اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قل هاتوا برهانكم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله (ص): ((لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عيني كل إنسان كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال: أي رب من هذا؟ قال: رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال: له داود قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون سنة قال فزده من عمري أربعين سنة قال: إذن يكتب ويختم ولا يبدل فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال: أولم يبقى من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته))
ما نوع الفاء هنا مثلاً و هل معنى ذلك أن نسيان الناس بسبب نسيان ادم :salla:و وقوعهم في الخطأ بسبب وقوع ادم:salla:
أنا طبعا أعرف الفرق بين توارث الخطيئة الذي يدعيه النصارى من أن كل مولود يولد ملطخاً بالخطيئة و بين توارث الطباع والتأثر بالغير
ولكن هل هذا معناه أن نسيان البشر على سبيل المثال بسبب نسيان ادم:salla-y:؟
وما نوع الفاء و هل هي السببية
جزاكم الله خيرا مقدماً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
معنى الكلام في الحديث أخي الفاضل ( قل هاتوا برهانكم ) بيان سببِ حكمةٍ إلاهيةٍ مقدرةٍ على الخلقِ مكتوبة عليهم، وأنه هو ما جرى وحصل من أبيهم آدم رحمه الله، فكان نسله بما أنه جزء منه قد اكتسب بعضا من صفاته، وبمعنى آخر: أنه لما كانت مثل هذه الصفات من الغرائز الطبعية التي وضعت في أبينا آدم؛ لازَمَ أن يكون نسله الخارج منه _ على الأقل نسبة منهم _ أن يكون متصفا بمثل هذه الصفات.
وهذا شبيه بحديث أمنا حواء مع الحيض والنفاس بالنسبة للنساء.
طبعا ولا يضر أن هذه الصفات لم تكن موجودة من قبل فيهما في تغيير الحكم، فإنها بمجرد الوضع فيهما أصبحت من غرائزهم فكان الخارج المتولد منهما له صفاتهما.
فلذلك أتى عند الحاكم في (المستدرك رقم 214) وابن حبان في (الصحيح رقم 6167) والبيهقي في (الكبرى رقم 20307) والترمذي في (السنن رقم 3368) في آخر الحديث قوله: "فيومئذ أمرنا بالكتاب والشهود" فالكتاب في مقابل الحجود، والشهود في مقابل النسيان.
ومع هذا كله فالتعلم أخي الكريم ان المراد بجحد أبينا آدم حال كونه ناسيا لهذه القضية؛ إذ يبعد منه عليه السلام أن ينكر مع التذكر.