ماركيون مثلا يقول بوجود الهين اله خير هو يسوع واله شر هو خالق العالم طبعا بسببالتناقض الشديد بين اوامر يهوة واوامر يسوع
البعضيعتقد ان خالق العالم تم بشكل حرفي كما جاء في أساطيرهم الدينية وما تناقله علمائهموكهنتهم والبعض الآخر يعتقد ان الأساطير الدينية ليست إلا رواية رمزية أدبية لماقدجرى فعلاً. والبعض الآخر يرفضها كونها مجرد تفاهات اسطورية ويصر على موقف العلموالفيزياء التي اسس لها البيج بانج والقائمة على معادلة الزمن والمادة... والتيينتفي أي وجود مادي قبلهما.
اساطير خالق العالم لا تحتاج الى ان تكون معقدة او شديدةالدقة او مليئة بالتفاصيل والشروحات الصحيحة، يكفي ان يتوافق احد مفاصلها مع حقيقةما، للبدء ببناء التلفيقات الضرورية لاستكمال كامل البناء الاسطوري، لتصبح رمزاللاعجاز العلمي يعني تصل بنا الاساطير الى حدود نسميها اللا معقول او الماورائيالذي لا قدرة لعقل الانسان المحدود على تفسيره.. وهنا يتدخل العلم ليفرض وجهة النظرالاقرب الى المنطق الانساني: لحظة تشكل الكون هي لحطة بداية المقاييس المعاصرة أيالزمن والمادة وقبيل التكوين لا مجال لاختلاف الابعاد وواقعها اللا وجودي... أي لامعنى لطرح فكرة قبل الوجود بثانية.. لان اصلا ليس هناك شيء نسميه ثانية!
الموضوع بسيط مجرد ايمان بالصليب الذي هو عند الحاقدين جهالة لكن عندنا هو قوة الله
معرفة الله ليست بالظن والهوى وليست بالفكر والاعتقاد فقط، بل هي معرفة ظاهرةوباطنهعندما يصل الفرد إلى هذا المستوى من التطورويكون مدركاً لذاته ومدركاً لله في كل شيء
ومن يعتقد غير ذلك هم كأطباق متصدّعة يرميها صاحبها عند انتقاله إلى منزل جديد
يقول الموحدين من ابناء الله بان الرب قد ظهر لهم ، ولكن العالم المادي لم يعرفه لأنه أتى على شبه آدم. هو الراعي الذي ترك وراءه التسعة وتسعين وذهب يبحث عن الخروف الضائع. وفرح فرحاً كبيراً عندما وجده، لأن التسعة والتسعين هو رقم اليد اليسرى التي تحمله. واللحظة التي يجد فيها الواحد، ينتقل كل الرقم إلى اليد اليُمنى. لذا إنها معه هو الذي ينقصه الواحد، أي، اليد اليمنى بأكملها ستجذِب ذلك الذي في المكوث فيه تبقى مفتقدة، تمسكه من الجهة اليسرى وتحوّله إلى الجهة اليمنى. وبهذا، الرقم يصبح مئة. وهذا الرقم يرمز إلى سر الأب.
قد عمل جاهداً من أجل خروفه الذي وجده على وشك الوقوع في الحفرة. فأنقذ حياته، ورفعه عالياً من تلك الحفرة لكي يتحقّق للعالم أن يفهم معنى ذلك اليوم الأبدي، من أجلكم أنتم مَن تمتلكون المعرفة الكاملة. انه ليوم تعاظم عن مناسمة الأيام، من غير المناسب فيه أن يكون معنى الخلاص غريباً عنكم فارغاً من مضمونكم، لكي يتسنّى لكم أن تتكلّموا عن ذلك اليوم الملائكي الذي لا ليل فيه وعن شمسه التي لا تغيب. قولوا إذاً في قلوبكم أن ذلك النهار الكامل هو أنتم وأن في داخلكم يشع نور ذلك النهار الذي لا ينقطع.
الأب عرف شذاه، وشذاه يفوح في كل مكان، وحتى لو امتزج بمادة الأرض وركد في سقعة التراب، عندما تظهر الشمس يطلق نفسه مجدّداً للضوء فيعود لينتشر ويبث الدفء في كل مكان، لأن ليس بالأنف يُشَم ذلك الشذا، بل هي الروح التي تملك حاسّة الشم فتجذب الشذا إليها وتغوص فيه، فهي حتماً المكان له وهو حتماً المكان لها وهو الذي يأخذها إلى حيث موطنها الأصلي.
هذا هو الكمال في فكر الأب وهذه كلمات تأمّلاته. كل كلمة من كلماته هو فعل من أفعال إرادته. ونحن كنّا أفكاراً في ذهن الأب قبل تجسّدنا، كلمات في أعماق فكر الأب، أظهرها اللوغوس، اصدار الأب الأول، فكان اللوغوس آدم الإبداع وإرادة إحداث الحدث عند وجوبه، فتنزّه الأب عن الحَدَث والإحداث بأمره اللوغوس وانعكست طبيعة اللوغوس في ذلك الجزء الصامت صمت الفكر في تأمّلاتنا.
هذا حكم الأب، فقد وهبه الأب لإبنه لحظة انبعاثه منه، وضع فيه سر الإسم، ومع أنهم يستطيعون مشاهدة الإبن، لا وصول لهم إلى معرفة ذلك السر، لأن فيه يكمن غموض لحظة الإبداع وكل خفيّ على وشك الظهور إلى الأعيُن والأسماع.
مَن هو إذاً الذي استطاع لفظ ذلك الإسم العظيم، سوى وحده الذي يملك الإسم. وأبناء الإسم بداخلهم يستقر إسم الأب ويستقرّون هم بدورهم في داخل الإسم، لأن الأب لا بداية له.
هو وحده مَن أراد ذلك الإسم لذاته قبل خلق الدَهر، ليتربّع اسمه فوق كل عرش ويحكم على كل حاكم، لأن اسمه لم يُقتَبَس من قاموس الأسماء، أو سمّيَ كما تُسمّى باقي الأسماء. هو أعطى الإسم لذاته بذاته، لأنه وحده مَن رأى الإسم قبل أن يُلفَظ، وهو وحده مَن يملك قدرة إطلاق إسم على ذاته. لأن مَن ليس له إسم ليس له وجود، فأي إسم يطلقه المرء على العدم المفقود. فساعة ينادى ذلك الإسم هي ساعة القيامة التي لا يُدرِك سرّها إلا الأب.
إذاً لنتوقّف ونفكّر بهذه النقطة فتفكيرنا بها يفوق كلّ الأولويات أهمية: ما هو إسم الأسماء ومعنى المعاني ورب المُسَمّى والإسم؟
هو الإسم الحقيقي، هو حتماً الإسم الذي اتى من الأب، لأنه وحده يملكه. لم يأخذ الإسم استعارة كما تطلق الأسماء على الأشياء والأشخاص نسبة للشكل الذي سيتم إبداعها به. بل إنه الإسم الذي يحكم لحظة إبداع الأشكال والأسماء، بقي غير ملفوظ حتى أتى وعرّف عنه هو بذاته، وهو وحده مَن استطاع رؤية الإسم قبل أن يُلفَظ.
أما بشأن ابنه اللوغوس فقد دعى إلى معنى ذلك الإسم إلى أن عُرفَ الإسم فتمّ التمام وانقطع الكلام ومُحِقَت الدهور والأزمان، فكل امرء بعد هذا يتكلّم من منطلق المكان الذي أتى منه منذ القِدَم وسيهرول مسرعاً للرجوع إليه. فقد وضع الأب حدوداً منذ البدء وتجسّد كل حدّ آخذاً مكانه في الأب، فتلك الأمكنة التي إليها تمتدّ افكاركم اليوم هي جذوركم التي شهقت بكم منذ البدء عالياً في مرتفعات الأب حتى وصولكم إلى رأسه وهو مستقرّكم بعد عناء طويل، وستبقوا فيه لكي يتسنّى لكم أن تشارِكوا في تعابير وجهه.
وكأن النهاية قد سبقت البداية وكأنكم لم تتجسّدوا يوماً، لأنكم لم ترتضوا لأنفسكم أماكن أعلى من أماكنكم التي منحها إياكم الأب، ولا حُرِمتم يوماً من مجد الأب، ولا غيّبتموه من أفكاركم، ولا اسأتم الظن بقوّة بطشه، أو يئستم من حنان رحمته... فأنتم مَن يملك جذوة من عظمته اللامحدودة، ليس لكم اعتراض في الحق أو شكوى. استرحتم فيه أبداً هو المستريح من دون إتعاب أنفسكم أو إلزامها بتكاليف البحث عنه لأنه فيكم وأنتم فيه، غير منفصلين عن كماله. لا ينقصكم أي شيء من أي ناحية. فهلّلوا لأن هذا هو مكان الذين رضي عنهم الأب.
وهذه هي المعادلة الذي حيرت المسيحيين منذ القدموللمقال بقية