بحاول أفهم و مش عايز أفهم!
تغيبت لمدة طويلة عن الكتابة فى هذا المُنتدى لأسباب لا مجال لذكرها هنا!
و لكن أجد أن تعليق الأخ "بحاول أفهم و مش عايز أفهم" مر بدون تعليق....
أولاً: لم أكن أبداً فى يوم ما صليبياً.... و إن كنت قد عرفت الكثير عن الصليبية عن قرب.....أنا يا أخى أحد أحفاد ذلك القبطى الحُر.... الذى أحس أنه قد تنفس نسائم الحرية يوم فتح عمرو بن العاص العظيم مصر.... فلقد تخلص من ربقة الإحتلال الرومانى البغيض الذى كان يسوم المصريين سوء العذاب.... و هذا القبطى أبت نفسه أن يُحس بالذُل بعد أن أعزه الله بالفتح الإسلامى..... و هو إن كان قدظل على صليبيته ، إلا أنه أحس بالعزة و الحرية فى ظل راية الإسلام....و هكذا عندما قام مُحمد بن عمرو بن العاص بإهانة جدى القبطى الكبير و ضربه بالسوط لأنه سبقه فى مُسابقة للجرى بالخيل و قال له "أتسبق إبن الأكرمين"..... أبت نفسه الذُل بعد العز و أصر على الذهاب إلى مدينة الرسوةل للشكوى إلى أمير هؤلاء المسلمين الفاتحين و الذى سمع عنه أنه لا يُظلم لديه أحداً.....و هكذا كان ما كان و غضب عُمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين، و إنتصر للمصرى الصليبى من قائد جيوشه و إبنه و أمر المصرى الصليبى الفلاح بضرب إبن الأكرمين بالسوط لإسترجاع حقه ..... و أطلق كلمته المُدوية "متى إستعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"..... و قد كان هذا المصرى الحُر، كما كان أول الأحرار، هو أيضاً أول المصريين الذين أنعم عليهم الله بالإسلام و أول قطرة فى غيث و بحر الإسلام فى مصر......و أنا حفيد هذا الرجل!
أما عن قولك بإحراق نُسخ القرآن.....فلا أعرف من أين أتيت به....ربما إجتمع الآباء الكبار للعقيدة الإسلامية .....و لكن فين ياترى؟.....بالتأكيد ليس فى نيقية.....و ليكن فى المدينة المنورة..... و قرروا حذف بعض الآيات و السور و إطعامها للماعز أو إحراقها لأنها تحتوى على أشياء لا ينبغى للمسلمين أن يعرفوها...... و طبعاً لأنهم مملوئين بنور المعرفة فلا غضاضة فى ان يعرفوهاهم تماماًُ مثل أبونا كليمنت......
إن توحيد قراءة المُصحف كان مطلباً عاجلاً للأمة الإسلامية الناشئة حتى لا ينتهى بها الحال إلى وجود قراءات و تفسيرات عدة للقرآن و تحريف معانيه.... و بالتالى ينتهى بنا الحال إلى وجود عدة نسخ من القرآن و يكون هناك القرآن طبقاً للشيخ أو الولى فلان و القرآن طبقاً لعلان..... فدخول الأعاجم (الذين لا يعرفون العربيةو لا يجيدومها) و إختلاف معنى بعض الكلمات عند القبائل العربية طبقاً للهجاتها حتم ذلك.....
و مثال بسيط:
الآية:
"إنما يخشى اللهِ من عباده العلماءُ"
فوجود الله هنا منصوباً و العلماء مرفوعاً... تعنى أن العلماء يخشون الله
أما لو كان الله مرفوعاً و العلماء منصوباً..... فتؤدى عكس المعنى...أن الله يخشى العلماء..... و بالتأكيد هذا ليس هو الله الذى فوق مستوى العقل فى المنظور الإسلامى، كما قال القديس بنديكتوس (ده طبعاً بعد ما يغور فى داهية)، و لكنه ربما يكون اليسوع ، فاليسوع يخشى العلماء (بأمارة هرطقة جاليليو و كوبرنيق) و بأمارة:
"يوحنا 16:12.... «إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. »"
أى أننى لن أقول لكم كل الحقيقة لأنكم لا تحتملون الحقيقة....و بالتالى كل من يأتى بشيئ من الحقيقة قتله و طارده أولئك الذين لا يحتملون الحقيقة!
و إخالاف اللهجات و إختلاف المعانى شيئ طبيعى.... و مثال غلى سوء الفهم ما حدث مع سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" عندما كان فى ليلة باردة و هو راجع من إحدى غزواته و معه عدد من الأسرى....فرق لحال الأسرى من شدة البرودة و نادى فى حراس الأسرى أن "دافئوا أسراكم".... و الكلمة تعنى أدفئوا... و لكن الحراس كانوا من الأعاجم و لديهم تعنى كلمة "دافئوا" ...أقتلوا...فما كان منهم إلا قتل الأسرى..... و قد حزن خالد بشدة لذلك و عاتبه عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب....و هكذا فقد يؤدى سوء الفهم و إختلاف اللهجات إلى خطأ جسيم من هذه النوعية!
و لذلك كان لا بد من توحيد القراءات لتوحيد المعنى حتى لا يكون هناك مجال للبس أو سوء الفهم!
و بالمناسبة .... أليست كلمة يعرف عرف التوراتية مجال لسوء الفهم...فمن أسن لى أن أعرف أن إله العهدين القديم و الجديد يعنى يعرف (بمعنى....لامؤاخذة) أو يعنى يعرف بمعنى يعلم أو يكون على دراية.......
و السلام عليكم