الوحي الإلهي بين القرآن الكريم في الإسلام و الكتاب المقدس في المسيحية
الوحي الإلهي بين القرآن الكريم في الإسلام و الكتاب المقدس في المسيحية :الوحي في المسيحية :
يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير في كتابه (( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه )) تحت عنوان : ماهو الوحي الإلهي في المسيحية , [ يتصور البعض أن الوحي الإلهي في الكتاب المقدس هو مثل الوحي في الإسلام , الوحي في الكتاب المقدس يختلف عن هذا الفكر بصورة جوهرية ، فهو إعلان من الله أولاً ثم وحي , الأنبياء تلقوا الوحي الإلهي أولاً في صورة إعلانات من الله بأنواع وطرق كثيرة كالحديث المباشر مع الله مثلما حدث مع موسى النبي , أو عن طريق الظهورات الإلهية , والظهورات الملائكية كما حدث مع هاجر , ومع إبراهيم وكما حدث مع مريم العذراء أو الرؤى والأحلام ، مثل أحلام يوسف أو حلول الروح القدس على الأنبياء وتحدثه بلسانهم , فقد كشف الله وأعلن عن ذاته وإرادته ومشورته الإلهية وتدبيره الأزلي السابق للإنسان والكون والتاريخ بالإعلان الإلهي الذي هو كشف الغطاء عما هو مخفي . فكلمة إعلان في العبرية هي " جالا - galah " وتعنى " يكشف الغطاء " ، وفى اليونانية هي " ابوكاليبسيس - apokalypsis - ἀποκάλυψις " وتعنى " يكشف النقاب عن ، إعلان ، إستعلان " والفعل منها " ابوكاليبتو - apokaliptw - ἀποκάλυιπtw " ويعنى " يرفع الغطاء ، يعلن ، يظهر ، يستعلن ، معلن – disclosure : - appearing, coming, lighten, manifestation, be revealed, revelation " . فالإعلان إذاُ هو عمل الله المباشر ، الصادر من الله وحده ، نشاط الله وحده ، كشفه عن ذاته وإرادته للبشرية بروحه القدوس من خلال وبواسطة الأنبياء والرسل ، والوحي هو عمل الروح القدس في النبي ومن خلاله ، هو النبي كمتكلم بالروح القدس ، هو الناطق بكلمة الله بالروح القدس من خلال النبي ، هو كلمة الله على فم النبي ؛ في الإعلان يتكلم الله ويعلن عن ذاته , النبي ما تسلمه من الله للآخرين سواء شفوياً أو مكتوباً ] ان الكلام غير مفهوم وصعب جدا جدا , وهذا غالباً أسلوب جميع الآباء الكهنة , فهم يكتبون بلغة صعبة وغير مفهومة ومعقدة حتى لا يفهم المسيحية العامي ماذا يحدث بالضبط ولكنه يكون سعيداً عندما يرى كلام مُعقد فيعتقد ان القسيس أو الكاهن عالم عبقري ويقول كلام خطير جدا جدا وقوي جدا جدا أعلى من مستوى فهم المسيحي العادي فيؤمن المسيحي ان ما يتكلم عنه الكاهن هو حق , رغم انه لا يفهم شئ , ولكن ما دام "أبونا بتاع الكنيسة" فاهم لما يقول , فلا بأس .الكلام بإختصار وتوضيح , الوحي في المسيحية مختلف عن الوحي في الإسلام (( وهذا حق )) فهناك رسم بسيط قد وضعه القس محاولة منه للتبسيط
الله => (الإعلان بطرقه وأنواعه) => الأنبياء (الوحي) => الإنسان
فهل عرفتم من هذا الرسم ما هو الوحي ؟؟؟ أكيد لأ برضه ... المهم سوف نُكمل الشرح البسيط ان شاء الله للوحي في المسيحية , القس يريد ان يقول ان عندما يريد الله عز وجل ان يخبر النبي بشئ فهو يعلن له بطرق كثيرة وعديدة , ولكن بحسب الرسم التوضيحي , فهاذا الإعلان ليس وحياً ولكنه مجرد إعلان إلهي للنبي كي يخبره عن ما يريده , قد يكون هذا الإعلان إما كلام مباشر من الله للنبي أو عن طريق الظهورات الإلهية , ومعنى الظهورات الإلهية (( أى ان الله جل جلاله بذاته يظهر للنبي ويعلمه بما يريد إخباره به وهذا شئ فريد وعجيب لم نسمع عنه من قبل في أي دين من قبل اللهم إلا لو كانت ديانة وثنية قديمة )) أو الإعلان عن طريق إرسال ملاك يخبر النبي بما يريده الله , أو عن طريق الحلم أو الرؤيا . ثم بعد هذا الإعلان الإلهي كما يزعم القس يتكلم النبي ويخبر الناس بما أراده الله منه أو بما أراد الله ان يخبر النبي وهذا الكلام الذي يتكلم به النبي أو يكتبه في كتاب أو اي وسيلة أخرى للتبليغ ... هي الوحي .
يقول القس : [ والوحي هو عمل الروح القدس في النبي ومن خلاله ، هو النبي كمتكلم بالروح القدس ، هو الناطق بكلمة الله بالروح القدس من خلال النبي ، هو كلمة الله على فم النبي ؛ في الإعلان يتكلم الله ويعلن عن ذاته , النبي ما تسلمه من الله للآخرين سواء شفوياً أو مكتوباً . ] وطبعاً الروح القدس عند المسيحيين ليس جبريل عليه السلام , وليس ملاكاً من عند الله , بل الروح القدس هو الله نفسه وبوصف أدق هو الأقنوم الثالث من الثالوث الإلهي (( عند المسيحيين الله مكون من ثلاثة أقانيم وكلمة أقنوم تعني دات قائم بصفات مستقل بنفسه , الله عندهم مكون من الآب والإبن والروح القدس , والأب إله والإبن إله والروح القدس إله , بل كل واحد منهم هو الله , لو مفهمتوش إذاى ثلاثة في واحد مش مهم , ولكن هذه عقيدتهم والله المستعان )) .
يقول الأنبا موسى الأسقف العام : [ إن الوحى فى المسيحية يسمى Inspiration وليس Dictation (إملاء)... فالوحى عند غيرنا هو "إملاء" من الله، يتلقاه نبى حقيقى، أو مدعى نبوة، دون أن يكون له أدنى دخل فيه. وهكذا يكون الله لا يتكلم إلا بلغة واحدة، ولا داعى أن تترجم، ويسمح فقط بترجمة المعانى الواردة (عند البعض)، أو تترجم بالأمر (كما فى السبعينية). أما فى المسيحية، فالله حين يوحى لإنسان ما، فإنه يترك له مساحة هامة، من جهة: الدوافع - الأسلوب - الموضوعات - الأفكار... ولكنه يعصمه من الزلل، فلا يخطئ فى معنى أو كلمة أو حرف أو نقطة! ] .
يقول الأنبا موسى هنا ان الوحي في المسيحية كالآتي : الله يلهم لنبي ما يريده الله ان يبلغه للناس , فيستلم النبي الوحي ويكتبه بأسلوبه الخاص .
هذه هي الوحي في المسيحيه ... ربنا يكلم النبي ... النبي يكلم الشعب بالطريقه إلي هو عايزها
الوحي في الإسلام :
الوحي في الإسلام مُقسم إلى ثلاثة أقسام :
القرآن الكريم
كلام الله تعالى المنزل على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، المعجز بأقصر سورة منه
الحديث الشريف
:
هو ما أضيف إلى النبي :salla:
من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة. فالقول: <كقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى .." وكقوله صلى الله عليه وسلم: "أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات .." والفعل: كتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه كيفية الصلاة، وكيفية الحج، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وقال: "خذوا عني مناسككم" والإقرار: كإقراره صلى الله عليه وسلم لما فعله بعض أصحابه من قول أو فعل، سواء أكان ذلك في حضرته صلى الله عليه وسلم، أم في غيبته ثم بلغه ذلك. ومن أمثلة هذا اللون من الإقرار: ما ثبت من أن بعض الصحابة أكل ضبا بحضرته صلى الله عليه وسلم فلم يعترض على ذلك، وعندما سئل صلى الله عليه وسلم لماذا لم يأكل منه؟ قال: "أنه ليس من طعام أهلي فأراني أعافه"
الحديث القدسي
:
هو ما يضيفه النبي :salla-y:إلى الله تعالى من أقوال ..
مثال ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وأن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه ..".
وسيلة نقل الوحي بين الله والنبي هو ملاك الله جبريل عليه السلام كما توضح آيات القرآن الكريم
[ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ][ النحل102 ]
قل لهم -أيها الرسول-: ليس القرآن مختلَقًا مِن عندي, بل نَزَّله جبريل مِن ربك بالصدق والعدل; تثبيتًا للمؤمنين, وهداية من الضلال, وبشارة طيبة لمن أسلموا وخضعوا لله رب العالمين. [ التفسير الميسر ]
[ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195} ][ سورة الشعراء ]
وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه القصص الصادقة، لَمنزَّل مِن خالق الخلق, ومالك الأمر كله، نزل به جبريل الأمين, فتلاه عليك - أيها الرسول - حتى وعيته بقلبك حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله، فتنذر بهذا التنزيل الإنس والجن أجمعين. نزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة، فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم. [ التفسير الميسر ]
والدليل على ان النبي محمد :salla: كلامه وحي من عند الله
[ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى {6} ][ سورة النجم ]أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت,ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق, وما خرج عن الرشاد,بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد, وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه.ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.علَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم مَلَك شديد القوة,ذو منظر حسن, وهو جبريل عليه السلام, الذي ظهر واستوى على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى .[ التفسير الميسر ]
الفارق بين الوحي في الإسلام والوحي في المسيحية :
الإسلام فيه نوعين :
- النوع الأول : كلام الله على الحقيقة كما قاله الله عز وجل يبلغه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام فينقله لنا الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو , فهذه كلمة الله نتعبد بتلاوتها .
النوع الثاني : الله عز وجل يوحي إلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام بالشرائع والأحكام والتعليمات فيقوله النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنا بأسلوبه الفصيح البليغ البائن , هذه الأحاديث لا نتعبد بتلاوتها لأنها ليست كلمة الله ولكنها موحى به من عند الله .
المسيحية فيه نوع واحد من الوحي وهو مشابه إلى حد ما من النوع الثاني في الإسلام , ولكن ليس عندهم ملاك وحي ولكنهم يؤمنون ان الله نفسه يحل على النبي عندهم فيتكلم النبي بأسلوبه هو , المسيحية ليست فيها مفهوم كلمة الله , بمعنى اننا لا نستطيع ان نقول ان هذا العدد (( العدد في المسيحية كالآية عندنا )) من العهد الجديد قد نطق بها الله عز وجل على الحقيقة , ولكن هم يؤمنون ان الكلام مكتوب بوحي ولكن بأسلوب كاتب الوحي الخاص .
يارب يكون الكلام مفهوم يانصارى العصر
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين