يعنى المسألة أكبر وأعمق من سطحية وحماقة البعض الذين يأتون بقصة من هنا وقصة من هناك ويقولوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام اقتبس منها وهم كاذبون
لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان أمي يعيش بين قوم أميين
القرآن الكريم أخبرنا بعدم علمهم بهذه القصص يعنى لم تكن هناك إمكانية فى المكان الذى يعيش فيه بأن يسمعوا تلك القصص
قول الله تعالى : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود/49.
وقوله عز وجل : ( وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7)) ص/6-7.
فملحمة جلجامش كتبت بلغة أصبحت بائدة قبل ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام بمئات السنيين وهى نفسها كانت قصة مجهولة لا يعلم بها أحد قبل ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام بمئات السنين
اليهود قديما لا يخبرون الغرباء عن قصصهم ودينهم :-
أما اليهود نسوا جزء مما كان معهم وحتى الجزء الذى كانوا يتذكرونه سواء فى تلمود أو فى توراة ما كانوا ليخبروا به أي أحد لأن التلمود يحظر دراسة التوراة ، والتلمود عندهم هو توراة شفوية
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
التلمود يحظر تدريس التوراة لغير اليهود Hence the Talmud prohibited the teaching to a Gentile of the Torah,
وذلك فى اعتقادهم تطبيقا لهذا النص من سفر التثنية :-
33 :4 بناموس اوصانا موسى (( ميراثا لجماعة يعقوب ))
وكان هذا يعنى أيضا حظر تدريس التقليد الشفهي لغير اليهود لأن التلمود بالنسبة لليهود يعنى توراة أيضا فكانت تسمى التوراة الشفوية
قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام و الرجل الصالح فى القرآن الكريم أسبق فى الزمان من القصة الشبيهة فى المدراش :-
هناك قصص كتبت فى المدراش بعد نزول القرآن الكريم مثل قصة رحلة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع الرجل الصالح ، فأقدم نص لهذه القصة كان فى القرآن الكريم
فكاتب القصة فى المدراشه هو الحاخام نسيم بن يعقوب الذى عاش فى القيروان بين المسلمين ما بين (990 م - 1062 م ) أي عاش بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وجعل الشخصية الرئيسية فى القصة هو الحاخام يشوع بن لاوى
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
This is a widely circulated legend, first found in Nissim ben Jacob's "Ḥibbur Yafeh," 1886, pp. 9-12, and reprinted in Jellinek's "Bet ha-Midrash," v. 133-135 (vi. 131-133 gives another version). For Judæo-German and other renderings of this legend see Zunz, "G. V." 2d ed., p. 138. The antiquity of the legend may be seen from the fact that Mohammed mentions it in the Koran, sura xviii. 59-82; compare also "R. E. J." viii. 69-73.
يعنى أول وجود لهذه القصة فى التقليد اليهودي كانت من خلال الحاخام نسيم بن يعقوب الذى عاش فى القيروان بين المسلمين
و فى العصور القديمة ربما كانت القصة التي ذكرها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فى القرآن الكريم