المبحث الثاني
الفاضل نور العالم ....
ردا على القول بأن التلاميذ ما فهموا أن يسوع قد اخبرهم بموته وقيامته اليك ما قرأته مع التعليق :
1 - جاء في انجيل يوحنا اصحاح 12 /33 :
( قال هذا مشيرا الى أية موتة كان مزمعا أن يموت ، فأجابه الجمع : نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى الى الأبد ، فكيف تقول أنت أنه ينبغي أن يرتفع ابن الانسان ؟ فقال لهم يسوع : النور معكم زمانا قليلا بعد ، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام )
اذا عرفوا ان يسوع سيرتفع أى سيتركهم .... أليس كذلك ؟ فواضح انهم تلقوا معلومة جديدة جعلتهم يسألون يسوع عن سبب اختلاف ما اعتادوا عليه ....
وجاء في انجيل متى اصحاح 24 / 3 :
( وفيما هو جالس على جبل الزيتون ، تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين : قل لنا متى يكون هذا ؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟ ) .
فهل بعد هذا النص يبقى ظنكم يا نور العالم ان التلاميذ ظنوا الههم ملكا ارضيا باقيا معهم للابد حين يسألونه سؤالا يبدو منه أنه مؤمنين برحيله عنهم ؟ ما رأيك بالنص ؟
وجاء في انجيل لوقا اصحاح 12 / 40 :
( فكونوا أنتم اذا مستعدين ، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان ) .
ايها الفاضل ....
للتعامل مع واقعية النص ....
أرجو وضع نفسك في مكان التلاميذ الذين يستمعون وعلى أثر ما يسمعون يسألون ....
فهم أناس مثلنا من لحم ودم واستيعاب بغض النظر عن مستوى ثقافاتهم ....
فهم ليسوا مجرد شخوص في لوحة زيتية أو رموز حول هالة مقدسة ....
فواقع النص لنقيسه بالواقع يجب تطبيقه على مجريات وادراك الانسان الطبيعي والبسيط .
فكر بالنص وقسه على نفسك وكأنك احد التلاميذ ....
فان سؤال التلاميذ ، ينم عن فهم وجنوح للاستزادة بالفهم ...
أليس كذلك ؟
وهكذا هم امنوا برحيل الملك الأرضي ... فلن يبقى الى الابد ... فهم امنوا برجوعه بعد رحيله وانه سيرتفع عنهم ....
وارجو التدقيق والأخذ بعين الاعتبار بأن ما نؤمن به كمسلمين هو يوافق ما جاء عندكم بخصوص ارتفاع المسيح وعودته قبل انقضاء الدهر ....
عزيزي الايمان بالرجوع اخر الزمان ... هو ما سلم به التلاميذ كما هو واضح ....
فهل تصح كلمة الرجوع على من لم يرحل أصلا ....
فلولا ان التلاميذ امنوا برحيل الههم .... ما كانوا تكلموا بديهيا عن رجوعه قبل انقضاء الدهر في اخر الزمان ....
أليس هذا من أبسط صور المنطق ؟
فكر بواقعية النص يا عزيزي وليس ما اعتدت أنت على فهمه .... متمنيا لك الخير والتوفيق ....
2 - أما بالنسبة لاصرارك ان التلاميذ لم يستوعبوا أن يسوع قال لهم انه سيموت اليك هذه النصوص من كتبكم :
جاء في انجيل متى اصحاح 24 /3 :
( وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع : ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه ، وفي اليوم الثالث يقوم ، فحزنوا جدا ) .
أليس هذا نعي مبكر أحزنهم ؟
الحزن الشديد ألم يكن نتيجة استيعاب يا ايها الفاضل ؟
فلا بد أنهم علموا معلومة هامة من الههم الذي يثقون باخباره وتنبؤاته ....
والمعلومة كانت ليست فقط من الههم بل أعظم ما سوف يحدث لالههم ....
أنه سيموت في يوم من الأيام ....
فالخبر الذي أحزنهم .... فلا بد انه أثر بهم ...
أى لابد انهم فهموه ....
فهموا ان الههم سيموت ويرحل ثم يعود ...
فأنت عندما تورد لي هذا النص المردود عليه الذي أقتبسه لك هنا :
ولذلك فى مرة سابقة حينما اعلن السيد المسيح قائلاً
21- ............انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم و يتالم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم.
22- فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا. ( مت 16 )
أسألك بالله عليك :
ما هو الكلام الذي قال عنه بطرس : حاشاك يا رب لا يكون لك هذا ؟؟؟؟؟؟
انه الرد على كلام يسوع الذي أنبأ فيه بطرس والتلاميذ أنه سيموت ، والذي لم يرق لبطرس ....
لذا أخذ الهه على انفراد ، وانتهر الهه لقوله أنه سيموت !
لذا أطلب منك أيضا لاختبار واقعية النص ان تضع نفسك مكان بطرس الذي هو من لحم ودم واستيعاب وليس كما قد تراه جامدا في رسم بألوان زيتية كما قلت لك ....
تخيل انك التلميذ الذي سمع من الهه انه سيموت ....
وأخذت الهك على انفراد وانتهرته ....
هل تنتهره يا نور العالم على كلام لم تستوعبه ؟؟؟؟؟
أليس هذا الموقف كفيلا لتأخذ فيه درسا هاما ، وهو ان الهك الذي تؤمن بكلامه سوف يموت ....
خاصة وانه سيوبخك فيما بعد على اعتراضك ووصفك أنك شيطان .... فلا اعتقد ان ذلك الوصف كمؤمن لن يهز بدنك لتستوعب أكثر ....
هل اذا رأيت الان يانور العالم الهك يسوع وسمعت منه أمرا ما وأنت المؤمن به كاله وتخشع لذكره في كنيستك .... فما بالك انك تراه ....
هل تعاتبه على امر هام قاله لك ....
وان عاتبته .... أليس العتاب يكون نتيجة فهم لأمر لم يرق لك ؟؟؟؟؟؟؟؟
فكر يا نور العالم ....
ما رأيك بتلك النصوص ؟؟؟؟؟
أكرر لك ولجميع أبناء دينك الكرام ....
التلاميذ هم لحم ودم وعقل .... ليسوا شخوص جامدة ورسم جميل في لوحة رسام شهير ....
والنص الذي جرى على اثنى عشر رجلا من البشر ....
لابد انه يناسب طبيعة وردود فعل البشر الطبيعي ...
فأين تجد واقعية النص حسب تفسيراتكم بأن التلاميذ لم يستوعبوا ان الههم سوف يموت .... رغم حزنهم و معاتبتهم لالههم ؟؟؟؟؟!!!!!!
أرجو التفكير جيدا بملاحظاتي .....
بانتظار اجابتك الجادة والمنطقية ....
وشكرا لك ضيفنا العزيز الفاضل .......