ما كنت أود متابعته فى الجزء الخاص برأى شنوده عن انجيل برنابا هو أثبات ان كل أدعاء قام به ضد هذا الانجيل انما هو موجود فعلا فى الاناجيل المعترف بيها
وبالتالى لماذا تم رفض انجيل برنابا والاعتراف بأناجيل أخرى لاتختلف ابدا عنه ؟
فهل يوجد فى انجيل برنابا ما يخشى النصارى من انتشاره او معرفته ؟
لابد ان يفكر المسيحي فى هذه الاناجيل ويبحث اسباب رفض وقبول الكنيسة لها
امتثالا لأمر المسيح ......كما جاء فى انجيل يوحنا (( فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي ))
******
وختاما لهذا الموضوع سأقوم بذكر رأى ابن تيميه فى التوراه والاناجيل المحرفه وكذلك تعليق أخونا أبو جاسر عليه فى ملتقى أهل الحديث
ما نقل عن شيخ الاسلام ابن تيميه في الفتاوى الجزء 13 الصفحه 104 :
ثم من هؤلاء من زعم أن كثيراً مما في التوارة أو الانجيل باطل ليس من كلام الله ومنهم من قال : بل ذلك قليل , وقيل : لم يحرف أحد شيئا من حروف الكتب , وإنما حرفوا معانيها بالتأويل , وهذان القولان قال كلاً منهما كثير من المسلمين . الصحيح القوال الثالث وهو أن في الأرض نسخا صحيحة وبقيت إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ونسخاً كثيرة محرفة , ومن قال : إنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال ما لا يمكنه نفيه , ومن قال : جميع النسخ بعد النبي صلى الله عليه وسلم حرفت , فقد قال ما يعلم أنه خطأ , والقرآن يأمرهم أ، يحكموا بما أنزل الله في التوراة والانجيل , ويخبر أ، فيهما حكمه , وليس في القرآن خبر أنهم غيروا جميع النسخ . أ . ه
تعليق أخونا أبو جاسر
شيخ الاسلام لم يقل رحمه الله ان التوراة و الانجيل كتب غير محرفة بالكامل أو محرفة بالكامل بل قال قول ثالث رحمه الله
ومن قال : إنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال ما لا يمكنه نفيه .
الشيخ هنا يذكر أن من قال أن التوراة و الانجيل لم تحرف فهو مطالب بالدليل على نفيه التحريف و هو شئ مستحيل اثباته ان هذه الكتب لم تحرف لانه يحتاج الى مقارنة جميع النسخ الموجودة و يثبت عنده انها محرفة .
ومن قال : جميع النسخ بعد النبي صلى الله عليه وسلم حرفت , فقد قال ما يعلم أنه خطأ .
وهنا الشيخ ايضاً لم يقل ان جميع النسخ حرفت بل يذكر الشيخ أن من قال بهذا القول ملزم بالدليل و انه اطلع على جميع النسخ و ثبت عنده انها حرفت وهذا شئ ايضا مستحيل اثباته .
اما امر القرآن بتحكيم التوراة و الانجيل فهو معلوم لدى جميع مشايخنا الافاضل فى هذا المنتدى العلمى فى قصة المرأة الزانية والتى نزل فيها قرآن :
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ. إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء "( المائدة:42،43 )
ويذكر الشيخ هنا ان القرآن ذكر ان فى كتبهم حكم الله وهذا ما جاء فى سفر التثنية بالتوراة :
-" إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22 : 22 23 ) .
لكن القرآن لم يذكر ان كتبهم محرفة بالكامل جميع نسخ التوراة و الانجيل .
و قول شيخ الاسلام فى كتب القوم اقسامه كالاتى :
1- ما علمنا صحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
2- ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه .
3- ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل و لامن هذا القبيل فلا نؤمن به و لا نكذبه
والحمد لله رب العالمين