فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن
.
جاء بسفر تكوين : فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم و لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة (3: 24) ... والقول هنا بطرد الإنسان وليس آدم لأن ذلك يناقض ما سبقه بقول : فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها (3: 23) .. فالإخراج غير الطرد ... فعندما أقول أنني طردت شخص فهذا يعني أنني لا أهتم بمعرفة أين ذهب بعد ذلك ، ولكن استخدام كلمة ( أخرجت) تعني أنني مهتم بهذا الشخص لأن كلمة الإخراج يُفهم منها ان تعلم من أين أخرجته وإلى أين أخرجته كما ظهر في قول (فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها (3: 23) ) إذن أخرجه وعلم إلى أين أخرجه فهنا علمت أخر مطافه .... والطرد لا تعلم منه أخر مطاف المطرود . وقد وجدنا ذلك في قول : فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم .... (3: 24) فهنا طرد الإنسان ولا نعلم إلى أي أخر مطافه ...إذن الطرد مناقض للخروج .... ولكن لكي يصح اللفظ فنقول ((ان الرب عندما طرد الإنسان ولم يعرف مطافه الأخير)) فهذا يصح في حالة أن الرب طرده من مكان به شر وبهذا فمطافه سيكون في الخير/ اما وصف {الطرد} من الخير فلا يصح ... وكما رأينا في القرآن بأنه لا توجد آية تكشف لنا أن الله طرد أحد من مكان فيه الخير والصلاح إلا في حالة واحدة فقط وهي أن المطرود معتدي على المكان المطرود منه ، وآدم لم يكن معتدي على الجنة لأن الله هو الذي أدخله إياها وهو القائل عن للإنسان (و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض.( 1: 28))
إذن : فكاتب سفر تكوين لم يُحسن التعبير وهذا سوء سرد لكلمات معتبره مُوحى بها (على حد الإيمان المسيحي واليهودي معاً)
يتبع :-
.