين اللهم إلا بقايا مجوس وأهل كتاب-... ولم يكونوا عابدي نجوم قط !!
ثم يا ابو جهل
..يا أسوء خلق الله عقلا ...هل عطارد والمشترى وزحل من النجوم ؟ إذا كانوا نجوما فما هي الكواكب يا ترى ؟!
بطرس يقول
"إن هذا القسم ليتقرب من عبدة الكواكب والنجوم" والعرب قوم لا يعبدون الكواكب .. ولا النجوم ..فما هذا العته المغولي؟!
ثم يا أبا جهل الله في القرآن يقسم بالتين والزيتون والعصر وليال عشر والليل فهو يقسم بأنه رب كل مربوب
..فإلى من يقصد التقرب يا أبا جهل؟
أنا لا تعليق لدي سوى قول الله:
(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون !)
((
ومما يثبت هذا الرأي، أنه جاء في هذه السورة نفسها (سورة النجم 19و20) قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) وهي معبودات من الأصنام، وأضاف كلاما ذكر عنه الإمام النسفي والجلالان ما يلي:
(1) الإمام عبد الله ابن أحمد النسفي المتوفي سنة 710هـ:
"إنه عليه السلام كان في نادي قومه [أي في مجلسهم] يقرأ سورة "والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم [أي محمد] وما غوى" فلما بلغ قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) جرى على لسانه (أي أضاف) "تلك الغرانيق العلى [أي: الرائعة الجمال، العالية المقدار] وإن شفاعتهن [أي وساطتهن] لترتجى" قيل: فنبهه جبريل عليه السلام، فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان ...
(تفسير النسفي الجزء الثالث ص161) ))
وفي هذا مصائب عدة كلها على رأس بطرس
أولها
:لاحظ أن هذا في معرض إستدلاله أن العرب كانوا يعبدون النجوم وبالبالتالي فإن القسم بمواضع النجوم تقربا منهم ثم يقول لك أن ما يؤيد رأيه قصة الغرانيق المكذوبة-كما سيأتي- لكن من شده إستحماره لقارئه أن الجميع يدرك أن اللات والعزى ومناة أصنام وليست كواكب أو نجوم يا أبا جهل!!
وثانيها
:أن القصة مكذوبة بكافة المقاييس ولم يأت لها سند صحيح قط بل هي من وضع –كذب- الزنادقة والمنافقين !
راجع كتاب
: نصب المجنيق لنسف قصة الغرانيق!
وثالثها
:الإقتباس ذاته لم أجده بوصف زكريا بطرس على الإطلاق فسترون الفرق بين إقتباس بطرس والحقيقة !
بل إن النسفي يطعن في القصة عقليا ناهيك أنها لا تصح نقلا : ((
تمنى كتاب الله أول ليلة
... تمنى داود الزبور على رسل
{
أَلْقَى الشيطان فِى أُمْنِيَّتِهِ } تلاوته . قالوا :إنه عليه السلام كان في نادي قومه يقرأ «والنجم» فلما بلغ قوله { ومناة الثلاثة الأخرى } [ النجم : 20 ] جرى على لسانه «تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى» ولم يفطن له حتى أدركته العصمة فتنبه عليه . وقيل : نبهه جبريل عليه السلام فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان . وهذا القول غير مرضي لأنه لا يخلوا إما أن يتكلم النبي عليه السلام بها عمداً وإنه لا يجوز لأنه كفر ولأنه بعث طاعناً للأصنام لا مادحاً لها ، أو أجرى الشيطان ذلك على لسان النبي عليه السلام جبراً بحيث لا يقدر على الامتناع منه وهو ممتنع لأن الشيطان لا يقدر على ذلك في حق غيره لقوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سلطان } [ الإسراء : 65 ] ففي حقه أولى ، أو جرى ذلك على لسانه سهواً وغفلة وهو مردود أيضاً لأنه لا يجوز مثل هذه الغفلة عليه في حال تبليغ الوحي ولو جاز ذلك لبطل الاعتماد على قوله ، ولأنه تعالى قال في صفة المنزل عليه
{
لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [ فصلت : 42 ] وقال : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون } [ الحجر : 9 ] ))
وكلمة
"قيل" أو "قالوا" أو "زعموا" كل هذا صيغ تضعيف وتكذيب عند العلماء العارفين بعلوم الحديث ..فضلا عن تكذيبه !!
ونقول له
:
القصة وإن أوردها بعض كتب التفاسير فإنها أوردتها بالسند لأن ديننا دين متين قوائمه الإسناد وليس مخطوطات لا ندري من كتبها ولا من أين جاءت لنا ؟! لا
لدينا القصة بإسنادها وهي موضوعة مكذوبة !
وهذا هو بطرسكم
!!
وأخرها
وما يضحض أي شبهة أنني كما تعودتم مني من بداية الكتاب فقط أورد الآيات كاملة والحمد لله لا نحتاج لإيراد تفاسير أو غيره فكتاب الله عندما يفهم بعقل سوي يفهم فهما سويا ... والحمد لله
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى
(19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)سورة النجم
يا له من مدح لآلهة الكفار أن تقول لهم
"إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان !!!
ياله من مدح أن تقول لهم
...إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جائهم من ربهم الهدى !!!
يا له من مدح يا أبا جهل
!!
فبأي رد سخيف من ردوده سيجيب ؟
!